خليل الخالد
الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نعم واقولها و بكل صدق, ان الشخص المسلم افضل من كل بني ادم, من المسيحي ومن اليهودي و البوذي وكل ذو دين او لا دين. لا تستغربوا كلامي فهذا واقع وعلينا جميعا ان نعترف به ونقدر للشخص المسلم هذا الانجاز.
لم يستطع اتباع اي ديانة على سطح الارض ان يرتقوا ويسموا فوق تعاليم دينهم كما استطاع الانسان المسلم.
لم يقبل اتباع اي ديانة على سطح الارض ان يتنازلوا عن اي حق منحه لهم دينهم بخلاف الانسان المسلم الذي تقشف عن كثير من النعم التي منحها له الاسلام.
جميع اتباع الديانات الاخرى يخطؤون بتجاوزهم تعاليم دينهم الا الانسان المسلم فلا يقبل ان يخطئ ولو عاش الف سنة.
وحتى نستطيع ان نفهم ما سبق لابد من طرح امثلة وبحكم معرفتي واطلاعي على المسيحية كفكر ودين واطلاعي على سلوك المسيحيين فانها يمكن ان تفي بالغرض للمساعدة في تبيان ما سبق ذكره.
يتبجح الكثير من المسيحيين بان السيد المسيح علمهم بان يحبوا حتى اعداءهم, وان لايكتفوا بالمحبة فيما بينهم فقط بحجة ان حتى الاشرار لا يحبون الا بعضهم. لكن بنظرة سريعة لسلوك المسيحي نجد انه لايطبق وصية ربه في حياته, ومع ذلك يتبجح به (عالطالعة و النازلة). ولو عملت دراسة سريعة لفرز علاقات المحبة من بين مجمل علاقات المسيحيين لوجدتها لربما اقل من عشرة بالمية, ومع ذلك تجده مصر على تفاخره بان ربه قال: احبوا اعداءكم و باركوا لاعنيكم. او ان من ضربك على خدك الايمن فحول له الاخر, والله لن تجد واحد بالمليون يفهم كيف عليه ان يطبق هذه الوصية.
بينما من جهة اخرى نجد ان المسلم يرتقي بسلوكه فوق تعاليمه الاسلامية في علاقاته مع الاخرين, فكما هو معلوم لدينا و لديكم ان التعاليم الاسلامية تفرض على المسلم ان يجتث الجزية ( مبلغ كبير من النقود ) من المسيحي فان امتنع المسيحي من ان يدفع الجزية فعليه ان يعتنق الاسلام الذي هو دين الله حلالا مباركا عليه وعلى ابنائه من بعده والا فسيضطر المسلم ان يجتث روح المسيحي فيقتله لان هذا هو الحل الاخير.
لكن هل يفعل المسلم ذلك في هذا الزمان,؟ طبعا لا, المسلم في هذه الايام يتنازل عن حقه الذي شرع الله له بالجزية الصريحة كما نجده لا يقتل المسيحي مع ان الله اعطاه هذا الحق وبالتالي ما عاد المسيحي يجبر على الاسلام, وبهذا وبالمقارنة مع المسيحي الذي لا يطبق العشرة بالمية من وصيه المحبة نجد ان المسلم قد فاق شريعته بمراحل بل على العكس من ذلك نجد ان الكثير من المسلمين يحبون المسيحيين بدل ان يقتلوهم و دون ان يشعروا. وما هذا الا دليل على سموا الروح لدى الانسان المسلم.
نقطة مقارنة اخرى تظهر عنطزة المسيحي بتعاليم المسيحية. المسيحي يقول عندنا الزواج بواحدة و التعدد ممنوع و الطلاق ممنوع و الزنى خطية و لو كان بنظرة شهوانية, ممتاز كثير, فلو تفحصنا سلوك المسيحي في حياته فهل يقدر ان يلتزم بكل ذلك, هل فعلا المسيحيون يتحاشون النظرة حتى لايزنون بها, هل كل المسيحيين لم يقوموا بعلاقات خارج الزواج, هل فعلا قانون عدم الطلاق لا يتم اختراقه من قبل البعض, لا اعتقد ذلك البتة ولن يقنعني احد بغير ذلك.
اما بالمقارنة نجد ان التعاليم الاسلامية اعطت الانسان المسلم الحق بان ينكح حتى اربع نساء وله الحق بان يطلق وله الحق بعدد كبير من ملكات اليمين والزنى ممنوع لانه فاحشة الا اللمم, الا اننا لو نظرنا الى حياة المسلم في هذه الايام فانك ستجده مكتفيا بزوجة واحدة فقط وتنازل عن ثلاث ارباع حقه وايضا تنازل عن حقه بملكات اليمين وحتى حق الطلاق فنادرا ما يستخدمه, ولا نجده يزنى, ابدا اذ طالما بارادته تخلى عن ثلاث زوجات وملكات اليمين فلماذا يزني,( ولا ننسى دور الصلاة في غفران الذنوب ), ايضا حق اللمم حق مشروع للمسلم والذي هو القبلة و المفاحذة و اللحمسة كل مادون الوطء وحتى زواج المتعه جميعها من التعاليم الاسلامية السامية و التي استطاع الانسان المسلم ان يسموا فوقها ويعلوا عليها. المسلم ضرب كل هذه الحقوق بعرض الحائط ولم يتمتع بها واستطاع ان يعيش حياته بشكل طبيعي من دونها, فاين انت ايها المسيحي الذي لاتقدر ان تقوم بنصف وصاياك المسيحية,بينما الانسان المسلم استطاع وبكل ثقة وايمان وبتركيز على الله ترك ملذات الدنيا وحتى المصرح له بها من قبل الله تعالى.
ولو استزدنا فقلنا ان لو سالت المسيحي هل من الممكن ان تدخل الجنة بمجرد ان تكون مسيحي: هنا المسيحي سيقول لك ان ليس عندنا جنة لكن ملكوت الله -قال يعني ايه؟ بيترفع عن جنة الاسلام- و الايمان بدون عمل لا ينفع وسيستشهد بكلام المسيح ان ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات لكن من يفعل وصايا الله, لو بقي هذا المسيحي صامتا خارسا لكان اشرف له, هل المسيحي يقوم بوصايا الله حقا؟ اذا وصية المحبة لوحدها لم يقدر عليها فكيف بكل الوصايا, انه بذلك لن يشتم رائحة الملكوت ان كان سيعتمد على اعمال,
اما التعاليم الاسلامية فتعلم انه لن يدخل النار من يقول ((لا اله الا الله محمدا رسول الله (وان زنى وان سرق))) ومع ان الانسان المسلم يقول هذا القول الا انه يتطوع من نفسه ( او رغم عنه ) بان يؤدي باقي الفروض من صلاة و صوم و حج وزكاة وبهذا نجد ان الله يوصي الانسان المسلم بشيئ واحد يضمن له الجنة ومع ذلك المسلم يجود على الهه بالكثير من الفضائل و الحسنات بدون تذلل ولا نسيان.
الانسان المسلم بعيد كل البعد عن التعاليم الاسلامية, الانسان المسلم بفطرته وباختلاطه مع اقوام و حضارات اخرى فهم ان هناك شيئا اسمه اخلاق و استطاع ان يشذب تدريجيا ما يجده غير مناسب اخلاقيا او حقوقيا وما لا يليق به كانسان, استطاع المسلم و بحق ان يرتقي بعلو كبير عن شريعته الاسلامية الواطية المستوى فلم يقبلها لا لنفسه ولا لغيره ولا لابنائه. فنادرا ما نسمع مثلا ان فلانا من الناس زوج ابنته من دون موافقتها, حتى في المعاشرة الزوجية فهم المسلم ان القرار ليس له وحده, وحتى الناقصات عقل و دين نراهن اليوم في الجامعات و المشافي و حتى في الازهر الشريف واستطاعت الانسانة المسلمة ان تتغلب على شريعة نقصان عقلها ودينها.
انا لم اكتب هذه المقالة حتى اظهر المسيحية وقداستها لانها غنية عن التعريف, وانما لارتقي بالمسلم واعطيه حقه المهدور وما يستحق من الاحترام و التقدير لعدم ذوبانه بظلالات الشريعة و ظلماتها.
الا ان ما الوم به المسلم في يومنا هذا هو دفاعه المستميت عن الشريعة الاسلامية, المسلم يدافع عن شريعته رغم انه لا يقبل ان يمشي عليها, فمثلا هناك ايه في القران لاتمنع من زواج و تطليق البنات القاصرات فحينما تواجه المسلم بواقع شريعته فانه سيصدق الشريعة و يصدق على صحتها و نزاهتها الا ان ضميره وفطرته و انسانيته تمنعه ان يمشي عليها. مثلا اللمم مسموح في الاسلام وافتى بوجوبه الشيخ جمال البنا واللمم هو كل شيئ دون الممارسة الجنسية بين الشاب و الفتاة
الا ان الانسان المسلم لايقبل بذلك ويرفضه قولا واحدا, ومع ذلك يدافع عنه كنص تشريعي في القران ولكن لن يقبله على اخته او امه.
من كل ذلك نستنتج ان الانسان المسلم محكوم بشريعته التي لربما لا يعرفها ولو عرفها لما طبقها ولكنه بنفس الوقت لن (( يرفسها )).
يتوقع الازهر الشريف انه سياتي اليوم الذي ستعود بيوت المسلمين عامرة بالجواري و يتنشط قانون الطلاق و تعود الجزية و القتل وتنتعش الشريعة الاسلامية السمحة من جديد, والا لما حرصوا على حمل كتبهم حتى هذا اليوم,, فمن يعلم؟ ربما تعود تلك الايام
#خليل_الخالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟