أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - العلمانيون القدامى والمتعلمنين الجدد














المزيد.....


العلمانيون القدامى والمتعلمنين الجدد


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2730 - 2009 / 8 / 6 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو دققنا النظر في ما نشر وينشر على صفحات الحوار المتمدن مؤخرا، من مقالات عديدة بخصوص العلمانية واشكالياتها والموقف منها ، لأدركنا بأن عدوىالمعركة الفكرية، تكاد تنتقل إلى صفوف العلمانيين أنفسهم، إن لم تكن قد انتقلت بالفعل . حيث لا يكاد موضوع منها يخلو من التخرصات والمناكفات والردود المتشنجة على مقالات سابقة لكتاب آخرين تناولوا نفس الموضوع، على قدر اجتهاداتهم الشخصية، وان افترضنا حسن النوايا في الطرح، بطبيعة الحال، قد يكون ذلك مؤشرا صحيا على حيوية وأهمية وراهنية النقاش، شرط تجاوز حالات الإسقاط الفردي والنيل من الآخرين وتسفيه آرائهم ، سعيا للوصول إلى تحديد وحصر وتوصيف نقاط الخلاف الفكرية الأساسية بين هذا وذاك .

غير أن جوهر الموضوع الأساسي كما يبدو، هو أبعد من مجرد الخلافات الطبيعية في الرأي والاجتهاد، التي يمكن حلها عن طريق الحوار المتواصل، ومن خلال المساهمة العامة ، كتابا وقراءا ، في إنضاجها ومراجعتها واستكمال التحليل الضروري واللازم حولها ، لرؤية مدى مطابقتها مع الواقع الاجتماعي المحلي، وبالتالي تحقيق التراكم المعرفي المطلوب في البحث والجدال الدائر بهذا الخصوص .

فما بين التطرف العلماني، والتعصب الأعمى لها نتيجة النقص في المعارف حول الموضوع ، وبين غمامة الأفكار العلمانية، التي تختفي وراءها جوقة من المشبوهين من أنصار اليمين العنصري الأمريكي والمعادي لكل الشعوب والأديان والمذاهب والأعراق ، تبدو حقيقة العلمانية محاصرة ومحشورة وسط كذبتين كبيرتين، ومصدرين يتكاملان في العمل على التشويه الجاهل والمتعمد معا، ويسعيان سوية في حلف غير معلن، إلى طمس الحقائق والعبور على جثتها، وتدمير آخر ما تبقى من الأسس الأخلاقية والروحية في الحوار، وتجريدها من أي شكل من احترام الذات واحترام الآخرين، ومن ثم العودة بالإنسان والأوطان والمجتمعات إلى البربرية الشاملة ، وهو أخطر مايمكن أن نصل إليه وما ينبغي علينا تجنبه وتفاديه ومقاومته بأي ثمن .

ولكي نبدأ بداية جديدة في حوارنا ، ينبغي أن نعترف أولا ، بأننا لم نراكم عمليا شيئا يذكر حول العلمانية منذ اللحظة التي أطفئت فيها شعلة رواد النهضة، غير بعض الأعمال الفكرية والفردية والمحاصرة هنا أو هناك، وهي أجمالا، بمثابة الرأسمال الفكري الوحيد الذي بحوزتنا حاليا ، ومن المفيد العودة إلى قراءة تلك الأدبيات ثانية، ودراستها بإمعان للتوصل إلى حقيقة ومنبع الإشكاليات العميقة، التي تقف حائلا بين الإسلام والمسلمين من جهة والحداثة وأسئلتها الكبرى من جهة أخرى .


إن من يطالع التقارير السنوية الصادرة عن الأمم المتحدة بخصوص التنمية البشرية في المنطقة العربية يصاب بالذهول حول الأرقام والنسب المخيفة للجهل والتخلف والأمية المتفشية بين الأوساط الاجتماعية وحول عدد القراء والكتب المنشورة سنويا في هذه البلدان، هذا بالإضافة إلى معدلات الفقر والجريمة والعنف والتهجير والتشريد التي حولتها إلى أكبر منطقة طاردة لأبنائها على المستوى العالمي حيث أن نصف اللاجئين في العالم هم من مواطني البلدان العربية حسب تلك التقارير . وحين تروج دوائر الهيمنة الغربية المسئولة مباشرة عن تحويل هذه المنطقة إلى مسرح دائم للنزاعات والصراعات والتوترات الدائمة والمستمرة ، إلى أن السبب الوحيد للجوع والبؤس والحرمان والدماء والدموع والحروب، هو في دين المسلمين وفي "نبيهم" وزوجاته، فهي تهدف إلى حرف الأنظار عن الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة، والتي تكمن وراء تفجر العنف في هذه المجتمعات بعد أن فقدت أو تكاد بوصلة حياتها ، ودمرت نواة ثقافتها الإنسانية خلال العقود الماضية .

إن مظاهر الظلم والقسوة والقمع والإذلال والتخريب المنهجي المنظم لإنسانية الإنسان التي عاشتها ولا تزال شعوب هذه المنطقة ، لو مرت على مجتمعات أخرى، مسيحية أو يهودية أو بوذية ، لما كانت أقل عنفا وهمجية في سلوكها الفردي والجمعي على حد سواء، فالإنسان نتاج ظرفه وتاريخه في كل زمان ومكان ، والتوتر والاستقرار في مجمل تلك الأسباب الحقيقية ، هي التي تخلق أنسانا عنيفا أو مسالما ، تفجر فيه ينابيع العنف أو تعيد إنتاج المحبة والتسامح في داخله ومن ثم تتعين الأسس الأخلاقية والروحية التي يقوم عليها المجتمع والدولة والسياسة .




#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانيون ضد العلمانية
- العراق الجديد الى أين ؟
- العراق الجديد : يعود البعث..لا يعود البعث
- محنة العراق الجديد وسط الذئاب الاقليمية الهرمة
- ماالمطلوب بالضبط من التحالف الكردستاني ؟
- مصير العراق الجديد يتوقف على الانتخابات المقبلة
- نحو جبهة مدنية واسعة لخوض الانتخابات التشريعية
- العراق الجديد : هل الدولة فضاء للسياسة أم فضاء للغنيمة ؟
- هل ينحسر الاسلام السياسي أم ينكشف على حقيقته ؟
- العراق الجديد : مصالحة وطنية أم تصالح مع الذات ؟
- العراق الجديد : معوقات بناء الدولة الوطنية
- جثث بلا قبور: مابين عمو بابا ووزير التجارة الفاسد
- العراق الجديد:في التحول الديمقراطي واعادة الاعتبار للسياسة
- العراق الجديد:هل يمكن بناء دولة القانون بدون العلمانية؟-الجز ...
- العراق الجديد:هل يمكن بناء دولة القانون بدون العلمانية ؟
- عن الانتخابات العراقية وثوب الديموقراطية اواسع
- الخلفيات الاجتماعية والسياسية لاعادة تأسيس حركة الانصار1979/ ...


المزيد.....




- راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم ...
- مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا ...
- انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
- 15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا ...
- روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات ...
- عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
- الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
- انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية ...
- لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق ...
- الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - العلمانيون القدامى والمتعلمنين الجدد