للحنين ذاكرة تفيض بالجمال!!

فوزية الحُميْد

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 08:35
المحور: الادب والفن
    

-الحنين ذاكرة اللانهايات ...صوت المكان واحتفاء الأرض بالمطر ..وهو الحضور المليء بحقائب الدهشة في سفر الأشياء ..من نوافيره تتسلل روائح النعناع إلى الروح كائتلاف غيمة بمائها ..وفي عذوبته تزهر حدائق القلب بالورود المترفة ..وفي عذابه تهدي سماء الروح قمرها المعلق لحرير الصوت ..وفي بحره تعجز كل بحور الشعر عن نظم قصيد ة لذاته .

-وحده الحنين لغة لا تشبه اللغات ..وصوت لا يستعيرالأصوات, به يبتهج الكلام وعلى أرائكه تستلذ الوسائد بالحكايا ,وأريج البخور ..ومن شرفته الباذخة يسافر هديل الوله , ووشوشات الوجد موسيقى لشجرالقلب .

-إنه الإصغاء لذاكرة تستعيد تداعيات الغياب .. وتهديك قلادة من غيم ومطر , تدنو لجيد الذكريات في طفولة الوقت الطائر لعبق رياحين البيت وأشجار الياسمين وردائم الفل ,وعبير الكادي .ووجوه الأحبة وشغف الحب !!

-وهكذا يحضر الحنين من ثقوب الذاكرة ,ومن نوافذ الغياب إلى ألق المكان , تعثر عليه في لحظات الغياب والغربة ,وتتأمله في منفى الروح ..وتخبئه في مدينة الفؤاد المنتشية بزهوه في التفاتة للوراء باهرة الحضور !!يحلّ ضيفاً إلى وحدتك المحتفية بالأشياء كانتشاء الورد ليقظة الندى !وكفجر يصحو بالوضوء !!

-وحده الحنين السحب الفائضة بماء الحياة في فعل المطر وخصوبة الأرض ! يحلو في سواليف الكلام , وفي قمر الصوت النابت في زوايا الأماكن البعيدة المتألقة برائحة الزعفران , وبخور الجدائل و الأحلام المخبئة في الدواليب العتيقة المليئة بالحكايا ,والشالات الباذخة بسرب من حمام الغيوم !! وفي أساطير الأمهات والجدات ودكات البيوت ورؤوس الطرقات وألعاب الصغار و في استعادة لأشياء تبدأ من جديد!!

-الحنين فصل لا يشبه الفصول إنه الشجر النافر لمصافحة النجوم والعصيّ أمام تقلبات الفصول !!أنه أالأمنيات الجميلة المشتهاة كسلال التفاح وقصائد الغناء وموسيقى الروح! يحضر في قمة الفقد وفي توهج الغياب سيد هذا الحنين وأرجوحته المكتنزة بأناشيد الطفولة .

-يحضر في بذاخة المكان الجاذب كنهر !!تراه في بهو الفنادق الأنيقة .تبصره في وجوه الغرباء!! وفي سحنة المسافر, وفي شامات الجميلات, وضفائر الطفلات !وفي صوت الحلم الراكض للقلب النابض بالحب !وفي شغب الطفولة لللأشياء وهو باختصار إعادة تكوين الأشياء في لحظات الفقد لذاكرة تفيض بالجمال!!!

7 أغسطس 2009م /القاهرة

#فوزية_الحُميْد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات