أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال محمد تقي - قناع الدين سوف لن يستر العورات الفاضحة لاصحابه !















المزيد.....

قناع الدين سوف لن يستر العورات الفاضحة لاصحابه !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اللا معرفة تاريخيا كانت تقود اصحابها الى احتمالين لا ثالث لهما اما الخنوع والسجود حتى لظل سعفة نخيل تحركها الهواء بقوة ، او الى التهور الذي يقود صاحبه الى التهلكة !
هكذا كان الانسان الاول الانسان الذي تحول للتوـ عبر سلسلة معقدة من التطور المورث والذي غذته قفزات وراثية نتيجة تحولات نوعية في العلاقة الخاصة والعامة بين الانسان والانسان وبين الانسان والطبيعة وداخل الانسان نفسه ، منفقة في طريقها هذا مئات الالاف من السنين اذا لم نقل بضعة ملايين ـ من معشر الحيوانات غير الناطقة الى حيوان ناطق ـ انسان له خاصية نوعية جديدة هي خاصية التفكير التي جعلته بحق سيدا على هذه الارض!
الان اللا معرفة علاوة على انها تحتوي الاحتمالين اعلاه فانها يمكن ان تجعله وقودا لتدمير الارض وما عليها وتدمير نفسه بطبيعة الحال !
اذن المعرفة هي اهم ادوات التطور واللامعرفة هي اهم ادوات التخلف والتراجع والتقهقر ، من هنا كان ومايزال الحرص الشديد لدى الطبقات السائدة على تعمد تجهيل العامة او ما نطلق عليه اصطلاح الجماهير الغفيرة ، ومن هنا ايضا كان تاكيد النخب الثورية والطلائع الداعية للتطوير والتنوير والتقدم والتي تنوعت اهدافها بين اقامة مجتمع العدالة والمساواة او المجتمع الفاضل او الديمقراطي او الاشتراكي ومن ثم الشيوعي ، على ان المعرفة هي السلاح الماضي للتفوق على المحافظين والداعين الى تقديس الملكية وتقديس توريثها وتقديس راس المال وتقديس الدولة وتقديس الخرافة التي اصبحت دينا والتي تقول ان الله هو الذي اعطى وانه لا غيره من ياخذ !
هناك تناقض عويص اشارت اليه الماركسية بتمعن يقول ان الراسمالية اثناء عملية الدئب على زيادة استثماراتها وفي كل شيء ستنتج لا اراديا معرفة ، ومعرفة عالية المستوى رغم انها حريصة كل الحرص على ان تحتويها لخدمة استمرارها فقط ، لكن الامر لا يتوقف على رغباتها فالانتاج الاجتماعي هو قانون راسمالي مفروغ منه وهو يفضي حتما لانتشار المعرفة بين اعداد متزايدة من الفئات المنتجة
ـ الراسمالية تحفر قبرها بنفسها ـ !
الان وبعد ان تحولت الراسمالية الى عملاق عولمي استطاعت ان تحيد فئات واسعة من منتجيها في بلد المنشأ بسبب زيادة عوائد فائض القيمة القادمة من وراء البحار مما جعلها تخفف من وطأة التمايز الداخلي طبقيا ـ نظام التامينات الاجتماعية ـ بحسابات الربح والخسارة البعيدة والقريبة والتي تعوض باضعافها عند حساب فرق العملة بين المنقول من عوائد فائض لقيمة القادمة من البلدان المتخلفة !
هذا الحال جعلها تستعيد شيء من القها المفقود داخليا لكنها خارجيا تزداد قبحا ونهبا وجشعا ، وهي بذلك تركز على جعل هذه البلدان خارج سياق المعرفة ، بل تعمل على امتصاص النخب العلمية والموهوبة لتحولها الى اسلحة معرفية مضادة لنزعات التذمر المتصاعدة من تلك المجتمعات !
الراسمالية تصدر التبشير الديني للخارج ولكنها داخليا تمكنت منه تماما ، هي لا تمانع بقيام دول دينية تسير عكس اتجاه المعرفة بشروطها هي ، انها مع قيام دولة يهودية خالصة في اسرائيل ، دولة دينية لا علمانية ، من نتائجها العنصرية طرد الغير يهود الى خارج اسرائيل !
وهي لا تمانع من قيام انظمة ثيوقراطية متخلفة تراعي شكليا ديكورات الحداثة بشروطها هي كما في بعض الدول الاسلامية كالسعودية وحتى ايران ان تجاوبت مع دعواتها !

عليه فان المعرفة واستثمارها لمصلحة تقدم وتطور الشعوب وخاصة شعوبنا التي تصنف ثالثة او رابعة بين شعوب العالم يتطلب اول ما يتطلبه اعادة الثقة بانساننا وتوفير فرص تنميته لجعله انسانا منتجا وليس مستهلكا للمعرفة ذاتها ، ومن اجل ذلك كله علينا التخلص من رواسب قرون الظلام السابقة لمواجهة من يعرقل سيرنا المعرفي في الداخل والخارج ، اما المعرقل الخارجي فهو معروف لدرجة الابتذال ، واما الداخلي فهو بيت الداء لانه يتلبس لبوس القدسية الدينية ، انهم دعاة الحكم الاسلامي ، اي اصحاب الملل والنحل وما ملكت ايمانهم ، ومن الحكمة التصدي لهم وبنشر المعرفة العلمية اولا ، والعمل على فرض البدائل المجربة ، نعني بها فصل الدين عن الدولة وتجريد رافعي رياته من اي وصاية على المجتمع ، ولا يمكن النجاح في هذا المسعى الا اذا قام اوسع حلف اجتماعي سياسي بين المنتجين والنخب العلمية والسياسية والثقافية وكل فصائل اليساريين والعلمانيين والقوميين التقدميين وكل القوى الديمقراطية والليبرالية الوطنية وحتى من الدينيين المتنورين انفسهم ، لمواجهة حلف الارتداد والنكوص الذي يلبي بنظامه اللامعرفي رغبات ـ الشيطان الاكبرـ في الخارج ، لانه يحتقر المعرفة ويهاجمها في الداخل وكانه ـ شيطان صغيرـ !

الدين اي دين كان هو صناعة بشرية صرفة ، وكما قيل ماركسيا بانه كان للعمل الدور الحاسم في تحول القرد الى انسان فان لعقل الانسان الدور الحاسم في تحول هاجس الخوف من فتك قوى الطبيعة العمياء عند بداية تشكل خلايا المعرفة لديه الى نوع من الدين الاول ـ عبادة المجهول بدافع الخوف منه ـ اذن فالعبادة هنا هي صنو لتميمة اللاتقاء ، اي اتقاء شر القوى الخارقة ، فكان الانسان الاول يعيد تحويل ارتجافات الخوف التي كانت تسيطر عليه الى تعاويذ وايقاعات واثناء تزايد نمو خلاياه المعرفية اخذ يعبد الظواهر المكررة ـ البرق ، الرعد ، المطر ، القمر ، الشمس ـ ، ثم تطورت الحالة المعرفية بمستوى تطور العمل والانتاج وادواته حتى توحدت الالهة فكان الله الواحد الاحد ، وكان ماكان وحتى الان من استخدام طبقي للمعتقدات في سبيل تيسير السيطرة وتمييع فورات الشعوب المقهورة ، وبالتطفل على المعرفة بانعاش هواجس الخوف الكامنة في مساحات الغموض التي مازالت تكتنف الكثير من اسرار هذا الكون !

قوى الاسلام السياسي التي تريد الهيمنة المطلقة على الشارع كوسيلة من وسائل الوثوب للسلطة المطلقة لا تتوانى عن التضحية بتراث الدين نفسه خدمة لاجندتها السياسية ، ومن هنا فان تعريتها ونزع قناع القدسية الزائفة عنها هو مهمة ملحة لكل القوى المناهضة لها بنفس الوقت الذي يتوجب اسقاط من بين يدها ذريعة ان من يناصبها العداء بالضرورة هو حليف للغرب واسرائيل ، وذلك من خلال التشديد على التمسك بالهوية الوطنية والنضال ضد كل اشكال التبعية قولا وممارسة !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرة المقلوبة عند العزيز شامل عن التطورالاجتماعي وعوائقه !
- ليس من الشرف الاساءة للعزل في معسكر اشرف !
- هذه المرة مراوغة وزوغان ياشامل !
- انتخابات السيد مأمونة ومضمونة!
- العنوان ليس واضحا ويحتاج الى تفصيل يا شامل !
- علمان ونشيدان لبلاد ضاع علمها ونشيدها !
- عندما تتوحد الارض ويتقاتل الناس بأي مقياس نقيس الوحدة ؟
- حتى نكون على بينة المشكلة الحقيقية ليست مع الاسلام !
- النفط سلاح في معركة تقسيم العراق !
- ابن رئيسنا سفير فوق العادة !
- بلاد نشفت إلا من النفط والثورة !
- هل سينكسر خنجر اوباما وهو يطعن الشبكة الحديدية ؟
- ارض السواد تشوى وتملح !
- اجابات مباشرة !
- البارزاني يدستر للجمهورية الكردية الثانية بعد مهاباد !
- من يعوض العراق ؟
- مدينة الارامل المرأة العراقية في مسيرة التحرير !
- خريف الليبرالية !
- لمن نكتب
- شنو يعني اشننزع بعد لاسرائيل حتى نغري النتن ياهو ؟


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال محمد تقي - قناع الدين سوف لن يستر العورات الفاضحة لاصحابه !