أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الكاطع - الدراما العراقية الحالية بين الادلجة والفن















المزيد.....

الدراما العراقية الحالية بين الادلجة والفن


محمد الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


أن نجاح كل عمل يقوم به الانسان بشكل عام له عدة المقومات منها، الصدق،والاخلاص،والمثابرة، والصبر وغيرها من المقومات
الاخرى ،هذا الامر في الامور العامة ،فما بالك بالعمل الفني الذي يقدم للناس، ان ماريد الحديث عنه في هذه السطور يتعلق بالدراما العراقية ومدى التاثيرات السياسية والالدجة عليها.
أن الدراما والتي تقدم من على شاشة التلفزيون على وجه الخصوص،من خلال المسلسلات ،والتمثيليات ومن اوجه الدراما الاخرى الموجه الى المشاهد مباشرة،لاتعبر عن فكر فردي وشخصي ،أنما تلك الفضائيات تعبر عن رأي عام كما يزعم البعض...

ان المتتبع للدراما العراقية يجد ان اعمال عراقية كثيرة مازالت عالقة في اذهان المشاهدين لها ،على الرغم من مرورعشرات السنوات على انتاجها ، نذكر بعض منها مثلا،{تحت موس الحلاق}و{النسر وعيون المدينة}و{الاماني الضالة} وغيرها من الاعمال الكثير التي اثبتت نجاحات غير مسبوقة في الدراما العراقية، والسبب في ذلك يعود وحسب اعتقادي الى عدة معطيات، من اهمها الصدق في الاداء وعدم التصنع ، ونوعيه الممثل نفسه وتمتعه بالثقافة العالية والدراسة الاكاديمية، فعلى سبيل المثال العمل الدرامي {تحت موس الحلاق} اذا ما نظرنا الى المكانية البسيطة لانتاج هذا العمل، لدهشنا كيف كان لهذا العمل كل هذه الشهرة ،والفنية العالية في اداء الممثلين، السبب الرئيسي لهذا النجاح والاستمرار هو،صدق العمل من كل النواحي،ومحاكاة العمل للواقع المعاش بكل موضوعية مما اعطاء هذه المشاهدة العريضة والراسخة في اذهان المشاهدين لهذه اللحظة، وهو يسجل ايضا من الاعمال {السهل الممتنع}.
واذا ما مررنا قليلا" على فترة الدراما العراقية في عقد التسعينيات ولوبشكل بسيط يتضح لنا تأثير الحصار بكل فروعه على الحالة العامة للبلد ومنها الفن، مما جعل الاعمال الدرامية في ذلك الوقت اعمال سطحية لم توثر في المشاهد ،و مفتقرة في نفس الوقت الى كل سمات العمل الناجح من أخراج ،وأنتاج، وتأليف، وتمثيل،وووووو.
ولهذا الامر كما قلنا مقدمات ذكرنها سابقا،اضافة الى غياب حرية التعبير بشكل تام ،جعل الاعمال التي تقدم في ذلك الوقت اعمالا" تدورفي حلقة النمطية،ما جعل المواضيع التي يمكن تناولها قليلة جدا،فبدت الاعمال كانها عمل واحد لتشابه المواضيع التي تتناولها، بالاضافة لهذا السبب يضاف سبب أخر هو هجرة الكثير من المخرجين ،والممثلين، والمؤلفين ،وتهميش الكثير منهم حتى ترك اكثرهم الفن ومتهن اعمال ليس لها صله بالفن اصلا، وهنا لااريد ان اذكر اسماء بعينها ،فلست مخول بهذا الامر ،هذا لاينفي وجود بعض الاعمال الفنية في تلك الفترة حملت موصفات جيدة للعمل الفني، حتى لااكون مغالي في طرحي ،لان كلامي لايصنف على انه انتقاص من الفن العراقي ،بل هو نظرة على مانشاهدة من تشتت للفنان العراقي في هذه الفترة بالتحديد .
واذا ما سلطنا الضوء على الفن العراقي بعد العام 2003 فنقول، أن الاعمال الدرامية بعد هذا التاريخ لم تستطع الخروج من عنق زجاجة الاعمال السطحية غير المؤثرة، هنا اود ان نطرح مقوله جميلة للكاتب الروسي الشهير تيشخوف يقول بأن{ايجابية الفن تكمن في كوننا لانستطيع الكذب فيه... أن الكذب ممكن في الحب ،في السياسة ،وفي الطب يمكن خداع الناس ... ولكن لايمكن الخداع في الفن ...}
فأقول وأن اعتذر اليك سيد تيشخوف والى وجهك العابس ، الذي رفض كل قهر يقع على الانسان ،كما جاءتنا صيحاتك مرارا" على ان الفن يخاطب دواخل الانسان . من غير ان تعلم ياسيدي باالمقولة الجديدة التي تقول {الفن يخاطب دواخل الجيوب!!!}.
حتى عبار{ الفن للفن} اصبحت من العبارات البالية التي لا تستطيع مجارة {العالم قرية صغيرة!!!} فقد سحقت هذه العبارة، باأقدام الادلجة والمصلحة الحديدية،و أصبح الفن اليوم للسياسة ،وللدولارات، ولي بائعيي الضمير، الذي هو كغيره من الصفات قد تأدلج هو الاخرليعلن الافلاس في بورصة الانسان، الدراما العراقية الحالية على الرغم من الامكانيات العالية التي تصرف على هذه الاعمال ،الا انها لم تستطع خلال السنوات الست الماضية ان تعطينا عمل واحد يشار اليه بالبنان، فهي عبارة عن شكل فقط من غير مضمون يذكر، اوكثر وصف يليق بها ، انها تشبه {بيض اللقلق} الذي له طعم جميل ولكنه يذوب بسرعة، فهذا هو حال الاعمال الدرامية الان ،حيث تميزها السطحية ، والتشابه في المواضيع المطروحه، بالاضافة الى ظاهرة جديدة على الدراما العراقية و هي ظاهرة{ الادلجة}، التي ترؤجها فضائيات تصنف نفسها بالعراقية، ولكنها بعيدة جدا على النفس العراقي ،وهذا واضح لمشاهدنا الواعي الذي عرف تلك الفضائيات وتوجهاتها منذ اللحظة الاولى، حتى اصبحت مؤشرة ومعروفة، فهي تطرح اعمال ادرامية تتوافق مع الايدولوجية التي تنتهجها هي، مستخدمتنا ومع الاسف الشديد الفنان العراقي في تلك المنهجية، لتؤظفهم في اعمال فنية مودلجة مسبقا،لتجلهم بذلك مثل الدمى تحركهم { الاوراق الخضراء} لفعل كل شي السؤال هنا في مصلحة من ادلجة الفن ،والفنان العراقي ،حتى اصبح البعض منهم محسوب على القناة الفلانية ،وأخرين على القناة العلانية، المودلجات بالتأكيد،كما وظهر مصطلح جديد هو فنانين الداخل ،وفنانين الخارج ،هل سأل الفنان!!! نفسه هذا السؤال ماهي مصلحة العراق في طرح مواضيع انتقائية لاتعالج الوضع في العراق بل تزيد من توتره، متناسين الالم العراقين اللذين يتشظون يوميا بمفخخات معروفة الجهات، هل استطاع الفنان العراقي من خلال الكم الكبير من الاعمال معالجة ظاهرة الارهاب وتسليط الضوء عليها مثلا، ووضع الحروف على النقاط ، هذا الكلام لايطلق بصفه العموم طبعا،فهنالك فنانين عراقين اثبتوا فعلا" انهم اصحاب مشروع ورسالة فنية حقيقية ،فلم تغريهم كل هذه الامتيازات التي اعطيت لغيرهم ، على حساب الموضوعية في الفن ،فلهم منا كل الثناء والاحترام.
اخيرا" اقول على جميع من يهمه شأن الفن العراقي ،عليهم ان يطرحوا هذه المواضيع بشكل واقعي وعملي ،والعمل على اخراج الفنان العراقي من دوامة {الادلجة} التي وضعته فيها قنوات لها اجندات خارج {الخارطة العراقية }وتحاول من خلال بعض الفنانين ان تعبر عن اجندتها في العراق،
اصبح الموضوع واضح لان زيادة فيه قد تصيب القارىء با{ التخمه}.
أن عبارة {الفن للفن} يحتاج لها وقفه جاد من اجل ارجاع بربق الدراما العراقية الى سابق عهدها، حتى يبتسم السيد {تيشخوف} مرة اخرى.





#محمد_الكاطع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اصبح العراق مصنعا للعسكرة ؟؟


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الكاطع - الدراما العراقية الحالية بين الادلجة والفن