جمال الدين بوزيان
الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:11
المحور:
الادب والفن
الانقلاب الذي أحدثته الموجة الجديدة من المغنيات و المؤديات بقيادة هيفاء وهبي و نانسي عجرم، جعلت الجو الفني كله معجرما كما يقول "محمد هنيدي"، و أكسبت الوسط الفني هيافة لا تناسب الكثيرات، من الأحسن لو تركوها لصاحبتها هيفاء وهبي، التي أثبتت أنها تمتع بنسبة ذكاء لا بأس بها مكنتها من تصدر قائمة الشهيرات و الجميلات و من تحسين صورتها تدريجيا منذ ظهرت إلى يومنا هذا، و لعل الذكاء الأكبر يتمتع به صانعوها و الساهرين على استمرار نجاحها.
ظاهرة هيفاء وهبي ليست بغريبة و لا جديدة بالوسط الفني العربي أو باقي الأوساط الفنية بكل دول العالم، فـكل وسط له كما يقال "اللوليتا" أو "الساكس سامبول"، و هيفاء هي الأنسب لهذا اللقب، و الكل متفقون على هذا، سواء محبيها أو معارضيها ممن ينعتونها بأبشع الصفات.
لومي الكبير موجه إلى مطربات كبيرات في الصوت و الإمكانيات و الموهبة، و أحيانا كبيرات في العمر أحيانا، لكنهن ركبن موجة الهيافة و ظهرن في أبشع صورهن، فالأصل دائما جميل و التقليد قبيح.
بتقليدهن لهيفاء و نانسي وضعن أنفسهن في مواقف "بايخة" على رأي عادل إمام.
لا نحتاج إلى رؤية جسد أصالة و معرفة تفاصيله، و ليس لدينا رغبة في رؤية ديانا حدادا تتمايل بلباس لم تكن تلبسه في بدايتها الفنية لما كانت صغيرة، كما أننا لا نملك الفضول للإطلاع على الجزء المخفي من القوام الجميل لرويدا عطية، و زميلتها و منافستها ديانا كرزون، المطلوب منها هو مواصلة حالة الطرب التي عشناها معها خلال عرض برنامج "سوبر ستار" قبل سنوات، بينما هي تتفنن في تغيير اللوك و تعلم كيفية التمايل و تحريك المؤخرة على طريقة هيفا و رولا سعد.
إن شخصية الفنانة "النغنوشة" لا تناسب كل من تتواجد بالوسط الفني، و لا يكفي أن تحمل الفتاة صفة أنثى لكي يمكن لها التصرف على طريقة اللوليتا، هناك صفات معينة جسدية و نفسية يجب أن تتوفر لكي تستطيع الفتاة الظهور بتلك الشخصية.
و لكن، ما ترفض رؤيته فنانات العرب، هو هذا، الواقع و الحقيقة، حقيقة أن الجمهور لما يريد التمتع بجسد إحداهن من العربيات، سوف يبحث عن هيفا بالريموت كنترول حتى يعثر عليها، و لما يبحث عن الطرب فسيجده عند أصالة و فلة و ديانا.
أحيانا أظن أن حتى هيفا لا يحتاجها العرب كثيرا، وسط كل هذا الزخم الهائل من قنوات المتعة الماجنة.
#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟