أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)














المزيد.....

أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


إذا كسرت صنمك ، قد تنحت آخر.. لكنك مطلقا لن تعبده...

دخل ماهر الغرفة مجرورا من قبل والده ، نظر إليّ و كأنه يستنجد بي ، و ماهر ذو السحنة السمراء الهزيلة كان قادرا على جعل أمه تحتضنه رغما عن أبيه .
بينما بدأت أمه الدفاع عنه ،أسكتها الأب بنظرة حديدية ، قائلا :سيحكي ماهر اليوم للدكتورة كيف فقد عقله و تنازل عن دينه ، سيحكي لها أيضا كيف رأيته يدخن في الحمام ، و كيف تراجع في مدرسته بعد أن كان من أشطر الطلاب...
جلس ماهر على الأرض بإيعاز من أبيه ، ضم فخذيه إلى وجهه ، ثم بدأ بالبكاء ...كان رأسه الصغير أصهب الشعر المهتز بحرقة سببا كافيا لأطلب من والديه مغادرة الغرفة .

طلبت منه الجلوس على الكرسي ، و قدمت له كأس ماء(أتوقع تهشمه)...وقلت :
-لا أحد هنا الآن تستطيع أن تخبرني ما شئت ، و أن تخفي ما شئت أيضا...
تردد بداية و هو ينظر إليّ بعينين سوداوين حزينتين ،وضع الكأس على الطاولة بعد أن شربه كاملا ، و بعد أن بدأت عيناه الحديث بقليل تابع هو بصوت متهدج:
سأخبرك كل شيء ، ليس لأنني مرغم و في السجن ، بل لأنني أحتاج إلى من يسمعني ، و لأنك لن تخبرين أبي ..
ثم صمت لبرهة:لن تخبريه ..أليس كذلك؟!
-طبعا ، بالتأكيد لن أخبره ...
بدت ملامح الارتياح على وجهه ، و بدأ الكلام :
بدأت القصة عندما أتى معلم الفلسفة الجديد"سعد"، ذو الشخصية الخيالية ، بجملة جديدة لا عهد لي بمثلها :
(لكل زمان أصنامه التي لا يقبل أصحابها المساس بها.. ابحثوا عن الله داخلكم ، و استخدموا عقلكم في كل شيء ...)

عدّل ماهر جلسته ،مكفكفا دموعه وهو يقول :أتعلمين يا دكتورة لقد كانت المرة الأولى التي أنتبه فيها إلى أنني أسير وراء أبي دونما تفكير...
سعد كان رجلا لم أر مثله من قبل ..حاد النظرات ، ذو هيبة ،فرضها بكل الاحترام و المحبة...دارت بيننا النقاشات الكثيرة ...
في البداية كنا و أصدقائي نتحاور معه لكي يمضي الوقت ، و نتهرب من الملل في الدروس ، لكن و مع استمرار أحاديثه المعتمدة كليا على المنطق ، و على احترام عقولنا ، استطاع أن يؤثر بي رويدا رويدا ...
فأصبحت أفكر : لم ؟ و لماذا ؟ و كيف ؟ ...مفردات لم يعلمني أهلي استخدامها أبدا...
أنا مقتنع بكلام سعد بأننا لا نتطور لأننا لا نفكر ...هذا أكثر من صحيح ...لقد قرأت العديد من الكتب في الفترة الماضية ، و تستطيعين القول أن سعد طورني !!لكنني لا أعلم لماذا نسيت أحاديثه ،عندما لجأت إلى بيت الدعارة...

صمت ماهر قليلا ،ثم قال :بدأت الكارثة عندما وقع كتاب من كتب نوال السعداوي -الرجل و الجنس- في يد أبي ...ضربني يومها و هو يقول : يلعن أمك على هذه التربية يا عدو الله ...جاوبته عندها بأنه لا دين لي ، و أنني أحتاج إلى القراءة لأتنور ...
كاد يودي بعيني التي قرأت بها ...يزمجر كثور هائج : عدو الله ، زنديق ..أقتلك بيدي يا كافر...
عاد ماهر إلى البكاء كطفل خائف : لم يكن ضربي هو ما آلمني ، إنما مزقني ضربه لأمي و شتمه لها ...

بعد تلك الحادثة كرهت الدين ،و الكتب ، و الأستاذ سعد ، و صرت ألجأ إلى "عماد "زميلي في الصف ، عماد يضحك دوما ، و يلقي النكت ، لا هم على قلبه، فهو صاحب أكبر عدد من المعجبات على شبكة الانترنت ...نحن دوما يا دكتورة نحتاج إلى من يسمعنا ، و يمتدحنا ،حتى لو كنا متأكدين أنه أبله ..أليس كذلك؟!

دخلت بيت الدعارة للمرة الأولى مع عماد ، الذي نعتني بالصوص عندما أخبرته أني لم أمارس الجنس بعد ..و جرني من يدي ، كما أنه دفع الأجرة ل "عفيفة "التي لم تكن عفيفة البتة عندما علمتني أصول و أفانين الجنس الشفهي ...وصفة الجنس التي كان أبناء صفي يمتدحونها ، وكنت أرفضها تماما ...
كنت كالمسحور ،عفيفة تمتدحني ، تتغزل برجولتي ، كما أنها لا تفقه شيئا عن الحلال والحرام ...المفهومين اللذين تسببا في ضرب أمي ، و إهانتي ...لا أستطيع القول بأني أحسست بالذنب ..بل على العكس تماما كنت بالغ الثقة بأنني رجل ، و أن أبي لن يقدر على تحطيمي بعد ذلك ...

كان "ماهر "يرتجف و يبكي عندما طلب مني إنهاء الأسئلة قائلا:
أعلم الآن أني مخطئ ، لكنني لا أعتقد أن أبي على صواب ... لقد كسرت أصنام أبي ، لكني لجأت إلى معابد أسوأ ...أحس نفسي في دوامة كبيرة، و أكره الحياة ...

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار جنسية: السر الحادي عشر(سيسي)
- أسرار جنسية: السر العاشر(حرية الرأي في بيت الدعارة)
- أسرار جنسية: السر التاسع (الغبية!!)
- أسرار جنسية: الجزء الثامن(فاتن)
- أسرار جنسية: الجزء السابع(ضرار)
- أسرار جنسية: الجزء السادس(سامي)
- أسرار جنسية: الجزء الخامس(بدر)
- أسرار جنسية: الجزء الرابع (تماضر)
- أسرار جنسية: الجزء الثالث
- أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى) الجزء الثاني
- أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى)1


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)