عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 07:45
المحور:
الادب والفن
(( في أحدى زوايا شقلاوة جلسنا أنا وسيدة مصنوعة من تراب القمر أسمها شيلان .. حدثتني عن فارسها الغائب ، كانت تتحدث وأنا أحلق في عالم أخر .. لقاء أريد تذكره دائما فجاءت هذه القصيدة ))
مسافة تفصلنا
وطاولة زجاجية
كبحر
تضيع فيه الشواطيء
تضيع فيه النوارس
تضيع فيه كلماتنا
وبقينا صامتين
دون حراك
كتحفتين
في متحف السفن القديمة
في مسافة تفصلنا
مرايا ودروب
تصورك بروعة كالأميرات
وتصورني دون شكل ..ودون اهتمام
تفاصيل لقاءنا
مطر يهطل لأول مرة منذ ألف عام
يبدأ النزيف
وتعود الأشياء للأشياء
ويعود المكان للمكان
وتعود الزرقة من جديد
للسماء
مسافة تفصلنا
تتشكل غيمة
دون جدوى
تحاول المطر
تغسل حزننا الكبير
دون جدوى
الذي حملناه لبعض
ونحن أمام بعض
لا نتقن سوى البكاء
حيث النشيج يحفر فينا
ويحفر في كل الأشياء
بحثا حب
لي ..
ولك ..
عن نصف أخر
ننام عنده كطفل لا يرى إلا أمه
كل شيء هي أمه
ويبقى ينظر للسماء
كأنها موطنه
التي أتى منها
منفيا ..
معذبا ..
كملاك تقتله أجنحته
يتساءل عن المسافة التي تبعدنا
عن من نحب
دون جدوى
ولا يأتي جواب
على الطاولة الزجاجية
التي غفا فيها حبيبك
وماتت فيها حبيبتي
على الطاولة الزجاجية
وقطار مكث – للأبد - بين يديك
قطار أمانينا
* * *
في الطرف الأخر
من الطاولة
جلست ( شيلان )
كشمس تشرق توا
وفستانها الأبيض
الذي راح يرسم
لي حكمة تنص :
( أن الوحدة في أخر الليل تشبه سيدة تسكر بالأرق )
فستانها الأبيض
فضاء ونجوم وكواكب
تحكي لي أبعاد وجود أخر
عوالم تكره ..البشر !!
فستانها الأبيض
ما أروعه .. !!
* * *
سألتها ..
عن ذاك الفارس
الذي تنتظره
من ألف عام تنتظره
الذي سيجلب معه باقة ورد وطفلة
فارسها العائد من قتال ( الأشباه )
جاء متعبا لينام على صدرها
على هضابها
على مآذن قصورها
جاء ليعلن نهاية حكايته
ويطوي صفحته الأخيرة
ببيت شعر لــ ( نزار )
عن أنثى كاملة
كانت حلم واليوم صارت ..
..................... ( شيلان )
سألتها عنه
أخبرتني :
عيناه تسحقني لألف قطعة
وهدوؤه يجمع أجزائي من جديد
من جديد
أعود معه .. لــ ( شيلان )
الطفلة التي لا تكبر
سألتها عنه
أخبرتني :
بابتسامة وخجل
فارسي .. ملاكي .. أميري
( ح م د ي )
بأبتسامة وخجل
أني أحبه !!!
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟