|
انفلونزا الاستعلاء والعنصرية!!
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعددت أنواع الانفلونزا التي تنتشر منذ فترة وخاصة انفلونزا الخنازير التي فتكت بأرواح حشد من الذين أصيبوا بها، ويتوقع على صعيد عالمي أن ينتشر الوباء مستقبلا ليفتك بأرواح الملايين، ومن المتعارف عليه انه عندما يشعر الإنسان بوعكة ما، وبغض النظر عن مدى خطورتها أو هامشيتها، فان الخطوة الأولى التي عليه القيام بها هي، العمل واتخاذ الإجراءات المطلوبة لمنع اشتدادها ولمنع ولتلافي أخطارها وأضرارها وآلامها وعدم الاستهتار بنوعيتها مهما كانت خفيفة وهامشية، خاصة أن المثل يؤكد أن درهم وقاية خير من قنطار علاج. إن الغرائب في سلوكيات الإنسان كثيرة،خاصة الذي يدير شؤون المجتمع ويضع القوانين والأدوات لإدارتها وتسييرها وفق مصلحته وما يمثله ومن يمثلهم، ومعروف هو الثمن الذي دفعته الشعوب على مر التاريخ، في إطار سعي فئة وبغض النظر عن عدد أفرادها، للسيطرة ونهب ثروات الشعوب والأرض،غير آبهة للثمن المترتب عن ذلك، وهذا يمكن في اعتقادي تسميته انفلونزا الأنا البغيضة، والتي رأينا وسمعنا وقرأنا عن نتائجها الكارثية على مر التاريخ حتى هذه الأيام، وتتجسد في النهب للخيرات وفي تركيز الثروات والأموال في أيدي إفراد ومجموعات قليلة تلتقي مصالحها معا، وبغض النظر عن نتائج ذلك النهج الكارثي على المجتمع في أي مكان وزمان. ويقدم الواقع القائم والذي بدا بالتبلور منذ عشرات السنين، البراهين التي لا تدحض إطلاقا، على مدى خطورة انفلونزا النهج الكارثي العنصري الذي يصر حكام إسرائيل ومنذ عشرات السنين على سلوكه والعمل الحثيث والدؤوب للتمسك والتباهي به، تباهيا بتلك الانفلونزا الخطيرة التي تقود تفكيرهم ونهجهم، يعمل حكام إسرائيل وبإصرار على انتزاع قدسية الحياة ورميها عنوة على المزبلة، ويتجسد ذلك الأمر، في جسد طفل فلسطيني سحقته جنازير دبابة إسرائيلية، في العديد من الأماكن في المناطق الفلسطينية المحتلة، وفي زهرة وسنبلة وشجرة وخابية زيت وكيس طحين، سحقتهم جنازير دبابة وبساطير جنود يعتزون بإشهار البنادق لقتل الفلسطيني وحقه المقدس في حياة حرة كريمة وجميلة ومقدسة في وطنه الذي لا وطن له سواه، وانتشرت جراثيم انفلونزا العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بشكل خاص في جميع أماكن تواجدهم بعد تشريدهم وترحيلهم بالقوة، وضد الذين أصروا على التشبث بوطنهم ويصرون على التشبث به مهما كان الثمن، لدرجة أن تلك الجراثيم لا تتحمل ولا تطيق سماع كلمة حلوة أو واقعية أو عقلانية من الضحية، لان ذلك يضرها ولا يخدم مشاريعها ومخططاتها لتغيير معالم فلسطينية الأرض والسعي المجنون لترحيل الجماهير العربية الفلسطينية التي تمسكت ولا تزال وستظل هنا في وطنها الذي لا وطن لها سواه، وانطلاقا من تلك الانفلونزا العنصرية الخطيرة حطموا ضميرهم ورفسوه ويتباهون دوما بتوجيه الطعنات القوية لأية إمكانية أو بارقة أمل أو مبادرة للتعايش الإنساني الجميل بحسن جوار واحترام وتعاون بناء، والطعنة عندهم جاهزة دائما للمحبة والتعايش باحترام وبكرامة وبتعاون بناء، وللتطلع وللسعي للمستقبل الآمن والجميل الخالي من مخازن وقواعد ونهج وأفكار الأسلحة والحروب. ومن جراثيم انفلونزا العنصرية، إنه مثلما يجري ترويض الحيوانات وتوجيهها بالسوط والعصا،يتباهى حكام إسرائيل بالجرائم العلنية التي اقترفوها ويصرون على اقترافها ضد الفلسطينيين ومنها، سعيهم العلني لترويضهم وسوقهم عنوة وعلانية وفي وضح النهار إلى حيث يشاءون، ومعارضتهم لذلك يعتبرها الجلاد الإسرائيلي بمثابة عمل إرهابي وتخريبي ولا يحق للفلسطيني العيش باحترام وكرامة واطمئنان، ومعروف أن ما يميز الاحتلال هو القتل والسعي للسيطرة والحقد على الضحية ويسعى وبناء على الواقع لإبادة مجرد فكرة السلام من أساسها، والاحتلال لم يكتف بقتل وتشريد وهدم مئات القرى وتغيير معالم المواقع الفلسطينية، بل يعمل علانية ومن خلال برامج في إسرائيل للجماهير العربية، على سبيل المثال، لقتل الفلسطيني روحيا وفكريا وسرقة أرضه وأسماء مواقعها، يصرون بتأثير إصابتهم بانفلونزا العنصرية والانا شعب الله المختار والانا خادم الاستعمار الأول وحامي مصالحه ومنفذ مشاريعه الخطيرة والجهنمية، على أن يكونوا رموز القتل والهدم وليس رموز السلام الحقيقي والتعايش السلمي بحسن جوار واحترام وتعاون بناء وتعميق ترسيخ كل ما هو جميل ويعمق ويضمن جمالية إنسانية الإنسان وتوجهه الإنساني السلمي الجميل نحو الغد الجميل والآمن للجميع، يصرون علانية على سحق إرادة الشعب الفلسطيني وحريته وكرامته وآماله المقدسة في العيش الإنساني في بيته، ولأنه يرفض ذلك فهو إرهابي ومخرب ولا يستحق الحياة،والقوة عند حكام إسرائيل هي العقل الوحيد الأوحد وطالما يصرون على تذويت نهج أن الدم الفلسطيني يمكن أن يسفك بكل حرية وبرودة أعصاب فالوضع سيىء ولن يزداد إلا بشاعة وسوءا وخطورة، طالما يصرون ومن منطلق جراثيم انفلونزا يهودية الدولة، على النظر إلى الفلسطيني انه سرطان يجب اقتلاعه من أرضه التي لا ارض له سواها ومن تراثه وتاريخه وأحاسيسه وحبه لوطنه، ويريدون من الفلسطيني رغم ما تعرض له من كوارث اقترفتها العقلية الاستعلائية العنصرية الصهيونية، أن يتسامح في حقوقه وأن يعترف بأنه لا كرامة له ولا يستحق الحياة باحترام وكرامة وشهامة وإلا فهو إرهابي ومخرب لا يستحق الحياة، ولقد أكدناها ونؤكدها وسنؤكدها دائما أن السلام الحقيقي والثابت والدائم والراسخ والآمن والذي لا يتزعزع والاستقرار القوي لن تكون على ارض الواقع، طالما أصر ويصر حكام إسرائيل على إلغاء وطمس ونفي وسلب الفلسطيني حقه الأولي كانسان كامل متكامل العيش باحترام واطمئنان في دولة مستقلة له، ومن هنا فان الدواء الوحيد القادر والناجع جدا للقضاء كليا على انفلونزا العنصرية والحروب والاحتلال هو الفكر الجبهوي ، وعموده الفقري الفكر الشيوعي الأممي اليهودي العربي، الذي يريد ويسعى ليسكن النور وليس الظلام، نور المحبة والتعاون البناء وليس ظلام الاستعلاء والعنصرية والأحقاد والاحتلال والحروب.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغاز الزمان غير المحلولة كثيرة!!
-
الطفولة محك اختبار وامتحان...!
-
من يرى فخا منصوبا يتجنبه!
-
يصرون على إبراز أنيابهم !
-
هذي حكومة المجازر
-
دروب الآلام والعذاب والحروب ليست منزلة!
-
متى سيتوقف فحيح الافاعي؟
-
لتغيير سلم الاولويات: الجبهة تناديكم فاستجيبوا للنداء
-
الشيوعية تضمن بقاء البسمة على الشفاه
-
ديناصور الامبريالية الى انقراض وبلبل الشيوعية ابدي التغريد
-
نهاية البرجوازية وانتصار البروليتاريا امر حتمي !
-
سحنة الاحتلال لا تتغير الا في الاتجاه الابشع
-
سياف الطفولة
-
مطلب الساعة: الاصغاء جيدا للصوت الشيوعي
-
اريد ان اعيش سعيدا
-
شمس الشيوعية، شمس الجمالية الانسانية والعدالة الاجتماعية
-
خلاص البشرية من مآسيها يكون فقط بانتصار الشيوعية
-
المرأة انسان كامل من حقه العيش باحترام وكرامة
-
تحويل الدولة من ترسانة عسكرية الى حديقة غنّاء ليس مستحيلا
-
الشيوعية حمامة فاصغوا جيدا لهديلها الرائع
المزيد.....
-
عشية لقائه بنتانياهو.. ترامب: لا ضمانات لصمود وقف إطلاق النا
...
-
كيف ستكون سوريا الجديدة حسب الرئيس الشرع؟
-
سوريا.. رسوم جواز السفر مرتفعة
-
رحلة مصطفى جرّي من السودان إلى باريس
-
لبنان يشكو إسرائيل لدى مجلس الأمن بسبب القرار 1701
-
-حادثة معقدة وصعبة-.. عملية إطلاق نار شرق جنين تسفر عن إصابة
...
-
الصين تعلنها حربًا مفتوحة على واشنطن وترفع سورها العظيم في و
...
-
خطة ترامب لإنهاء حق المواطنة بالولادة: ما هي القوانين في بقي
...
-
ترامب يعلق تهديده بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا مع استم
...
-
الصفدي: جاهزون للعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام العاد
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|