|
إرتفاع معدلات عمالة الأطفال في باكستان
إيلاف
الحوار المتمدن-العدد: 834 - 2004 / 5 / 14 - 04:40
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
باكستان "إيلاف"من اسلام اباد: ارتفعت معدلات عمالة الاطفال في باكستان في السنوات الاخيرة بسبب معدلات الفقر المضطردة في السنوات الاخيرة .وهناك بعض الدوائر المستفيدة في المجتمع الباكستاني والتي تدفع الاطفال نحو العمل للاستفادة من عمالتهم باجور متدنية للغاية لا تكاد تكون 1% من اجور العمل الذي يقوم به هؤلاء الاطفال .
وتستفيد قطاعات صناعية مختلفة في باكستان من عمالة الاطفال وفي مقدمتها صناعة السجاد اليدوي الذي يباع باسعار باهظة لا يعود على الاطفال من ريعها اي شيئ يذكر . وتفيد الاحصائيات والابحاث التي تقوم بها هيئات حقوق الانسان في باكستان ان صغار الاطفال الذين يبيعون قطع الحلوى وحتى الورود امام المعاهد التعليمية الراقية وعند اشارات المرور يعطون بذلك الصورة الحقيقية لنسبة كبيرة من الاطفال في هذا البلد والذين لا يعرفون الى ابواب المدارس سبيلا يسلكونه بسبب الارتفاع الباهظ في تكاليف المعيشة وازدياد معدلات الولادة و صعوبة التوفيق بين المداخيل المتدنية والاحتياجات الاساسية التي لم تعد في متناول شريحة كبيرة من الشعب الباكستان ؛ وذلك وسط اتجاه يهدف الى الحد من وجود الطبقة المتوسطة وتقسيم فئات الشعب بين طبقة قليلة من الاغنياء واغلبية من الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة .
وبالتالي فان الكثيرين يفضلون دفع اولادهم للعمل باجور زهيدة تسهم في مساعدة العائلة على الاستمرار في الكفاح من اجل لقمة العيش بدون ان يكون هناك ادنى تفكير بموضوع ارسال الاطفال للمدارس . وهذا كله وسط برامج جاءت بها الحكومة قبل اربع سنوات من اجل الرفاه الاجتماعي والقضاء على الفقر وبرامج خاصة بالتنمية الاجتماعية والتي لم تتحرك قيد انملة من مكانها .
والاطفال لا يذهبون للعمل للحصول على المال ولكن للحصول على ما يبقيهم على قيد الحياة بسبب الفقر المدقع الذي تعيش فيه عائلاتهم . ولا تدرك وزارة الشؤون الاجتماعية وهيئات النفع الاجتماعي هذه المشكلة الا في الندوات الكثيرة التي تعقدها لمناقشة المشكلة ؛ ولكن موظفيها لا يستطيعون بحال ان يروا الاطفال وهم يدخلون مصانع السجاد والطابوق والصلب ومعامل تكسير الصخور ليقضوا فيها ساعات طويلة تمكن اربابها من جني الكثير من المال ولا يعود لهم منه اي شيئ يذكر . ويرافقهم في هذا اعداد كبيرة من النساء اللواتي يضطررن للعمل كذلك وحمل الطابوق على رؤوسهن .
فالطفلة نوري التي عمرها ثمان سنوات تبيع حلوى شعر البنات امام مدرسة خاصة يدخلها ابناء الذوات وتحلم بان تدخل وتتعلم فيها شيئا قبل ان يطوفها الوقت ويتركها تلاطم الحياة من جهة لاخرى بدون فهم او وعي لما ينقصها من العلم والمعرفة .وهي تقول انه اذا اراد لها الآخرون ان تذهب للمدرسة فان عليهم ان يوفروا لها المال اللازم للقيام بذلك . وتقول ان امها تعمل خادمة في بعض البيوت وهي تبيع الحلوى لزيادة الدخل لانها الابنة الوحيدة لعائلتها .
وتضيف قائلة بانها تأتي عند بوابة المدرسة في الصباح وتتركها في المساء وتشعر بالبهجة وهي ترى الاطفال ممن هم في عمرها وهم يدخلون البوابة الى صفوفهم التي ستقودهم الى حياة افضل لا تستطيع هي ان تراها حتى في احلامها . اما سوميرا البالغة من العمر 13 عاما فانها تعمل خادمة في احد البيوت . توفت امها عندما كانت في الثانية من سنين عمرها .وتقول انها تعمل في الكثير من البيوت ولا تجد فيها اناسا طيبين ولكنها تعمل بجد لكي تحصل منهم على المال .
وتؤكد التقارير ان هناك من الاطفال الذكور فقط العاملين في باكستان ما يصل الى 19 مليون طفل اي ما يوازي اربعة اضعاف تعداد سكان سنغافورة .وهناك العديد من الاطفال العاملين في الارياف الذين لا تعرفهم الاحصائيات .
ولصناعة المواد الرياضة نصيب بارز من عمالة الاطفال حيث ان 72 % من العاملين بها لم يصلوا الى ابواب المدرسة مطلقا لانهم لم يحصلوا من المال على مايكفيهم لدفع اجور التعليم ولانهم اضطروا للبدء بالعمل من سن مبكرة .
ويقابل ذلك ان هناك 20 % من الاطفال العاملين ممن يفضلون العمل والدراسة في آن واحد .كما ان 24% من الاطفال الذين امتنعوا عن التعليم قد قاموا بذلك لانهم لم يجدوا في المدارس التي تقدم تعليما رخيصا اي فائدة يستخدمونها في حياتهم العملية . وفي الارياف لا يجد الاطفال الرعاية الصحية او التعليم ويذهبون للعمل بمجرد ان يتعلموا فنون المشي والحركة .
فمعظم مزارع الخضروات والحبوب و الفاكهة في باكستان تعتمد على عمالة الاطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين 3 الى 5 سنوات والذين يبقون في الحقول من شروق الشمس الى مغيبها . وتجدهم بجانب كل قناة ري ؛ ولا ترتفع قاماتهم كثيرا عن الاعشاب والزروع التي تحيط بهم .
#إيلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفكر إسلامي يدعو لإلغاء عقوبة الإعدام في الدول الإسلامية
المزيد.....
-
شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس
...
-
مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين
...
-
مذكرة اعتقال نتانياهو.. هل تتخذ إدارة ترامب المقبلة -خطوات ع
...
-
نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلو
...
-
زاخاروفا تعلق بسخرية على تهديد أمريكي للجنائية الدولية بشأن
...
-
ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
-
كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول
...
-
إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين
...
-
بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات
...
-
عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|