أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - عمل المرأة ( مآذن خرساء 23/48)















المزيد.....

عمل المرأة ( مآذن خرساء 23/48)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 07:45
المحور: الادب والفن
    


حين دخلت ورشة النجارة رأيت داق Dag يتحدث مع ايفان، حالما رآني الأخيرقال لداق وهو يغادر المكان:
ــ الإرهاب و التخلف حضرا، هنيئا لك بصحبتهما .
إيفان شاب عنصري لا يكلف نفسه حتى مجرّد الردّ على تحيّتي، في الأسبوع الأول من انضمامه لتشكيلة العمّال، أعرب عن رأيه في بصراحة مطلقلة. حينما قدمت له نفسي تأخر خطوة ثم نظر لي و كأنه يعاين حشرة ثم قال :
ـــ رؤيتك تؤلمني، انا اكرهك و اكره المسلمين الأموات منهم و الأحياء، و من سياتون بعد الف سنة، و أريدك ان ترحل من النرويج، أو على الأقل من أمام وجهي .
قال ذلك ثم بصق في الأرض و ذهب . شيّعته بقولي :
ــ و انا لا يسرني معرفة عنصريّ مثلك .
أردت اللحاق بايفان، لكن داق سحبني من ذراعي ... خرجنا معا الى المربع الإسمنتي الذي يوجد مباشرة امام باب الورشة الحديدي ، جلس داق على قطعة خشبية كبيرة اتخذ اكثرها للجلوس و البقية كمنفضة سجائر مجوّفة .. أسند ظهره الى الحائط ... حينما لا حظ وجومي جذبني من يدي ثم افسح لي مكانا بجواره .
قال و هو يخرج علبة سجائره البرنس :
ـــ لا تهتم بايفين هو مجرد كيس نفايات.
ـــ ....
ـــ لست الوحيد الذي يكرهه في هذه الورشة .على كل حال سمعت انه طلب نقلته من هنا و قد لبي طلبه، بقاؤه رهين أسبوع أو اسبوعين .
ـــ لو لم يفعل لطلبت انا نقلتي، تصوّر ان مجرد التفكير فيه يصيبني باكتئاب . كل مساء حين اتذكر انه يجب عليها الذهاب الى الشغل، لا افكر في مخاطر الشغل و تعبه بقدر ما أفكر في ايفين و عذابي لرؤيته .
اشعل داق سيجارة برنس قبل ان يخبرني بانه و ايفان كانا بصدد الحديث عن المرأة في افغانستان تحت حكم طالبان، سألني داق عن رأي الإسلام في عمل المرأة ،أصيب بدهشة حين قلت له أننا المسلمين نجرّ المراة من بيتها و هي تبكي كي تذهب الى شغلها ! فالشغل واجب عليها مثل الرجل تماما.
قال داق بعد ان سحب نفسا طويلا من سيجارته.. ثم ترك الدخان يتسرب من فمه :
ـــ لا شك أنك تمزح، لأن ما سمعته و ما رايته عكس ما قلته تماما .
ـــ أخبرني أولا ماذا سمعت و ماذا رأيت ؟
ـــ رأيت تحقيقا تلفزيونيا عرض أمس عن النساء في عهد طالبان. فقد منعن حتى من الدراسة و العمل و حتى الخروج دون مبرّر.
ـــ سأبدأ أولا بموقف الإسلام من عمل المرأة، بعد ذلك ساذكر لك موقف السلفية ؟.
ـــ يجب ان تخبرني اولا , ما هي السلفية ؟
ــ أنتم تقولون في النرويج مسلم سني مسلم شيعي... السنة هي نفسها تسمى السلفية. السنة تمثل حوالي 95 في المائة من المنتسبين للإسلام، تستطيع أن تقول أن السنة تمثل مصالح الحكام الفاسدين.. فالحكام كونوها و اختاروا رجالها من فئة ضيقة الأفق و ذوي قراءة حرفية للنص، لأجل ذلك كانت نظرتهم متعصبة ضد المرأة، فليس لها الحق لا في التعليم و لا في الشغل ولا في اختيار الزوج كما يعتبرونها ناقصة عقل ودين، كما أن غالبية أهل النار من جنسهن، و السلفيون هم أعداء العقل و حرية و الإنسان، حتى نظرتهم لله مشوهة فهي يعتقدون ان الله مثل البشر له يد واصبع وعين و ساقين. كل معتقداتهم اخذوها عن الخرافات اليهودية و كل الأحاديث التي يزعمون ان الرسول قالها هي من صميم الفكر اليهودي و النصراني المعادي للمرأة. السلفيون يعتقدون في الحق المقدس في الحكم و يرفضون اختيار الشعب لحكامه بل يطالبون الشعب بالرضوخ لظلم الحكام. كما يعتقدون ان الإنسان مسير في كل أعماله، و يعتقدون في نفس الوقت ان الله سيدخلهالنار اذا قام بالأعمال التي أجبره على فعلها . للسلفيين قدرة عجيبة على ابتلاع المتناقضات و هم سعداء بتناقضاتهم، و ليس لهم مشكلة، و لكنهم يشكلون اعظم مشكلة في طريق الإسلام، هذه هي السلفية باختصار شديد.
ــ لنعد للمرأة
ـــ عندما قلت اننا نجرّالمرأة المسلمة الى الشغل مكرهة، أردت أن أقول أن العمل بالنسبة للمرأة
ضروري و فرض تماما كالرجل، لأن هناك وظائف لا تؤديها سواها، فيجب عل المراة أن تكون طبيبة وممرضة و مبنجة و مدرّسة وسائقة و مصارعة يابانية و مدربة سباحة، فالمراة في الإسلام اذا بلغت 12 سنة لا بد ان تعالجها إمراة و تدرسها مراة و تعلمها الرياضة امرة مثلها لأجل ذلك لا بد من تكوين طبيبات و ممرضات و مدربات، ولا يتم ذلك الا بدخولها ارقى المدارس و تلقيها ارقى تعليم و المسلمون يعتبرون عصاة اذا لم يفعلوا ذلك ...
ـــ هذا تخلف بمعنى انكم تمنعون الإختلاط
ـــ هناك مدارس في الغرب تمنع الإختلاط
ــ أنتم متخلفون من جهة اخرى لانكم لا تثقون بالمراة
ــ على كل حال لسنا اشد تخلفا من المانيا في هذا الأمر
ـــ ماذا وقع في المانيا ؟
ـــ في المانيا صدر أخيرا قانون يحظر ذهاب النساء منفردات الى قاعة الأرشيف حتى لا تتعرضن للتحرش الجنسي من قبل زملاء عملهن .
ـــ لكن للإنسان عقلا يضبط به نفسه.
ـــ اذا لم يكن لبيل كلينتن قدرة على ضبط النفس . و هو رئيس اعظم دولة فكيف يكون للعامل الألماني البسيط عقل. فالجنس عبارة عن تسونامي لا يقف تجاهه أي شيء .لأجل ذلك منع الإسلام الإختلاط في العمل و الدراسة بين الرجال و النساء . بل حرم الخلوة بين الرجل و المراة
ـــ بمعنى ذلك انك لا تستطيع دعوة بيريت لشرب قهوة في بيتك و انتما لوحدكما ؟!
ـــ نعم هذا صحيح
ـــ مهما كانت نيتكما سليمة؟!
ـــ يمكن ان أجتمع بها في مكان عام.... في حديقة أو مقهي مثلا.
ـــ يا الهي لماذا كل هذه التعقيدات ؟
ـــ الذي قرر ذلك هو من خلقني و خلق بيريت ، و يعلم جيدا ما سيحدث بيني و بينها
إن لم يكن ذلك في للقاء الأول، ففي اللقاء الأول بعد المئة... ثم ان الإسلام حرّم حتى مجرّد النظر الى بيريت دون داع لذلك .
ضرب داق الأرض بقدمه ثم قال :
ــ اللعنة . هل يوجد تعصب أكثر من هذا؟!
ـــ اذا قلت لك يا Dag أن بامكانك أخذ صديقتك الى بيتك و تقبيلها و نزع ثيابها ثم الإنتهاء عند هذا الحدّ رغم رغبتك و رغبة صديقتك في اتمام العملية، فهل تعدني بالوقوف عند ذلك الحد ؟!
ضحك داق ثم قال :
ـــ يمكن لبيل كلينتن أن يعدك و يفي بالوعد ، فتلك مسالة تخصّه، و لكنني لا أعدك بذلك !
ـــ و لأجل ان الخالق يعلم انه سيصعب عليك الإنسحاب في اللحظة الحاسمة، منعك من أول خطوة تؤدي الى تلك النهاية المحتومة .
ـــ ...
ـــ اقصد انه منعك من النظرة الجنسية التي تؤدي الى التعارف ثم الخلوة ثم المداعبات ثم الدخول في المرأة .
قبل ان تنتهي فترة الراحة اضفت لداق:
ـــ عمل المراة في الإسلام يجب ان يكون بموافقة زوجها ...فلا يجب اجبار الزوج على القبول كرها بشغل زوجته...ثم ان ذلك الشغل لا بدّ أن يكون لساعت قليلة، كي لا يضر بمصلحة ابنائها الذين هم في حاجة الى رعايتها .
ـــ و ما نراه في افغانستان ؟
ــ ما تراه في افغانستان مجرّد سلفية أخذت افكارها من ديانات معادية للمراة .مثل النصرانية .التي اعتبرت المراة سبب شقاء الرجل فهي الذي جرت آدم للأكل من الشجرة المحرمة و الخروج من الجنة ,لأجل ذلك عاقبها الله بالحيض و الولادة ... و أعتبرت شرّا و عورة يجب سترها عن أعين الناس، حتى انكم كنتم تصرّون قبل عقود قليلة، على أن المراة لا يجب عليها الخرج من بيتها الا ثلاث مرات: مرة للتعميد، ومرة الي بيت زوجها، و مرة الى القبر ؟
ـــ أنحن نقول هذا ؟ أمر لا يصدق !؟
ـــ راجع أمثالكم الأنكليزية فستجد ذلك بسهولة، ثم لا تنس أن قساوسة القرون الوسطي كانوا يبحثون عن طبيعة روح المراة اهي انسانية أو شيطانية .
ـــ ....
ـــ الإسلام جاء لرد الإعتبار للمراة فالمراة التي يمنعها السلفيون اليوم من الخروج من البيت أمرها الإسلام قبل 1415 سنة بالخروج من بيتها خمس مرات في اليوم على الأقل
ــ لماذا خمس مرات بالتحديد
ــ عدد أوقات الصلاة. و يعتبر زوجها مذنب لو منعها
قال وهو يسحق عقب سيجارته بقعر التجويف الخشبي ــ هذا عجيب
ـــ المرأة قبل الإسلام كانت تقابل الرجال و تدير المؤسسات التجارية. الرسول كان يشتغل في مؤسسة للتجارة الخارجية تديرها سيدة ارملة تزوجها فبما بعد، عند العرب قبل 15 قرنا كانت المراة العربية محترمة حتى وهي مطلقة، في حين انكم منعتم ادوراد الثامن من الزواج بمطلقة حتى اضطر الي التنازل عن العرش. فحققت له شهرة زواجه بمن احب أكثر مما كان سيحققه له بقاؤه على عرش انكلترا .
ــ وذلك الغطاء الذي تغطى كل المراة؟ .
ـــ ثم ان الغطاء الذي تلبسه نساء طالبان هو من بقايا الثقافة اليهودية فالقحاب كن يلبسن النقاب حتى لا يعرفن .

قبل نهاية فترة الراحة وجدت الوقت كي اخبر داق ان كل ما يقال عن طالبان غير صحيح ، و ضربت له مثلا مسألة ترويجهم و زرعهم للمخدرات ... فطالبان استطاعت اقناع المزارعين بالكف عن زارعتها و المتاجرة بها، أما الآن، و بعد اندحار طالبان، فقد عادت تجارة المخدرات الي أوج ازدهارها، كل ذلك تحت سمع القوات الأمريكية و بصرها !

في طريقي الي البيت كنت افكر في نونجة زوجة عماد مدمن المخدرات... لن اغفر لنفسي قط انني كنت السبب في ارتباطهما الماساوي .


يتبع



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عماد مبلّغا (مآذن خرساء 22/48)
- صديقي المضحك جدّا توفيق الجبالي. (مآذن خرساء 21/48)
- شيبوب قصّة حياة شابّ مهاجر (مآذن خرساء.20/48)
- السلفية ( مآذن خرساء 19/48)
- نونجة المغربية - جرح في الذاكرة- (مآذن خرساء 18/48)
- ذات مرّة، بورقيبة و ملك النرويج ( مآذن خرساء 17/48)
- الشرق شرق و الغرب غرب (مآذن خرساء 16/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- البهتان (مآذن خرساء 14/48)
- شريف، قصّة فتى ملوّث ( مآذن خرساء 13/48)
- ملامح شخصية الطفل رشيد ( مآذن خرساء 12/48)
- طفولة شقيّة ( مآذن خرساء 11/48)
- مواقف عنصرية (مآذن خرساء 10/48)
- مع الفرنسي بلال ( مآذن خرساء 9/48)
- العمارة اللعينة (مآذن خرساء 8/48)
- مع مبشرة حسناء(مآذن خرساء 7/48)
- دناءة ( مآذن خرساء 6/48)
- لقاء ( رواية مآذن خرساء5/48)
- جولة ليلية (فصل من رواية)


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - عمل المرأة ( مآذن خرساء 23/48)