أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي محمد البهادلي - الحصانة مطية الفاسدين














المزيد.....

الحصانة مطية الفاسدين


علي محمد البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 08:16
المحور: كتابات ساخرة
    



بعد الاتصال الحضاري الذي حصل نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بين العالمين العربي والإسلامي وبين الغرب، اتضح للعرب والمسلمين حجم الهوة التي تفصلهم عن ما وصل إليه الغرب؛ فانبهروا أيّما انبهاربالمكتشفات والفتوحات العلمية؛ مما دفعهم لإرسال البعثات العلمية إلى أوربا. فماذا حصل ؟ إن كثيراً من الطلاب الذين أُرسلوا إلى هناك حدثت لهم صدمة، جعلتهم ينهزمون ثقافياً ونفسياً جراء ما وجدوه هناك، فلم يميزوا بين التطور العلمي وبين المنجز الحضاري والقيمي لتلك البلاد، فقاموا بعد رجوعهم من أُوربا إلى الدعوة لنبذ كل ما هو قديم ومرتبط بالتراث؛ لأنهم اعتقدوا أن سبب تخلفنا هو بسبب تمسكنا بالموروث الثقافي الذي أنجزته الأُمة، وراحوا يبشرون بالقيم والثقافة الغربية دون تمييز بين غثها من سمينها. أصبحت هذه الدول تتلقف كل شيء قادم من الغرب على اعتبارأنه يحمل صفة التطور والتقدم، فكان من ضمن ما استوردته الدول العربية والإسلامية هو الدستور، فاعتمدت كثيرمن تلك الدول على لائحة حقوق الإنسان المشهورة التي أصدرتها الجمعية الوطنية التي تشكَّلت بعد انتصار الثورة الفرنسية، وكانت كثير من مواد تلك اللائحة تخدم الطبقة البرجوازية التي ساهمت في انتصار الثورة، ومن ضمن تلك المواد هو ما يُعرف بالحصانة بشقيها ( الحصانة السياسية والحصانة الجنائية) إذ يتمتع السياسي بنوع من الحصانة تمنع القضاء من محاسبته إلا في حالة تلبسه بالجرم، أو بعد أن يتم رفع هذه الحصانة من قبل البرلمان لكن رفعها مقيد وصعب التحقق. والعراق أحد البلدان التي تضمن دستورها كثيراً من مواد هذه القوانين الوضعية، بما فيها الحصانة، وهذه أحدى الكوارث التي جرت على البلاد الويلات والمآسي؛ فبعض من السياسيين (برلمانيين، وزراء) متهمون بقضايا فساد أو التعاون مع الجماعات الإرهابية، لكن القضاء العراقي شبه مشلول ويقف مكتوف الأيدي ازاء هذا الأمر؛ بسبب صعوبة مقاضاة هؤلاء السياسيين المتمتعين بصفة الحصانة التي يصعب على مجلس النواب رفعها؛ بسبب التخندق الطائفي والإثني والحزبي، وشيوع منطق(سدلي وسدلك) وإذا ما لاح في الأُفق أن مجلس النواب عازم على رفع الحصانة عن أحد السياسيين فقبل أن يرفع المجلس الحصانة عن هذا المسؤول أو ذاك، امتطى صهوته وهرب إلى خارج البلاد. إن الخطأ الفادح الذي نقع فيه كثيراً هو عدم تمييزنا بين ما هو منجز تكنلوجي صناعي وبين ما هو منجز حضاري، فكثير مما صدَّره لنا الغرب هو غير جيد وغير صالح. فالسياسي حاله حال أي موظف في الدولة فإذا أخطأ أو أساء استخدام منصبه يجب عليه المثول أمام السلطة القضائية. فالسياسي والمسؤول الحكومي في الدولة والحكومة الإسلامية حاله حال أي موظف في الدولة، فإذا أخطأ أو أساء استخدام سلطته يجب عليه المثول أمام القضاء، وفي التأريخ الإسلامي هناك أكثر من قصة وحادثة تدل على أن مثل هكذا قوانين لا وجود له في قاموس التشريع الإسلامي كمثول أمير المؤمنين علي (ع) أمام القضاء؛ بسبب دعوة قضائية رفعها أحد رجال اليهود أمام القاضي ضده، فما كان من أمير المؤمنين إلا أن مثل أمام القاضي دون أن يقول إني رئيس دولة تمتد حدودها من شمال أفريقيا غرباً حتى حدود الصين شرقاً ولا يمكن أن أمثل أمام القاضي الذي هو أحد رعيتي، وهناك حادثة مماثلة جرت مع الرسول الأكرم نعرض عنها تجنباً للإطالة. كنا نتمنى لو أن لجنة التعديلات الدستوريةـ لاسيما أنها تقترب من إنهاء مهمتها، تضع الحصانة كإحدى القضايا التي سينالها التغيير، فيصبح رفعها يسيراً غير عسير إذا ما اقتضت الضرورة رفعها لغرض الاستجواب والمثول أمام القضاء، ولا ندعو إلى إلغائها الآن؛ لأن الوضع السياسي لا يحتمل ذلك، إذ قد تستخدم ورقة ضغط أو ابتزاز سياسي في إطار لعبة ليِّ الأذرع التي تمارسها القوى السياسية ضد خصومها السياسيين..



#علي_محمد_البهادلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن تفشي الرشوة في دائرة الرعاية الاجتماعية
- البرلمانيون وشرعية هيئة النزاهة
- مفهوم السيادة
- استجواب المسؤولين
- قانون الاحزاب متى يبصر النور
- الكرة الان في ملعب النزاهة
- النظام الرئاسي الطريق الامثل لمحاربة الفساد


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي محمد البهادلي - الحصانة مطية الفاسدين