|
تحليل نفسي لأشباه العلمانيين !!!
ياسمين يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذه محاولة بسيطة مني في توضيح نفسية وتفكير من يدعي العلمانية وهي منه براء .هل تريدون أن تعرفوا لماذا يتشبث اشباه العلمانيين بالدين رغم تناقض العلمانية مع معظم أحكامه واهمها مثل الحكم بالشريعة الأسلامية ؟ الجواب هو : هم يعتقدون أن العلمانية على بها من قيم جميلة وحقوق انسانية وتعددية وتنوع الا أنها ايضا خمارة و دار بغاء لذالك تجدهم يتمسكوا بالدين حتى يحميهم من هذه السلبيات ويكون سلاحهم الرادع ضدها . وهذا يعود لتأثير تربيتهم ونشأتهم العربية المحافظة ، لذا بعضهم محق في أنهم مع التعددية والحكم العلماني والمساواة وحق الانسان حتى في الألحاد ولكنهم ينسون او يتناسون أن هذه الاشياء التي يؤمنون بها تتعارض مع اسلامهم وتخرجهم منه ، وانا اتفق مع من يقول أن الذي يطلق على نفسه أسم علماني أنه خارج عن الدين حتى لو كان هذا القائل الشيطان وليس رجل دين فقط (رغم أن لا فارق بينهما) .الحقيقة أنهم يتشبثون به لسبب بسيط وهو بقاء واستمرار الشرف الاسلامي المختزل في جسد المرأة ، لذالك هم غير قادرين على تركه لأن هذا في تصورهم تركهم للأخلاق والشرف وكأن العلمانية تجبرهم على الذهاب لتلك الاماكن المنحرفة حتى يخلطوا بينها وبين نقيضها الاخطر .
هم يعتقدوا أن رادعهم الوحيد عن هذه الاماكن هو فقط الدين ولايوجد بديل عندهم لهذا الرادع لذا هم يقحموه في علمانيتهم كي لايكونوا منحرفين اخلاقيا وحتى لاتذهب المرأة لدار البغاء ولايذهب الرجل الى الخمارة او أن يذهب الأثنين معا لأنهم تربوا على أن الدين هو المانع الوحيد لهذه الافعال ولايوجد داخل الأنسان مايمنعه من فعل هذه السلوكيات سواه . وهذا هو السبب الأول لتمسكهم بالدين والدفاع عنه ، وعندي مثالين للتأكيد على هذا الفكر ، الأول هو للقارئة حائرة فهذه السيدة المحترمة التي لم اسيئ لها ولم اعتدي عليها رغم اساءتها المتكررة على شخصي في تعليقاتها على مقالاتي والسبب الوحيد هو أنها امرأة وانا متعصبة جدا لبنات جنسي حتى لو اساءوا لي لأنني لا أحب المقولة التي تقول ( المرأة عدوة المرأة ) وهذه المقولة من انتاج الاسلام الذي يسمح بتعدد الزوجات ومن ثم العداء بين النساء ، المهم في مقالتي الاخيرة قامت تلك السيدة المحترمة جدا جدا بتثقيل العيار قليلا وانا لا اريد الرد عليها وانما اريد تحليل نفسيتها التي جعلتها تهذي بكلام بعيد كل البعد عن شخصيتي وقيمي ومبادئي . الخلق القويم الذي لا تجبره العلمانية على تركه، وشرف المرأة الذي هو الشرف الوحيد في نظرهم، وتعدد الزوجات عند بعضهم، ويضيفوا اليه ما اعجبهم من العلمانية كلا حسب ميوله ومصالحه ، وهم يظنون أن هذه علمانية وليست انتقاء من هنا وهناك.
العلماني الحقيقي لايعتنق فكرين في آن واحد فهو اما علماني لا يعترف بالاديان كلها وبكل ماتحتوي ولكنه لايعترض على معتنقيها اذا لم يفرضوها عليه ويحترم اختيارهم ويعطيهم حريتهم في اداء شعارئها ، واما أن يكون مؤمن كالمسلم لايعترف بالعلمانية ولا بمبادئها وقيمها لأنها تخالفه وتتصادم معه ويمنع الناس من ممارستها ، واما أن يكون شبيه بالعلماني وهذا هو محور الموضوع وهو الذي يخلط بين فكرين متناقضين . والسبب الثاني لتشبث اشباه العلمانيين بالدين هو أنهم يفزعوا من فكرة تركه ووجودهم في هذه الدنيا بدونه فهذا الشيئ مرعب بالنسبة لهم وذالك يعود لضعف في الشخصية تجعله لايجرؤا على التفكير بعدم صحته بعدما عاش سنوات كثيرة كانت او قليله من عمره يعتقد بصحته، فكيف يتحمل صدمة كبيرة كهذه؟ وايضا الخوف من الاختلاف عن المجتمع الذي يعيش فيه لذا فكر بعمل خلطة سحرية تنقذه من هذا هذه السيدة تقول أنني تركت الدين لأنه لايسمح لي بأستعراض نفسي ويمنعني من عمل أعمال مخلة بالآداب . هذا هو السبب الوحيد في تصورها لترك المرأة لدين يحتقرها ويصفها بأسوء الصفات ويعتبرها انسانة من الدرجة الثانية. اذا دل هذا على شيئ فهو يدل على أنها مؤمنة فقط من اجل هذا الشيئ لأنه رادعها الوحيد عن هذه الافعال اما انا فرادعي هو عقلي الذي يميز بين الصح والخطأ. هي تتخيل أن المرأة بلا دين تكون اخلاق وبلا احترام لذاتها وتغض طرفها عن النساء اللواتي يعتبرن جواري وأماء في عقيدتها وماهو مفهوم الاخلاق واحترام الذات في دينها بالنسبة لهن. انا على الاقل ارفض ممارساتهن تلك التي اجبرن عليها ولكن مارأيك أنت هل ترفضيها ايضا أم أن هذا سيخرجك من دينك الذي يحترمك كأمرأة ؟ حقيقة انا صدمت عندما عرفت أن هذه السيدة التي تهاجم العلمانيين بسعار أنها تدعي ايضا العلمانية فأنا كنت اظنها متطرفة اسلامية ، هذه السيدة بأختصار لاتعرف شيئا عن دينها غير شرف المرأة وانا اعذرها لأنه ليس أبن ثقافتها الأصلية لأن اجدادي اجبروا اجدادها عليه وعربوهم رغما عنهم يعني أنها ليست عربية اصيلة وانما هي فرعونية قاموا اجدادي بسلخ اجدادها عن ديانتهم وثقافتهم وانا اعتذر لها عن عمل اجدادي الذي أوصلها الى هذا الحال والانحطاط الاخلاقي في الالفاظ (حقك علي ) لأن ارغمناكي على ديننا ولم نترك لك الخيار .
هذه الحائرة لاتعرف عن الاسلام سوى أنه يحافظ على شرف المرأة ولأبرهن على كلامي هذا هو ماقالته في احد تعليقاتها أنها تحضر حفلات غنائية، الا تعرف أن هذا الفعل حرام ولايجوز ؟ هي تعتقد أنها لو تركت الدين ستصبح منحرفة ولو تخلت عن العلمانية ستحرم من الحفلات الغنائية والحرية التي تتمتع بها لذالك جمعت بين النقيضين وصنعت خلطة متناقضة تناسب نفسيتها المتناقضة والمشتتة لكي ترتاح نفسيا وتفوز في الدنيا والآخرة . اما المثال الثاني فهو الكاتبة العلماأسلامية تانيا الشريف( المحترمة جدا) فهي رغم اعترافها بكل قيم العلمانية وتشريعاتها تؤمن بعدم المساواة بين المرأة والرجل من ناحية تعدد الزوجات، ومع ذالك تقول انها علمانية وهذا بسبب تعودها على هذه الظاهرة منذ أن فتحت عيونها على الدنيا مما جعلها تتمسك بهذه العادة رغم علمانيتها التي تدعيها وهذا يدل على أنها اسلامية حتى النخاع لأن من عادات الاسلاميين التمسك بكل شيئ تقليدي وقروي ، وهل هناك اكثر قروية وبداوة من فكرة تعدد الزوجات ؟ وايضا قالت في مقالتها الأخيرة التي كان أسمي ضمن عنوانها ، قالت : لنتفق على أن الجميع بشر وأن ننسى عندما نتحاور أنتماءتنا وعقائدنا وعندما نفترق فليذهب المؤمن الى مسجد او كنيسة او دير والملحد الى خمارة او دار بغاء فهذا لايعنينا . أنتهى . تعتقد هذه (العلمانية الحقيقية) أن الملحد اذا لم يذهب الى المسجد فهو بالتأكيد سيذهب الى الخمارة او دار البغاء لأنه بلا اخلاق وبلا شرف لأنه بلا دين ، هذا هو الفكر السطحي المسيطر على عقولهم والذي يمنعهم من التفكير بعقلانية كي يعرفوا أن اعتناقهم للعلمانية هو معارضة صريحة لأسلامهم الذي يؤمنون به وايضا أيمانهم ببعض احكامه هو مخالفة صارخة للعلمانية . أن حجتهم هي أن العلمانية ليست ضد الاديان ، هذا صحيح ولكنها ضد مبادئها واحكامها وأي شخص يقول أني أومن بتلك المبادئ والاحكام فهو ليس علماني لأن شرط العلمانية أن قد أنتفى عنه وذاك الشرط هو أن يؤمن بمبادئها فقط لا أن يأخذ منها مايشتهي ويترك مايكره، ويأخذ من الدين الخلق القويم الذي لا تجبره العلمانية على تركه، وشرف المرأة الذي هو الشرف الوحيد في نظرهم، وتعدد الزوجات عند بعضهم، ويضيفوا اليه ما اعجبهم من العلمانية كلا حسب ميوله ومصالحه ، وهم يظنون أن هذه علمانية وليست انتقاء من هنا وهناك.
العلماني الحقيقي لايعتنق فكرين في آن واحد فهو اما علماني لا يعترف بالاديان كلها وبكل ماتحتوي ولكنه لايعترض على معتنقيها اذا لم يفرضوها عليه ويحترم اختيارهم ويعطيهم حريتهم في اداء شعارئها ، واما أن يكون مؤمن كالمسلم لايعترف بالعلمانية ولا بمبادئها وقيمها لأنها تخالفه وتتصادم معه ويمنع الناس من ممارستها ، واما أن يكون شبيه بالعلماني وهذا هو محور الموضوع وهو الذي يخلط بين فكرين متناقضين . والسبب الثاني لتشبث اشباه العلمانيين بالدين هو أنهم يفزعوا من فكرة تركه ووجودهم في هذه الدنيا بدونه فهذا الشيئ مرعب بالنسبة لهم وذالك يعود لضعف في الشخصية تجعله لايجرؤا على التفكير بعدم صحته بعدما عاش سنوات كثيرة كانت او قليله من عمره يعتقد بصحته، فكيف يتحمل صدمة كبيرة كهذه؟ وايضا الخوف من الاختلاف عن المجتمع الذي يعيش فيه لذا فكر بعمل خلطة سحرية تنقذه من هذا الشعور المخيف وأسمى تلك الخلطة السرية (علمانية) . اعزائي أشباه العلمانيين لقد قررت أن اعالجكم مجانا بعد ماحللت نفسياتكم المريضة . والعلاج هو : اتركوا الدين ولاتذهبوا لدار البغاء ولا للخمارات ولا تهاجموا مثلي أحدا ولكن بدون اعتناق دين وهكذا تكون علمانيين حقيقيين فالعلمانية لاتجبركم على هذا السلوك الشخصي وبنفس الوقت لاتعترض عليه وتترك الحكم لعقل الانسان واخلاقه وهو الذي يختار ، ولكنها تعترض عليه عندما يجبر الانسان عليه مثل الجواري والأماء . اما الشيخ محمود الشمري شيخ الاسلام وداعيته الذي عرفت ايضا انضمامه مؤخرا الى العلمانية وضحكت بأعلى صوتي من شدة طرافة النكتة فليعذرني على عدم علاجه لأن حالته ميئوس منها ولكني ساحلل نفسيته المريضة . الشيخ محمود يعاني من احساس الهزيمة المر لذالك تراه بين الحين والاخر يأتينا بقصص اشخاص عاديين او قسيسين او فنانين تركوا الديانة المسيحية وعادوا الى دين الفطرة بأسلامهم . هو يتصور أن هذه الاعتناقات اذا كانت صحيحة ستقوي شوكة دينه وتنصره على النصارى لأنه يعيش في عصر الحروب الصليبية ويعتقد أن اعماله هذه تقوي عزيمة جيشه وتزيد من حماسه في الحرب ولايريد أن يفهم او يصدق بأن حرب الاديان قد أنتهت والحرب الحقيقية الآن هي بين العلمانية والاسلام لأن الاديان الاخرى تعايشت مع العلمانية واتفقت معها، ورغم اعتقاده هذا يعتبر نفسه علماني ( كم أنت مسكينة ياأيتها العلمانية) . وهو يتهمني بالتشوش والركاكة فهل هناك تشوش وركاكة اكثر من خلطه العقيم هذا بين فكرين متعاكسين ؟ متطرف اسلامي ويدعي انه علماني، انا على الاقل اعترف بأنني متطرفة ليبرالية علمانية فقط . تنويه: الى كل منتقدي مقالاتي الذين يعتبرونها مجرد ثرثرة اقول : شكرا لكم على اهدار وقتكم الثمين في قراءة ثرثرتي والتعليق عليها
#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا ممثلة العلمانية الحقيقية !!
-
انتقادات متنوعة -3-
-
للاسلاميين فقط !!
-
لماذا تعترض المسلمة على شرع الله ؟
-
من هي السلعة ؟ المسلمة أم الكافرة ؟ ...
-
تحليل نفسي للمسلمين ...
-
قصة شعرية ...
-
شعر ...
-
انتقادات متنوعة 2 ...
-
إلى كل أمرأة مسلمة ..
-
انتقادات متنوعة ...
-
هل للظلم والاساءة مبرر ؟
-
السلطانة وفاء سلطان
-
الكاتب عبدالله بن بخيت والمتصل الشوارعي
-
حرية المرأة في المفهوم العربي
-
لماذا المرأة السعودية خاضعة وقانعة دائما؟
-
مقابلة مع شيخ سلفي
-
لو كان القمع رجلا لقتلته!!
-
أوقفوا الحجر على حرية المرأة
-
المرأة والرجل.. والحق المسروق
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|