سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 834 - 2004 / 5 / 14 - 08:16
المحور:
الادب والفن
في 1979 ، كنّـا في بيروت ، بين أضلاع ما سُـمِّـيَ الكيلومترَ الأخير ، وقد تأكّــدَ أنه أخيرٌ ، بعد أن طردتنا دباباتُ آرييل شارون في صيف 1982 وخريفها ، فلم نجدْ ، بَـعدها ، أرضاً ثابتةً ثباتَ ذلك الكيلومتر المربع الأخير.
كنتُ أعرفُ أن سليم بركات مقيمٌ مثلنا ، في الفاكهاني.
سألتُ عن مَـظانِّـهِ ، وعرفت عنوانه . ( أعتقدُ أنه كان يسكن عمارةً يحرسُها مُرابطو عبد الله قليلات )
دخلتُ المبنى ، وتوجّـهتُ إلى باب المسكن .
ضغطتُ الزرَّ .
مضت دقائقُ ، حتى لقد خِــلْـتُ أنني أخطأتُ المقصدَ …
البابُ يوارَبُ بطيئاً .
ومن الفتحة بين الباب والجدار تظهر فوّهةُ مسدسٍ ، تتلوها " سبطانةٌ " كأنها لطولها وشناعتها سبطانةُ بندقيةٍ .
- من ؟
- أنا سعدي يوسف ، يا سليم بركات … أرجوكَ اخفضْ فوّهةَ المسدس !
يفتح سليم البابَ متهللاً .
***
أي قراءةٍ لشعر سليم بركات ، لها مستلزَماتٌ ( كما أرى ) ، ومن أول هذه المستلزَمات الإلمامُ بجانبٍ أساسٍ من شخصية سليم ، هو جانب الطفولة والفتوّة المبكرة .
آنذاك ستُفتَحُ مغاليقُ عدّةٌ ’ وتنكشف أســرارٌ كانت تبدو مستغلقةً . الكلماتُ والأعلامُ ستتجلّـى ، بسيطةً ،
ذاتَ معنىً مؤصَّـلٍ في الحياة والسيرةِ .
الـمدخلُ الأولُ لهذا الطريق الطويل هو كتابه " الجندب الحديديّ " - سيرة نثرية .
قلتُ لسليم بركات ، مرةً :
إنكَ أعظمُ كرديٍّ بعد صلاح الدين !
واليومَ ، بعد رُبع قرنٍ من مَــرِّ الزمان ، أعود إلى القولة ذاتها ، وأنا أكثرُ اطمئناناً إلى صوابها ، بعد أن شهدتُ ما شهدتُ ، و عرفتُ من عرفتُ .
لندن 12/5/2004
• ملحوظة : كُتبت المادة بطلبٍ من الشاعر قاسم حداد الذي يستضيف في موقع " جهة الشعر "
على الإنترنت ، هذه الأيامَ ، ســليم بركات .
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟