هفال زاخويي
الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشهد الساحة السياسية العراقية حراكاً سياسياً نشطاً بين التيارات السياسية كجزء من التحضير لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، هذا الحراك تتذبذب معالمه بين ظهور ملامح التحالفات بقوة وبين اختفاء ملامحها ، التصريحات للمسؤولين في الكتل والتحالفات السابقة تتناقض ، احاديث عن تحالفات جديدة، الائتلاف يحاول توسعة قاعدته ليخرج من الدائرة الشيعية الى دائرة أوسع يجمع تحت ظله اطياف وتلاوين اخرى ليس بالضرورة ان تكون شيعية او عربية ، ملامح التحالف الكردستاني حتماً ستتغير فالصورة قد لاتبقى تلك الصورة المعهودة اليوم نظراً لظهور تيار التغيير الذي سجل حضوراً قوياً ، المؤشرات تدل على ان الكرد قد يتوحدون في بغداد رغم الاختلاف في وجهات النظر داخل البيت الكردستاني في اقليم كردستان بين الحزبين الكبيرين وبين قائمة التغيير والاتحاد الاسلامي، عنصر المفاجاءة لا يمكن طرحه من المعادلة، لكن ظنون المراقبين والشارع الكردي هي ان الموقف الكردي سيبقى موحداً في بغداد، اما التيارات السياسية السنية لم تزل تراهن على التوافق كجبهة تجمعهم ، والسنة – القصد هو القيادات السنية- بدأ خطابهم السياسي يسير نحو مرونة واضحة ،يبقى التيار الليبرالي كالعادة ضعيفاً في مجتمع عرف عنه سيطرة القنوات الاعلامية الراديكالية وتأثيرها الروحي على قطاعات واسعة من الشعب العراقي حيث العاطفة الجياشة والتأثر البالغ بالخطاب الديني العاطفي .
هنا لا بد من التأكيد على دور الأحزاب الليبرالية التي تتشبث في خطابها السياسي بالوطنية العراقية وهو خطاب لو تم تفعيله وصياغته من جديد بعيداً عن لغة الشعار فانه سيتمكن من ان يسجل له حضوراً قوياً في الانتخابات القادمة ليظهر في النهاية التيار الليبرالي بشكل لابأس به من حيث الحضور ، لكن الى أي مدى تستعد الأحزاب والتنظيمات الليبرالية كي تتوحد في جبهة كما هو الحال بالنسبة للإسلاميين والقوميين ؟! ثم هل استطاعت التنظيمات الليبرالية ان تتخلص من أدران القومية الضيقة لتظهر بمظهرها الليبرالي اللائق والمقبول أي ان تكون لها صبغة وطنية عراقية ؟!
أما التنظيمات الأخرى المتذبذبة بين الخطاب الوطني – الاسلامي- القومي فيبدو انها ما تزال تتبنى الخطاب القديم المشحون والمسبب لشحذ الروح القومية وتطعيمها بالاسلام كرسالة عربية واقصد بذلك جبهة الحوار الوطني التي تبنت خطاباً غامضاً يتذبذب بين القومية والاسلام وما زالت تأثيرات الخطاب البعثي ظاهراً عليه ، في حين ان عقد الانفراط في القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور أياد علاوي بدأ يلتئم شيئاً فشيئاً إذ بدأ البعض من المنشقين العودة الى القائمة نظراً لإنهم كأشخاص مضطرون لإقحام أنفسهم في قوائم لابد منها في عراق مريض بفايروس المحاصصة والقوائم المغلقة...وهنا لايغيب عن البال افول اليسار العراقي بشكل ملحوظ كونه لايستطيع الخروج من القوقعة القديمة والخطاب الأممي والعيش في عالم المثال ، او بالأحرى ضياع اليسار بين التنظير والتطبيق.
#هفال_زاخويي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟