أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ماهر ابو الوليد - حول المعارضة السورية الديمقراطية















المزيد.....

حول المعارضة السورية الديمقراطية


ماهر ابو الوليد

الحوار المتمدن-العدد: 165 - 2002 / 6 / 19 - 20:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الإنتظار ....وماذا بعد؟؟


أعلنت المعارضة السورية المتمثلة بأحزاب التجمع الوطني الديمقراطي ( حزب البعث الديمقراطي الاشتراكي العربي ، الحزب الشيوعي السوري –المكتب السياسي ،حركة الاشتراكيين العرب (خارج السلطة )، حزب العمال الثوري ) ويضاف إليهم(بشكل غير رسمي ) حزب العمل الشيوعي ، عن وجودها كتجمع وطني ديمقراطي معارض وهذا عبر الإعلان عن نشاطها العلني في داخل سورية ، ولم تأخذ الأذن من السلطة لأنها تعرف مسبقاً أنها لن توافق على هذه الخطوة ....وهي في الواقع خطوة جريئة وواقعية ....وأما السلطة التي سبق لها أن وضعت في السجن –وبالإضافة إلى  1200 سجين رأي المعتقلين ولم يتم الإفراج عنهم – العشرة سجناء وعلى رأسهم الأستاذ المناضل رياض الترك الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري ، والعالم الاقتصادي السوري عارف دليله ومجموعة من الأطباء والمهندسين والمحامين ونواب في مجلس الشعب مستقلين  ... وطبعاً تُحاول السلطة" ذر الرماد في العيون" وخاصة عيون الرأي العام العالمي ( لأن الرأي العام السوري أو العربي لايهمها كونه رأي مقموع ومنذ زمن طويل )،الذي بدأ يهتم بقضية الديمقراطية في سورية وخاصة بعد محادثات الشراكة السورية-الأوروبية ...وبعد وفاة حافظ أسد ،وظهور بصيص من  الأمل بتغيير يجاري  العصر ، وخاصة بعد خطاب القسم للرئيس الجديد ،وقد رافق تلك التصريحات غلق لسجن المزه العسكري وإطلاق سراح ستة مائة سجين رأي  ....بعد كل هذه المؤشرات تفاءل البعض بإمكانية تغيرات في طريقة الحكم ، وقد  صدر عن التجمع برنامجاً وهو موجود في صفحة التجمع الوطني الديمقراطي ( ابحث عنه في موقع الحوار الديمقراطي) ...منذ ذلك الوقت ، لم تتخذ السلطة أي مبادرة للاعتراف بالتجمع الوطني الديمقراطي المعارض ،وفضلت" نفخ الحياة " فيما يسمى  "بالجبهة الوطنية التقدمية " ،وهي خطوة مناوراتية للالتفاف على ما يجب فعله وهو الاعتراف بالمعارضة  الحقيقية والمتمثلة بالتجمع الوطني الديمقراطي ....ولكي يستطيع النظام أن يقول أن المعارضة موجودة وممثلة داخل مجلس الشعب وهي تحكم في سورية عبر "الجبهة الوطنية التقدمية " ....وهنا نستطيع القول  مع الدكتور ماخوس أن نهج وظل حافظ أسد بقي مهيمناً على الساحة السياسية السورية ،وهنا لاننكر أن بشار الاسد لديه نوازع ديمقراطية،ولكنه لايملك برنامجاً ديمقراطياً ،كما أن هيمنة الأجهزة البيروقراطية الفاسدة مازالت مسيطرة ، وقد عبرت عن ذلك الاكسبرس الفرنسية قائلة " عندما رفع غطاء الطنجرة ليرى مافيها ، أعاده بسرعة لأنه وجد حالة من العفن والخمج اضطرته أن يسد انفه دون استنشاقها ....الخ "،وهو أجمل تعبير عن الواقع الفاسد الموروث والراهن في سورية ، نتيجة لتفشي الفساد بشتى أشكاله وألوانه في كل زاوية داخل المجتمع السوري ،سياسياً ،اجتماعياً ،واقتصادياً ...الخ . ففي سورية كل شيء يتعلق بالسلطة قائم على التلفيق والكذب والغش والخداع ....أنها الطنجرة التي تحوي العفن الذي تكلمت عنه مجلة الاكسبرس.
وقد استهدف النظام السوري التطرق لمواضيع سياسية وديمقراطية حساسة  ، في خطاب القسم ...وبهذا دغدغ مشاعر الجماهير السورية  ...الخ ...ولم يدم الاستبشار خيراً بما جاء في هذا الخطاب ، وإذ بالسلطة تعتقل شخصيات سياسية معروفة ومشهود لها بالاستقامة والتضحية ...فتم اعتقال عشرة من المناضلين منذ ايلول –سبتمبر الماضي ...وبهذا الفعل تم العودة الى اختيار قديم وهو تجميد وتعطيل التطور ومنع أي حراك اجتماعي نحو مجتمع ديمقراطي خال من معتقلي الراي  ويسمح بحرية التعبير ...إن موقف السلطة هذا  من المعارضة السورية الديمقراطية يأخذ طابع متذبذباً ، بين ترك هامش من الحركة و لجم  وتجميد حراك هذه المعارضة ، وقد يعكس هذا التذبذب  ، التناقضات الداخلية والحراك الداخلي في المجتمع السوري ...وانعكاسه على السلطة ورجالها الذين يريدون للمجتمع أن يتطور اقتصاديا دون المساس بالوضع السياسي الحالي ...ويقدمون شتى الأعذار ولكنهم لايقولون الحقيقة للشعب ، ولا  حتى لقواعد حزب السلطة المغرر بها والتي تم توظيفها كنوع من المخابرات غير الرسمية ، كونها تقوم بنقل كل ما تسمعه إلى السلطة عبر تقارير حزبية ...وكذلك تقوم بنشر الدعايات وتوفير الأجواء لكل ممارسات السلطة القمعية ....والحقيقة التي يخفيها أصحاب القرار في دمشق هي أن الفئات المسيطرة على السلطة غير موافقة على هذا الإصلاح وبالتالي تم تعطيل الخطوات التي أعلن  الرئيس بشار الأسد عن اتخاذها ، كونها خطوة على الطريق الصحيح لمجتمع عادل وصحي وخالي من معتقلي الرأي ومن الفساد الإداري الذي يكبل كاهل المجتمع السوري .ولكنها خطوات يمكنها أن تقضي على مصالح هذه الفئات وبالتالي محاسبتها على الأموال التي سرقتها ، وهي أموال مسروقة عن طريق استغلال المناصب وتجاوز للقوانين من قبل أناس يعتبرون أنفسهم فوق القانون ....وهذا هو بيت القصيد والجميع يعلم بذلك ولذلك بدأنا نسمع تعابير مثل " رئيس مابيطلع بإيدو شي " و" جابو اجر كرسي حتى تستمر مصالحهم " ....الخ .

وكما أوضحته جميع منشورات المعارضة  السورية الديمقراطية ، وجميع المقالات التي تعرضت للنظام السوري الحالي( إنظر مقالات في موقع أخبار الشرق والحوار الديمقراطي واللوموند ديبلوماتيك) ،ان ماترغبه هذه السلطة في إصلاح إقتصادها دون التعرض للجانب السياسي أو المساس به ، مسألة غير ممكنة على الإطلاق .فالمسيطرون على السلطة يحاولون الإحتفاظ بمصالحهم إلى أطول فترة ممكنة ، فقد عجلوا إلى إتخاذ مبادرة وهي أنهم سمحوا لأحزاب أو بالمعنى الأصح لمجموعة الأشخاص الذين اخترعوا منهم ماأسموه "جبهة تقدمية وطنية " في الدخول إلى" غرفة الإنعاش " [2]فبدأت هذه الشخصيات إصدار صحف وهي تكيل المديح للنظام وتتغنى برئيس النظام ولاتتعرض لأي قضية جدية ، ومحتواها لامعنى له كونه يمثل "أمعة" لصحف النظام ...و هؤلاء الأشخاص لديهم قدرات فكرية ولكنها توظف للمدح وللتصفيق وتغطية جرائم النظام و لعبوا دور مخابراتي مكمل لحزبيي السلظة ...وهذه الخطوة تم اتخاذها من أجل "رش الرماد في العيون " ..عيون الرأي العام العالمي خاصةً، وهذا "يسمح" لهم (بحسب إعتقادهم )  القول بأن التجمع الوطني الديمقراطي   يحتوي على تجمع لشخصيات خارجة عن القانون ...لذلك تم رمي برموز الحراك الديمقراطي في سجن عدرا وتم إتهامهم بشتى التهم غير المبنية على أي أساس من الصحة .وهي إشارة لإعلان الحرب على هذه المعارضة وعدم الاعتراف بها ....وكنوع من إنتصار التيار الذي يريد متابعة نفس النهج ونفس الأساليب مع التكيف والالتفاف على حراك المعارضة  .

و لكن مقابل هذه المناورة   ، ماذا فعلت المعارضة؟ وخاصة المتمثلة بأحزاب التجمع الوطني الديمقراطي ؟؟؟؟ .

استمرت في انتقاد النظام وركزت على اعتقاله للمناضلين العشرة ، عبر منشوراتها  غير الرسمية وغير المعترف بها من قبل السلطة (ولكنها تُقرأ وتتابع بجدية  من قبل مخابرات السلطة ) .و لم تتبنى أساليب وطرق جديدة للضغط على السلطة ، مما ترك للسلطة الحرية أو الاختيار في العودة إلى أساليبها السابقة في اعتقال المناضلين ، إلى جانب احتفاظها بال 1200 معتقل رأي الذين مازالوا يرزحون في السجون السورية والموروثون عن عهد الأسد الأب .  

ليس هناك أدنى شك بأن سنوات السجن والقمع المركب والإرهاب ذا الأشكال المتعددة ، تركت بصماتها على قوى التيار الديمقراطي المعارض بمختلف فئاته ، و لكنها لم تستطع إطفاء جذوة النزوع  إلى متابعة النضال ولم تمحُ روح المقاومة و الإستعداد للتضحية ، لدى مناضلي المعارضة السورية الديمقراطية .

وإلا لما رأينا  مناضلين مثل الترك ودليله واللبواني وغيرهم مستعدين لمتابعة النضال بعزيمة غير أبهين بسجون النظام وجلاديه  ،وبمرارة السنوات الظالمة والمظلمة بل والمدمرة للمجتمع ، لم تستطع إطفاء روح النضال والاستعداد للتضحية ...وفي الوقت نفسه ، فإن المعارضة الديمقراطية تحتاج إلى إعادة تنظيم صفوفها وترتيب  أوضاعها وتجميع قواها،من أجل تنفيذ إصلاحات ديمقراطية حقيقية ،وهذا يحتاج الى تمكين لحمة المعارضة ووضوح مطالبها الديمقراطية وإيصال  صوتها الى الجماهير السورية أولاً ومن ثم إلى العالم بكل السبل المتاحة  ، ومن ثم تبني أساليب جديدة  في النضال ، ديمقراطية  تُجبر النظام على القبول بالإصلاحات و الإعتراف  الرسمي بها كمعارضة فعلية كونها تُمثل مجموعة  كبيرة من فئات الشعب السوري .

 

 

كاتب سوري يعيش في المهجر.باريس

 

 




#ماهر_ابو_الوليد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ماهر ابو الوليد - حول المعارضة السورية الديمقراطية