أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - انطلاقة فتح الجديدة... ولكن باي اتجاه؟















المزيد.....

انطلاقة فتح الجديدة... ولكن باي اتجاه؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:03
المحور: القضية الفلسطينية
    



حالة طبيعية جدا ان يدلي بعض الفائزين بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح، بعد فوزهم بالانتخابات بان مؤتمر الحركة شكل انطلاقة جديدة، وان الحركة بقيادتها الجديدة ستعالج سلبيات الماضي وستعمل على اعادة الحياة والديناميكية للحركة ومؤسساتها، وتطوي بكل سهولة ازمة عشرين عاما، وينهي المؤتمر اعماله رغم كل الصراعات الداخلية بدون محاسبة وحلول جذرية لكافة الازمات والاشكاليات التي مرت بها، وبكل سهولة تخرج اصوات عديدة لتبشر الشعب الفلسطيني بنجاح حركة فتح بعقد مؤتمرها، هذه الحركة الرائدة صاحبة الرصاصة الاولى ومفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

عقدت الحركة مؤتمرها بعد خلافات داخلية عاشتها اطرها القيادية، وسط اتهامات وتشكيكات بقياداتها تناقلاتها وسائل الاعلام على مدار السنوات السابقة، ونحدد منها الاتهامات التي وجهها هاني الحسن وفاروق القدومي لقيادات صف اول وثاني بالحركة، اضافة الى اتهامات متواصلة بالفساد المالي والسياسي الذي تميزت به الحركة وقيادتها على مدار السنوات السابقة، ومع انتهاء اعمال المؤتمر تتواصل الاتهامات ضد بعض قيادات الحركة، حيث تاتي هذه الاتهامات من رموز ووجوه الحركة المعروفة لدى الشعب الفلسطيني، كالاتهامات التي وجهها احمد قريع والتي اضاف عليها التزوير بانتخابات اللجنة المركزية، هذه الانتخابات التي ساهمت بصعود افراد مسؤولة عن التنسيق الامني مع الكيان الصهيوني، فمن يقرأ هذه التصاريح فهو يحس بخطورة هذه العناصر التي اصبحت قيادات صف اول بالحركة، والمخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية من هكذا افراد وقيادات فتحاوية وصلت الى مراكز القرار، فالخطورة بتصريح قريع عندما يقول "المرحلة صعبة وقاسية، وهناك عروض لدولة مؤقتة وحل بلا لاجئين او قدس، وتقطيع اوصال، وكتل استيطانية باقية، ويبدو ان بعض الناس يضعون ذلك في الاعتبار" ويتساءل قريع عن سر فوز اربعة من قادة الأمن ومنسقين مع الاحتلال، هل تم ذلك بمحض الصدفة؟"

والاتهامات بالتزوير اثناء فرز الاصوات التي تصدر من قيادات فتحاوية شاركت بالمؤتمر، كاحمد قريع وربيحة ذياب وحاتم عبد القادر وغيرهم، تثير قضية استمرار ازمة الحركة مستقبلا، فاذا كان فتح صندوق واحد قام بتغيير نتيجة الاصوات، فكيف لو فتحت باقي الصناديق، والسؤال المطروح: كيف تم التأكد بأن الخطأ بالعدد كان فقط بذلك الصندوق؟ بالواقع علامات استفهام كثيرة تطرح ولأبناء الحركة الاجابة عليها، ولا يُخفى على احد اطلاقا ان الخلافات والتشكيك بتزوير الانتخابات لم تقتصر على هذه العناصر، وانما هناك عناصر اخرى تقول انه تم استبعادها من الوصول الى مراكز القرار بالحركة، ناهيك عن اشكالية قطاع غزة، وما اثارته عناصر الحركة هناك من التشكيك بالانتخابات ونتائجها، والاستقالة الجماعية لقيادتها بالقطاع، فهل حركة فتح ستستمر بازمتها الداخلية؟ ام انها تجاوزتها؟ هذه اسئلة سيجيب المستقبل عليها بكل تاكيد.

كذلك ما يلفت النظر اكثر هو هجوم انتصار الوزير التي لم يحالفها الحظ بانتخابات اللجنة المركزية ضد اعضاء المؤتمر السادس للحركة متهمة اياهم "بالتخلف الفكري"، فهنا نقف امام مجموعة من الاسئلة المشروعة: هل اعضاء المؤتمر كانوا متخلفين بفكرهم لاختيار عضوات للجنة المركزية؟ لماذا اعضاء المؤتمر اختاروا احدى عشره عنصرا من النساء للمجلس الثوري؟ هل رأى اعضاء المؤتمر ان النساء المرشحات للمجلس الثوري اكثر ثوريا ونضاليا وصدقا من النساء المرشحات للجنة المركزية؟ ام ان هناك عملية تزييف لفرز الاصوات بالمجلس الثوري لتبيض وجه المؤتمر والمؤتمرين؟ هذه الاسئلة المشروعة التي بحاجة الى اجابات واضحة وصريحة، واعتقد ان الاجابة عليها ستسهل للقاريء معرفة طبيعة التركيبة الجديدة لحركة فتح.

وانتقالا الى مستقبل العلاقات الداخلية الفلسطينية التي ستاتي بعد هذا الاختيار الجديد والطبيعة القيادية للحركة الممثلة باللجنة المركزية الجديدة، ووصول عناصر كانت على راس هرم الاجهزة الامنية، التي لها ذراع طويل بملاحقة المقاومة وزج العديد من قيادات وكوادر الفصائل الفلسطينية بالسجون الفلسطينية وممارسة التعذيب بحقهم، حيث لم تستثني هذه الاجهزة تنظيما واحدا او مناضلا من الملاحقة اثناء تواجدهم على راس هذه المؤسسات الامنية، هذه العناصر الفائزة بمقاعد باللجنة المركزية الى جانب عناصر تدافع وبكل جرأة عن خط سياسي مرفوض من قبل القوى الفلسطينية الاخرى، تنقل المتتبع والمراقب الى الاستفسار عن طبيعة العقلية الفتحاوية الممثلة بلجنتها المركزية الجديدة وقدرتها على بناء علاقات وحدوية واخوية ونضالية متماسكة بظل استمرار قناعات لدى اعضاء لجنتها المركزية بالمفاهيم الامنية التي ترسخت لديهم على مدار السنوات الماضية، منذ توقيع اتفاق اوسلو، فهل الفصائل الفلسطينية ستحاور رؤساء الاجهزة الامنية السابقة لدى السلطة الفلسطينية كممثلين لحركة فتح؟ من سيمثل حركة فتح بالحوار مع الجبهة الشعبية وحماس؟ وباي عقلية سيتم الحوار الفلسطيني الفلسطيني؟ وعلى اي قاعدة؟ قاعدة مقاومة الاحتلال، وكيف؟ وهل ستنجح الحوارات الفلسطينية بجمع شطري الوطن وتوحيدهما؟

بتجديد اللجنة المركزية لحركة فتح، وخطابي محمود عباس الذي اكد على ان "اسرائيل" دولة جارة، والتوصل الى حل عادل ومقبول للاجئين الفلسطينين، هو توجه خطير جدا برؤية الحركة، فمحمود عباس حدد الخطوط العريضة للتنازلات الكبيرة المقبلة عليها الحركة، كذلك التصريحات الاخير لابو مازن الذي كشف به "بان ترتيبات ستجري خلال الايام القليلة القادمة لعقد انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني للداخل والخارج" يدل هذا التصريح على التوجه لدى الحركة لاعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، فما الذي يخفيه هذا التصريح؟ فهل الاجابة على الاسئلة التالية يكشف ما هو غير معلن؟ هل الادارة الامريكية والكيان الصهيوني اتخذوا قراراهم بتصفية منظمة التحرير الفلسطينية بكل تفاصيلها؟ هل حركة فتح نجحت بتجديد قيادتها ومؤسساتها وانقاذ الحركة من الانهيار والضياع؟ وان الوضع الحالي بكل مساوئه افضل من الوضع السابق بكل مساوئه ايضا؟ هل تجديد منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها وتفعيل مؤسسات المنظمة سيكون قادرا على افشال خلق بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تتبناها باطنيا الادارة الامريكية والكيان الصهيوني؟

تحديات عدة تواجهها حركة فتح للمرحلة المقبلة، وهي تشعر انها تتحمل مسؤوليات جمة لاخراج الساحة الفلسطينية من الواقع الرديء الذي تمر به، وعلى راس هذه التحديات هي قدرتها على الامساك بسلطة رام الله، وقدرتها على مواجهة كافة التهديدات الامريكية الصهيونية لفرض مزيدا من الحصار على الشعب الفلسطيني لاي تعديل قد يطرأ بدون موافقتهما، وهذا يدل على تمسك الكيان الصهيوني والادارة الامريكية بشخصية سلام فياض واجهزة دايتون الخطيرة، كقيادة واجهزة امنية بديلة لكل المرحلة السابقة كنتيجة للمسيرة النضالية الفلسطينية على مدار ما يزيد على اربعين عاما، هذا التحدي بحال تمكنت حركة فتح الوطنية من تجاوزه، بالتاكيد ستكون بذلك قد اجتازت ما يزيد على نصف الطريق، فكيف ترى قيادة فتح سلام فياض بتواجهاته؟ هل هو البديل لحركة فتح والثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية؟ وهل هو القيادة الحتمية القادمة للضفة الغربية بعد تثبيت الانقسام الفلسطيني؟ لذلك لا بد من حركة فتح ان تتجاوز ازمة الضفة الغربية قبل ان تتجاوز ازمة قطاع غزة، وهنا لا بد من التنبيه الى ان الموقف الفلسطيني الذي يتبناه الرئيس ابو مازن بعدم العودة الى المفاوضات الا بعد تجميد الاستيطان، فالواقع والحقيقة عكس ذلك، فادارة الكيان الصهيوني انهت تعاملها مع الرئيس ابو مازن بصفته الرئيس الفلسطيني، وان شرعياته انتهت وان هناك شرعيات اخرى للشعب الفلسطيني لا يمكن تجاوزها، وهي سلطة رام الله عن الضفة الغربية، وسلطة حماس بغزة عن القطاع، فالكيان الصهيوني انهى المفاوضات السياسية مع الجانب الفلسطيني، بنفس الوقت الذي يعمل به على تحسين الوضع الاقتصادي لسكان الضفة الغربية، من خلال سلطة رام الله، التي ايضا احكمت سيطرتها على السلك الدبلوماسي بانتظار الخطوة القادمة.

تحديات عدة امام اللجنة المركزية وقيادة حركة فتح الجديدة لتتجاوزها، تحديات على مستوى ازمتها الداخلية، والوحدة الوطنية الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها التمثيلية، والمواجهة مع الكيان الصهيوني، والحفاظ على الثوابت والحقوق الفلسطينية، فهل ستتمكن الحركة من تحقيق ذلك؟ ولكن السؤال الذي يبقى عالقا بعد الغاء خيارات اخرى: ايهما اقل خطورة على القضية الفلسطينية حركة فتح قبل المؤتمر ام حركة فتح بعد المؤتمر؟ فهل القيادة الحالية لحركة فتح الممثلة بلجنتها المركزية والمجلس الثوري على مستوى التحديات المصيرية التي تواجهها القضية الفلسطينية؟



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باختيار ابو مازن رئيسا وقائدا للحركة .... من الذي تغير ابو م ...
- الجالية الفلسطينية والأتحاد العربي ( فياراب) البرازيل
- رؤية جزئية للمواقف البرازيلية بعد العدوان الاسرائيلي على غزة
- من واقع اللاجئين الفلسطينين بامريكا اللاتينية – البرازيل وتش ...
- ازمة مؤتمر حركة فتح... انقسام ام خطوة باتجاه اخر
- المؤتمر الثاني للتطورالاجتماعي والمساواة العرقية – البرازيل
- الحوار الفلسطيني والجولات الفاشلة، وهل من مخرج؟
- اطلاق سراح معتقلين ام تبادل اسرى بين حماس وفتح؟
- حل الدولتين وعقدة الحل
- مهزلة موتمرات الجاليه الفلسطينيه والاعيب المنتفعين - البرازي ...
- الموقف الفنزويلي والجالية الفلسطينية بفنزويلا... هل يستحقوا ...
- لماذا الاصرار على حكومة غير شرعية؟
- كيف تم احياء النكبة الفلسطينية بامريكا اللاتينية؟
- ما الذي يحصل مع الفلسطينين؟
- بذكرى النكبة، دولتين ام دولة يهودية؟ وحق العودة اين؟
- فتح وحماس والقوى الاخرى والثقة المفقودة
- لاجئوا البرازيل من لجوء الى لجوء ومن ماساة الى ماساة
- المجتمع الصهيوني هو مجتمع حرب وليس مجتمع سلام
- فلسطين للكل .... وكلنا فلسطينيون
- مطلوب رئيس جمعية فلسطينية بالبرازيل


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - انطلاقة فتح الجديدة... ولكن باي اتجاه؟