أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - اليسار في الإسلام














المزيد.....


اليسار في الإسلام


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من المؤكد أن ظهور الفقراء و المدافعين عنهم كان سابقا على الإسلام . كان الصعاليك أول الفقراء المتمردين على واقعهم , كانوا في عداد ضحايا التطورات في النظام القبلي التي أنتجت الإسلام في النهاية كعقيدة و نظام اجتماعي و سياسي بعد عشائري , و كانوا أول صرخة ضد الظلم الاجتماعي في شرقنا و في صحراء العرب , لم يقبل الشنفرى أو تأبط شرا هذا الظلم و قرروا مواجهته وجها لوجه , حتى لو وجدوا أنفسهم خارج المجتمع نفسه , على العكس من نموذج عنترة بن شداد الذي انتقل من صف الفقراء أو العبيد و سائر المهمشين إلى الأرستقراطية القبلية مستفيدا من قوته الجسمانية و إبداعه الشعري ليؤدي وظيفة حيوية بالنسبة لهذه الأرستقراطية و هي الدفاع عن ملكيتها الخاصة الآخذة بالتراكم و النمو , سيمثل عروة بن الورد التتويج الحقيقي لهذه النزعة عندما يشرع الاستيلاء على الملكية الخاصة للأغنياء لإطعام الفقراء , لكن الإسلام جاء بمرحلة جديدة – أرقى – من التطور الاجتماعي و الفكري و التشكيلات السياسية و الاجتماعية أنتجت أشكالا أكثر قسوة و همجية من الاستغلال الاجتماعي و أشكالا أرقى من التعبير الفكري - الإيديولوجي , و من الطبيعي أن فرق المعارضة السياسية و الفكرية للسلطة السياسية و الاجتماعية القائمة كانت تمثل مختلف الطبقات المضطهدة الناشئة في المجتمع . كان الخوارج يمثلون الديمقراطية القبلية التي كانت ضحية هي أيضا للتطور الاجتماعي الذي أفرز سلطة طبقية – دولة لأول مرة في التاريخ العربي لكن الخوارج مثلوا الفئات الاجتماعية الأفقر بين الأعراب أو التي همشت اجتماعيا لصالح الأرستقراطية القبلية التي شكلت مركز السلطة الجديدة و كان من الطبيعي أن تفشل ثوراتهم المتلاحقة رغم بسالتهم النادرة منذ خروجهم الأول على الخليفة عثمان بن عفان و رغم سذاجة و قوة خطابهم الفكري الذي كان يغترب أكثر فأكثر عن الواقع الاجتماعي الآخذ في التعقيد و اختفوا أخيرا عندما أصبح شكل الاجتماع العشائري ثانويا في الدولة الإسلامية القروسطية , بينما نجد الشيعة مثلا بدؤوا كممثلين عن الأرستقراطية القبلية التي أبعدت عن مركز السلطة لكنهم في وقت لاحق استوعبوا مشاريع نخبوية و جماهيرية مختلفة لتغيير السلطة السياسية القائمة و عقلنتها أو لتغيير علاقات الملكية خاصة مع شيوع الفلسفة كشكل نخبوي من الوعي و محاولات عقلنة الخطاب الديني . استفادت الجماهير من الفكر الإسماعيلي و من الجمعية السرية التي أقامها الإسماعيليون لتشكل مشروعها الخاص القائم على شيوعية الملكية بين أفراد المجتمع - القرامطة , كما كان هناك بابك الخرمي الذي يمكن اعتباره امتدادا لفكر مزدك الفارسي الشيوعي , و كانت هناك العديد من الأخويات الدينية التي ظهرت كفرق هرطقية قامت على مبادئ شيوعية التنظيم و الملكية الجماعية لكل شيء قبل أن تنحط في وقت لاحق إلى فرق منعزلة ذات تعاليم سرية هرطقية محاصرة من السلطة السائدة , و ستستمر هذه الظاهرة حتى ثورة الشيخ عبد الرحمن الذي فسر الصوفية بشكل ثوري و أراد أن يؤسس شكلا اجتماعيا شيوعيا لعلاقات الملكية في الأيام الأولى من صعود الدولة العثمانية . و بينما ظهرت القدرية كفرقة معارضة مباشرة لجبرية السلطة الأموية التي استخدمتها لتبرير استيلائها تحولت إلى فرقة نخبوية تهدف لعقلنة السلطة و المؤسسة الدينية مع تطورها إلى المعتزلة و أصبحت كأي فرقة نخبوية غارقة في مشاريع تزداد انعزالا و ابتعادا عن المنطلق الاجتماعي الذي صدرت عنه . و بينما كانت أغلب المشاريع الشيوعية سلطوية أو مركزية بشدة , تدور حول سلطة نخبة ما ( و في كثير من الأحيان فرد ما بعينه ) و كانت بالتالي محكومة بالانحطاط عاجلا أم آجلا مع انحطاط تلك السلطة النخبوية و فسادها , و قد مثل هذا الشكل السائد يومها لاحتجاج الفقراء أو تمردهم على واقعهم عندما كان تحركهم يأتي في معظم الأحيان استجابة لدعوة أحد أفراد النخبة للثورة استنادا إلى مبررات إيديولوجية ذات تفسيرات لاهوتية خاصة معارضة للفهم السائد للدين الذي يمثل الخطاب الرسمي للسلطة و لحكم الطبقة السائدة , فقد أنتج فهم الخوارج الديمقراطي المستمد من مثال الديمقراطية القبلية للسلطة أحد نقائض الدولة الثيوقراطية المركزية الإسلامية القروسطية و الفكر القدري المعتزلي المدافع عن الحرية الإنسانية ( في حالة أبي بكر الأصم و هشام الفوطي في مواجهة السلطة الغاشمة على النقيض من بقية المعتزلة الذين أرادوا عقلنة السلطة في أحسن الأحوال ) الشكل اللا سلطوي من مشروع التغيير الاجتماعي عندما دافعوا عن مثال مجتمع ينظم و يدير نفسه بنفسه وفق قواعد العدالة و الأخوة الإنسانية دون الحاجة لسلطة مركزية.........



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعور القومي بين الشعب السوري و النظام !!
- بين شتم الصحابة و قتل الشيعة
- عن معنى المجالس العمالية أو الكومونات
- لماذا تفشل ( و ستفشل ) الليبرالية عربيا ؟
- أنطون بانيكوك : سياسات غورتر
- دعوة لتأسيس مؤسسات قاعدية ديمقراطية محل منظمات المجتمع المدن ...
- عن تصريحات القدومي الأخيرة
- عن مجزرة تدمر
- ملاحظات عن الديمقراطية و الانتخابات
- موت مايكل جاكسون
- ما بعد سقوط السرديات الكبرى
- بين نجاد و ميلباند
- الملكية العامة و الملكية الجماعية
- المثقف الصعلوك / البقاء خارج المؤسسة
- عندما تنقلب رأسمالية الدولة البيروقراطية على نفسها
- الرياضة كبديل للسياسة
- رسالة من مقهورين إلى مقهورين
- ملامح الثورة الإيرانية الجديدة
- أوشفيتزالفلسطيني
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم


المزيد.....




- ردًا على ترامب.. المكسيك في طريقها لفرض رسوم جمركية انتقامية ...
- رئيسة المكسيك تحذر من عواقب وخيمة للرسوم الجمركية التي فرضته ...
- شولتس يستبعد أي تعاون مع اليمينيين المتطرفين
- تديره شركة إماراتية.. حقل غاز شمالي العراق يتعرض لهجوم دون إ ...
- كندا والمكسيك.. ردة فعل انتقامية
- عودة 300 -مرتزق روماني- من الكونغو بعد مشاركتهم في دعم الجيش ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تفجير مبان ومقتل عشرات المسلحين في الض ...
- الخارجية الأمريكية: روبيو أبلغ الرئيس البنمي بأن ترامب لا ين ...
- سيدة تلتقي بأطفالها لأول مرة منذ 6 أشهر بعد تحرير قريتها في ...
- مينسك لا ترى أي مؤشرات لنشوب عدوان عليها


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - اليسار في الإسلام