|
علمان ونشيدان لبلاد ضاع علمها ونشيدها !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 04:30
المحور:
كتابات ساخرة
وطني مد على الحب جناحه وارتدى مجد الحضارات وشاحه بوركت ارض الفراتين وطن عبقري المجد عزما وسماحة . . . . . .
موطني موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك ، في رباك والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك ، في هواك هل اراك هل اراك ؟ سالما منعما وغانما مكرما هل اراك في علاك تبلغ السماء موطني ، موطني !
عندما ينزل الضيوف الرسميون على مطارات العراق فانهم يسمعون في بغداد نشيد موطني وفي اربيل نشيد اي رقيب وفي النجف دعاء كميت وفي البصرة تختلط الاناشيد على بعضها بين نشيد السياب جلس الغريب يسرح النظر المحير في الخليج ، الى والظلام حتى الظلام اجمل في بلادي لانه يحتضن العراق ، وبين اغاني الخشابة واغاني الردح العربي والفارسي ، والحسجة الزبيرية والعمارتلية ! نفس الحالة تنطبق على الاعلام ففي بغداد يرى الضيف الرسمي علما بلا نجوم ثلاثة وكتب عليه بالكوفي عبارة الله اكبر ، وفي اربيل والسليمانية علم يحمل الوانا مختلفة تتوسطها شمس مبالغ في سعتها وكانها رسم كاركتيري ، اما في النجف وكربلاء فما اكثر الاعلام التي تؤشر كل واحدة منها الى امام من الائمة المعصومين وغير المعصومين ، اما في صلاح الدين والبصرة وبعض المدن التي لم تستلم مخصصات استبدال الاعلام القديمة بالجديدة الخالية من النجوم فان الاعلام القديمة مازلت ترفرف على صارياتها وكلها زهو بنجومها واسم الجلالة المتماهي معها ! قيل ان مكتب رئاسة الوزراء احتاط للامر في اثناء تنقلات دولة رئيس الوزراء بين المحافظات وخاصة تلك المنقولة مباشرة عبر الفضائيات ، فراح يحمل معه اخر طبعة من نسخ علم العراق الجديد مع كاسيت مسجل عليه النشيد الوطني الجديد خوفا من تكرار الحادثة التي بثت فيها اغنية ـ اني المسيجينة ـ على انها النشيد الوطني وكان وقتها الحرج سيدا للموقف وكانت حيرة رئيس الوزراء ومرافقيه لا توصف بين ان يبزخوا او يرفعوا اياديهم تحية للنشيد الوطني !
في زيارة دولة رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي الى عاصمة كردستان هاولير استقبل سيادته استقبالا حافلا بالاعلام الكردستانية ، وعزف النشيد القومي الكردي ـ اي رقيب اي ـ اثناء وقوف الرئيسان على منصة الشرف وبعدها راح الرئيسان البارزاني والمالكي يستعرضان حرس الشرف على انغام النشيد القومي الكردي ، وعلم ان المالكي وقتها كان ممتعضا من مستشاريه ومرافقيه الذين نسوا ان ياتوا بنسخة من العلم العراقي وكاسيت النشيد الوطني لا لشيء سوى لان حفل الاستقبال قد تناقلته الفضائيات ! اتذكر عندما احتفلت دولة الامارات بالفريق العراقي بطل اسيا وارسلت طائرة خاصة لنقله بعد ان ضاقت به السبل في مطارات اقاصي اسيا ، كان استقبال امراء الدولة لاسود الرافدين اسقبالا رسميا بمعنى الكلمة حيث عزف النشيد الوطني العراقي المتعارف عليه وهو المسطر في مطلع المقال في حفل استقبال واحتفاء قل نظيره ، اعترض السيد السفير العراقي وقتها دون خجل وحياء متناسيا واقع المفارقة القائمة ـ اهمال حكومته لرموز شعبها وابطاله ـ ومتذكرا فقط ان النشيد الوطني العراقي قد تغير ! وقتها تسرب ان تبرير احد كبار موظفي التشريفات للسفير العراقي تلخص بان النشيد الوطني الجديد مطابق للنشيد الوطني الفلسطيني مما خلق نوعا من الالتباس وتفاديا له تم الاستعانة بالنشيد القديم خاصة وان النشيد الجديد لم يطبع على سيدي يناسب اجهزة الحفل الذي لم تشترك به السفارة بفعالية ، يابة هسة هية وكفت على النشيد ؟ ارسل لي احد الاصدقاء وهو من المولعين بجمع الطرائف الخاصة بالاوضاع العراقية من خلال بحثه في دهاليز الانترنيت ، طرفة حقيقية تخص النشيد الوطني العراقي تقول :
خلال فترة حكم الملك غازي للعراق, كان الفنان التشكيلي حافظ الدروبي على رأس الوفد العراقي المشارك في مهرجان الكشافة العالمي الذي أقيم في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية, وكان يرعى المهرجان آنذاك الزعيم النازي هتلر, وضمن التقليد المعمول به في هذا المهرجان إن الوفد المشارك عندما يقترب من المنصة التي يقف عليها هتلر يردد النشيد الوطني لدولته وهو يقابلهم بتحية مرحبا بهم. لكن الوفد العراقي وقع في حيرة من أمره فلم يكن لنا نشيد وطني متفق عليه آنذاك ، مثلما هو الحال الذي نحن عليه ألان ، لكن الفنان حافظ الدروبي رحمه الله طمأن الوفد بأنه سيتدبر حلا لهذه المشكلة, وعندما اقترب الوفد العراقي من منصة هتلر ارتفع صوت حافظ الدروبي "بلي ... يبلبول" والأولاد يرددون معه بحماسة "بلي" "ما شفت عصفور" "بلي" "ينكر بالطاسة" "بلي" .... والمفاجئة الأكبر إن الجمهور الذي امتلأت به مدرجات الملعب تفاعل مع النشيد الوطني العراقي وتمايل طربا دون سائر الأناشيد الأخرى وهو يردد "بلي".
حتى لا تخلط الاوراق وحتى لا يصبح الاخضر بسعر اليابس علينا التاكيد انه قد طفحت على سطح عراقنا الجديد الكثير من الاعلام والاناشيد وقد تعد بعدد قبائل العراق واحزابه وفضائياته ولكن هناك علمان ونشيدان يتنافسان وبشكل رسمي وعلني ودستوري وكلاهما يتغذى على عملية اعادة صياغة العراق حتى لو خسر العراق نفسه في هذه الصياغة ، علم ونشيد دولة العراق الذين يفترض بهما ان يكونا سائدين من زاخو حتى البصرة ، وعلم ونشيد كردستان الذين يحرص دعاتهما على الانفصال والسيادة على كل شمال بغداد ولا يريدون شريكا لهم بتلك السيادة ، وعندما يتحرجون فهم يقرون بكونهم جزءا من كل ولكنهم في واقع الحال يعملون فعليا على ان يكونون الكل في الكل في الشمال المستقطع عمليا من الدولة العراقية !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما تتوحد الارض ويتقاتل الناس بأي مقياس نقيس الوحدة ؟
-
حتى نكون على بينة المشكلة الحقيقية ليست مع الاسلام !
-
النفط سلاح في معركة تقسيم العراق !
-
ابن رئيسنا سفير فوق العادة !
-
بلاد نشفت إلا من النفط والثورة !
-
هل سينكسر خنجر اوباما وهو يطعن الشبكة الحديدية ؟
-
ارض السواد تشوى وتملح !
-
اجابات مباشرة !
-
البارزاني يدستر للجمهورية الكردية الثانية بعد مهاباد !
-
من يعوض العراق ؟
-
مدينة الارامل المرأة العراقية في مسيرة التحرير !
-
خريف الليبرالية !
-
لمن نكتب
-
شنو يعني اشننزع بعد لاسرائيل حتى نغري النتن ياهو ؟
-
الخطاب غير النمطي لخادم الحرم الامريكي !
-
مبدأ الارض مقابل السلام تكريس للمغالطات الاسرائيلية !
-
تهافت الاديان يستدعي انتعاش الفلسفة ؟
-
هل القول بعودة المسيح او المهدي المنتظر -سماوي- ؟
-
فنتازيا الاديان السماوية !
-
ثلاثية العطش العراقي الماء والخضراء والحكم الحسن !
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|