أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عامر رمزي - هذه وصيتي














المزيد.....

هذه وصيتي


عامر رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 01:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عن مجزرة أربعاء بغداد الدامي
تفرّجوا! لا تتركوا العرض يتجاوز حضوركم، شاهدي واشهدي يا بشرية على الإرتقاء الحضاري في سرعة تشييد قبور الصدى في بلادي، حيث تتردد دوماً صيحات الإستنكار والشجب في حالات تتكرر حيث الموتى معروفون لكن القتلة مجهولون.
يصيح الملاك: هذا ليس عدلاً فالوافدون من العراق أكثر من بقية الأقوام ويسخر: إخلعي معطفكِ يا حضارة وعلقيه على مشجب مؤخرتكِ النتنة.
فيجيبه عزرائيل: رائحة الموت المنبعثة من هناك عنيفة ملحة! وغريزة القتل لن تنام! حتى إني بت أشعر بالغثيان.
توالت الأضواء وهي تبهر أبصارنا كأضواء حلقة مرقص المراهقين المتواترة، ومنذ عقود طويلة ونحن نرقص على أنغام أحزاب تحررية وقومية ودينية ثم ديمقراطية وفيدرالية وتكفيرية ومنها أو منهم مَن امتشق حسام الناسك الزاهد وفي النهاية لا يرتوي إلا من دماء الفقراء والمساكين والآمنين، ومع تزايد أعدادها ارتفع مستوى الفساد.
الفساد ولأجل السرقة فهمناه وفسرناه بجياع يبحثون عن طعام!، لكن أن يشرق فساد متوحش في عتمة الليل وتغيب في وضح النهار شمس الوجدان عن أجهزة الأمن ومفاصل الدولة الوقائية فهذا هو الجو المناسب جداً لمنفاخ الحداد كي يهيء حسام سفاح العراق المجهول!
لا يحتاج أن تفتشوا وتحشروا أنوفكم بين طيات القتلى الأبرياء باحثين عن بصمة السفاح - الذي تلتمع عيناه ببريق النصر- فرجاله ماضون مع من يسير خلف الجنازة وقد يكون بعضهم أحد حاملي تابوت المرحوم!
إمبراطوريات مجهولة تحاربنا، يا للهول، كيف سنحارب هولاكو الذي لم ولن نراه ونحن لا زلنا ندعي نسبنا إلى الله دوناً عن الآخرين ولنا وحدنا حق تحطيم الأوثان؟ كيف سنحارب وحارس الموقع المستهدف نائم أو مغفل أو متواطئ أو فاسد وفي جميع الأحوال يقف على خط واحد من التقصير؟
باتت بغداد بين البكاء الذي هو مؤنس الحزانى الوحيد ودوي المحركات وصافرات تحذير المواكب الأمنية والشرطة الذي يؤنس الضجيج، ونحن ننظر إلى اللانهاية ساهمين تائهين نتبادل التهم حتى ولو بتنا في سيارة إسعاف واحدة أو ضمنا قبر جماعي واحد!
نحن شعب لا كرامة للأفراد فيه إلا بعد أن يتحولوا إلى قضية رأي عام ويلفهم الموت ويخلدوا للصمت وحينها فقط نحول أجسادهم إلى رفات قديسين!
أتحرق من الفضول وفي نيتي سؤال أحد الشهداء وهو ميت مسجى: من كنت ستنتخب قبل أن تطالك يد الإرهاب؟
سيجيبني نادماً بعد أن يبصق على كفه: كنت سأنتخب من سيوفر لي حياة حرة كريمة، لكنني لم أحظ سوى بميتة مهينة! وصيتي : اخبرهم أن لا يصنعوا صناديق اقتراعهم من خشب تابوتي!



#عامر_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكيتو الغريب
- قصيدة جان دارك
- فناء الزاجل وقصص قصيرة جداً
- عرّافة في عيد الحب الماضي
- لحظات في قصص قصيرة جداً
- قتيل نسيَتهُ الملائكة..قصة قصيرة
- قصص مجنونة قصيرة جداً
- وفاء القلوب في قصص قصيرة جداً
- قصورُ بلا روح
- منك وإليك ثلاث قصص قصيرة جداً
- (قرد وطين)
- قصيدة (رسالة الى مفقود)
- قصة قصيرة(أنا وحماتي)
- لست أعلم غايتي
- حب وأستقالة
- (مجنونه لكني احبها)
- أصابع خفيّه
- (قنطرة العجب)
- عاشق ودخان
- توائم الحمار


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عامر رمزي - هذه وصيتي