أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - عندما تودع أغنية.. إلى آرام تيكران














المزيد.....

عندما تودع أغنية.. إلى آرام تيكران


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 07:27
المحور: الادب والفن
    


الأنين الذي يبزغ من خلف جبال الألم، الحنين المسافر بين طيات الأمل، حينما تعود الكلمات من رحلة ألم طويل، وتتآلف فيما بينها بعشق وحنين، أنين الأيام الطويلة، والكئيبة، رذاذ من الصبر على أغنية طالما أشعلت الأمل والألم في أفئدة كئيبة، كلمات أقوى من صوت الرياح، وأجمل من بريق دمعة في عين عروس، كلمات أقوى من قوس قزح في سماء ملبدة بغيوم ثملة بأنين سحيق، ذلك الألم ما برح فؤاداً رحل إلى لحد كئيب.

تراتيل الألحان ونمنمات الكلمات، الحجل والحجحجيك طارت بعيداً، وحده اللحن الكئيب وصل، لقد ماتت الأغنية هذا المساء، وعلى الجمبش أن يبدأ رحلة البحث عن صاحب آخر، قدح من المي، وأغنية، ونظرة أمل كانت تلكم مجتمعة حول الحجل ليحتفلوا برحيل أبدي، أيما احتفال، إنه احتفال على طريقة الحجل.

آرام.. القلب الذي تآكلت أوردته من الحنين والألم، تذكر دائماً مجازر بني جلده، حمل إرثاً مثقلاً بالهموم والأسى، قلب مل من الحزن فغنى للحب والفرح، وانحنى أمام ألامه مبتسماً، وقال ارحلي الأن إنني أحب الحجل، تركها وحدها وطلب من القدر أن يودعها جانباً.

آرام.. المثقل بالصبر والأحلام، الحر كفينيق يطير عالياً بين الغيوم، يغني للملاك والبشر، حنين صوته أدفئ الآلاف في الجبال، وأمددهم بيم من الصبر والأمل. آرام القادم من خلف آرارات، المقاتل كالبيشمركة والكريلا، العاشق للبيريفانة وعيشانا علي، المتيم بحب "هي لي لي واي كدي بلبلو" و "أي ديلبري" غني يا آرام اليوم أغنيتك الأجمل "تني هشتم". حقاً رحلت وتركتنا لوحدنا.

آرام.. تغنيك الطيور أغنية تمتد من طوروس إلى آرارات، من خابور إلى سيفان، ومن جودي إلى همرين، تحزنك اليوم كل أفئدة الحجل، وتبكيك تراتيل السنونو حين عودتها، تغني لك كل الكناري، تكتب النجوم سيرتك على سحابة من الحب والأمل، السماء ترسم صوتك بأغنية لعلها تسكت قليلاً آهات الكثيرين من حولها، إن السماء تتكلل بوشاح من سواد، حقاً إنه رحيلك آرام.

آرام.. سنشعل شمعة هذا المساء، ونرفع عالياً نخبك، نغني ونبكي قليلاً، نعم نريد أن نذرف عليك عبرات قليلة، أعلم أنك تريدنا أن لا نحزن، ولكن رحيلك يستحق الكثير، سنذرف بعضاً من الدموع، لعلنا نريح أفئدتنا من جروح مل القدر من التئامها، إنها تكوي آلامنا الكثيرة، إنك أدرى بكل دمعة وهي تتساقط، الدموع التي تبحث عن حنين تجده في أغانيك وعزفك على تلك الآلة الجميلة، لقد بات الجمبش اليوم حزيناً يا آرام، إنه يتيم يبكيك.

آرام.. رحلت بجسد إلى لحد كئيب، ولكن روحك ما تزال تعانق أرواح الملايين من الكرد والأرمن، تتراقص من أفئدة بني الحجل، إن كل آري يرى في أغانيك استنهاض لماضٍ سحيق، أغانيك نفضت الغبار عن إرث ثقافي عظيم، لقد خلقت مدرسة من الإبداع والجمال، إنها مدرسة بدأها سلفك كره بيت خاجو، وأكملتها بكل أمانة، وأظنك سلمتها لمن سيحفظها ويهتم بها، لتبق تلكم الأغاني والكلمات شاهدة على تاريخ شعبين شقيقين، سيظلان في داوم ذكرك والاحتفاء بصوتك الشجي، كصوت ملاك يرتل آيات وأسفار.

آرام.. حزنى جداً عليك أزهار نوروز، النسرين، النرجس، والياسمين، وكذلك الشيلان، كل وردود الربيع، لقد غادرت البهار، سيغني الندى في كل صباح "كافا زريام نيشان كرن" وتتراقص من حوله الدوري والحجحجيك وسيطلق البلبل صوتاً ليتلو عليك تراتيل الخلود والبقاء، طالما في السماء طيور تطير، ونجوم تشع، لن تخذلك نسمات الربيع والنوروز، سيغني لك البهار "سبرا دلا ديم ز كولا".

آرام.. افتقدك اليوم مع كلماتي التي تعجز أن تترجم ما اشعر به، أحرفي تأبى الخروج من قلبي الكئيب، الحنين إلى صوتك تحزن أناملي، إنها لا تقوى أن تكتب رثاءك، إنك أعظم من أن أرثيك بكلمات بسيطة، لكن! الجميل في رحيلك، إنك ستظل في قلوبنا، وصوتك يشدو بالجمال طالما في البسيطة كرد وأرمن، كنت ثالوثاً قل نظيره في هذه الأرض، أرمني القومية، كردي اللغة والغناء، ومسيحي الديانة، أيما بشر كنت؟ إنك تستحق أن تكون آرام تيكران، رسول الأغنية الكردية العذبة، وسفير المحبة والسلام بين الكرد والأرمن، إنك أعظم أغنية رحلت، لكن صداها سيظل باقياً على سفوح آرارات والجودي وزاغروس.. آرام.. إنك أعذب لحن لأعظم أغنية.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن الأنفلونزا
- الرحيل إلى ضفة الألم ... إلى فارس مراد
- عندما تَعشق سلمى.. تُقتل
- النوفرة
- الثورة على الثورة
- الكرد في سوريا أزمة حاضر وغياب مستقبل
- مشروع قانون الأحوال الشخصية السورية..استمرار الانتهاكات في ظ ...
- عندما تعشق البيريفانة
- آذار بهار
- في عيدها العالمي ما تزال المرأة أسيرة الاضطهاد بكافة أشكاله
- إنما الخيانة في آبائك الكرد
- الفتوى التي قتلت ميكي ماوس
- جمهورية الحجب... تقرير عن حجب المواقع الإلكترونية في سوريا
- ما تزال النار متقدة في كل المشاعل
- أحزمة ناسفة
- آلام وأحلام وكأس شاي عراقي
- ككردي... أخجل من سجالكم
- نوروز رسالة الألم الكردي
- آذار خان... سيد الشهور
- المرأة السورية بين ثنائية السياسة وحقوق الإنسان


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - عندما تودع أغنية.. إلى آرام تيكران