أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - ذراعٌ ميّتٌ














المزيد.....

ذراعٌ ميّتٌ


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 08:28
المحور: الادب والفن
    



مرّة أخرى،
/يا اله المستحيل، خلّصني من الممكن
السماء جبّة الأرض و الأرض جبّة السماء/
يصلك اليوم، في السّنة الصفر علي الغُوغُول الوطني ما يلي :/
إذا كان لي أن اختار بين إما يوجد و لا توجدين أو توجدين و لا يوجد فإنني أقول :
توجدين لا توجدين، لا توجدين توجدين
دورة تحت الأرض و دورة فوق السماء لا دورتين في الهواء/
إبرة الشعر في إبرة الشعر مرّت و انتهي/
لا فائدة من رمي اللسان في الجمرات
و لا افتعال أوزان هواء للهواء
لم يجد لنا آدم اسما/
يعجَبُ الرجل : ألسنية بلا أسماء؟
لا آدمية و لا غير آدمية
لماذا وقعت الشمس في عينك فأصبحت سوداء؟/
و ماذا افعل بشمس باردة كالشحم؟
الذراع ميّت
و علي الروح شمع احمر
لماذا لبست معطفا اصفرا في الشتاء
إن لم ترتسم أحلامك علي خدّ الرحم،/
يولد منك العدم
و يتربّي كذلك
علي طاعة ذاك النغم
التشاتشي غيرل
لماذا كلّما أمضيت سقطت بويضة سوداء في قاع الأزل؟
انخفض بحر
هبط بركان علي ضفاف مستنقع
تبخّر جبل
نجمة في الروح لم تتنبأ بي/
فهي لم تجرّب السماء
نجمة في الروح لم تسمع
مع أنها أنّت هاء "هي" في ضُمّة رُوحي
في بحر كفّي
فارقت روحها روحها منذ الولادة
و نسيتها مكرها و عمرها لحظه
قسم الانطولوجيا و عُواء الشرايين لن يزعجني.../
إن اعتصرت جميلة شهوة نهديها في فم القمر
ذبابتان تعدوان، تسبحان علي الظهر، تقفزان، ترقصان ألف رقصة في مجري العمود و الأنفاس/
دبّابتان مخبأتان في مداخل الأنف،
آخر خطة دفاع شرعي عن الروائح
ضد روائح الأسماء
أحب الشاعر لأنه غالي القلب و الأنفاس لا هابط الأذنين منبسط الأصابع عالي المؤخرة/
أحب الشاعر كله لأنه لا يحقد علي الله، لا ولا علي أي آخر
ما أجمل الولد، طية من طيات الرياح
جينة ذات جناح اسود الشعر، مؤلم الوخز، أناملها أسلاك شائكة.../
امشوجة تسمّي نفسها رحيق
شكرا...
هذه، تلتفّ علي الأرض بذيلها المسموم
و تحتسي الكون بأقل قطرة ماء ممكنة
قشرة ميّتة هذا الواقع.../
أفضّل لعب الموجة مع نفسها علي مكاشفة عمق البحار/
أفضّل علم الشتات علي سائر العلوم و ريش الشعر علي الزىّ الملكي و العسكري و الرئاسي...
وسّع روحك للسّرب/
و كن حظّا من حظوظه
نقطة مرور بقايا مصيره
نكتة ماء في ذاكرة طائر مهاجر
عندما ستضيع ستعيدك الطيور إلي ضياعها/
ما أسوأ قطع الشتات إلي نصفين/
أفظع ما في الأمر استنساخ الألسنة : /
الشعر علي هامش اللاهوت... و إلي آخره
باردة كالكارثة/
باردة تحت حمم أعظم بركان
باردة تحت صخرة جهنم الملتهبة
إذا من نقطة سوداء في جهنم فهي أنت
و إن كان حليبا اسودا في الجنة فمن طعمك
... شكرا ...
اعرض صدري علي دوار البحر فيستجدي/
ارحل، فقد تضغط موجة علي الزناد الذي بصدرك
ابتعد حتى أناديك لنكتم أنفاسنا بأريحيّة الماء في الماء
لا احد تحت البحر سوي القيامة
الموج في عمق الموجة
لا أنفاس و لا أسرار
خذني إليك
فالقيامة مجرّد كتمان
خيط من خيوط القدر ضاع في أمازون شعرك/
فماذا حتى لو تذكرت لونك؟
و ما اللون ما دام قلبك لا يفرّق بين الأبيض و الأسود إلا بالألوان؟
و لتنم عروس الصّخر علي رمل شفاهك/
بين كثافة التيه و صرامة الفناء
لحظة لم يمر بها احد ولا فكر بها /
لا مرآي طير و لا قطرة ماء و لا ملح بصر و لا لحم هواء
لحظة ما عاشرها احد، غربة في "ذاكرة الحضور"
كيف تذبح مائي بمائك علي صدر موجة في أوج لذتها/
شكرا... اله المستحيل...
... شكرا...

صلاح الداودي
2009تونس: جويلية



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولادة الصّفر لمفهوم -بيُوبُوليطيقا-
- الله يعلن جنونه
- الله يقرر الدخول الي جهنم
- بمناسبة 24افريل
- في ذكري الفاتح من مايو / إلي كل جماهير العالم:
- برتقالة أمي
- حديث الشاعر مع نفسه
- الجسد
- في البيوسياسية
- رسائل طوني نغري حول-الفن والجمهور-
- من هو-الانسان الاخير-؟
- متى نعود ل-بيوتنا- من جهة الشعر؟
- الجدار
- الابيض الاسود
- من اجل اساس مادي للغيرية :المشترك
- بلا اعضاء
- الغصن الذهبيّ,غزة 2009
- حملُ الاطفال
- وطني....
- غزّا غراد


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - ذراعٌ ميّتٌ