أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - اله الماء















المزيد.....

اله الماء


بان ضياء حبيب الخيالي

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 08:58
المحور: الادب والفن
    



رغم إن عشقه لا يروى ... سأرتل ترنيمتي في محراب القمر عند شواطئ لجينه سأجثو أضم جناحي الأبيضين محتضنة بينهما أيقونتي المتصدعة جدرانها بنبضي المستثار ، عشقه كان كقطرات لجين سكبها نوره في راحتي ّ ،مغمضة العينين بصمت ودعة... سأرفع كفيّ الممتلئتين ولها واسكبها شلالات حب تحتوي كل الكائنات من حولي.......
الكون يرسخ في أغنية الغروب البنفسجية ،وأنا ارقب انتحار الشمس البطئ اجلس مقرفصة محتضنة بتلاتي فوق صخرة على شاطئ احتوى موتك كما يحتوي ماء النهر قرص الشمس دون الإحساس بفداحة الخطب،يمر الوقت تتواثب الثواني ،تتوالد كأفاع ماء مسمومة ترسم بألوانها البراقة النضرة طلاسم الموت في النماء .
أحدق في مائك متسائلة ....عن ذرات من موج لامست قدميك طلبا لبركتك و أنت مسجى عند شواطئها ،اغمس أناملي امسح الماء بجبهتي فتمتلئ نوراً ....أتساءل ... ترى هل من سبيل اقرب إليك ...؟ يتردد همس روحي فتلتقطه نسمات يلونها الشفق توشوش أوراق ألأشجار من حولي ... فيتردد صوت ضحكات نغمة تنفض الأشجار أوراقها من اجلي ترفرف الأخيرة بخضرتها اليانعة تطير سرباً ثم تتهادى فارشة طريقا ينتهي بالأفق إليك، اقتفي بعيني أمنيتي ....وتقتفيني...
متقوقعة في خبائي أنا ....الكون من حولي صحراء مترامية ،لم انبس يوما بعشقي الحب في عرفي يكون أسمى حينما يبقى محتضنا الشغاف وعشقك اكبر من أن يتخطى حدود شفتي ،
اكبر من أن يروى.
حوافر فرسك تنسج سيمفونية بيضاء من نبضي وحينما تعلو في الروح ترانيم عشقي يجتاحني نبض مؤلم استعذبه يتفاقم حتى يرسم طبقة أخرى من نصاعة تغلف لؤلؤتي الرابضة باقتدار وروعة بين دفتي شغافي .
أعشقك يا قمر العشيرة ،عشقك خالد يتنفسني وأتنفسه ،وحين يضيق العالم من حولي اقترضُ لي ـ بعد عبورك لعالم اسعد من عالمنا باحتواء نمائك ـ أنفاسا جدت بها على النقاء ،كأنفاس الورد الذي يسكب روحه في فضاءات محيطة...فأجد لي بها جدوى لوجود لا يحتويك ،اتسائل وأنا اخطر حافية على شاطئك الأسمر عن نتف رمل قبلت مواطئك ترى هل لي أن اهتدي إليها فأضمها لقلبي ليستكين نبضي الواله الهاذي بك وبك وبك......
كان الشاطئ يتوضأ نوراً من يديك ...الماء كان محض أكذوبة متلألئة دون معنى قبل احتواءه نمائك ،حينما أردوك حياً وأنت تحفر للأرض العطشى جداولا من نور، هاما ً بقتل سغب روحها سقاك قاتلوك إكسير الخلود ، منحوك ألف حياة و حينما ظنوا إنهم أغلقوا عيني الماء بكفيك حينها ارتفعت ذراعيك شامختين كأذرع الأشجار نحو سماوات الكون...
الأرض التي احتوت جسدك صرخ نورك في جوفها أحياها فاستيقظت بعد نوم ملايين العصور مندهشة لوارف ظلالك وارتفاع نسيج نماءك الأخضر
من نور يديك المغموسة في ماء النهر ولدت شمس ذهبية منحت عطاياها لأرض فطمها السغب بعدك ...
بعدك يا مليكي استشرى عطشنا وجفافنا أورق وغدت خمائل اليباس تخشخش في كوننا مانحة الألوان لونا اصفر ...وعندها كثرت الأعاصير والزلازل وأصبح للتراب مشاريع أخرى غير التمسك بعشق أرضنا التي جف نميرها بل أصبح يرتدي جناحيه معانقا لجة زرقاء استهواته طزاجتها الندية .
صحراؤنا استشرت بغيابك وما زلنا نرقب مطرك منذ عصور ...
ألف حياة بعدك حبت واستقامت وحبت ثم فنت وانت سامق باسق...
أما أنا فأرسخ في سغبي منتظرة أوبة ارتوائي سقاني عشقك أكسير شباب فاجتازني الزمن، أنا مسكوبة رونقا لا يجف ولدانة لا تكسر ....وكيف لي أن يكسرني جفاف وأريج أنفاسك العبق حول ضريحك يطير كفراشات ترسل دقيق أجنحتها العطرة لرئتي فيزرعني زنبقة حمراء نضرة في أرضك بخلود.
كل ما حولي تنهشه الثواني ويقرضه الزمن إلا عشقك واشتياقي ...أخرجني موتك خارج أسوار الزمن أوصد الباب في وجهي ....
أنا وحيدة هنا ... محتواة تحت جناحي خفاش اسود عجوز يفرش جناحي إزاره محتضنا أيامي بحنان ،افتح شبابيك خيمتي كل صباح فيغمر عتمتي ضوئك...أفك أغلال سنابلي فتمشطها نسائم عشقك وتجدلها شمسك التي منحها الحياة نهر قبل ماؤه موطئيك .
وحينما ينتاب عبير صباحاتي نعيب اسود كنت أيمم وجهي صوب ضريحك فاكتفي بارتشاف سيمفونيات هديل ابيض ...فيستكين خوفي وتنام وحدتي نومة لا يقطعها ارق.
مرة وأنا في خبائي أنقب في صندوقي الخشبي عني... زلزل كوني وقع أقدام لأله الأعاصير قادما كان متلفعا برداءه القاتم ....
حاملا بيده الهائلة بروق مناجل الموت ناثرا الهلع في سنابل حقولي...كان يقهقه بغبطة مجنونة ... وقع سنابك خيوله كان يسحق وداعتي جثوت خائفة حينما همست لي خفقات أجنحة خيمتي المرتجفة ...الشائخة أن
ـ : اهربي يا ابنتي فلا مكان للنقاء تحت أفق الظلام هذا....
ركضت ركضت ركضت ...وكنت التفت والخوف يماهي بصري نحوها وصوت قهقهته الرعناء تمزق أستار الكون من حولي ....
ألفيت يد الإعصار الأسود يلف أشلاء خيمتي الرحيمة محيلا إياها لمئات الخفافيش الصغيرة ...مثقبة أجنحتها تطير بالتفاف وتبعثر نحو أفق مظلم وعيونها الذاوية الصفراء كانت تومض لي برحمة مزينة الفرار إليك.
أنا أعدو لا اعلم كم من الأزمان عدوت ...أنا اقتفي بوصلة قلبي إليك .
أفقت يوما ورمال حمراء رهيبة تسحبني لعالم جفافها وقبل أن انضوي ذكرتها بسغبك وسغبي فتلمست أصابعها المستشيطة نبضي الصارخ باسمك واستحال غضبها الحارق رحمة ففتحت لي مطأطئة بخجل حضن بحورها لأسافر في رمالها ومازالت تباركني حتى آخر ذرة رمل ...
في شاطئ احتوى ضريحك كانت الريح تفح ُعطشا محتضرة مستجدية حنان غيوم آفلة ، وعدتها أن احمل إليها من حنانك ما ينفخ فيها روحا جديدة لتعود كصباها تتمايل بغنج ..كثرت أعاصير الكون واحتلتنا جيوش التراب حينما استشرى العطش بغيابك .
عند آخر قمة في العالم افلتني القدر ببابك فتحت ضلفتيه بنزق ولهف فألفيتني بمواجهة عرشك المنشود مجهدة أنا... أتعبتني سطوة نبضي الصارخ وقطّعني سغبي إليك ،كممت نبضي ليخشع في سكينة حرمك وانشق موج البشر أمامي مانحا إياي طريقا نحو شباكك المتلألئ...
عانقتك صامتة وخافقي يملأ السكينة من حولي بوشوشة عصافير زرقاء تسكب ندى أرواحها على قداح ابيض ...عانقتك صامتة يرفعني ولهي لسماوات الله ...عانقتك وسكوني كوجه البحر
لا تعلم أي عاصفة صرصر تقتلع في قلبه الكائنات ....سغبة لسلسبيلك روحي فاحتوي سغبي.......... قم يا اله الماء...واحتوي سغبي .
وهج أكاليل الزنبق البيضاء المتوجة لعرشك يسرقني من صفو اختلائي بك...يالنقاء لون زنابقك ... بياضها يرميني على شواطئ تمنيت يوما أن اركض حافية فيها ... انثر بين انامل موجها بتلات عشقي وحين يحتضنها الموج ساحبا إياها كأجنحة فراشات ترمح نحو افق الشمس لن اجزع ...فأنا اعلم انها راحلة اليك....و سأكتفي بقلب يحتويك وعشق يحتويني...
أتراه كان يعشقك أكثر مني من انتقى تلك الزنابق المتوجة لعرشك الفضي تزلزلني غيرة حمقاء ،سرعان ما تتلاشى كفقاعات صابون ملونة ....وتبقى تغمرني أمنية أن تنبض كل القلوب باسمك واسمك واسمك....
ويعود يسرقني زنبقك الأبيض كم أتمنى أن أطرز بتلاته المتطاولة الطازجة بمطر من نبضي الوردي أن اهمس إليه بقصة انتظاري لتلك المثقلة بعطايا الرب كفيك ....
تمر الثواني كأنها جبلت من فناء أنا مازلت في محرابي أضم يدي مستجدية اقترابي .... يباغت سكينتي زاعقا ً دخان الأفول كما ينبغي لأزمان أرضية تحتوي جسدي ويدق بأقدامه القاسية مارد الوقت ساحبا إياي من عالم دهشتي المتلألئة فالوقت الذي ما زال يقرضني متلذذا ًلم يكتفي من ارتشاف رمقي إلا بكليتي...!
طأطأت وانا اخطر رغمي نحو باب الخروج من جنتي وضريحك يرمقني ،وعند آخر التفاتاتي اليك سكن الوقت من حولي وصرخ زعيق كل محركات الأرض وهي تقف عن دورانها متدرجة نزولا ..أضحى دبيب البشر من حولي هباء فأفلت يد الزمن الذاهل وعدوت راكضة نحوك تشبثت بقوة بأطراف أنفاسي المجهدة الجزعة من افتراقي ... يصرخ نبضي ان احتويني لا أريد الرحيل
وهناك من أعلى الضريح وبينما الطير ينام على رؤوس من حولي انتثر رذاذ متلألي عبق حل كسكينة بيضاء في قلبي رفعت مآقيّ نحو سمائك فإذا ببتلتي زنبق تتهاديان نزولا لأرضي ...
وأنا التقط عطاياك كان يغمرني فيض بلون السام الملون لشبابيك عرشك ، الماء بات يرسم حدودي يبرق في عيني يتلألأ في شفتي ...
ضممت زنابقك لقلبي وانا ابتعد دون وجل، كل الطريق الراحل عنك بوطئي استحال خمائل انا احمل فيّ نبعا ً يكفي كل سغب الأرض يروي كل صحاريها ،مسحت بيدي على فحيح الرياح فعادت تترنم نسائما تراقص فضاء ازرق .... الماء يتلألأ في ّ.... ينبض في كفيّ ...فيستحيل كل ما المسه بحب لجنائن خضراء ...لم اعد أخشى الرحيل عنك...فأنت معي .... مخلوقة من ماء غدوت ... بعشقي ....أنا قريرة الآن ............. سأكتفي من كل الكون ببتلتي زنبقك...
......وساترك كل زنابقي تنبض عندك ....!!!!!!!



#بان_ضياء_حبيب_الخيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطلعات القطة ريكا....!
- بين طريقين
- رمل ابيض...!
- لو ...عاد ينصفنا النهار ....!
- شرفتي والقمر
- همسات شهرزاد
- القربان
- خطوط في لوحة سوداء
- مخلوقة من طين...!
- هل أفتح الابواب للعيد...؟
- ألملم النجوم...!
- صندوق من خشب الصندل ....
- قلب جبلي الأخضر...!
- القصة خون /الجزء الثاني
- القصة خون /الجزء الأول
- مدينة من جليد...!
- ديرة الفرح ...موخان جغان..!
- أناجي القمر...!
- إنتخبوني
- رحيل ساندريلا


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - اله الماء