خليل الخالد
الحوار المتمدن-العدد: 2732 - 2009 / 8 / 8 - 09:00
المحور:
كتابات ساخرة
مسلم مرتد امام الله يوم القيامة
كان محمود انسانا بسيطا جدا يحب الله و رسوله و الصحابة و امهات المؤمنين, يؤدي الصلوات الخمسة و يعطي الزكاة و يصوم رمضان و وكان ينوي الذهاب الى الحج في الموسم القادم لان صار معه مبلغ لاباس به من المال, واثناء تصفحة لمواقع الانترنت صادف موقعا قرا فيه امورا لم يستسيغها عن رسول الله وعن صحابته وامهات المؤمنين لا وبل وصلت الوقاحة بهذا الموقع البغيض ان يتطاول على الله نفسه, لم يمر هذا الموضوع على محمود مرور الكرام, وانطلاقا من حبه العارم لله و لرسوله فقد عزم على تفنيد كل كلمة في هذا الموقع و كل غايته ان ينصر الله ورسوله وامهات المؤمنين و الصحابة رضي الله عنهم. راح اخونا محمود يشتري امهات الكتب اللازمة للتفنيد, واخذ يقرؤها بقوة لدحض كل زيف وافتراء, وهنا كانت الصاعقة التي لم تكن بالحسبان ابدا, تطور الامر بمحمود واخذ يقفل باب غرفته على نفسه و يقرا و يقرا و يعيد ويقرا ولا يصدق, خيبة محمود كانت كبيرة جدا, كان محمود يتخيل ان محمدا انسانا خلوقا رحيما عفيفا زكيا قولا وفعلا.لكن ما قراه عن محمد كان عكس ذلك, اي ان موقع الانترنت يقول الصدق بشهادة الكتب, و في الوقت الذي حصل فيه محمود على هذه الحقيقة اذن شيخ الجامع الذي على مقربة من بيت محمود واعتاد محمود على الصلاة فيه, الا ان محمود لم يحرك ساكنا, لاول مرة محمود لا يلبي نداء المؤذن, وتساءل: لو عرف هذا المؤذن ما عرفت انا هل كان سيؤذن مرة اخرى؟ لا اعتقد, وانا كذلك لن اصلي حتى يثبت العكس. و سرعان ما ترك محمود الاسلام واصبح مرتدا خفية, و تابع محمود القراءة و الاستكشاف حتى اصبع عالما حقيقيا و موضوعيا بالاسلام و خفاياه. حاول ان يلمح لاقاربه عن ان هذا الدين غير صحيح وان فيه امورا غير مقبولة الا ان احدا لم يعره اهتماما ولا تجاوبا, مما اضطره بعد زمان لان يشهر ارتداده رسميا عن هذا الدين و على الملا وهنا كان ( انتحاره ). مات محمود مقتولا في وضح النهار امام بيته و لم يتهم اهله احدا حتى سجل الفاعل ضد مجهول.
وفي يوم الحساب صعق محمود صعقة كبيرة, اذ ان الله الذي كفر به في الدنيا هو نفسه من يقف الناس امامه ليحاسبهم, تباكى محمود قليلا ثم استدك بينه و بين نفسه قائلا: لماذا انا ابكي؟ انا لن اتراجع عن رفضي لهذا الاله لانني رفضته عن قناعة و ساقولها وساستمر على قناعتي. وحين ناداه جبريل ( كونه البوسطجي ) تقدم محمود و قال ها انذا, سال الله جبريل ان كان محمود مسلما ام لا , وجبريل سال الملاكان الذان كانا يسجلان على كتفي محمود ليعرف ان كان محمود مسلما ام لا, اما الملاكان فرفعا عينيهما الى فوق في اشارة الى انه ليس مسلما, هنا قاطع محمود وقال لله: لماذا كل هالاسئلة؟ اسالني انا, انا كنت مسلم وارتديت عن الاسلام, فاجابه الله: وصارلك ساعة قاعد قبالي قوم قوم بوجهك عالنار. انتفض محمود وقال: الا تريد ان تعرف لماذا تركت الاسلام؟ اجاب: لا تهمني اسبابك المهم انك كافر امامي فانك لا توحدني و حبيبي محمد و لن تدخل جنتي لن تدخل ابدا. اجابه محمود متعجبا: وماذا كنت ستعطيني في جنتك؟ ستعطيني حوريات لانكحها, انا لا احب النكاح, انهار لبن و عسل و خمر؟ , ولدان مخلدون لا ينزفون,؟ ربما هذه امور يحبها حبيبك محمد و لكنها لا تعجبني وليس لي فيها مزاج, هل حينما كان ادم في الجنة اول ما خلقته هل كان عنده حوريات و خمر و عسل,؟ ومع ذلك كان مبسوطا و سعيدا, اما الان وها انا واقف امامك لم اشعر لحظة انني سعيد. لقد قرات كتابك على الارض تقول فيه عن نفسك انك خير الماكرين, هل هذا صحيح؟ اجاب الله : نعم صحيح , قلت: وكيف اثق بك اذا؟ قال: وهل عرفت ماذا يقول ابن كثير او القرطبي في تفسيرها قلت: لقد قرات لكنهم اختلفوا, اجاب: غير معقول!؟ قلت: لا بل معقول. ثم قلت له: هل انت قلت لمحمد ان يقتل العجوز ام قرفة وهل انت قلت لمحمد ان يغزو قبيلة خيبر و يقتل اهل صفية بنت حيي و ينكحها في نفس اليوم, هل انت وافقت ان يتزوج محمد من عائشة وهي في طفولتها, ماذا كنت ستخسر لو انك دعمت محمد بكم اعجوبة يقنع فيها اهل قريش واهل الجزيرة و يعرفوا ان رب محمد اله حاضر حي قادر على كل شيئ, اجاب : انا ارسلت له القران الكريم وهو اعجوبته الكبرى و الدائمة لكل مكان وزمان. محمود هنا اصابه الغضب من هذا الجواب وقال: الاية الاولى من سورة التحريم ماذا تقول؟ الله هنا يصرخ بجبريل ليذهب و يحضر له اللوح المحفوظ, الا ان محمود قال لجبريل تعا تعا الاية تقول: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ. هل تعلم متى انزلت هذه الاية؟ وهنا الله يصرخ مجددا بجبريل ليحضر له اي من التفاسير الا ان محمود صرخ بجبريل ان يعود فقال انا اقول لك: بعد ان مسكت حفصة رسول الله هذا فليكذبني ان لم اقل الحق, وكان ينكح مارية القبطية وهي هدية من المقوقس زعيم القبط والنكح كان على فراش حفصة مما اثار جنون حفصة واعتذر رسول الله وطلب من حفصة ان لا تخبر عائشة بما رات, وسرعان ما ارسلتَ له هذه الاية لتقويه و تنقذه من الموقف, فقال الله: صحيح صحيح تذكرت, فرد محمود وهل هذه الاية تصلح لكل مكان او لكل زمان؟ ومن ثم انت قلت ان رسولك لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى, صح ام لا؟ اجاب: صح,اذا لماذا لا يحل مشاكله الشخصية بنطقه الموحى اليس هو الصادق الامين. ايعقل ان يشغل امة لا اله الا الله بمشكلته مع حفصة و مارية؟ و نفس الموضوع بالنسبة لحادثة الافك بين عائشة و صفوان ابن المعطل هل تذكره يا رسول الله ( متجها الى محمد ), طأطأ رسول الله راسه ولم يجب, عشر ايات الافك يا الله تبلي فيهم الامة الاسلامية في القران ؟! وبهذه الايات انت تقف محام لعائشة ام المؤمنين وكم من مظاليم بين البشر في السجون ولم تتحرك وتدافع عنهم , اذا اين عدالتك ام ان الموضوع خيار و فقوس. ومن ثم اريد ان اسالك, اين عيسى ابن مريم هذا؟ لماذا لا اجده بينكم, وعلى فكرة, اعتقد ان عيسى لعن الساعة التي ولد فيها من دون اب, لانك بصراحة فضحته وانت تقول بالقران: عيسى ابن مريم, عيسى ابن مريم, مسكين انت يا عيسى, صحيح حتى لا انسى و هل صحيح انك ممكن ان تهلك عيسى ( ابن مريم ) وامه؟ فاني قد قرات لك هذه الاية: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. هل ممكن ان تفعل ذلك؟ اين العدالة يا الله, ولماذا تهدد عيسى و امه وكل من في الارض لتهلكهم من دون سبب, هل كان من الممكن ان تفعلها يا الله؟ انت تقول ان عيسى لم يخطئ ولا مرة لا هو ولا امه فكيف ولماذا تهددهم ؟ وان كنت لا تريد ان تهلكهم فلماذا تقول كلاما لن تفعله, اعتقد ان لا العدالة ولا الرحمة يمكنهما ان يقومان بهذا الفعل, اللهم الا المكر لانك ماكر وممكن ان تفعل اي شيئ فلا يؤتمن جانبك ابدا.
اعتقد انني كنت حكيما حينما كفرت بك و برسولك هذا, و بجبريل ساعي البريد, انا لن اطيل الكلام فقل لي اين تريد ان يكون مصيري: هنا قال لي الله: هذا باب الجنة و هذا باب النار فادخل حيثما تريد, اما انا فاقتربت قليلا من باب الجنة و سمعت صراخا مقززا واهات تختلط بقهقهات عالية و ضرب كؤوس و رائحة مجون تفوح منها, مالبثت ان تراجعت مسرعا لاتوجه سعيدا الى باب النار, وما ان فتحت الباب حتى سمعت صوت زوجتي تدخل علي في غرفتي بصوتها الرائع و بيدها قهوتي الصباحية, فتحَت الستائر والنوافذ فدخلت اشعة الشمس تصاحبها نسمات ندية منعشة داعبت انفي مع رائحة القهوة كانت احب الي من كل ورود الجنة ولمسة حنان من زوجتى كانت احب علي من كل حوريات الجنة, وقرر محمود ان يذهب مع زوجته في رحلة حج سياحية الى باريس بدلا مما كان يريد ان يفعله بالمال الذي جمع. ادرك محمود ان الاله الذي يجعل سعادة عبيده وابديتهم مع غيره ليس باله, وان قرار تركه للاسلام كان قرارا صائبا لا غبار عليه لانه وصل الى قناعة تامة بزيف الاسلام وكانت هذه القناعة انطلاقة جديدة و حرة و ناجعة في البحث عن الاله الحقيقي وهذا رجاء كل مرتد.
#خليل_الخالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟