أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - في طريق المطار ( مآذن خرساء 27/48)















المزيد.....

في طريق المطار ( مآذن خرساء 27/48)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 08:07
المحور: الادب والفن
    



كنت أجهل و أنا أجلس في المقعد الخلفي لسيارة رشيد، وهي تتجه بنا مسرعة نحو المطار انني كنت أشارك صديقي الجزائري الأثير، الساعة الأخيرة من صداقتنا.

كان رشيد مرحا في ذلك الصباح النرويجي المتجهم، كما كنت مغتبطا لإستعادته فترات البهجة الإستثنائية التي كانت تغمره بين الحين و الحين، كالشمس تظهر فجاة من بين السحب الداكنة لتشع بنورها الباهر، قبل أن تختفي مخلفة مزيدا من الحزن والكآبة.
شخصيا، لم اكن اتصور ان رشيد سيخرج من تحت ركام الكآبة التي سربلته منذ ما يزيد عن شهرين، بالتحديد منذ الإهانة الكبرى التي تقاسمها مع كل مسلم، حين تم إعدام صدّام حسين في أقدس أيام أعيادهم... في الحقيقة، كانت صدمة مروعة للجميع. بالنسبة لي شخصيا، بكيت من القهر، وانا أراقب محطة قناة الجزيرة وهي تعيد للمرة العشرين عرض الصور الأخيرة لصدام حسين، و هو يتقدم نحو المشنقة، ثم والحبل يلتف حول رقبته.

في ظروف عادية، كان موت ديناصور من فصيلة صدام، باعث فرحة واغتباط تتجاوز شخصى المهتم بالسياسة، لتعم عائلتي الصغيرة... رغم قلة اهتمام زوجتى بالسياسة، فقد كانت تنتهز تلك الفرص السعيدة لتوكل إلي رعاية ياسين الرهيب اثناء غيابها الذي يستمر عادة الى وقت متأخر من الليل... كان ياسين ينغص عليها جلساتها النسائية بشغبه و حركته المفرطة والحاقه الأذى حتى بالأطفال الذين يفوقونه وزنا وعمرا... ياسين تعوّد على نيل مكافئة مالية في المناسبات القليلة التي كان ملك الموت يتولى فيها انتزاع روح ديكتاتور عربي. لأجل ذلك كان يحفظ جيدا ثمن رأس كل واحد منهم!... كثيرا ما كنت اسمعه يناشد الله ( وهو يجاورني في الصلاة) ان يعجل بهلاك أغلاهم رأسا!... في بلاد المسلمين لا يجرؤ أي أب مهما بلغ تهوره، على إعلان البغض الشديد الذي يكنه لحاكمه، لما في ذلك الإعلان من نتائج كارثية.فقد درجت بعض الدكتاتوريات على استجواب اطفال المدارس، عن أسماء القنوات التلفزيونية التي اعتاد آباؤهم متابعتها، وعن تعليقات الأب كلما ظهر الزعيم على الشاشة.. كم من والد كلفته تلك الإعترافات البريئة حياته ... ذات مرة كان احد الآباء يركب قطارا فرأي ولده الصغير صورة الحاكم علي جريدة.. دون انذار صاح الولد كمن عثر على كنز:
ـــ أبي ، أبي .. اليس هذا هو الرجل الذي تلعنه كل يوم .
حينئذ صاح الرجل وهو يأخذ بيد ولده :
ـــ يا جماعة الخير، من منكم اضاع هذا الولد؟!

عندما لامني زميلي داق Dag عن فرحي الشديد لسقوط طائرة ياسرعرفات، و ترقبي بلهفة نبأ

الإعلان الرسمي عن مصرعه أجبته:
ـــ لو أن سلامة البشرية هي التي تعنينا، فيجب التعامل مع عرفات و أشباهه بنفس طريقة تعاملنا مع العقارب و الحيات.
حين اراد أن يحتج بادرته قائلا :
ـــ لا تقارن ساستكم برؤساء العصابات الذين يحكموننا.
ـــ ...
ـــ فساسة بلادك يعتبرون طيور زينة، بالنسبة الي تماسيح بلادي. فلو بت معلقا من كاحليك في وزارة داخلية أحد البلدان الإسلامية لليلة واحدة، ولو اغتصبت زوجتك إمامك، ولو رأيت ولدك يتلوى جوعا وأنت لا تملك ثمن رغيف تسد به جوعته، لأنك قد حرمت من وظيفتك و من أي ضمان اجتماعي لمجرد وشاية كاذبة، لغيرت رأيك .
قبل ان أغادره قلت له :
ـــ لا تنس أن طيور الزينة تلك ... لها قلوب الصقور الجارحة و مخالب الضباع المفترسة، فلولا دعم ساسة النرويج لعرفات و غيره من حكام المسلمين، لما لبث احدهم جاثما على صدورنا ولو لأسبوع واحد .

على خلاف"المناسبات السعيدة"، غمرني اكتئاب شديد لمقتل صدام حسين في يوم عيد المسلمين.
بصوت يغلبه البكاء سمعت زوجتي تقول:
ـــ انهض سامي، انهض... لقد اعدموا صدام .
كانت زوجتي قد تلقت لتوّها، مكالمة هاتفية من صديقتها هدى، أنساني هول الخبر حاجتي الشديدة الى النوم بعد ليلة رهيبة من ليالي kolstadgt 7 ، حرمت فيها من النوم... صحيفة aftenposten وصفت عمارتـنا بـ"أقذر عمارة في أوسلو"... لعل العذاب اليومي الذي يلقاه سكانها لا يكاد يذكر بالقياس الى قذارتها .

كنت اعلم من متابعتي اليومية لمواقع الأنترنيت أن صداما سيعدم خلال ايام قليلة. لكننى لم اكن اتصوّر ان يبلغ الحقد الطائفيّ بالكهنوت الشيعي المتواطئ مع المحتل، الي حد إعدامه يوم عيد المسلمين. كما لم اكن أتصور أن يبلغ تهوّر إدارة الرئيس بوش الي إعدام صدام و معه كل المسلمين، و بالتالي إعدام أية بادرة للمصالحة بين الثقافتين الإسلامية و المسيحية... داهمتني حالة من الإحباط و الشعور بالضآلة و الذل و مزيد من كراهية دول الغرب التي قدرت انها متواطئة مع جورج بوش في توجيه تلك الإهانة المقصودة لمسلمي العالم، حتى انني اغلقت هاتفي الجوال و اوصدت على نفس باب حجرتي، و قررت عدم استقبال أية تهنئة بالعيد... أخبرتني زوجتى فيما بعد، أن والد جارتنا لويزة، قد أغمي عليه حالما رأى صور إعدام صدام، و حين افاق، اكتشف أنه قد أصيب بشلل نصفي.

لم اكن أتصور يوما من الأيام أن أبكي في يوم مقتل صدام... لم اكن بقرة سلفية عاجزة أو فقمة اخوانية بلهاء حتى أعتقد ان صدام حسين كان حاكما شرعيا يجب طاعته، بل كنت و ما زلت اعتقد انه محارب شرس لمن نادي باسلمة دستور العراق. كنت اعلم ايضا ان الدكتاتور المشنوق قد تولى بنفسه تصفية عبد العزيز البدري العالم العراقي الشجاع...الذي جعل إعدام صدام قضية شخصية تعني كل مسلم حقيقيّ، كون الرجل محسوب على الثقافة الإسلامية، لأجل ذلك فإن قتله في أكبر اعياد المسلمين جريمة غير قابلة لا للتبرير ولا للغفران .

كنت استمتع بالنكات و التعليقات التي تفيض كالشلال المتدفق من فم رشيد، تعودت منه ذلك الفيض من المرح بعد كل خروج له من نفق الإكتئاب.. فالمرح المنفلت هو الوجه الثاني لمرض الإكتئاب الذي يعانية. كنت شديد الحرص على اغتنام فترات انجلاء غيوم الكآبة عن نفس رشيد لأحضى بقفشاته و تعليقاته، خصوصا وانه يحضى بثقافة موسوعية و تجربة كبيرة في الحياة. كان رشيد شغوفا بالكتب، وكان كثيرا ما يحلو له الإستشهاد بقول مكسيم جوركي " الكتاب الجيد عيد حقيقي " وقول مارك توين" الرجل الذي لا يقرأ الكتب الجيدة ليس له افضلية على الرجل الذي لا يستطيع قراءتها" و كان كثيرا ما يسر لي تحت تأثير الأفكار السوداء التي تسكنه أن أخشى ما يخشاه اصابته بالعمى، و أنه يخير أن يموت افظع موتة بدل ان يصاب بفقدان بصره الذي سيحرمه من متعته الكبرى، خصوصا وان علاقتة بزوجته متوترة جدا،لأجل ذلك كان يسجل منتخبات من قراءاته، على اشرطة كاسيت، ليجد فيها عزاء في حال وقوع الكارثة. و لأجل ان رشيد كان خير من يعمل بالقول المأثور" اشتر الكتاب الجديد و البس المعطف البالي" فقد كانت كل مقتنياته من السوق القديمة، فكل ما كان يلبسه لم يكن يساوي اكثر من مائتي كرونة... كان يغبط النرويجيين على كثرة تواجد الكتب في متناولهم، و كان يؤلمه كثيرا ان يباع ملء كيس كتب بخمسين كرونة ! لأن في ذلك انتقاص من قيمتها التي تزداد كلما اصبحت قديمة... رغم انني اعجبت بوجهة نظره فقد قلت له" لا باس ان تفكر خطأ، على شرط ان تفكر لنفسك "!.. ذات مرة قاطع جزائريا مثله، رغم مساعدة الأخير له قدومه للنرويج ، لا لشيء الا انه اسر اليه ذات يوم انه لم يمسك كتابا منذ مغادرته قاعة المدرسة .
ـــ كنت اتفسح معه ذات مساء حين فاجأنا المطر، قرب مكتبة نورلي، حالما شرعت في تقليب الكتب، استعجلني بالخروج. إحتقرته كثيرا حين قال لي" كنت اعتقد انك قد دخلت المكتبة احتماء من المطر!"

كان بعض ما ينغص حياة رشيد عدم مشاركة زوجته اهتماماته الفكرية، في مذكرات يوم 25/ 2/93 كتب رشيد:" منذ الأسبوع الماضي، جرفتني كآبة مدمرة بدأت لحظة سألتني زوجتي عن الشاعر عنترة، هل مازال يعيش بيننا !" .حين راجعت مذكرات يوم 1/3/93 وجدت ما يلي: "
اليوم زارني رشيد، و قد وافق قدومه ظهور سيدة أميّة في سن متقدمة جدا وهي تتحدث عن ذكرياتها مع أكبر شاعر تونسي معاصر.... كان صوت العجوز يصلني و أنا منهمك في تجهيز الشاي في المطبخ المجاور لقاعة الجلوس... يبدو من لهجة حديثها، انها لم تمسك كتابا في حياتها، قال لي رشيد وان اقدم له الشاي" اليوم فقط اكتشفت امرا لا اظن أن أحد دارسي حياة الشاعر الكبير قد تفطن إليه" سألته ماهو قال لي" سر وفاته المأساوية المبكرة"ثم و هو يغالب ضحكه:" لقد اختزل المسكين حياته، قال ما أراد أن يقوله بسرعة، ثم مضي!". لم أفهم ما كان يعنيه، حتى نظرت الى الشاشة، ثم قرأت ما كتب تحت صورة المرأة " زوجة الشاعر التونسي الخالد ...." إنفجرت ضاحكا .
ذات يوم اسر لي رشيد أن أكثر اسباب خصوماته الزوجية، ندرة صديقات زوجته، مما ادى الي ملازمتها للبيت و التالي حرمانه من متعة القراءة في سلام.
ـــ زوجتي من صنف الجليس"الذي يحرمك من العزلة دون يمتعك بالصحبة " حين ترى كتابا بين يدى تصاب بتوتر، و كانها ضبطتني مختليا بامراة سواها " هكذا قال و هو يضرب كفا بكف .
ـــ يبدو من استشارتك لي، انك اخترت الحل العسكري، أبشر اذن، علاجك عندي، و لكن لا تنس ان كل حلولي راديكالية .
قال لي ضاحكا:
ـ تجنّب إراقة الدماء، و افعل ما تشاء!
بعد ثلاثة اسابيع من تنفيذ مخططي، و حين لقيني رشيد في الطريق، أكب عليّ مقبلا رأسي ثم جبيني.( على الطريقة الشهيرة لياسر عرفات) بعد ذلك ضمّ كلتا يدي بين يديه وهو يقول لي بحرارة و عرفان :
ـــ أية مكافأة اقدمها اليك، ستكون اقل من معشار ما تستحتقه. ولكني اترك الله يتولى ذلك . وما أعده للمؤمنين خير و ابقي( الجملة الأخيرة كررها ثلاث مرات، و على طريقة عرفات أيضا) !.

كان العلاج سهلا و بسيطا، لم اكن لأمتلكه لو لم تكن زوجتي مصابة بحساسية التواجد في البيت، فهي لا تكاد تستقر فيه، حتى تندفع منه، و كأن شبحا يطاردها... من المؤكد انه لا يوجد في أوسلو من زاحم زوجة جحا في كثرة خروجها اكثر منها، قيل لجحا يوما: زوجتك تعرف كل دور البلدة قال: ليس صحيحا، فهي لا تعرف داري!... و ما دمنا قد تحدثنا عن حل عسكري لقضية صاحبنا رشيد، فلا بأس أن استعمل وسائل عسكرية للتوضيح فأقول:ان استقرار زوجتي في البيت لا يدوم الا بقدر فترة استقرار قذيفة الهاون في إنبوب الإطلاق المعدّ لها، فما تكاد مؤخرتها( مؤخرة القذيفة) تلمس الإبرة المستقرة في قعر الأنبوب حتى تندفع خارجة منه... كان غياب زوجتي المستمر يؤلمني، الى حد شكا فيه رشيد لزوم زوجته البيت، حينئذ ادركت عظم النعمة التي كنت أتمتع بها... علاقتي بزوجتي لا تختلف كثيرا عن علاقة رشيد بزوجته، لا باس فنحن المسلمون نمتاز بفدائية غريبة، فرغم تأكدنا منذ الدقائق الست الأولى من حياتنا الزوجية من عدم صلوحية زوجاتنا للعيش معنا، نقرر العيش معهن الي آخر العمر، كي ندفع ثمن خطيئتنا في انفاق الخمس دقائق الأولى في تشكيل الجنين الذي يجب علينا التضحية بسعادتنا الأسرية حتى لا نعرضه للتفكك الأسري والعيش في بيت بلا أب!. نحن عاطفيون جدا... لعل عاطفتنا الغير سوية كانت وراء اصرارنا على التمسك بالأنظمة الدكتاتورية لقرون عديدة، ثارت خلالها كل أمم الأرض على جلاديها، دون ان نحرك ساكنا... الحل السحري الذي لجأت إليه تمثل في تعريف زوجتي بزوجة رشيد، بعد ان أعلمتها انها تشكو الفراغ و قلة الصحبة.

حين لقيت رشيد مرة أخرى، جدّد لى اعترافه بالجميل:
ـــ زوجتى لا تكاد تبقى في البيت، وإن بقيت ، شغلتها مكالماتها الهاتفيةعني ــ روى لي بالمناسبة نكتة طريفة تقول ان امراة كانت تنفق ساعات طويلة في مكالمتها الهاتفية، و في احدى المرات تلقت مكالمة دامت نصف ساعة فقط، حين سألها زوجها عن سر سرعة تلك المكالمة اجابته: لم اكن المعنية بالمكالمة، كان الرقم خطأ !
ضحكنا طويلا .
كان رشيد شديد التأسف من انصراف المسلمين عن الكتاب، وقد سبق اجدادهم العالم باظهار اول معجم، بسبعة قرون كاملة...الشعار السائد في هذه الأيام: و خير جليس للأنام بارابول(دش)! في مهرجان للكتاب العربي فوجىء روّاد المعرض بوجود تابوت في بهو المعرض و قد كتب عليه" القارئ العربي"، صرّح موشي ديان بأنّ العرب لا يقرؤون... لم يستطع نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الآداب بيع أكثر من 150 نسخة من كتاب صدر له !
" لو أردنا دليلا آخر على مدى الهوّة العميقة التي كانت تفصل الشرق عن الغرب، لكفانا أن نعرف أن نسبة 95 في المائة من سكان الغرب في القرون التاسع والعاشر و الحادي عشر والثاني عشر كانوا لا يستطيعون القراءة. فبينما كان شارل الأكبر يجهد نفسه في شيخوخته لتعلّم القراءة والكتابة، و بينما أمراء الغرب يعترفون بعجزهم عن الكتابة أو القراءة. و في الأديرة يندر بين الكهنة من يستطيع مسك القلم، بينما كان هذا كلّه يحدث في الغرب، كانت آلاف مؤلفة من المدارس في القرى و المدن تستقبل ملايين البنين و البنات يجلسون على سجادهم الصغير يكتبون بحبر و يقرؤون مقاطع من القرآن " هكذا كتبت سغريد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب ... حين كان الرجل العامي في قرطبة يجيد نظم الشعر كان الملوك في اروبا أميين و يبصمون بأصابعهم !

كان آخر تعليقات رشيد عند وصولنا الى المطار، قوله لي وهو منهمك في تخليص ابنته المعاقة من حزام الأمان.
ــ لعلهم قتلوا صداما يوم عيد الأضحى لأنه الكبش الوحيد بين رؤساء العرب... الكل يعرف جيدا ان النعاج لا يضحى بها في هذه المناسبة !
لم اشأ ان اعكر صفو رشيد الذي افتقدته طويلا، اردت ان اقول له " ان صدام كان رجل أمريكا، و لأنه اصبح قطعة اثاث غير متجانسة في البيت العراقي الذي رأت إدارة بوش إعادة تأثيثه من جديد، قررت الإدارة الأمريكية إزاحته. كل ما في الأمر أن صداما قد استهلك بالكامل، و لم يعد ملائما للديكور العراقي الجديد. بعدما اكتشفت أمريكا عملاء آخرين أكثر إخلاصا، و ازهد تكلفة منه لو سألني رشيد من تعني بالعملاء الجدد لأجبته كهنة الشيعة، فهم خير من يخدم مصالحها في المنطقة، فبالإضافة الى عدم خشية الغرب و على رأسه أمريكا من خطر التمدد الشيعي على حسابه( لأن ذلك التمدد سيكون على حساب البلاد الإسلامية)، فان إحياء النعرات الطائفية خير سلاح يخدم أمريكا التي تريد عالما إسلاميا أكثر انقساما و خصوصا أكثر استسلاما و خضوعا . كما لم أشأ أن اذكرّ رشيد بأن إسرائيل قد تصرفت مع ياسرعرفات، بنفس طريقة تصرف العم سام مع صدام ، حين تأخر وجوده على المشهد السياسي أكثر من اللازم. بعدما وجدت في حركة حماس الإخوانية البديل الذي يكمل المشوار.

لم اكن أتخيل اني سافقد رشيد بعد ساعتين فقط ، فرغم عدم صلوحية رشيد( في معظم الوقت) كمحاور، بسبب الكرب الشديد الذي كان يغشاه، فقد كان يمثل لي سندا معنويا كبيرا.

و انا ارافق رشيد الى المطار كانت مهمتي تتمثل في ارجاع سيارته الى مكانها في المستودع كانت الغاية من ذلك توفير اجرة ركوب القطار السريع. كان رشيد محدود الدخل ... فكآبته الشديدة كانت تمنعه من العمل كامل الوقت، كما منعته الحكومة النرويجية من الحصول على التقاعد بحجة انه اصيب بمرضه قبل حلوله بالمملكة، و بذلك الإجراء الجائر تكون الحكومة قد التزمت حرفيا بالمثل النرويجي القائل:" الحق معك، ستشنق، هكذا قال القاضي"!.

يتبع




#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن السنة و الشيعة ( مآذن خرساء 26/48)
- ايها الغرب الدامي لا حاجة لنا بالمقرحي
- مع جواد، جاري الشيعيّ ( مآذن خرساء 25/48)
- تزويج نونجة (مآذن خرساء 24/48)
- عمل المرأة ( مآذن خرساء 23/48)
- عماد مبلّغا (مآذن خرساء 22/48)
- صديقي المضحك جدّا توفيق الجبالي. (مآذن خرساء 21/48)
- شيبوب قصّة حياة شابّ مهاجر (مآذن خرساء.20/48)
- السلفية ( مآذن خرساء 19/48)
- نونجة المغربية - جرح في الذاكرة- (مآذن خرساء 18/48)
- ذات مرّة، بورقيبة و ملك النرويج ( مآذن خرساء 17/48)
- الشرق شرق و الغرب غرب (مآذن خرساء 16/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- البهتان (مآذن خرساء 14/48)
- شريف، قصّة فتى ملوّث ( مآذن خرساء 13/48)
- ملامح شخصية الطفل رشيد ( مآذن خرساء 12/48)
- طفولة شقيّة ( مآذن خرساء 11/48)
- مواقف عنصرية (مآذن خرساء 10/48)
- مع الفرنسي بلال ( مآذن خرساء 9/48)


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - في طريق المطار ( مآذن خرساء 27/48)