أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رابحة الزيرة - راية الدين حين تنتصب منكوسة بيدِ حمَلتِها














المزيد.....

راية الدين حين تنتصب منكوسة بيدِ حمَلتِها


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 08:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قالت إحداهن وهي كينية الجنسية: "عندما نناقش (العلماء) عن مضار "ختان الفتاة" في محاولة منا لاستصدار فتوى تحرّم هذا الفعل الذي يسيء إلى الطفلة أولاً، والزوجة ثانياً، والأم ثالثاً، يحتجّون علينا: من أنتن لكي تسمحن لأنفسكن بمناقشة هذه المواضيع؟ وإذا طالبناهم بالدليل القرآني على مشروعيته قالوا إنها آية إما نقلاً عن النبي إبراهيم (ع) أو في سورة إبراهيم .. هكذا (!)

وبكت ثانية حزناً على القرآن وتعاليمه – بحسب قولها – وعلى عدالة الله ورحمته التي شُوّهت بممارسات المسلمين المصدّق عليها من بعض رجال الدين، فرغم أنّ في إحدى دول شرق آسيا تزيد نسبة الرجال غير المتزوجين على النساء بنحو عشرين في المائة، إلاّ أن ظاهرة تعدّد الزوجات هناك في ازدياد مستمر، وحجتهم الجاهزة، أنهم يطبّقون الآية الكريمة "فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ" المجتزأة، والمقطوعة من سياقها ومن أجوائها لتحقيق رغباتهم وأهوائهم على حطام زوجاتهم اللاتي يعانين الأمرّين للمحافظة على بيت الزوجية.

وسألتني ثالثة ببراءة: "هل فعلاً هناك آية في القرآن تفيد أنّ إيمان المرء لا يكتمل حتى يُمتحن ويُفتن، وبالنسبة للمرأة فالامتحان الذي لابدّ أن تجتازه لتؤكّد صحة إيمانها هو أن تتحمّل كل ما ينتابها من آلام نفسية بسبب تزوج زوجها عليها من الثانية والثالثة والرابعة، حتى أنّ بعض النساء لدينا يبادرن بالخطبة لأزواجهن (قربة إلى الله)؟" .. لقد أصبح في مفهوم بعض النساء المغلوب على أمرهن في الكثير من الدول الإسلامية أنّ تقبّل المرأة (رغبة) الزوج في الزواج من ثانية من الأقدار (السماوية) التي لابدّ من الصبر عليها وتحمّلها بل والسعي إليها لكي تثبت صحة إيمانها وإلاّ فهي من المغضوب عليهم.

خمس وعشرون مشاركة من سبعة عشر دولة من الشرق والغرب: كينيا، غامبيا، نيوزيلندا، أندونيسيا، الفلبين، سنغافورة، إنجلترا، إيران، أفغانستان، باكستان، سيريلانكا، السودان، مصر، المغرب، الأردن، ماليزيا، والبحرين، اجتمعن لتداول قضايا المرأة في أوطانهن، التي أصبحت الشغل الشاغل للناشطات الحقوقيات كقضايا تعدّد الزوجات، والإجهاض، ختان الفتاة، زواج الصغيرة، التمييز ضد المرأة في الوظائف والمناصب القيادية، العنف الأسري، لباس المرأة، وإقامة الحدود وغيرها، ولتدارس سبل إصلاح هذا الواقع البائس الذي يبدو أنه في تردٍّ مستمر لا مبرِّر له سوى أنّ كثيراً من حاملي راية الدين نائمون في العسل منغمسون في إشباع شهواتهم باسم الدين، بينما هناك محاولات من حركات مناهضة تعمل لاسترجاع العدالة المفقودة باجتهادات شخصية قد يصيب بعضها ويخطئ أكثرها.

قد لا يعلم المتطرّفون، المتديّنون، القابعون في كهوفهم، الضرر الذي يلحقونه بالإسلام بتجاهلهم التغيّرات الاجتماعية والفكرية المتسارعة وغيابهم عنها، وهم سكارى منتشون بوهم الكثرة الملتفّة حولهم وإن كان الجهل متفشّ فيهم، وقد طال عليهم الأمد، فظنّوا أنهم بمنأى عن المساءلة المجتمعية، والعقوبات القدرية، أو الحساب الإلهي "أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ"، ولكن ما يغفلونه فعلاً هو أنّ سكوتهم عن الظلم أورث كرهاً في قلوب المظلومين تجاههم بحيث لو أُتيحت لهؤلاء فرصة التمرّد عليهم لفعلوا كما فعل المسيحيّون مع رهبان الكنيسة وأكثر، كما لا أظنّهم يعلمون أنّ ركونهم إلى الدعة يسهّل عملية اجتثاثهم أمام موجة الإصلاح القادمة، وغداً لن يفلتوا من نداء "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ" لأنهم تسبّبوا في تأخّر الأمة قروناً طويلة، وضياع طاقة مفكّريها، وجهود مصلحيها في تصحيح ما أفسدوه.

العالَم يتقدّم في علومه وتشريعاته وقوانينه واختراعاته وعلاقاته وتقنياته ورفاهه، ونحن لازلنا نناقش "ختان الفتاة"، و"زواج الصغيرة"، و"ولاية المرأة"، وغيرها من قضايا مفروغ منها بالعقل والمنطق والفطرة السليمة وبتعاليم الدين القويم، ولكن بفضل بعض رجال الدين الذين أبوا إلاّ أن تبقى هذه القضايا معلّقة لينشغل الناس بها عن محاسبتهم ومطالبتهم بتجديد الدين وإحيائه بإعادة النظر في الأحكام التي انتهت صلاحيتها، فباتت سبّة على الإسلام والقرآن، أو بطرح القضايا الخلافية، والأسئلة المعلّقة بلا إجابة على طاولة البحث والتحقيق للتوصل إلى إجابات تحترم عقل السائل والباحث المسلم وغير المسلم.

هؤلاء المسلمون من غير العرب كانوا يحترمون العرب، ويعوّلون على أن يجدوا عندهم إجابات لأسئلتهم الحائرة، أو حلولاً لبعض مشاكلهم، ولكن غياب هذا الدور، إلى جانب ما يشاع عنهم من تخلّف وتعصّب، وتطرّف وإرهاب، جعلتهم يستهينون بهم، ويستعرّون من ارتباط اسم المسلمين بالعرب فبدأت تصدر كلمات من قبيل: "العرب لا يمثّلون المسلمين، إنهم لا يشكّلون إلا خمسة عشر في المائة من المسلمين"، وراحوا يبحثون عن مسلمين وإسلام يجيب على أسئلتهم ويحترم عقولهم ويحقق لهم العدالة.

ذكرت إحداهن طرفة غير ظريفة عن الإسلام المشوّه الذي وصل إلى تلك البلاد النائية حيث كُتب في إحدى ترجمات القرآن لآية ضرب الخمار بأن الآية تقول "على النساء أن يغطّين رأسهن ووجوههن ما عدا عين واحدة"!! فاستحضرت أخرى طرفة ثانية من طرائف رجال الدين الذين فسّروا آية التعدّد بأنها تسمح للزواج من تسع وليس أربع فقط لأن الآية تقول (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) فإذا جمعنا الاثنتان والثلاثة والأربعة لكان الناتج تسعة وليس أربعة فقط!

فطوبى لتلك الأشجار البرّية القاحلة التي تحاول مدّ جذورها لأغوار الأرض بحثاً عن رشحة ماء، تعمل بلا كلل وتحفر في الصخر لتجد حلاً لمشاكل العُطاشى الآخرين، أو جواباً لحيرة المتردّدين، مع قلة ما تملك من وسائل وسبل، وكثرة ما تواجه من عوائق وتحدّيات، وبؤساً لمن أُعطي القدرة والحيويّة والوسيلة فوقف منتصباً ناضباً "كأنّهم خشبٌ مسنّدة".
رابحة الزيرة



#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية الأحداث بعيون المخرج الإعلامي
- التهويد وطمس الهوية
- المادية وتقزيم الأرواح
- الرحمة الواسعة المفتوحة.. لا مُمْسكَ لها..
- الصلاة لكبح جماح المادية المطلقة من عقالها
- ألوانكم، وورودكم، ومخملكم .. هل تستر عورتكم؟
- مبرّدات لصيفنا الساخن
- طرق على أبواب حصن التعليم المنيع
- إلى عدوٍّ ملّكته أمري!
- أرأيت من ينصب العداء لنفسه؟
- شرنقة الغش تخنق أنفاس الإصلاح
- المرأة والرجل .. عدالة أو تماثل
- الخوف من البوح بالحقيقة أو من ضياعها؟
- دروس النيروز والأم وزهرة النرجس البرّي
- وليذهب الفقراء إلى الجحيم
- المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
- الوثب العالي على التاريخ والجغرافيا
- شفاه أطفال غزّة ترتّل مزامير الرجولة
- الملك العضوض حين يُعضّ عليه بالنواجذ
- إعلان حقوق الإنسان في عامه الستين


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رابحة الزيرة - راية الدين حين تنتصب منكوسة بيدِ حمَلتِها