أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - صديقي الأطرش العربي














المزيد.....

صديقي الأطرش العربي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:29
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس مهما أن تعرفوا اسم شخصيتي المنبوشة في هذا المقال ، يكفي أن أذكر أوصافه :
هو رجل في منتصف العمر كان يحاول أن يُرجع قسمات وجهه إلى الوراء سنوات أخرى باستخدام مستحضرات تجميل الوجوه .. لا شيء يثيرني في شخصيته سوى أذنيه ..أذناه طويلتان مستديرتان لا تتناسبان مع حجم رأسه الصغيرة .. وعلى الرغم من اتساع أذنيه إلا أنه كان يدّعي بأن سمعه ثقيل وأن الطبيب هو الذي قرر ذلك .
اعتاد الناس أن يرفعوا أصواتهم وهم يحادثوه .. وكان هو أيضا يُقرِّبُ أذنه من الأفواه حتى يُؤيد أقواله بأنه ضعيف السمع .
أما أنا فكنتُ أعتقد بأن أذنيه أكثر حدة وحساسية من لواقط الكهرباء الحساسة ، بل إن أذنيه تباريان آذان الخفافيش قبل الغروب !
والغريب أن أذنيه تكونان أكثر حدة وسمعا عندما أُخفض صوتي ... شيء غريب أنه يسمع الكلام عندما يكون الكلام مهموسا ، ولا يسمعه عندما يكون الكلام عاليا !!
بحثتُ عن السبب ، فحاولت أولا أن أربط بين أذن صاحبي ونبرة صوتي ، فلعلّ بينهما تماثلا وانسجاما ، وحاولتُ أن أفسر قول صديقي الأطرش الذي سمع ما لم أسمعه أنا فيقول:
إن سيارة قد توقفت خارج المنزل
كيف سمعها وهو الأطرش ؟
أيكون صديقي ممثلا بارعا ، يجني ربحا بادعائه الطرش ؟
أنا أعلم بأنه دائم الشكوى من أذنيه، وأنه يحتفظ بأدوية كثيرة ووصفات علاج شعبية عديدة لإشفاء أذنه اليسرى من قرحتها المزمنة .
وأخيرا أقنعتُ نفسي بأن لكل فردٍ طاقاته الخاصة به ، ومعجزاته وقدراته ولكنني في نهاية الأمر عثرتُ على السبب :
فصديقي الأطرش عربيٌ لحما ودما ولغة وثقافة وانتماء وحياة وامتزاجا وحلولا .
ومن عادات العرب أنهم يسمعون بوضوح وجلاء وصفاء ونقاء الأصوات ...
ولكن بشرط :
أن يكون الصوت [ مهموسا]
لذلك فإنني أقترح أن نشتقَّ حكمة عربية جديدة تقول :
كلٌّ كلامٍ مهموس مسموعٌ ... وليس كل كلام مرفوع مسموعا !
فالمهموس في تراث العالم العربي يحمل دائما سرا من الأسرار ، وهذا السرٌّ فرصة لا تتكرر كثيرا، لذا فإن آذان أمة العرب حساسة لكل مهموس .
فكل أذنٍ تعجز عن سماع المهموسات تموتُ قهرا وتفنى ألما حسرة !
لذا فقد أيقنت بأن صديقي الأطرش عربي الدم واللسان ، أصيل النسب والحسب ، لم تهجنه عُجمة ، ولم تُخالط نسبَه طُغمة !
نصيحة
إذا أردتم أن تسمعوا أصواتكم لضعفاء السمع ، وأن تكونوا ذوي منزلة رفيعة في المجالس العربية ، فما عليكم إلا أن تعتادوا أن تتحدثوا بهمس .
وإذا رغبتم في أن تُحدثوا الأثر الأكبر في آذان مجالسيكم ، بحيث تُعشعش كلماتكم في آذان السامعين ، ثم تبيض وتفقس وتتوالد وتتكاثر ثم تطير بسرعة البرق فأكثروا أولا من الالتفات يمينا ويسارا مدعين بأن ما سوف يقال هو للسامع فقط وليس لغيره ، ثم قربوا شفاهكم من آذان جلسائكم كثيرا حتى تلمس شفاهكم أطراف آذان سامعيكم ، ولا تُنهوا حديثكم إلا بعد أن توصوا السامع بأن ما قلتموه هو سرٌ خطيرٌ يُحظر نشرُهُ وتوزيعُهُ ، عندئذٍ تضمنون أن يصل إلى كل الآذان خلال دقائق قليلة مهما بعدت المسافات !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حردنة إسرائيل
- جودنرين وعربنرين
- إعلام صوت إسرائيل وإعلام العروبة
- استرجاع الذاكرة الفلسطينية
- نتنياهو بين جامعة القاهرة وبار إيلان
- نساؤنا الذهبيات
- إسرائيل دولة المستوطنات
- قطار خرافات الألفية الثالثة
- لا تهدروا رصيد مستقبلكم
- الاحتفال ببلوغ القضية الفلسطينية سن التقاعد
- ماراثون المفاوضات وأولمبياد المباحثات
- القرصنة الفكرية وحفظ حقوق التأليف
- القمع اللفظي للمرأة
- احذروا إسرائيل الليبرمانية
- الإعلان سيد الإعلام
- لاجئ إسرائيلي ولاجئ فلسطيني
- تعقيم الروح بالفنون
- عكاظ وأولمبياد القمم العربية
- تطهير إسرائيل من اليسار والعلمانية
- الفلسطينيون وهواية جمع الألقاب


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - صديقي الأطرش العربي