أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - قاسم حسين صالح - العار ..للقتل غسلا للعار !














المزيد.....

العار ..للقتل غسلا للعار !


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 10:05
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


اشارت مواقع الكترونية وكتابات منظمات نسائية الى تزايد حاد في حوادث جرائم الشرف أو ( القتل غسلا" للعار ) . واورد تقرير لوزارة حقوق الانسان انه تم قتل " 25 " امرأة في محافظة السليمانية بداعي غسل العار خلال النصف الاول من عام 2007 . وذكرت مسؤولة المركز الثقافي والاعلام النسوي في السليمانية : " في كل يوم تقتل المزيد من النساء في كردستان بينما تقف السلطات متفرجة ولا تفعل شيئا" " . وفي البصرة ذكرت اللجنة الامنية ان " 47 " فتاة وامرأة قتلنّ في سنة واحدة تحت بند جرائم الشرف ، الأمر الذي يجعلنا نستنتج ان معدل ما يقتل من النساء في كل محافظة بحدود " 40 " امرأة في السنة ، وبما مجموعه " 700 " امراة من نساء العراق .واذا اضفنا له اللواتي يقتلنّ ويدفنّ سرّا" أو يرمينّ في الأنهر، وبعض حالات الانتحار التي هي في حقيقتها قتلا" غسلا" للعار، فان العدد قد يصل الى مليون او لنقل نصف مليون امرأة في السنة .
وهنالك قصص مأساوية عن هذه الجريمة البشعة . فلم يغب بعد عن ذاكرة اهل بعشيقة مشهد الفتاة " دعاء " الطالبة بالمرحلة الثانية بمعهد الفنون الجميلة التي رجمت بالحجارة حتى الموت وسط تصفيق هستيري لمتخلفين رعاع ، لأنها أحبت شابا" مسلما" وهي ايزيديه . وما يزال اهل السليمانية يتذكرون المرأة ذات الــ 26 عاما" التي لجأت الى احد ملاجيء النساء هربا" من مطارة اخيها ، بعد ان رفضت العريس الذي اختاره لها ، فكمن لها اخوها قريبا" من الملجأ واودع في جسمها سبع رصاصات . ولم ينس اهل البصرة مقتل الفتاة الجامعية التي اتهمت بعلاقة غرامية مع جندي بريطاني ، ولم يبق والدها القاتل في مركز الشرطة سوى ساعتين .
والمفارقة انه تم قتل فتاتين عراقيتين في بريطانيا ، واحدة قتلها ابوها والاخرى قتلها عمها بتعليمات من والدها ، وحالتان مماثلتان لفتاتين عراقيتين حدثتا في السويد .. وكأن هذا التقليد العشائري المتخلف يظل متحكما" بالعراقي حتى لو عاش في ارقى المجتمعات تقدما" . والمفجع ان كثيرا من هؤلاء الفتيات ضحايا بريئات ، اذ اثبت الفحص الطبي انهن لم يفقدنّ شرفهنّ ،لتتبين منها كم ان العراقي " المتخلف " تتحكم فيه العصبية وتعطّل عقله فيقتل ابنته او اخته بمجرد تهمة كاذبة .. ومع ذلك يتساهل معه القانون ! .
واللافت ، ان هذه الجريمة القبيحة التي كانت موجودة في المجتمع العراقي ازدادت الأن ، بعكس ما يفترضه منطق التطور الاجتماعي والحضاري ، وذلك بسبب الحروب التي ادت الى التفكك الاسري ، وشيوع الفوضى التي تشجع على استسهال القتل حيث تقتل النساء ولا يعلن عن فقدانهن ، أو ان القاتل يبلّغ عمن قتلها بأنها اختطفت او ماتت في عملية تفجير ، فضلا" عن زيادة التساهل في مراكز الشرطة مع الذين يرتكبون " جرائم الشرف " وعودة الثقل العشائري للنظام السياسي وما بينهما من تودد.
ومع ان هذه " الظاهرة " لا ينفرد بها المجتمع العراقي بل هي موجودة في مجتمعات الخليج ومصر وايران وباكستان ... الا ان العراق ينبغي ان يبادر للقضاء عليها كونه اصبح بلدا" ديمقراطيا" وفيه منظمات للمرأة وحقوق الانسان وربع برلمانه من النساء .
ولمعالجة هذه الظاهرة ، حيث القتيلة والقاتل كلاهما ضحية تقاليد عشائرية سخيفة تتعارض حتى مع الشريعة الاسلامية ، فاننا نحتاج اولا" الى دراسات ميدانية تتولاها اقسام الاجتماع وعلم النفس بالجامعات ، تقف على اسبابها وتحلل شخصيات القائمين بها ، والدوافع التي تقف وراء حالات الانتحار بين النساء ، مصحوبة بتوعية مكثفة في وسائل الاعلام ، ونشاط اكثر للمنظمات النسائية وحقوق الانسان ، تتضافر كلها في عملية تشكل ضغطا" على السلطات الرئاسية الثلاث لتضمين الدستور العراقي نصا" واضحا" بتشديد العقوبة ، ومادة صريحة في القانون الجنائي تعدّ القتل بأسم الشرف جريمة قتل عمد مع سبق الاصرار .
ان اراقة دم المرأة لا يغسل العار من وجه قاتلها ، بل يصبغه بعارين : التخلف والجريمة . وعار علينا ، شعبا" وحكومة ، ان نبقى نعدّ القتل غسلا" للعار، فعلا" مبررا" وردّا" للاعتبار .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقاعد = مت وأنت قاعد!
- العراق : وطن بلا طفولة
- دلالات الرموز في أعلام دول العالم
- الحب في زمن الكوليرا
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة السادسة - سيكولوجيا الدين ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الخامسة -سيكولوجيا الدين : ...
- تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدي ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثالثة - الدين والصحة الن ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثانية - التطرفان الديني ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الأولى -
- خذوا الحكمة من جلجامش
- دلالات اللون في اعلام دول العالم
- في سيكولجيا المجتمع العراقي بعد نيسان 2003
- في سيكولوجيا الحزب الشيوعي العراقي
- الصحافة : مهنة المتاعب ..والنفاق ايضا !
- علي الوردي ..وازدواج الشخصية العراقية
- كلنا مصابون بحول في العقل !
- ضمير..سز
- عبود ..والشطره ..وحال ما تغير
- في سيكولوجيا الناخب العراقي- قراءة نفسية سياسية -


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - قاسم حسين صالح - العار ..للقتل غسلا للعار !