|
بعيدا عن فحيح الإعلام الطائفي - السني والشيعي-.. دعونا نفهم ما حدث احتراما لأرواح شهداء الأربعاء الدامي !
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 09:12
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعيدا عن فحيح الإعلام الطائفي " السني والشيعي ".. دعونا نفهم ما حدث احتراما لأرواح شهداء الأربعاء الدامي ! علاء اللامي نعم ، نريد أن نفهم ، أنا شخصيا لم أفهم ، وأريد أن أفهم ما حدث وكيف ولماذا ؟ ربما كان التصاقي بوسائل الإعلام العراقية الطائفية السنية والشيعية هو مصدر تشوشي الشخصي ، و ربما كان هناك سبب آخر .. ليس مهما السبب،وهو يبقى شأنا شخصيا لا يهم إلا صاحبه ، ولكنني أعتقد أن الحد الأدنى والضروري والإنساني من احترام أرواح ودماء مئات العراقيين الأبرياء التي سالت يوم أمس يوجب علينا أن نفهم، وأن نبذل جهدنا لأن نفهم بصدق ، لا ما نريد فهمه، بل أن نفهم ما ينبغي أن نفهمه .. ذلك لن يتحقق إلا بشرطين : الأول الابتعاد عن التعميم فهو ليس أسوأ من الصمت وحسب - كما كتب محقا حامد النجار في أحد المواقع العراقية على الشبكة قبل أيام - بل هو أضحى مساويا للقتل في حالتنا هذه اليوم. الشرط الثاني هو فضح الأكاذيب والخرافات التي ساقها الطائفيون الشيعة والسُنة وطرح مجموعة من الأسئلة الحقيقية أو بالغة القضاء " الأسئلة المنتجة ". على امتداد الساعات الحزينة والطويلة التي تلت التفجيرات الجبانة ( كلمة الجبانة هنا ليست شتيمة بل صفة أطلقها على أفعال قام بها أشخاص جبناء يخافون مواجهة خصومهم فيستعملون العبوات والسيارات المفخخة والانتحاريين المغيبي الوعي والضمير والإحساس و أحيانا أيضا وللتغطية على الطابع الجبان لهذه الأفعال يعمد الفاعلون إلى إطلاق ثلاثة أو أربعة قذائف هاون لكي يقال فيما بعد أن هجمات بالقذائف قد حدثت !) على امتداد تلك الساعات كرر الإعلام العراقي الطائفي بشقية الشيعي ورأس حربته قناة العراقية البائسة والسني ورأس حربته التي لا تقل بؤسا " الشرقية " ذات الروايات والاتهامات والعروض الانتقائية لآراء الجمهور العراقي بعد "فلترتها" جيدا وحذف وتشذيب ما لا يلائم الخط الطائفي الرجعي العام إضافة إلى الفحيح الموسيقي والغنائي المطلوب في هذه الحالات بل ووضع شريط أسود على الشاشة للتعبير عن الحزن الذي تفضح طابعه المنافق نظرات وحركات وأسئلة العاملين في هذه القناة أو تلك.. يمكننا اختصار رواية الطائفيين السنة بالتالي: هذه التفجيرات قامت بها جهة متنفذة في الحكم ولها خلافات وصراعات على السلطة مع جهة أخرى منافسة لها ومدعومة من دولة إقليمية معروفة ولها أطماعها في العراق. والترجمة الفعلية لهذا الكلام هي ( هذه التفجيرات قام بها حزب المجلس الأعلى المدعوم من إيران والذي له خلافات مع حزب الدعوة ) طبعا لا أحد يتعب نفسه فيقدم دليلا ماديا أو شبه مادي فالأمور محسومة، وما على العراقيين سوى تصديق ما يقوله هؤلاء، وإلا فهم ليسوا عراقيين و حتى إن كانوا عراقيين فهم عملاء لإيران والاحتلال والمريخ ! أما رواية الطائفيين الشيعة في الحكم أو خارجه فهي لا تحتاج إلى ترجمة لسخافتها و تكرارها حتى سئمها الناس وتقول : المسؤول عن هذه التفجيرات هو التحالف التكفيري البعثي بهدف إسقاط التجربة الديموقراطية وإعادة النظام الشمولي . ولا وجود للأدلة المادية أو شبه المادية أيضا، أو لنقل إن الأدلة ستعلن وتعرض لاحقا على هيئة اعترافات مسجلة بالصوت والصورة فتثير سخرية الناس وغضبهم، ألا ما أقل غضبكم أيها العراقيون ؟ كما قلنا هذه الرواية الطائفية الشيعية تقفز على عدة حقائق موثقة منها أن تكفيريي القاعدة مختلفون مع البعثيين، وقد قتلوا منهم العشرات في مراحل معينة من الصراع، قد يكون البعثيون دخلوا معهم في تحالف أو تفاهمات معينة ذات يوم ولكن من المستبعد أن يفعلوا ذلك حاليا بعد كل ما حصل، وثانيا البعث - وتحديدا جناح الدوري - أعلن قبل فترة وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المدن أنه يرفض استهداف قوات الجيش والشرطة والإدارة العراقية ويقصر عملياته ضد المحتلين . هذا ما قاله البعث ويمكن لمن يشاء التشكيك فيه وفي نوايا مصدريه، فللبعث قصته الطويلة في قتل وتعذيب العراقيين وبالآلاف حين كان في السلطة ، ولكن لا يمكن لأحد إنكار وجود هذا الإعلان الموثق أيضا أما النبش في نوايا وضمائر الناس فليس هو من شغل الكتاب والمحللين بل من اختصاص السحرة والعرافين وقارئات الفنجان. شخصيا لا أستطيع أن أصدق أو أستوعب – وهذه مشكلة شخصية ولا علاقة لها بما نحن فيه – لا أستطيع أن أصدق أو أستوعب تورط حزب المجلس الأعلى أو حزب البعث في كارثة دموية رهيبة كالتي حدثت لأهل بغداد يوم أمس .ربما أصدق أن مجموعة من شياطين الحجيم هربت من هناك وقامت بهذه الجريمة، وربما أستوعب أن عصابة من المخلوقات الغريبة التي لا وجدان ولا ضمير ولا إحساس ولا دين لها جاءت من كوكب مجهول وفعلت ما فعلت، ولكن من الصعب أن أصدق أن عراقيين يخططون ويتورطون وينفذون جرائم بهذا الحجم تحقيقا لأهداف سياسية أو غير سياسية .. لا أستطيع أن أصدق وقد أكون على خطأ وتلك هي الفضيحة!غير أن المنطق والعقل يقولان لا حل ولا طريق إلى أي حل ممكن إلا بالتحقيق المحايد والشفاف والأدلة المادية الملموسة . بالعودة إلى الحرب الإعلامية التي نشبت يوم أمس بين الطائفيين الشيعة والسنة على خلفية المجزرة البشعة نرى أن الخطاب الطائفي الشيعي أصبح لا يشبه إلا نفسه من حيث الاستخفاف بعقول الناس، والرؤية الأحادية للأشياء، والكذب الصريح بل والتلذذ بالكذب الصريح وتصديق الأوهام التي يطلقها الشخص نفسه لدرجة أنه يستعذب تكرارها كلما أطل في مقالة أو على شاشة فضائية .. السيد قاسم عطا ( تصر قناة الشرقية على إضافة لقبه العشائري له ليكون " قاسم عطا المكصوصي " وكأن الانتساب إلى هذه العشيرة الكريمة عيبا، أو وكأن كادر سعد البزاز يلمح إلى الاسم الذي اشتهر به قاسم العطا حين كان في صفوف حزبهم "البعث" كما يزعمون ،أو -وهذا هو الأرجح - أن للشرقية ثأرا شخصيا مع قاسم عطا بسبب الغرامة التي حكم له القضاء بها على الشرقية ومقدارها 98 ألف دولار بسبب تزويرها لأحد تصريحاته ورفضها الاعتذار كما فعلت صحيفة لبنانية، بل قالت " إن كلام المكصوصي لا يستحق الرد .. " هكذا بكل العنجهية الصدامية التي تعرف أنوف العراقيين رائحتها! إذ ليس من السهل على البزاز تعويض هذا المبلغ كما يبدو من أعمامه الخليجيين !) هذا السيد – قاسم العطا - خرج على الناس والجثث لما ترفع بعد و الدماء لما تجف ، وقال بأن عدد التفجيرات اثنان وأن كل ما قيل عن تفجيرات أخرى كذب وتزوير ، ثم كرر لازمته الشهيرة : أن المسؤول عن هذه المجزرة الدموية هو التحالف البعثي التكفيري .وبعد قليل خرج مسؤول من وزارة الدفاع ليقول بأن عدد التفجيرات ستة و يعترف بأن هناك تقصيرا أمنيا قد حصل. قناة العراقية، وللرد على الردح والعويل القادم من غريمتها الشرقية ، دعت على وجه السرعة عدد من السياسيين أتذكر منهم علي العقابي عن "الحزب الشيوعي جناح حميد مجيد" وعباس الياسري لا أدري عن أية جهة وما صفته ، والشاعر علي الشلاه إضافة إلى وزير سوري سابق وبعد لف ودوران ممل كرر وبعثر فيه العقابي سلة شعاراته القديمة، وكيف أن المستهدف من قبل الإرهابيين والظلاميين هو العراق الجديد والتجربة العراقية التي أصبحت "والعهدة على الرفيق العقابي "فعالة ومؤثرة في المنطقة ، كما وعبر الياسري عن اتهاماته التي هي بديهيات عنده للبعث والبعثيين والقاعدة والتكفيريين وهاج الشاعر علي الشلاه وماج، مصرا على وصف حزب البعث كلما ذكر اسمه بالساقط وكأن في ذلك شجاعة ما بعدها شجاعة، ملمحا إلى دول الجوار أو الدول الإقليمية والمقصود هنا السعودية ودول الخليج موزعا اتهاماته شرقا وغربا وبسخاء ما بعده سخاء ! فمن سيقول لك شكرا أيها الشاعر؟ ومع احترامنا لآلامك الشخصية، ولكننا نعتقد بأن مكانك ليس هنا بل مع الناس. على الضفة المقابلة من النهر السياسي الطائفي الهائج : ظهر السيد سعد الحديثي خلال وقت قصير في عدة لقاءات على عدة قنوات عربية وكرر اتهامه للجهة المتنفذة في الحكومة والدولة الإقليمية التي ترعاها، ودليله على ذلك أن الحكومة نفسها قالت ذات يوم أن تنظيم القاعدة يلفظ أنفاسه الأخيرة .. يصمت السيد الحديثي قليلا، يتنفس بعمق ، ثم يطرح سؤاله المدوي : فكيف إذن تقوم جهة تلفظ أنفاسها الأخيرة بهكذا عملية ضخمة تتطلب خبرات دولة ؟ وهذا للأسف كلام سفيه تماما .. فالقول بأن الحكومة قالت كذا وكذا، ليس حجة بل هو إعطاء مصداقية غير مستحقة للحكومة ذاتها، ونقل الخطاب والتفكير من منطق وموضوع إلى منطق وموضوع آخرين .. ترى، إذا قالت الحكومة أن القاعدة والجماعات المسلحة لفظت أنفاسها فهل يجب علينا عن نصدقها؟ ألم تقل الحكومة وتحذر مرارا مِن ان مَن تسميهم "الإرهابيين" سيقومون قريبا بأعمال عنف كبيرة ؟ فلماذا لا يصدقها السيد الحديثي؟ ثم ما علاقة هذا الجدل حول صحة أو خطأ ما قالته الحكومة بعملية وقعت فعلا وحصد مئات الضحايا بين قتيل وجريح ؟ ألا يحمل هذا الكلام ضمنا تبرئة مجانية للقاعدة ؟ ثم ما حكاية إمكانيات دولة هذه ؟ هل نسينا أن تنظيم القاعدة الأم هو من دمر ناطحتي سحاب في قلب أمريكا ذاتها في العملية الإجرامية المعروفة في 11 أيلول وقتل آلاف المدنيين ؟ وهل يتطلب القتل بالمتفجرات والمفخخات شجاعة وعبقرية خاصة أو إمكانيات أسطورية ؟ ألم تتمكن امرأة كويتية بسيطة قبل أيام و بمفردها ولا سلاح لها إلا صفيحة من النفط والغيرة الأنثوية من قتل ما يقرب من خمسين شخصا وإصابة العشرات بحروق ؟ نعم.. التفجيرات الإجرامية الأخيرة في بغداد كانت منسقة وهائلة ومتعددة ولكن لماذا هذا الجزم بأن القاعدة عاجزة عن القيام بها ؟ ولماذا يُغفَل أو يُسكَت عن احتمال وجود تواطؤ بين جهات أمنية حكومية مخترقة وبين مجرمي القاعدة ؟ هل نسينا أن القاعدة تمكنت من تجنيد مفوض شرطة "شيعي" سمح لسياراتها المفخخة بالعبور إلى داخل المدن مقابل المال واعترفت الحكومة بذلك ؟ أم إن الطائفيين الشيعة كأشقائهم السنة يتصورون أنفسهم محض ملائكة أنقياء ولا مجال للبيض الفاسدة بينهم ؟ النائب أسامة النجيفي ترك مجازر الموصل المستمرة، وجاء يكرر المعزوفة ذاتها في مجزرة بغداد ولكن على مقام مختلف، وتوسع قليلا ملمحا إلى الخلافات الكبيرة بين حزبين متنفذين في الحكم، أما النائب طه اللهيبي قد "بق الحصة" كما يقول اللبنانيون على قناة الجزيرة ورد على زميله في الحوار والبرلمان والوعي الطائفي البائس هادي العامري بالقول إن من قام بسرقة مصرف الزوية هو من قام بتفجيرات الأربعاء الدامي وهو جهة متنفذة في الحكومة. وطبعا لا أدلة ولا تحليل ولا هم يحزنون ، فما يقوله اللهيبي من وجهة نظر اللهيبي وجماعته غير قابل للنقاش أو التمحيص ! وقد فاق هؤلاء جميعا في صراحته الطائفية المدعو إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم إحدى المليشيات حين قال بأن أحزابا طائفية شيعية هي التي قامت بالتفجيرات لتقتل أناسا من طائفتها، وحين ردت عليه مذيعة "الجزيرة" مذهولة وكيف يمكن لهؤلاء أن يقتلوا جماهيرهم ، رد الشمري عليها بالقول : لقد فعلها الصهاينةُ قبل الشيعةِ عندما قتلوا يهودا عراقيين لدفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل ! والحق فقد كان الشمري يتمتع بلغة تليق بطائفي مثله و لا تضاهى في سماجتها فهو مثلا يصف خصومة السياسيين والطائفيين بالأقزام من على شاشة الجزيرة، ولا يتورع عن ازدراء محدثيه والاستخفاف بهم وحتى تهديدهم على طريقة الشقاوات ، ثم وبعد ان يكون قد فعل كل هذا يختتم حديثة بآية من القرآن الكريم . وبالعودة إلى التناظر الذي أقامه الشمري إبراهيم بين الشيعة والصهاينة ، نقول بأن ما نسبه هذا الشخص للصهاينة وقع فعلا من الناحية التاريخية، وقدمت عليه أدلة مادية واعترف به قادة صهاينة وكان هدفه تهجير اليهود العراقيين وهي المهمة التي سهلها اليمين العراقي في الحكم الملكي آنذاك ولكن الشمري لم يوضح لنا الهدف من قتل الأحزاب الشيعية لجمهورها من أبناء الطائفة ؟ أ لكي يهاجروا إلى الدولة الإقليمية إياها أي إيران ؟ كلا ،سيقول الشمري، بل هم يريدون الحكم .. ولكنهم في الحكم يا سيدي ! نترك الشمري لشأنه ونحاول المرور على موقف التيار الصدري الذي لا يقل بؤسا وتناقضا من مواقف الأحزاب والتيارات الأخرى فالنائب بهاء الأعرجي أعلن أن التيار يحمل السلطات الأمنية وخصوصا قيادة عمليات بغداد والناطق الرسمي باسمها قاسم عطا – بالمناسبة السيد الأعرجي كان يدلي بتصريحه من قناة الشرقية - كامل المسؤولية عن حدوث هذه المجازر ولكنه يدعو إلى التوحد مع الحكومة في الوقت الحاضر فكيف يمكن لنا أن نقرأ هذا التصريح ؟ هل يعني : دعو المالكي يدفن قتلاه ثم تعالوا وأصلبوه ؟ بصراحة تصريحات الأعرجي مفعمة بروح التنافس الحزبي وهي تخلو من أية قيمة حقيقية طالما واصل هذا التيار سيره نحو الانتحار السياسي التام والذي ستكون عودته إلى قائمة الائتلاف الشيعي رصاصة الرحمة له! لنحاول تلخيص الحالة التي تحكم الفريقين الطائفيين الآن ولنطرح بعدها بعض الأسئلة : الطائفيون الشيعة يقولون بأفعالهم وحركتهم السياسية اليومية : نحن نحكم العراق ولن نفرط في حقنا هذا ولن تكون هناك مصالحة إلا بشروطنا ويمكنكم أن تضربوا رؤوسكم في الحائط! الطائفيون السنة يقولون بأفعالهم وحركتهم السياسية : نحن أحق منكم بحكم العراق، ولن نتفاوض معكم على مصالحة إلا بشروطنا وسوف نحرمكم من متعة الأمن والاطمئنان بين فترة وأخرى ولن نضرب رؤوسنا في الحائط بل نضرب أشياء أخرى. الخلاصة هي أن العراقيين من جميع الطوائف والقوميات يدفعون ثمن هذا العناد الاإنساني من دمائهم وأمنهم وأرزاقهم وثروات بلادهم . هذا هو الدرس الأول أو الخلاصة الأولى .. الخلاصة الثانية هي أن الفريقين الطائفيين بمن فيهما أولئك الذين رفعوا شعارات المقاومة والمناهضة كالصدريين وغيرهم، لم يذكرا سبب البلاء في كل ما حصل ويحصل للعراق والعراقيين منذ ستة سنوات، ولم يوجه طائفي سني أو شيعي أصبع الاتهام له إطلاقا، ونقصد الاحتلال الأمريكي الذي مازلت قواته العسكرية والاستخبارية في البلاد بكامل عدتها وعديدها ! فلماذا تبرئة الاحتلال أيها الطائفيون السنة والشيعة ؟ وإذا كنا نقول للطائفيين الشيعة لماذا تبرئة المخابرات الإيرانية مجانا، وقد ثبت تورطها في العديد من المناسبات في الشأن العراقي الأمني، فنحن نسأل الطائفيين السنة أيضا لماذا تبرئتهم لتنظيم القاعدة الوالغ في دماء العراقيين، ولماذا تبرئة مخابرات السعودية والكويت وغيرهما مقدما ومجانا ؟ هل يمكن أن يطالب العراقي الوطني اليوم بشيء ما ؟ بشيء حتى وإن بدا رمزيا، ليحدد لنفسه دائرة خارج الفحيح الطائفي ؟ هل يمكن أن يطالب العراقي اليوم، ولكي لا تمر جريمة الأربعاء الدامي كما مرت جرائم قبلها ،بتحقيق علني وشامل وشفاف وبمشاركة الأمم المتحدة وكفاءات دولية تكنوقراطية محايدة وباستثناء وعدم إشراك الأوساط المعروفة بطائفيتها في البرلمان العراقي، هل يمكن المطالبة بإجراء تحقيق كهذا في هذه الجريمة ، وليقدم كل عراقي فردا كان أو حزبا أدلته وشهادته وليقدم المعتقلون من تنظيم القاعدة الذين زعمت السلطات اعتقالهم في الصالحية قبل أن يفجروا شاحنتهم المفخخة إلى التحقيق ومن ثم القضاء .. هل يمكن تبني ورفع هذا المطلب مع التشديد على عدم تسيسه لكي لا يردح عليه الطائفيون ويحيلونه إلى مناسبة أخرى لعميق الجراح في جسد الشعب المعذب ؟ وفي الختام يتوجه كاتب السطور بالشكر لهيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي على تغطيتها المتوازنة والمتزنة والاحترافية للفاجعة الدموية التي حلت بأهل بغداد فأكدت هذه الهيئة الأجنبية ذات الماضي الاستعماري احترامها - وإن لم تقصد أو تشأ - لدماء الضحايا و على عكس ما فعلت العراقية وشقيقاتها والشرقية وحليفاتها . الشكر موصول أيضا إلى جريدة السفير اللبناني التي لم تنسَ الاحتلال الأمريكي في هذه الفاجعة فكان عنوان تغطيتها : ( الاحتلال يورث الفتنة والعراق يغرق في دمائه ) نعم ، الاحتلال الذي نسيه الطائفيون الشيعة وأشقاؤهم اللدودون السُنة ! رحم الله شهداءنا واللعنة على القتلة أيا كانوا !
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضية الصحفي أحمد عبد الحسين و الفرق بين تقاليد التضامن النقد
...
-
تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمر
...
-
تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمر
...
-
تفجير سامراء / قراءة في السياق السياسي للجريمة !
-
دماء المدنيين الأبرياء في رقاب رجال الدين شيعةً وسُنة
-
مقاربة المدنس لفهم المقدس في أقدم مهنة في التاريخ
-
محاكمة صدام بين مأزقين ...فهل تخرجها استقالة القاضي رزكار من
...
-
قصة -المؤتمر التأسيسي- من الألف إلى الياء :كيف ومتى ولِدَ ول
...
-
زوروا موقع -البديل العراقي - ......!
-
ثلاثون عاما سجنا لكاتب كردي عراقي انتقد فساد حكم المليشيات
-
طزطزات السيد -الرئيس- وهيباخات أخيه برزان
-
الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!
-
مؤتمر القاهرة العراقي : إنجاز أمريكي ثمين بثمن بخس !
-
مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :
-
هل عاد العراق إلى مرحلة العشرينات من القرن الماضي !؟
-
كاترينا- و - ريتا - ومفهوم أو خرافة العقاب الإلهي !
-
الحرية لمحسن الخفاجي الروائي العراقي الأسير في زنزانات الاحت
...
-
هل أصبح الجنوب العراقي جزءا من بريطانيا ؟
-
دولة ولاية الفقيه كأمر واقع في العراق ومعركة العرب السُنة مع
...
-
الزرقاوي نفذ تهديداته وقتل مئات المسلمين فهل يكفي اعتذاره ؟
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|