|
الرؤية الأوبامية ليست حلم يقظة لرئيس أميركي
اديب طالب
الحوار المتمدن-العدد: 2743 - 2009 / 8 / 19 - 08:28
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الإسرائيليون يرون أن الرؤية الأوبامية للسلام، ليست أكثر من حلم يقظة لرئيس أميركي "غر" من أصول افريقية أسرته الأساطير!! الإسرائيليون يرون الرؤية، ساذجة وفاشلة ودون مؤهلات، وتفتقد ثلاثة عناصر هي أساس النجاح، الأول الخطة، الثاني إطار العمل، الثالث الجدول الزمني. إسرائيل ترى أن السلام الأوبامي وهم غير قابل للتحقق وليس لانه كذلك بالفعل، وانما لأنها هي لا تريد السلام أصلاً، ولا تقبل أي حديث جدي عنه، بدليل أنها تريد "التطبيع" في مقابل عدوانها المتكرر على أرض العرب وشعوبهم وقبائلهم منذ واحد وستين عاماً. الرافضون للتغيير الأوبامي، بل للتغيير بكل أشكاله الجدية، يتحايلون عليه باسم المبادئ والعقائد. الإمارة في غزة يجب أن تبقى إمارة "إسلامية" وتمد أذرعها الى رام الله لتقيم في رام الله حكم الله. "الدولة الصغرى" ضمن الدولة، وأحياناً فوقها، في لبنان، يجب أن تبقى مسلحة بصواريخ تمنع العدو الإسرائيلي من اختراق الأجواء اللبنانية وعلى علو عشرة كيلومترات، ويجب أيضاً ان تبقى وتتعاظم لتبقى وتتحكم بقرار السلم والحرب في بلد الأرز، وبوحي خامنيئي نجادي، يحدد الزمان والمكان والطرائق ونوع الأسلحة في ذلك القرار "البسيط". المتشددون الحاكمون في طهران، لا يريدون الحوار باعتباره مدخل التغيير الأوبامي، ولا يريدون التغيير أصلاً، لانه يفقدهم الورقة الفلسطينية التي تبيض لهم بيضاً ذهبياً، يحضنه نجاد في الرؤوس الحامية، يجرها وراءه لإزالة إسرائيل من الوجود. ولا يريدون التغيير لانه يضعف مخططاتهم للهيمنة الإقليمية خارج إيران، ويضعف مخططاتهم لقهر الإصلاحيين داخل إيران. والحجة في هذا العبث كله هي "السلاح النووي"، البعبع في وجه المحيط الإقليمي، ورمز العزة والتفوق قومياً ووطنياً ودينياً. ثمة خطة وثمة إطار وثمة جدول زمني للرؤية الأوبامية للسلام في الشرق الأوسط الكبير. الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما، قام بزيارة الشرق الأوسط، وذلك قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية بأربعة أشهر. وعندما قابل أوباما الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وعده ببذل أقصى جهد ممكن للوصول الى سلام مع إسرائيل، يرتكز على دولة فلسطينية شرعية قابلة للحياة وواعدة الى جانب دولة إسرائيل. وأكد أوباما لأبي مازن أن الجهود الأميركية من أجل ذلك، لن تنتظر حتى نهاية العهد الأوبامي الثاني، ولن يفعلها كذلك، كما فعلها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش!! وبحسب قول هآرتس 9/8/2009 "جاء المبتدئ الغر، أوباما مع إدارة جديدة وحماس سياسي مختلف"، نحن غير موافقين على القول الصهيوني، وتولي الرئيس الأميركي السلطة في بلاده، ولم يمض اسبوع على ذاك التولي، حتى وفى أوباما بما هو ممكن من وعده، إذ كلف السيد جورج ميتشل المشهود له بالنجاح، استطلاع فرص التسوية على كافة المسارات، عبر قراءة متمعنة لما يدور في رؤوس قادة المنطقة، وقياس مدى جدية مدنها في موضوع السلام وحقيقة الرغبة فيه ان وجدت، وحجم العرقلة له وطرائق هذه العرقلة. الرئيس السوري بشار الأسد قال لميتشل في المرتين اللتين التقاه بهما، وبشكل صريح، قال انه مع سلام شامل بين الدولة العبرية والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين. العقبة الكأداء كانت في عقل العدواني العنصري رئيس وزراء إسرائيل المجرم بنيامين نتنياهو، وفي اقتناعه باستمرار إسرائيل في عدوانها الاحتلالي، وفي رفضها المطلق لمبدأ الأرض قبالة السلام المرتكز الى قرارات مجلس الأمن الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، والتركيز دوماً على القرار 242، المقر من كل عواصم النزاع. وتبين للسيد ميتشل أن ما توافق عليه إسرائيل هو دولة فلسطينية غير قابلة للحياة، وسلام سوري إسرائيلي بدون عودة الجولان، أما لبنان فلا بد من تخريبه وعلى أنقاض التخريب نزرع غصن زيتون يابسا!!. تلقت الرؤية الأوبامية للسلام عدة مواقف، لم تفت من عضدها وأهم هذه المواقف هو ما يلي: أولاً إصرار إسرائيل على بقاء ونمو "المستوطنات" وتقطيع أوصال الدولة الفلسطينية قبل قيامها. ثانياً لا حديث عن التطبيع، قبل ايقاف الاستيطان وقبل الشروع بالتفاوض وركيزته الرئيسة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة هكذا اجمع العرب، وهذا أصح التفاسير لمبادرتهم السعودية العربية. وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وضع العربة خلف الحصان، عندما أصر على أصح التفاسير تلك. الأمير السعودي لفت السيد أوباما الى أن "التطبيع" نتيجة ولن يكون سبباً. التصحيح السعودي كان ضرورياً لتسير عربة السلام الأوبامية الى الأمام. في سبتمبر أيلول الآتي، سيقدم الرئيس الأميركي مشروعه للسلام، مع مبادئ تفصيلية، ومع خطة وجدول زمني، وعلى الرافضين وعلى المعرقلين وعلى كارهي التغيير ظناً منهم أن هذا الكره سيبقي إمارتهم ودويلاتهم كما يتوهمون. وأن الافضل هو ركوب القطار الأوبامي للسلام، أما دولة العدوان الإسرائيلي فكفيل بها السيد أوباما ورؤيته ومخططاته، وفي حال عجزه عن ذلك، فان ما قالته هآرتس 9/8/2009 "جاء "المبتدئ الغر أوباما مع إدارة جديدة وحماس سياسي مختلف"، يصبح كلاماً معقولاً. ما نتمناه ألا يعجز السيد أوباما، وليس لنا غير التمني. () كاتب سوري
#اديب_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التطبيع المطلوب هو التطبيع بين العرب أولاً !!
-
دولة العدوان الإسرائيلي تنسج شبح الحرب
-
النظام اللبناني مختلف عن أنظمة المنطقة
-
المفاوضات خيار استراتيجي وليس السلام؟!
-
الخيار العسكري ضد -السلاح النووي الإيراني- ما زال واحداً من
...
-
النووي الإيراني إلى أين؟
-
أيام ايران الصعبة ، لن تمنع المحادثات الامريكية الايرانية ال
...
-
اوباما ومكارم الاخلاق
-
مولد العصيان المدني في ايران
-
حماس والرؤية الاوبامية
-
أوباما: صوت السلام من القاهرة نتنياهو: صوت الحروب من -أورشلي
...
-
أوباما ونتنياهو معاً: لا للخلاف الاستراتيجي!!
-
وجهة نظر في الرؤية الأوبامية
-
هل يضغط أوباما على اسرائيل ليصبح لخطابه القادم في القاهرة مع
...
-
اسرائيل : عنف ضدّ ايران ، ليونة وسلاسة مع سوريا ، عناد لئيم
...
-
18 أيار والاسابيع بعده يحددان الأهم الأهم !!
-
ا:اوباما يسوس العالم بسلاسة حازمة :
-
18 أيار بين باراك حسين اوباما المسالم وبين بنيامين نتنياهوال
...
-
مئة يوم لاوباما في الشرق الأوسط الكبير
-
البرادعي المتفائل واوباما المحاور ويد نتنياهوعلى الزناد ,
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|