مي القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 08:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلنا سمعنا عن الحريق الذي حصل في الكويت وأصبح هذا الحادث هو الشغل الشاغل لوسائل الأعلام وبعض الصحف تفننت في طريقة عرض ملابسات الحادث والأسباب المؤدية له , بل تعدى الأمر في بعضها إلى تكرار الخبر بطرق مختلفة .
وبعض الرؤساء والملوك بدأوا يرسلون التعازي بألم إلى أمير الكويت بهذا المصاب العظيم الذي أودى بحياة 43 شخص فقط واكرر 43 شخص .
وبينما لازالت وسائل الإعلام المتملقة مشغولة بهذا الموضوع مر يوم اسود على العراقيين وكانت هذه هي الأربعاء الدامية الأكثر عنفا ودمارا .
وقد تجاوزت حصيلة الضحايا المئات رغم إن بعض وسائل الإعلام حاولت إخفاء الحصيلة الحقيقية , لكن الصورة كانت أقوى من أي كلام , ولم نسمع لساعات طويلة إن أي رئيس أو ملك ندد أو أبدى حزنه لما حصل هنا .. وأعتقد لولا خوفهم من ردود الفعل لأعربوا عن سعادتهم وكشروا عن أنيابهم بشكل معلن أمام الجميع ولأظهروا حقيقة حقدهم الدفين وشماتتهم بهذا الشعب الذي اثقلته الحروب والحصار والفتنه الطائفية التي اختلقتها تلك الدول .
وهنا لابد من وقفه وسؤال يطرح نفسه .. لماذا ؟؟
ما الفرق بين أرواح الكويتيين وأرواح العراقيين ؟
اولسنا كلنا بشر ؟
أم إن السياسة تدخلت في المشاعر وأصبحت تحرك أحاسيسهم تجاه هذا البلد وتجمدها تجاه البلد الآخر .
والأمر والادهى إن هؤلاء هم أكثر من يتكلم عن العروبة والوطنية والإنسانية وهم بعيدون كل البعد عن معنى الإنسانية بل هم أكثر حيوانية من أي كائن وقد اظلم الحيوانات في هذا التشبيه لان اغلب الحيوانات لا تقتل الفرائس إلا عندما تجوع .
ونرى هؤلاء من ذوي البطون المتخمة والأيدي الملوثة لا يشبعون من قتل الأبرياء وفيهم عطش دائم للدماء وباليت هذا الحقد الذي فيهم كرسوه لمحاربة أعداء الإسلام بل على العكس من ذلك فنجدهم يمدون أيديهم القذرة لإسرائيل وأمريكا ويقتلون ويتآمرون على العرب والمسلمين .
فماذا بقي لديك يا عراق وقد تآمر عليك الجار والصديق .
لله درك يا بلدي
#مي_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟