أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مشهد سوداوي














المزيد.....

مشهد سوداوي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 02:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكتف الساسة والمسؤولون الامنيون بالمشهد المفجع للموت والدمار التي خلفتها إنفجارات الاربعاء الدامي بل أصروا على اتمام فداحة المشهد ورفع درجة السواد عبر تكرار نفس الحركات والتصريحات والتخبط بعد كل جولة ارهابية تأخذ ما تيسر لها من أرواح وبيوت.
أصر القادة على تحويل الفاجعة الوطنية الى قضية شخصية يدافعون فيها عن مواقعهم وخطاباتهم وكتلهم وخططهم الانتخابية، فتعاملوا مع كل التفاصيل بنظرة ضيقة لا تهمها الخسائر قدر ما يهمها دفع الاتهام بالتقصير، ولذلك كان الغضب الرسمي موجها الى الاعلام بالدرجة الاولى وكأن سكوت الاعلام أو حتى موته سيحل المشكلة.
يوم الاربعاء لم تفشل الاجهزة الامنية في حماية المواطن فقط بل فشلت أساسا في حماية الدولة ومؤسساتها وهو الامر الذي لم يحدث بهذه الكثافة من قبل، وعندما تفشل الاجهزة الامنية في حماية مؤسسات الدولة ورموزها السيادية فإن أرواح المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم تصبح أهدافا ساقطة في معادلات المواجهة العسكرية، فليس من الممكن أن تضع الدولة شرطيا لكل مواطن أو لكل منزل لكن الدولة يجب أن تكون قادرة على حماية مؤسساتها السيادية وقياداتها، ويعرف الجميع إن انهيار الدول مسألة رمزية أساسا.
لقد سيطرت القضايا الحزبية والشخصية على التعاطي مع أحداث الاربعاء الدامي وحدث تراشق بالتهم في كل الاتجاهات لتكون هناك نتيجة واحدة هي وضع الجميع تحت سقف الشك في استهداف المواطنين العراقيين وتحطيم أمنهم لأغراض خاصة تتعلق إما بتمويل خارجي، أو إنتماء سياسي، وفي كل الاحوال فإن شرخا كبيرا أصاب ثقة الناس بالتقدم الامني وهو شرخ بحجم مضاعف في المحيط الدولي ونتيجة للإتهامات المتبادلة بين الفرقاء صار الجميع تحت طائلة الشك.
في دول مجاورة حدثت حالات استهداف ارهابي مشابهة لما حدث في بغداد لكن الصدمة كانت مختلفة لأن الاجراءات الامنية في بغداد مشددة بشكل يعرقل الحياة اليومية أحيانا لكن المواطنين كانوا يقبلون بتلك الاجراءات لأنها توفر ما يتوقعونه من أمن فماذا ستكون حجة الاجراءات بعد اليوم؟.
كانت تفجيرات الاربعاء جزءا من سلسلة امتدت من الموصل الى كركوك فبغداد، وفي كل المرة كان القادة الامنيون يبرئون ذممهم بالقول إن الارهابيين يستهدفون مناطق رخوة أمنيا وانهم غير قادرين على المواجهة ويبدو إن الارهابيين استجابوا لهذا التحدي وتوجهوا الى المواقع السيادية وفي عز الظهيرة ليكون الخطأ مكشوفا والفضيحة علنية لا تحتاج الى وسائل إعلام مادام الضحايا بالمئات وشهود العيان بالآلاف وأصوات الانفجارات توقظ النائمين وحتى الموتى.
كالعادة ظهرت بيانات رسمية تشكك في عدد الضحايا وعدد الانفجارات وتتهم وسائل الاعلام بالتضخيم والتهويل والعمالة كما ظهرت بيانات رسمية تؤكد إعتقال المجرمين رغم إن المنفذين إنتحاريين، ولا أحد يعرف كيف تم الامساك بخيوط الجريمة بهذه السرعة بينما تجولت شاحنات الموت والدمار بحرية دون أن يلحظها أحد.
ما يختلف في هذه التفجيرات إن المواطن لا يريد تشخيص الجاني بل يريد تشخيص الغافل أو المتغافل الذي أتاح للكارثة أن تحدث، وتشخيص السياسي الذي تجاهل التدهور الامني الذي تعيشه البلاد منذ أسابيع وتجاهل جميع اشارات التحذير التي جاءت من الاعداء والاصدقاء ومن جهات رسمية لها دورها في بناء الدولة والحفاظ على وجودها ومنها رئاسة الجمهورية وشركاء في العملية السياسية ومواطنون عاديون بكوا أمام الكاميرات دمعا ودما عندما أبيدت قراهم في ساعة من ساعات النهار، هناك حاجة وطنية لتشخيص من إستهان بالهجمات المتوالية وإعتبرها تافهة تريد النيل منه ومن موقعه وانتصاراته.
ما حدث يوم الاربعاء خطير والاخطر منه تجاهل نتائجه والسماح بمروره مثلما حدث في حالات سابقة والاكتفاء ببيانات تتحدث عن لجان وإقالات وإلقاء قبض واعترافات على سيديات سريعة التلف وإتهامات لوسائل اعلام وللبعثيين والتكفيريين كعبارات فضفاضة لا تحدد شيئا وتترك المجرم يكرر فعلته وتترك المتكاسل والغافل في موقعه أو تنقله الى موقع أفضل كعقوبة.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب
- مذبحة عادية
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية
- حلول بسيطة ونوايا معقدة
- تجاهل الخطر
- الانسحاب.. تأويلات متطرفة
- حرائق بايدن
- المهمة تذهب في إتجاه مختلف
- مخاطر الجمود السياسي


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مشهد سوداوي