أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - نشيدُ الإنشاد














المزيد.....

نشيدُ الإنشاد


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 10:09
المحور: الادب والفن
    


(1)
كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ
كوجهِ السماءِ المائيِّ
كسهمٍ رمليٍّ
كسيفٍ فاطميٍّ
جميلةٌ أنتِ كأسطورةٍ
وشفافةٌ كماري أنطوانيتْ
ومُرتعشٌ ومخلوعٌ أنا كلويس السادسِ عَشرْ
كالحُريَّةِ... كطفولةِ القصائدْ..

(2)
جسدُكِ نبيلٌ كأنهارِ الذهَبْ
وطافحٌ كالشهواتِ المؤجَّلةْ
وبعيدٌ كحقلِ نوارسَ
وغامضُ كالأنوثةِ
ومُشتعلٌ بالزهرِ الملعونِ
ومُتأهِّبٌ كسيَّافٍ من العصورِ الوُسطى
ومُستسلمٌ كصحراءَ عربيَّةٍ
وجامحٌ كمهرٍ إسبانيٍّ
ونائمٌ كحقلٍ من السيوفِ
وواضحٌ كالقبلةِ الأولى
وحزينٌ كغناءٍ عراقيٍّ
ومُكتظٌّ بالطيورِ الزرقاءِ
والفسيفساءِ البيزنطيَّةْ
وأنا فقيرٌ كمحراثِ الفلاَّحِ
ومحنيُّ القلبِ والبسمةِ كسنابلِ القمحِ
وحافٍ كنَهَرٍ في الصحراءْ

(3)
جسَدي عُشبٌ بريءٌ
وكُلُّ مجدهِ كزَهرِ الصحراءِ
كما قالَ إرميا ذاتَ يومٍ
وجسدُكِ زهرٌ لمجدِ الماءْ
ونافورةٌ أندلسيَّةٌ للغناءِ العربيِّ الأصيلْ
وموطنٌ للسيوفِ الدمشقيَّةِ
والندى المولودِ من رحمِ الهواءِ
ومن رحمِ الخطيئةْ

(4)
كُلُّ الكلماتِ تُهاجرُ إليكِ فُرادى وزرافاتْ
وتقبعُ في حنينِ صوتكِ المكسالْ
والراقدِ مثلَ ظبيٍّ حجازيٍّ

(5)
كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ
وقائمٌ وسليمٌ قلبُ الكلامِ الإيروسيِّ
وصحيحٌ قلبي النابضُ
في أبياتِ ابنِ عربيْ
فأنا منذُ آلافِ السنينِ
أُحاولُ رشوةَ حاجبِ شقوتي بالأشعارْ
ولكن دونَ جدوى
أُحاولُ إصلاحَ العالمِ الغارقِ في الجفافِ
بالينابيعِ الطافرةِ من أصابعكِ المحاريَّةْ
ولكن دونَ جدوى
أحاولُ إطعامَ الذئابِ فتاتَ الحُلمِ البريءِ
وتكميمَ الخناجرِ بالأزهارِ
وتغطيةَ المقاصلِ بالأُقحوانِ الحزينِ الغامضِ اللونِ
ولكن عبثاً أُثقلُ أجنحةَ القلبِ بالرصاصِ

(6)
جميلةٌ أنتِ كعَينَيْ إلسا
ومُشرَّدٌ أنا كلويس أراغونْ
وعلى قلبي تضغطُ نفسُ القدَمِ الحجريَّةِ
التي ضغطَتْ على قلبِ مُحمَّدِ الماغوطْ

(7)
مُطهرَّةٌ من خطاياكِ أنتِ كجانداركْ
بالنارِ والدماءِ التي تحوَّلَتْ إلى بخَّورْ

(8)
أجملُ قصيدةٍ تلكَ التي لن أكتبُها أبداً
أجملُ الحرائقِ تلكَ التي تطلعُ كالعنقاءِ من دمائي
أجملُ النساءِ من لن ألمسَها أبداً
أجملُ الأيامِ ما قدْ مضى إلى لا رجوعٍ
وأجملُ الأطفالِ على الأرضِ ناضم حكمَتْ

(9)
أينَ أذهبُ من حُزنِ عينيكِ المُتربِّصِ بي
كذئبٍ قاتلٍ؟
أينَ أذهبُ من لعنةِ الذهبِ الأحمرِ في جيدكِ؟
فهيَ تلاحقني أينما توجَّهتُ
في الأرضِ أو طرتُ في الفضاءْ

(10)
ينهشُ سربروسُ أصابعَ قلبينا
في طريقنا إلى أولمبْ
أو إلى المُعجزةْ
وتعترضُنا ألفُ ميدوزا حيثُ لا هرقلَ
يُخلِّصنا من قبضاتِ الأفاعي
المُتدَّثرةِ بالأزهارْ

(11)
كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ
ومُشتعلةٌ كلؤلؤةٍ فريدةٍ برتقاليَّةِ اللونْ
واضحةٌ أنتِ كشمسٍ بيضاءَ
في ليلٍ ناصعِ السوادْ
وراءَ جزيرةٍ من أشجارِ مُرجانٍ
وبلَّورٍ وليمونٍ ونعناعْ

(12)
وكسيرٌ ومُنطفئٌ أنا
كآخرِ ملوكِ الأندلسْ
وحزينٌ كنقشٍ فاطميٍّ
في جامعِ السلطانِ حسَنْ
ومُرتدٌّ قلبي إلى الخلفِ
كعينَيْ زوجةِ النبيِّ لوط
مائلٌ ميزانُ الأنوثةِ بينَ يديَّ

(13)
ودمي كفتاتِ الخُبزِ على مائدةِ المساءْ
وروحي كالغيمةِ الحجريَّةِ
الذاهبةِ إلى الشمالْ
تحدوها الذئابُ البشريَّةْ
بسياطِ الأفاعي
روحي قناعُ دانتي وقناعُ فرجيلْ
والوجهُ الحقيقيُّ لابنِ الفارضْ

(14)
في الليلِ الأخضرِ
في الظُلمةِ الخضراءِ
أمُدُّ صوتي إلى آخرِ العالمِ
وأنتظرُ أن تهبَّ نورسةٌ أو قُبَّرةٌ لأصطادَها
أنتظرُ أن تسقطَ ورقةَ حُبِّي
عن شجرةِ الأحلامْ
أنتظرُ إلى ما لا نهايةْ

(15)
في الربيعِ الخضيلِ سأنفضُ الندى
عن زهرةِ دمائي الضبابيَّة
وأُطلقُ الظبيَ الحبيسَ في سفحِ جلعادْ
الظبيَ الحبيسَ كقلبي وقلبكِ
وراءَ قضبانِ الشتاءِ
حيثُ السماءُ كلوحٍ صقيلٍ من الرمالِ
تلمعانِ خلفهُ عينا بودليرَ الجائعتانْ
إلى جسدٍ من الأبنوسِ المُصفَّى
تحتَ الشموسِ الإستوائيَّةِ
والشفَّافِ كالشهوةِ الأولى
والمُشبعِ برائحةِ الصلصالِ
وعنفوانِ خيولِ الإسكندرِ المقدونيِّ
الجامحةِ في فضاءٍ لا مرئيٍّ إلى الأبَدْ

(16)
أعترفُ الآنَ أنَّ كلَّ الكلامِ
الذي كنتُ أوَدُّ أن أقولَهُ
قد تساقطَ منِّي على حافةِ الطريقِ
إلى مدينةِ (أين)

(17)
ها أنا ذا أتوِّجُ خسارتي
بجيتارةٍ أخرى
وأبتسمُ مثلَ لوركا
وأرقدُ تحتَ الزيتونةِ ذاتها
في ذاتِ الضجعةِ
ثُمَّ أرثي صديقي
مُصارعَ الثيرانْ ....


آب 2009







#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة قصائد
- يا قَمَراً يُصوِّبني إلى نفسي
- هذيَانُ ديكِ الجنِّ الحمصيِّ الأخيرُ
- مقالات وحوارات في الأدب
- قُبلةٌ للبياتي في ذكرى رحيلهِ العاشرة
- يُخيَّلُ لي
- محمد علي شمس الدين..
- إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
- مُعضلةُ الصَداقةِ اللدودةْ
- وشمُ نوارسْ
- في حضرةِ الماء
- أمشي كيوحنَّا
- كائنُ الشمسْ
- لعلَّ أزهاراً ستُشرق
- في مرتقى شفةٍ
- نيسانُ أقسى الشهور
- حدائقُ من شهقاتْ
- مقالات وحوارات في الشعر والأدب
- ترانيم غجريَّة
- أشعار جليلية


المزيد.....




- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
- -بوشكين-.. كلمة العام 2024
- ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - نشيدُ الإنشاد