|
دُرَّةُ الزمان .. مكتبة الإسكندرية القديمة
شيماء الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 07:57
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
"إن تاريخ العلوم مليء بحكايات عن العلوم، لا تتعارض فيها الحقيقة مع الخيال ولكن تغذيه، ولا يتعارض فيها جمود العلم مع السرد ولكن يحتويه." هذه مقولة لدوني جيدج أستاذ تاريخ العلوم في جامعة باريس الثامنة، وهي تنطبق جزئيا وكليا على تاريخ مكتبة الإسكندرية القديمة. فما أن يبدأ أي باحث في الاطلاع على تفاصيل الفترة الهلينيستية البطلمية في مصر والتي امتدت من بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م. وحتى الاحتلال الروماني لمصر بعد انتحار كليوباترا عام 30 ق.م.، حتى يستوقفه بشدة ميلاد ومجد مكتبة الإسكندرية القديمة ... أشهر مكتبة في تاريخ البشرية. الموسيون أو متحف الإسكندرية أو المكتبة الملكية أو المكتبة الكبرى أو جامعة الإسكندرية أو المعهد العلمي بالإسكندرية، جميعها مسميات ذات مدلول واحد: المؤسسة العلمية الفذة التي أسسها البطالمة عام 288 ق.م. وعاشت زهاء سبعمائة عام إلى أن أفل نجمها عام 391 م.، وبفضل هذه المؤسسة أصبح العلم عالميا، وغادر للأبد أروقة المعابد وأسرار الكهنة ليحلق بعيدا في آفاق جديدة رسمت للبشرية مستقبلها وساهمت جديا في تطورها.
ومثل جميع الأعمال العظيمة، بدأ الموضوع بفكرة، مجرد اقتراح عرضه ديمتريوس الفاليري على الملك بطليموس الأول سوتير (ومعناها المنقذ) بتأسيس معهد علمي متميز في المدينة الجديدة التي تحمل اسم الإسكندر الأكبر على أن تُلحَق به مكتبة وحدائق ومعامل وتسهيلات مختلفة لإجراء الأبحاث العلمية. استهوت الفكرة الملك المثقف صديق الإسكندر وربيب أستاذه أرسطو، وصاحب الفضل الأول في إتمام إنشاء مدينة الإسكندرية التي غادرها الإسكندر بعد اختيار رقعة الشطرنج كشكل لها، ولم يرها بعد ذلك أبدا لأنه لم يعد إليها سوى جثمانا مبجلا ليُدفن في أرضها في مقبرته المعروفة تاريخيا باسم "السيما" والتي كانت أحد أجزاء الحي الملكي، والتي اتسعت عبر ثلاثمائة عام لتضم جثامين الملوك والملكات البطالمة حتى كليوباترا، والتي لا يزال البحث جاريا عنها حتى الآن. وكانت العادة التي ورثها البطالمة عن قدماء المصريين وعن اليونانيين أيضًا هي إنشاء معابد في الأساس لتمجيد الآلهة تُلحق بها مكتبات وأماكن للدراسة وغير ذلك، فتم الاتفاق على إنشاء معبد لتمجيد الميوزات أو ربات العلوم والفنون التسعة بنات سيد آلهة الإغريق زيوس يُطلق عليه الموسيون، وأن تُلحق به مكتبة تضم جميع المعارف المكتوبة الموجودة في هذا العصر. ولأن هذه الدعوة كانت جديدة وغير مألوفة، فقد أرسل الملك بطليموس الأول سوتير رسائلَ باسمه إلى كل ممالك الأرض يدعوهم إلى المساهمة بما يمتلكون من مخطوطات نادرة لكبار الكتاب والمؤرخين والعلماء لتأسيس نواة المحتوى العلمي للمكتبة الملكية، وعلى إثر ذلك، ووفقا للكرم اللامحدود الذي عُرف به الملوك البطالمة في الإنفاق على العلم، فقد تم وضع ميزانية ضخمة تحت تصرف ديمتريوس الفاليري للإنفاق على تلقي هذه الذخائر الفكرية التي كان مقدرًا لها أن تكون نواةً للمكتبة الكبرى. وفي الوقت نفسه، كانت الأوامر الملكية قد صدرت بالشروع في البناء، هذا البناء الذي لا نعرف عنه إلا شذرات متناثرة هنا وهناك في كتابات بعض المؤرخين، والتي نعتمد على خيالنا كثيرًا لمحاولة تصور شكله مكتملا، ولأن المؤسسة ملكية منذ اللحظة الأولى، وتم إنشاؤها في الحي الملكي المطل على البحر في منطقة القصور الملكية، فإن هذا معناه أنها كانت بناءً ضخمًا فخمًا تنطق جنباته بآيات الجمال والجلال، ومن المؤكد أنه كان يعمل بها العشرات بل والمئات سواء في فترة إنشائها أو بعد ذلك بغرض صيانتها والمحافظة على نظافتها ورونقها وبهاء حدائقها. وفجأة، مات الملك سوتير قبل أن يستكمل تجهيزات مؤسسته الأثيرة التي تبنى فكرة إنشائها، وتم نفي ديمتريوس الفاليري الذي كان يكرهه الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه، ويعود سبب هذه الكراهية إلى أن ديمتريوس قد أقحم نفسه في أمور السياسة إذ طلب منه سوتير رأيه في الأصلح من أبنائه ليتولى العرش من بعده من إحدى زوجتيه، فنصح ديمتريوس الملك أن يختار أحد أبناء يوريديقة، إلا أن الملك منح وراثة عرشه لابنه من برينيقة، وهذا الابن هو الذي أصبح الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس الذي لم ينسَ هذا الموقف قط، وما إن توفي أبوه حتى بادر بطرد ديمتريوس الفاليري من الإسكندرية إلى الدلتا التي ظل بها كمنفى له حتى وفاته أو - كما تُرجح بعض المصادر - قتله.
ويعتبر الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس (ومعناها المحب لأخته) صاحب الفضل الأساسي في استكمال إنشاء ما بدأه والده، فهو صاحب الفضل الأول في وضع الأنظمة الإدارية والمالية للمجمع العلمي الجديد، كما يُنسب إليه الإشراف على وضع نظم تعيين الموظفين واستقبال العلماء واستكمال مجموعات الكتب لتحوي المكتبة الملكية ما لم يتسنَ لأية مكتبة أخرى حتى ذلك العصر أن تحتويه. ولا عجب أن يكون تمثال الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس هو أول ما يواجه زائر مكتبة الإسكندرية الجديدة عند مدخلها الرئيسي عرفانا بفضله في تأسيس المكتبة القديمة. وكان النظام الذي أشرف فيلادلفوس بنفسه على وضعه يقضي بأن يكون الموسيون تحت إشراف كاهن ليقيم الصلوات لتمجيد ربات العلوم والفنون ولكن دون أن يكون له أدنى تدخل – فيما يبدو – في شئون البحث العلمي، وأن تكون المكتبة تحت إشراف عالم مرموق، وكان منصب مدير المكتبة على وجه الخصوص منصبا رفيعا للغاية ولا يتم التعيين فيه إلا بمرسوم ملكي. وبعد ذلك، تم تأسيس نظام لاستقبال العلماء للدراسة والبحث، على أن يتم عرض أسمائهم على الملك الذي لابد وأن يوافق شخصيًّا على استقبال هذا العالم أو ذاك، وذلك لأن مرتبة "عالم مقيم في الموسيون" كانت مرتبة يتهافت عليها العلماء من كل حدب وصوب نظرًا للامتيازات التي كان يتمتع بها من يحمل هذا اللقب من مرتب ثابت وإعفاء من الضرائب وإقامة مجانية داخل الموسيون ووجبات مجانية في رحابه كان الملك شخصيًّا يشارك فيها في كثير من الأحيان، وقبل ذلك كله التمتع بمناخ علمي حقيقي يكلله الهدوء والمراجع الوفيرة وأدوات البحث المختلفة، إذ أنه بجوار الموسيون والمكتبة كانت توجد حديقة حيوانات صغيرة وحديقة للنباتات النادرة وقاعة للتشريح وقاعة للجغرافيا ومرصد فلكي وأماكن مبيت للعلماء وقاعة واسعة لتناول الطعام، هذا بخلاف قاعات الحوار والمناقشات والأروقة الواسعة والحدائق الغناء التي كانت تحيط بهذا كله، كان كل شيء في هذا المكان حقًّا يقدس العلم والعلماء. وبدأت تتوافد على المؤسسة الجديدة أطنان من المخطوطات والبرديات من أركان الأرض الأربعة، فكانت المواجهة العاجزة أمام كل هذه الكنوز المعرفية التي لا يعرف أحد كيف ينظمها لتحقيق الاستفادة المرجوة منها، حتى ظهر شاب مجتهد يعمل في القصر اسمه كاليماخوس من قورينة في ليبيا، وكان لهذا الشاب المتميز إسهام تاريخي لم ينسه له العلماء حتى اليوم، لأنه صاحب أول نظام للفهرسة، فهو صاحب السجل أو الـ Pinakes الذي بفضله استطاع العلماء الاستفادة من ذخائر المكتبة على مدار تاريخها، وتأسس به علم لم يكن موجودًا في الدنيا من قبل وهو: علم المكتبات. ومن هنا يأتي الخلط في الاعتقاد أن كاليماخوس كان المدير الأول للمكتبة الملكية، بل يمتد الخلط أحيانا إلى القول بأن مديرها الأول هو ديمتريوس الفاليري. ولأننا عرفنا أن النظم الإدارية الهيكلية للمكتبة قد تم وضعها في عهد فيلادلفوس، فإن هذا وحده يكفي لاستبعاد اسم ديمتريوس الفاليري من القائمة، أما كاليماخوس القوريني فقد كان - كما قلنا - شابًّا مجتهدًا في القصر لا أكثر ولا أقل، ويبدو أنه قد عُهد إليه بإنجاز مهمة الفهرسة على وجه الخصوص، وقد أصبح كاليماخوس فيما بعد من أشهر الشعراء، وتعتبر قصيدة "جديلة برينيقة" أهم وأشهر قصائده على الإطلاق. أما منصب مدير المكتبة المرموق فقد ذهب إلى أستاذ الأدب والنقد وأحد معلمي فيلادلفوس وهو زينودوتس الإفسوسي أول مدير للمكتبة القديمة، وأول من قام بالشرح والتعليق على أشعار هوميروس، والذي اتبع منهجيته النقدية كل من أريستوفانس البيزنطي ثم أريستارخوس الساموطراقي اللذان سيأتي ذكر كل منهما لاحقًا. ومن أشهر الأعمال العلمية التي تمت في عهد فيلادلفوس ترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانية وهي الترجمة المعروفة تاريخيًّا باسم "الترجمة السبعينية". وقد سُميت بهذا الاسم لأن فيلادلفوس قد استقدم من القدس اثنين وسبعين حبرًا من اليهود لإعداد هذه الترجمة، وعلى الرغم من أن الباحثين يعتقدون أن هذه الترجمة لم تتم دفعة واحدة، وإنما تمت على مراحل بين القرنين الثالث والثاني ق.م.، إلا أنه يكفينا فخرا أنها تمت في الإسكندرية بسبب وفرة المادة العلمية اللازمة لخدمة هذا النوع من الترجمات المتخصصة، وحتى الآن، تبقى الترجمة السبعينية أعظم عمل في تاريخ الترجمة ولا تزال تحتفظ بقيمتها كوثيقة دينية في غاية الأهمية في جميع الدراسات المتعلقة بالكتاب المقدس. وفي الحقيقة، لا يزال هذا الأمر يدهشني للغاية، فما الذي يدعو ملكًا لا يؤمن لا باليهودية ولا بالإله الواحد أن يتبنى مشروعًا كهذا؟ لقد كان هذا المشروع يهدف في الأغلب إلى تسهيل تعاملات الجماعة اليهودية التي كانت تزداد يومًا بعد يوم في الإسكندرية مكتسبةً الصفات الهللينية واللغة اليونانية، فكانت ترجمة شريعتهم إلى لغتهم الجديدة تمثل تيسيرا كبيرا في تعاملاتهم سواء بين بعضهم البعض أو بينهم وبين السلطات البطلمية، وهذا معناه أن اختلاف العقيدة - حتى لو كان اختلافا جذريا بين وثنيين وموحدين - لم يكن يمثل أدنى مشكلة، بل إن الملك الوثني سعى إلى ترجمة النصوص المقدسة الخاصة بجماعة من الموحدين معتبرا هذا عملاً علميًّا يخدم أغراضًا اجتماعية وربما سياسية لشريحة من رعاياه. كانت هذه هي الروح الحاكمة في مدينة الإسكندرية الكوزموبوليتانية التي فتحت ذراعيها مرحبة بالجميع منذ اللحظة الأولى لإنشائها. وعندما تولى الملك بطليموس الثالث يوارجتيس (ومعناها صانع الخير) الحكم بعد وفاة والده فيلادلفوس، كانت هذه المؤسسة العظيمة قد بلغت الرُبى، وضربت سمعتها الآفاق، وترددت أصداء كنوزها المعرفية والامتيازات الممنوحة لعلمائها بين أركان العالم القديم، فما كان من يوارجتيس إلا أن استكمل ما بدأه أبوه وجده، ففي عهده، تضاعفت مقتنيات المكتبة الملكية من الكتب والبرديات. وفي هذا الصدد، يُنسَب إلى يوارجتيس أمران: أولهما أنه كان قد عقد النية على أن تحتوي المكتبة الملكية النسخ الأصلية لأعمال أساطين التراجيديا اليونانية إيسخولوس وسوفوكليس ويوريبيدس، لكنه تبين أن هذه المخطوطات الثمينة موجودة في خزائن محفوظات الدولة في مدينة أثينا، وأنه لم يكن مسموحًا باستعارتها على وجه الإطلاق، ومع ذلك استطاع يوارجتيس إقناع حكام أثينا باستعارتها لدراستها ونسخها ثم إعادتها مرة أخرى، ودفع مقابل ذلك مبلغ تأمين يقدر بخمسة عشر تالنتًا من الفضة، ولكي نعرف قيمة هذا المبلغ الضخم فإنه يكفي أن نعرف أن التالنت وحدة قياس إغريقية كانت تتراوح بين 20 إلى 27 كيلوجرام، فإذا ضربنا متوسط الرقمين تكون النتيجة: (25 كجم × 15 تالنت = 375 كجم من الفضة !!!) ويا لها من قيمة ضخمة! ولم يكتفِ يوارجتيس بذلك، بل استولى بالفعل على المخطوطات الأصلية فور وصولها إلى أرض مصر، ثم أمر بنسخها، وأرسل النسخ إلى أثينا متنازلا عن هذه القيمة المادية الضخمة في مقابل الاحتفاظ بأصول هذه الأعمال الخالدة في مكتبة الإسكندرية. أما الأمر الثاني فكان يتعلق بأسلوب جديد للبحث عن البرديات والمخطوطات وهو "كتب السفن"، فمجرد أن ترسو السفن في ميناء الإسكندرية، تقوم بتفتيشها قوة من الحرس الملكي معها مرسوم ملكي صارم يقضي بالاستيلاء فورا على أية بردية أصلية يتم العثور عليها مع أي مسافر، على أن يتم تعويضه بنسخة طبق الأصل لها يتم إعدادها بواسطة النُسَّاخ في المكتبة، وقد تم تخصيص جانب في المكتبة حمل عنوان "كتب السفن" لاستقبال هذا النوع من المقتنيات. كل هذا كان إلى جانب اتباع الأساليب التقليدية في اقتناء الكتب مثل شرائها من أسواقها المعروفة والمعلنة، كما أن الاقتناء كان يتم بشراء نسخ متنوعة لضمان اقتناء المعلومة كاملة، فمثلا أشعار هوميروس، كان يتم شراء جميع النسخ الخاصة بها من أماكن مختلفة، وكانت تُقيَّد في سجل المكتبة منسوبة إلى الأماكن التي جاءت منها، فكان يُكتب مثلا "من خيوس"، "من سنوبي"، "من ماساليا" .. إلى آخره، كما حوت المكتبة الأعمال الكاملة للفيلسوف أرسطو. وبغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع الأساليب المتبعة في اقتناء الكتب، فقد أتت ثمارها، واحتضنت المكتبة الملكية بين جنباتها ما لم تحتويه أية مكتبة سابقة عليها، وقُدِّر ما احتوته بحوالي سبعمائة ألف كتاب، وإذا ما قارننا هذه النتيجة المبهرة بإمكانيات العصر القديم، فإننا سنجد أن ما حققه البطالمة كان بالفعل أمرًا مدهشًا لم يسبقهم إليه أحد. وكان من نتائج هذا الشلال المتدفق من الكتب أن ضاقت بها المكتبة الملكية، فقام يوارجتيس بتأسيس مكتبة ملحقة بالبناء الجديد لمعبد السيرابيون الموجود في الحي المصري في المدينة، والذي كان ليوارجتيس الفضل في إعادة بنائه (المعبد) لتضم هذه المكتبة النسخ الفائضة والمكررة من الكتب، وأُطلق على هذا الفرع "المكتبة الابنة"، وقد نمت هذه الابنة نموًا كبيرًا، وكانت في العصر الروماني مركزًا لحركة علمية واسعة. وفي ضوء هذا الاهتمام الفائق من الملوك البطالمة، كانت النتيجة الحتمية هي ازدهار الحركة العلمية في هذا المجمع العلمي الضخم، وتنوع الإنتاج العلمي بين العلوم والرياضيات والأدب والنقد وغيرها من فروع العلم المختلفة، ومن هذا التنوع، بزغت أسماء لامعة كالشهب في سماء العلم حملها العلماء في وجدانهم عبر العصور وحتى يومنا هذا. ومن الممكن أن نضع إيراتوسثنيس القوريني كأبرز علماء القرن الثالث ق.م.، فقد جمع هذا العالم الجليل بين العلم والأدب في انسجام رائع وبارع، فقد كان ثالث مدير لمكتبة الإسكندرية القديمة، كما كان معلمَ ولي عهد الملك بطليموس الثالث يوارجتيس، وهو واضع أسس العلم الذي نعرفه الآن باسم الجغرافيا وأسس العلم الذي نعرفه باسم الكارتوجرافيا (علم رسم الخرائط)، وهو أول من كتب تاريخ الإغريق مستندا إلى الترتيب التاريخي للأحداث ومنقحا التاريخ من الأساطير فيما عُرف باسم الكرونولوجيا (مراعاة الترتيب الزمني للأحداث)، وهو أول من رسم خريطة الأرض على كرة وأول من أثبت كرويتها بتجربة عملية لا تحتمل الشك وأول من أكد إمكانية الوصول إلى الهند من أيبيريا، وهو أول عالم في تاريخ الإنسانية ينجح في قياس محيط الكرة الأرضية بهامش خطأ لا يتجاوز 1% عن أحدث القياسات، وهو أحد علماء الفلك المعدودين في تاريخ المكتبة القديمة، كما أنه كان عالما في الرياضيات فهو صاحب ما يسمى "غربال إيراتوسثنيس" للتعرف على الأرقام الأولية (التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها وعلى رقم 1) والمعروف حتى الآن، كما كانت له إسهامات أدبية ونقدية وشعرية، وكنتيجة لغزارة علمه كان يلقَّب بالمعلم "بيتا"، وهو الحرف الثاني في الحروف الهجائية اليونانية والذي يمدحه بوصفه يحتل المركز الثاني في كل العلوم. ولا يختلف أريستوفانس البيزنطي عن سابقه في مكانته العلمية، فقد كان المدير الرابع للمكتبة الملكية، وكان يتميز بمعرفة موسوعية، كما أنه كان على دراية متعمقة بمحتويات المكتبة، حتى أنه كان يقوم بتحكيم المنافسات بين الشعراء متبينا الأسطر المستعارة المتضمنة في القصائد المتنافسة وذلك مع تحديد مواقعها في الأعمال الأصلية لكاتبيها معتمدًا على ذاكرته الحديدية. وكانت إسهاماته النقدية مرجعًا رئيسيـًّا لكل الدراسات الأدبية التي جاءت بعده، ويكفي أن نقول إنه قام منفردًا بإنجاز تحقيق كامل لنصوص الملاحم والشعر الغنائي والشعر التمثيلي في العصر الكلاسيكي متبعًا منهجية علمية أضحت نموذجًا يُحتذى لكل خلفائه. كما قام أريستوفانس بإنجاز قاموس فائق الأهمية وهو "معجم الألفاظ" الذي قام فيه بعمل فذ في شرح الصيغة الصحيحة والمعنى الصحيح لبعض الألفاظ اليونانية في عصر معين ولهجة معينة، وهو عمل كان له الفضل الأعظم في تيسير عمل محققي التراث الأدبي الذي جاءوا بعده، ويُنسب إلى أريستوفانس الفضل في ابتكار علامات الوقف. وبعد أريستوفانس البيزنطي يأتي أريستارخوس الساموطراقي الذي شغل منصب المدير السادس للمكتبة الكبرى، وكان أيضًا معلمًا لأمراء الأسرة الملكية، وقد كتب ثمانمائة مؤلَّف في شرح كتب القدماء، وهو أول من كتب شرحًا لمؤلَّفٍ بالنثر، وقد شملت شروحه الأعمال الكلاسيكية اليونانية كلها، وعلى رأسها أعمال هوميروس مما أكسبه مع الوقت لقب "الهومري". ويجب أن نذكر في هذا السياق أيضًا العالم ديونيسوس ثراكس السكندري الذي وضع أسس علم اللغويات، والذي ألف كتابًا عن قواعد النحو والصرف في اللغة اليونانية.
وإذا انتقلنا من المجالات الأدبية إلى المجالات العلمية، نجد أنه في مجال الطب مثلا لمع اسمان لا يزال الطب يدين لهما بالكثير حتى اليوم: هيروفيلوس الخلقيدوني وإيراسستراتوس القوصي. ويدين علم الطب لهيروفيلوس على وجه الخصوص بنقطة تحول كبيرة ومهمة، إذ كان الطب قبله يعتمد على ما تركه أبقراط من تراث علمي يعتمد بالأساس على كمٍّ ضخم من الملاحظات لجسم الإنسان وأوصاف الأمراض المختلفة، أما هيروفيلوس فقد اعتمد علمه على المعرفة الطبية المباشرة واهتم بدقة المصطلحات، ولتحقيق هذا الأمر فقد اعتمد عمله الرائد على ممارسة تشريح جسم الإنسان، فهو يعد مؤسس علم التشريح، كما حقق هيروفيلوس إنجازًا علميًّا خالدًا في علم الأعصاب ووظيفة العقل، لأنه نتيجة لقيامه بتشريح الجهاز العصبي، استطاع أن يثبت بشكل نهائي أن العقل - وليس القلب كما كان شائعًا - هو مركز التفكير، وقد عارض بذلك ما كان يقوله أرسطو وغيره من الفلاسفة والعلماء. أما إيراسستراتوس القوصي فيُنسب إليه وضع أسس علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا)، كما إنه قام بتقسيم الأعصاب إلى نوعين: أعصاب مختصة بالحركة وأخرى مختصة بالإحساس، كما وصف لسان المزمار وصمامات القلب وصفًا دقيقًا، وسمى إحداها "ثلاثي الشرفات" أو Tricuspid وهو الاسم المعروفة به حتى الآن. وقد كان تقدم علوم الطب في الإسكندرية السبب الرئيسي لاجتذاب جالينوس البرجامي في القرن الثاني الميلادي للدراسة بها، وقد تأثر الإنتاج العلمي الوفير لجالينوس بكل ما درسه وعرفه في الإسكندرية، وله الفضل في أن نقل إلينا تفاصيل التقدم الطبي في المدينة، وتاريخيًّا، يعتبر جالينوس آخر الأطباء الكبار في العالم القديم. ولم يكن الإنجاز في علوم الهندسة والرياضيات بأقل من الإنجاز في علوم الطب، فقد وضع العالم السكندري العظيم إقليدس في كتابه الخالد "العناصر" أسس علم الرياضة والهندسة والمنطق الرياضي، وقد أهدى كتابه هذا إلى الملك بطليموس الأول سوتير، ويبدو أن الملك - على الرغم من ثقافته - قد واجه بعض الصعوبات في متابعة التفاصيل التي ذكرها إقليدس في كتابه، فطلب منه أن يبسِّط له هذا العلم الذي رآه معقدًا بعض الشيء، لكن يُروى أن العالم الكبير قد رد على الملك قائلاً: "مولاي .. لا يوجد طريق ملكي لتعلم الهندسة!". وقد كانت الهندسة الإقليدية هي الأساس الذي أقام عليه إيراتوسثنيس القوريني افتراضه الرياضي لقياس محيط الأرض. وقد حقق أرشميدس السيراكيوزي عدة إنجازات تاريخية خالدة في الفيزياء والرياضيات، فهو مكتشف قانون الطفو، وهو واضع أسس علم التفاضل، كما وضع قانون العلاقة بين الكرة والأسطوانة المحيطة بها وقاعدة قياس مساحة سطح الكرة، وهو مبتكر الروافع، ومخترع الطنبور الذي لا يزال يُعتمد عليه في الكثير من المناطق الريفية حتى اليوم. ويظهر في القائمة الطويلة لعلماء المكتبة القديمة كتيسيبيوس مصمم الساعة المائية، وهيرون مخترع آلات إطفاء الحرائق وآلات تعمل بالنقود وأخرى تعمل بالبخار، وأبوللونيوس البِرجي الذي أُطلق عليه "المهندس العظيم" والذي ألف كتابًا خالدًا عن المخروطات وأطلق مسميات علمية على أجزائها مثل القطع المتكافئ والقطع الناقص والقطع الزائد والتي مازلنا نستخدمها جميعًا حتى اليوم. وفي علم الفلك، كان أول من قال إن الأرض كروية وإنها تدور حول الشمس وليس العكس هو أريستارخوس الساموسي (وهو عالم آخر غير أريستارخوس الساموطراقي)، وعلى الرغم من المعارضة الشديدة التي واجهها في عصره وفي العصور التي تليه والتي آمن فيها جميع العلماء يقينًا بمركزية الأرض ودوران الشمس حولها، فقد أثبت الزمان بعد أكثر من ألف وخمسمائة عام صحة ما ذكره أريستارخوس الساموسي وذلك على يد العالم كوبرنيكوس. كما كان أريستارخوس أول من قال بأن القمر يستمد ضوءه من الشمس. وعلى الرغم من الأخطاء العلمية الكثيرة في كتابه، فقد تمكن العالم الفلكي والجغرافي الكبير الصعيدي الأصل كلوديوس بطليموس من نقش اسمه في سجل الخالدين بكتابه الأشهر "المِجَسطيّ" الذي ظل يُتداول ويُترجَم لمئات السنين بعده على الرغم من ارتكازه على الفكرة الخاطئة لمركزية الأرض ودوران الشمس حولها. وفي التدوين التاريخي، يتبادر إلى الذهن على الفور اسم مانيتون العالم والكاهن المصري السمنودي الأصل الذي انضم إلى علماء الموسيون في مطلع القرن الثالث ق.م.، والذي تم تكليفه بجمع وتدوين تاريخ الأسرات الفرعونية الحاكمة في مصر منذ عهد الملك مينا موحد القطرين، وقد نجح في ذلك بالفعل مستعينًا بلا شك بكنوز المعرفة في المكتبة، ولا يزال تقسيم التاريخ المصري إلى إحدى وثلاثين أسرة فرعونية حاكمة الذي وضعه مانيتون معمولا به حتى يومنا هذا. ولعل أهم ما يلفت النظر في هذه القائمة الوافية من أسماء العلماء والأدباء أنهم متعددو الجنسيات، فهم من مصر وبرجا وسيراكيوز وساموس وساموطراق وبرجاما وخلقيدونية وقوص وبيزنطة وقورينة وإفسوس ورودس وغيرها، لقد كان المجمع العلمي بالإسكندرية مجمعًا عالميًّا بحق، ذابت فيه الفوارق بين الجنسيات، واتفق الجميع فيه على هدف واحد: تعلُّم العلم والمساهمة فيه.
وقد شغلت مسألة اندثار هذه المؤسسة العظيمة أذهان الكثير من المؤرخين والعلماء، وتراشقت فرق كثيرة الاتهامات حول من أحرق ومن دمر. وفي البداية، أود أن أشير إلى أن الدراسة المتعمقة في التاريخ تعلمنا أمرًا في غاية الأهمية: ألا نفكر فيما فعله الأقدمون بعقلياتنا الحالية، فلابد أن نضع أنفسنا مكانهم وأن نحكم عليهم بمقتضيات عصرهم ومعطياته وآلياته، والأهم ألا يكون همنا الأول تقديسهم أو لعنهم، بل يجب أن يكون همنا هو تفهم دوافعهم وشرح تصرفاتهم في سياقها التاريخي. وقد دق الأسطول الروماني بقيادة يوليوس قيصر المسمار الأول في نعش مكتبة الإسكندرية القديمة. ففي عام 48 ق.م.، وصل يوليوس قيصر إلى شواطئ الإسكندرية في إطار مطاردته لبومبيوس أثناء الحرب الأهلية الرومانية، وعند وصوله اكتشف أنه توجد في مصر حرب أهلية أخرى بين كليوباترا وأخيها بطليموس الثالث عشر، وقد اتخذ قيصر جانب كليوباترا كما هي القصة المعروفة، وانضم إلى قواتها في الحرب ضد قوات أخيها، وعندما فوجئ بزيادة عدد السفن في الأسطول التابع لبطليموس الثالث عشر - وكان هذا معناه قطع الإمدادات التي تصله من الإسكندرية – لم يتردد في حرق أسطول بطليموس الثالث عشر الذي كان شديد القرب من الشاطئ، فاحترق الأسطول وامتدت النيران من الترسانة البحرية إلى المكتبة الكبرى فأحرقتها ودمرتها. ومع ذلك نجا الموسيون وباقي مباني المجمع العلمي من الكارثة، وقد أهدي مارك أنطونيو فيما بعد مائتي ألف كتاب من مكتبة برجامون إلى كليوباترا تعويضا عن فقد كنوز المكتبة الملكية. وبعد أن أصبحت مصر ولاية رومانية، استمر الموسيون متمتعًا بحماية الأباطرة الرومان، وأصبحت المكتبة الابنة في السيرابيون هي المكتبة الرئيسية في الإسكندرية، كما كانت هناك مكتبات متفرقة في معابد أخرى بالمدينة كانت أشهرها مكتبة معبد القيصرون. وقد واصل الموسيون تألقه العلمي طوال القرنين الميلاديين الأولين تحت إشراف أباطرة الرومان مستعينًا بالمكتبات القائمة. لكن، بدأت نواقيس الخطر تدق بدءًا من القرن الثالث الميلادي، حيث بدأت أزمات متعددة تلقي بالنذر المشئومة على مدينة العلم والتسامح، ففي عام 215 م. قامت ثورة من الأهالي ضد الإمبراطورية الرومانية، فانتقم الإمبراطور كراكلا من الثوار بقتل الكثير من شباب المدينة، ودخل في مواجهات عنيفة مع الأهالي أدت إلى أن امتدت يد التلف إلى الموسيون، فتم إيقاف تمويله وأُلغيت المنح عن أعضائه وتم طرد الأجانب منهم. وفي عام 262 م. أرسل الإمبراطور جاليينوس حملة للقضاء على والٍ كان قد ادعى الحكم لنفسه تسببت في المزيد من الخسائر للموسيون. وفي عام 272 م. احتلت زنوبيا ملكة تدمر الإسكندرية، فهاجم الإمبراطور أورليان قواتها بعنف، وتركزت المعركة في الحي الملكي بالمدينة مما أدى إلى حدوث خراب واسع الانتشار اضطر أعضاء الموسيون إلى الفرار خارج البلاد أو اللجوء إلى معبد السيرابيون. وفي نهاية القرن الثالث الميلادي، حدثت ثورة جديدة، فتصدى لها الإمبراطور دقلديانوس الذي حضر بنفسه في عام 298 م. وأشاع القتل الوحشي في أهل المدينة، ولم ينجُ رجال العلم من هذه المجازر، وبعد ذلك مباشرة بدأ الاضطهاد الأكبر ضد المسيحيين. وعندما بدأ القرن الرابع، كان معظم الحي الملكي بالمدينة قد تحول إلى أطلال وخرابات بعد أن كان دُرَّة المدينة وأجمل منطقة فيها، وانتقل نشاط المدينة إلى الحي المصري حول السيرابيون. لكن بقي جزء من الموسيون كان لا يزال قائما وسط هذه الخرابات حتى نهاية القرن الرابع، فقد كان رغم كل شيء معبد الربات ويتمتع بشيء من القدسية طالما أن المعابد الوثنية لم يمسها الأذى بعد، لكن، اختفى ذكره تماما من جميع الكتابات مع بداية القرن الخامس الميلادي مما يعني أنه اختفى فعليا في هذه الفترة. ففي عام 391 م. أصدر الإمبراطور ثيودوسيوس قرارًا بجعل الديانة المسيحية الديانة الرسمية للدولة الرومانية، واستتبع هذا الأمر أمر آخر بتدمير المعابد الوثنية في جميع أرجاء الإمبراطورية. وكان السيرابيون وما تبقى من الموسيون من الأماكن التي سرى عليها تنفيذ المرسوم الإمبراطوري. ويجب في هذا السياق أن نذكر أن الإمبراطورية الرومانية قد اتسمت بشكل عام بالعنف وبالعنجهية العسكرية، وأن إدراك قيمة الآثار أو المخطوطات والبرديات القديمة لم يكن موجودًا في هذا العصر، وأن القتل والتنكيل وأبشع أنواع الاضطهاد والتعذيب كان يُمارَس في إطار الضرورة الحتمية لحماية هيبة الدولة من المارقين والخارجين عن القانون، وفي هذه الأطر العامة نتفهم اضطهاد المسيحيين من الدولة الرومانية عندما كانت وثنية، وكذلك اضطهاد الوثنيين من الدولة الرومانية عندما أصبحت مسيحية. وبعد هذا كله، يكون مضحكًا أن نقول إن المسلمين هم الذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية القديمة، التي انتهى ذكرها بعد عام 391 م، في حين وصلت جيوش عمرو بن العاص إلى الإسكندرية عام 642 م.
وهكذا، أُسدل الستار على أعظم مجمع علمي في العالم القديم، وأشهر مكتبة في تاريخ البشرية، وضاعت كنوزها وذخائرها التي دفع فيها الملوك البطالمة الأموال الطائلة، وشحذوا لها الهمم والعزائم، وأقاموا لأجلها الاحتفالات والولائم. لقد فقدنا دُرَّةَ الزمانِ لأكثر من ألف وستمائة عام، لكنها أبت إلا أن تنهض من جديد من وسط الرماد، وعلى شاطئ البحر أيضًا في قلب مدينة الإسكندر، في عصرنا الرقمي، عصر العلم والتكنولوجيا، لتحيي مجد المكتبة القديمة وتضيف إلى أمجادها أمجادًا جديدة.
#شيماء_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعليم من أجل الإبداع
-
ومن مِصر ... أشرقت شمسُ الأخلاق
-
سيمافور الإسكندرية أو معزوفات التاريخ الروائية
-
إيراتوسثينس القوريني
-
تغيُّر الفتوى بين المرونة الدينية والضرورة الدنيوية
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|