أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - مفاوضات يدفع ثمنها المواطن المصري














المزيد.....

مفاوضات يدفع ثمنها المواطن المصري


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 08:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لازال أوباما مصر على مناطحة الصخر ، فالذي يسير في الطريق الخطأ ، مع إختيار التوقيت الخطأ ، منتظرا نتيجة إيجابية ، هو كمن ينطح في الصخر .
عندما يظن أوباما إنه بمقدوره الوصول لحل نهائي للقضية الفلسطينية في الظروف الحالية ، و بواسطة التعاون مع الأنظمة القائمة حاليا ، فهذا دليل قوي على إنه لا يعرف الشرق الأوسط ، كما ذكرت في مقال سابق بعنوان : إنهم يضللونك يا أوباما ، القضية الفلسطينية ليست الأن .
لا أكتب هذا متأسفا على الجهود التي ضاعت ، و التي ستضيع ، فلا يهمني ، في كثير أو قليل ، عدد الجولات ، و لا عدد المبعوثين الرائحين ، و الغادين ، و لا أسماء المفاوضين ، و لا ما يحملونه من مقترحات ، لأنني مدرك بأن كل ذلك ليس إلا كلام بلا طائل ، خاصة عندما يساير مبارك الأب أوباما ، فيُسمع أوباما ما يطربه ، مصراً على ضرورة الحل النهائي ، في ظل هذه الظروف .
المستفيد الوحيد من كل تلك المفاوضات ، هي الأنظمة العربية الإستبدادية ، الصديقة للولايات المتحدة ، فكلها أنظمة عريقة في فنون المساومة ، بارعة في الأخذ دون دفع ثمن باهظ ، و الحل النهائي للقضية الفلسطينية ثمن ما أبهظه لديها .
تلك الأنظمة ، قرأت أهم ما في شخصية أوباما ، و أولها طموحه الشديد ، و يضاف له تلهفه على الوصول لنتيجة كبيرة ، خلال فترة ولايته ، القصيرة للغاية بمقاييس منطقتنا .
و في فن المساومة ، المتلهف على شيء ، شخص ضعيف ، يسهل الضغط عليه ، و إستخلاص أكبر قدر من المنافع منه ، مع إعطاءه أقل القليل .
أوباما ، المتلهف ، بدأ الدفع مقدما لتلك الأنظمة ، فكان أن طمأنها ، قبل خطابه في جامعة القاهرة ، و المنعوت بالتاريخي ، في لقاء مع هيئة البي بي سي البريطانية ، عندما صرح بأن لكل ثقافة ما يناسبها ، و لا يمكن فرض فكرة خارجية على أخرين مختلفين في الثقافة ، في إشارة للديمقراطية .
أما مبارك الأب فقد ذهب للعاصمة الأمريكية ، كمساوم محنك ، يعرف جيدا نقاط ضعف من أمامه ، و يدرك ما يرغب في سماعه ، ليسمعه ما ينعش لديه الأمل ، دون أن يعد بشيء حاسم ، ثم ليأخذ الثمن ، لمرة أخرى ، لنفس الشيء .
لهذا فمن البديهي أن نتوقع مزيد من الزيارات المتبادلة بين الرئيسين ، و بين كل الممسكين بالملف الفلسطيني في البلدين ، في المستقبل القريب .
ما يهمني في كل هذا المهرجان الكلامي ، و كمواطن مصري ، هو الثمن الذي يقبضه مبارك مقدما ، في كل مرة يجلس للتفاوض ، أو في كل مرة يظهر تجاوبه مع التصريحات الأمريكية الرسمية .
و هو ثمن باهظ ، ندفعه من حقوقنا الإنسانية الأساسية ، و من كل قضية تهمنا ، مثل مسائل تبادل السلطة ، و شفافية الإقتصاد ، و إلى أخر قائمة المشاكل المحلية المصرية .
ففي كل مرة يظهر مبارك صداقته للإدراة الأمريكية ، و يبدي إستعداده للتعاون معها ، هي كل مرة يقع مزيد من الضغط على حقوقنا .
فالمبدأ الحالي لدى إدارة أوباما هو : السكوت على إنتهاك حقوق الإنسان المصري ، و تقديم الدعم لنظام آل مبارك ، مقابل التعاون ، أما المبدأ لدى نظام آل مبارك فهو : السكوت الأمريكي على إنتهاك حقوق الإنسان المصري ، و إستقبال الدعم الأمريكي ، مقابل إبداء الإستعداد للتعاون ، و هذا الفارق لا يدركه أوباما الطموح ، و المتلهف .
فكل إعلان عن مشاركة مصرية رسمية في مفاوضات تخص القضية الفلسطينية و ترعاها الولايات المتحدة ، إنما هو إعلان عن مزيد من إنتهاك حقوق الإنسان المصري ، و منها حقه في تبادل السلطة .
لهذا فإن الأفضل هو إيقاف مفاوضات ، و لقاءات ، لن تؤدي لنتيجة حاسمة ، حماية لما تبقى من حقوق الإنسان المصري .
إنني كمواطن مصري ، على إستعداد لأن أضحي ببعض حقوقي ، لو كان هناك بالفعل أمل في الوصول لحل حاسم للقضية الفلسطينية ، أو حتى لحلول لبعض المشاكل الكبرى ، بشكل مرضي للطرف الفلسطيني ، و لكني غير مستعد لأن أضحي بجزء ، و لو ضئيل ، من حقوقي ، من أجل مفاوضات فارغة خادعة .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يحين ذلك ، فإنني أعذر الكنيسة المصرية
- حروب مصر في عهد محمد علي هي حروب إستقلال و دفاع
- على العراق الديمقراطي أن يتحول للهجوم بإحتضان القوى الديمقرا ...
- حتى لا يصبح القمني ذريعة لجريمة رسمية
- حوار الحضارات لا تبرهن على فشله حادثة قتل
- الإخوان لن يتهوروا لأن لديهم ما يخسرونه
- تحالف ديمقراطي مصري - عراقي ، بديل للتحالف المصري - السعودي
- ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع
- الشارع الإيراني يضع حكام العرب و متطرفيهم في ورطة
- هبة الشارع الإيراني إثبات لخطأ أوباما
- إتعظوا من الدرس الإيراني و إختصروا ثلاثين عاما
- إنهم يضللونك يا أوباما ، القضية الفلسطينية ليست الأن
- أوباما ، لن نتبع نصائحك
- معسكرنا معسكر الحرية
- الدكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بع ...
- يوم المناضلة المصرية ، الثامن و العشرين من مايو ، من كل عام
- ليس إنتقام إلهي ، و لا محاولة إغتيال ، و تعازينا لآل مبارك ، ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية تحافظ عليه ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية مستمرة تحا ...
- الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - مفاوضات يدفع ثمنها المواطن المصري