أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - شيبوب قصّة حياة شابّ مهاجر (مآذن خرساء.20/48)















المزيد.....

شيبوب قصّة حياة شابّ مهاجر (مآذن خرساء.20/48)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 10:09
المحور: الادب والفن
    



" الحظ يختار والدينا. ونحن نختار اصدقاءنا". هذا المثل لا ينطبق عليّ، فزوجتي هي التي اختارت معظم اصدقائي ! سبق أن شبّهت زوجتي بجرّافة ثلج عملاقة تأخذ كل ما صادفها، فهي تعقد صداقة مع كل إمراة تصادفها في الطريق... زوجتي اجتماعية اكثر من اللزوم. معرفتها بامراة ما، يفرض علي احيانا معرفتي زوجها.

ذات مساء خريفي، فوجئت بشاب مرح بدين يطرق باب شقتي في Haybråten كان يحمل بين يديه الضخمتين لفافة فيها رضيع في أسبوعه الأول، قبل أن يقدم لي نفسه وجدته يقبلني على خديّ ثم يمطرني بوابل من الكلمات قدم فيها تحقيقا موجزا و شاملا عن حياته:
ـــ هذه حفصةابنتي الثانية رزقت بها بعد ابنتي الأولى عائشة باقل من سنة... سوف أدخل الجنة لأن الرسول قال من ربى ابنتين دخل الجنة... نسيت أن اقول أخوك شيبوب من باب سعدون. فور الفراغ من الخدمة العسكرية ...
كانت زوجتي تقف خلف شيبوب على السلم الخشبي المؤدي لشقتنا ، في حين بدت وراءها شابة نرويجية متحجبة .
ـــ مرحبا شيبوب تفضل بالدخول أولا.
ما ان استقر شيبوب في قاعة الجلوس حتى إندفع يقول :
ــ فور الفراغ من الخدمة العسكرية هربت من بيتنا، كنت نجارغرف نوم للمتزوجين الجدد، ابي كان يستغل كل دخلى في شرب الخمر وايجار المومسات، كان ياتي بهن الى فراش الزوجية، وكانت أمي تتعرض الى اضطهاده اليومي، كان أحيانا يطردني من البيت فأبيت في الطريق، و اذا غضب مني تركني بلا عشاء، ذات يوم قالت لي والدتي:" اسمع يا شيبوب، لو بقيت في تونس فلن تؤسّس أسرة، و لن تبن عش نملة، أرض الله واسعة فهاجر" . بدأت أدخر ثمن التذكرة، عنفني أبي كثيرا عندما لا حظ نقصان أجرتي الأسبوعية، كنت اوصيت عم حسونة رب العمل ان يخبر أبي أنه قد خيرني بين أجر منخفض و بيت الطرد من العمل، ذات صباح ودّعت والدتي و أقسمت لها اني لن أرجع الي تونس حتى أصبح رجلا أو أموت في الغربة. و الآن احمد الله ملكت سيارة و رزقت بابنتين، ووجدت شغلا .
رحبت بشيبوب ثانية، حين علمت انه قد جاء كي يصاحب زوجته التي ستتولى زوجتي قصّ شعرها، اخبرني انه يستعد لزيارة أهله في تونس بعد ان وفى بنذره واصبح رجلا !
ـ ماذا تريد أن أحضر لك من تونس؟ سوف أذهب بسيارتي، علمت من زوجتك انكما لا تستطيعان السفر الي هناك... اطلب ما تريد، أخوك شيبوب تحت الطلب !

أحببت ان اقول له باني لا احتاج الى شيء. أنا بطبعي اكره الخدمات المجّانية، و أرى فيها تطفلا، لا اريد ان تطوق رقبتي معروف إنسان، فكل انسان في النرويج له من الإٌمكانيات ما يخول له سد حاجياته، دون حاجة الى مساعدة الآخرين، ثم انني، و على خلاف زوجتي، قد وطدت العزم على نسيان كل مشتهيات تونس ، ثم ان طلبي الحقيقي هو راس دكتاتور تونس و على اقل تقدير راس وزير الداخلية الذي يعني في جميع بلاد المسلمين وزير الرعب و الإرهاب. ثم أنني لم اتعرف على شيبوب الا منذ ثلاثة دقائق، فكيف اطلــب منه أي شيء ؟! قــبل أن أفــتح فمي كانت زوجتي التي تتنصت غالبا على مكالمات ضيوفي منتصبة أمامنا، رحبت بالفكرة، واعلمت شيبوب انها ستحضر له قائمة بالمتطلبات! زوجتي تستغل أي ذاهب الى تونس لإيصال اوجلب طلبات لها، لو وجدت تابوتا مرسلا الى تونس لدسّت فيه لفافة تضم حذاء أو فستانا، و فوقها عنوان أحد افراد عائلتها .

شيبوب حقق كلا آماله، لقد أصبح رجلا، و لكنه لم يعد الي تونس.. لقد مات في الغربة! اليكم ما حدث له:
قبل أسبوع واحد من سفره المنتظر، اشتد وجع بطن شيبوب، قبل ذلك لاحظ كثرة تعرقه بالليل ، عندما اجريت عليه الفحوص الطبية اخبروه انهم وجدوا كريات صغيرة عالقة باحشائه لم يعرفوا كنهها، لأجل ذلك لم يأذنوا له بالسفر. في اليوم المحدد لسفره كان شيبوب تحت مشرط الجراح، بعد شهرين ساءت حال شيبوب، اعلمه كبير الجراحين معتذرا أن خطأ فادحا قد حصل أثناء العملية الجراحية، فاثناء سحب الكرايات (التي ثبت انها كانت تحمل أوراما سرطانية) انفجر بعضها نتيجة اصطدامها بالمشرط، فتفرقت محتوياتها في بطنه. في النهاية اضاف الطبيب :
ـــ سيد شيبوب، يؤسفني إعلامك انه لم يبق امامك غير سنة واحدة كي تعيشها ، على اقصى تقدير .
رغم ذلك لم يفقد شيبوب الكثير من مرحه :
واسيته كثيرا. قلت له ان موقف الطبيب غير انساني و غير علمي.
ـــ كيف اخي سامي؟
نسيت ان اذكر لكم ان شيبوب اميا لا يحسن القراءة و لا الكتابة !
ـــ اما كونه غير انساني، فان الرحمة تقتضي كتمان ذلك على المريض أما كونه غير علمي، فإن الأطباء يعلمون اكثر من غيرهم، أثر الهبوط النفسي أو ارتفاع المعنويات في تدهورأو تحسن الصحة العامة للمريض، فكيف بمريض يعلم بموته الوشيك، ثم محدثا نفسي " مالفرق يا صديقي شيببوب بينك و بين المحكوم عليه بالإعدام " اما كونه غير علمي، فان الطب يكتشف دواء جديدا كل يوم، ففي خلال السنة التي يفترض فيها موتك يمكن ايجاد دواء لعلتك.
في الشهر الثاني لمرض شيبوب، حدثت كارثة في حياته العائلية هزت قسوتها اوساط المترددين على المساجد في اوسلو، فقد تقدمت زوجته بطلب انفصال جسدي تلاه طلاق، أشعرت الجميع بالإشمئزاز من تصرفاتها.
قاطعتها زوجتي، صرخت فيها اخرى " ألا تملكين فرجك لأشهر قليلة فالرجل يحتضر"
طلبنا منها التريث، توسلنا اليها بكل القديسين لكنها اصرت على انفصال سريع، وكان لها ذلك.
بعد اسبوع تزوجت من شاب اخواني من رواد الرابطة الإسلامية، كانت اسود اللون و القلب، مخنث الصورة والكلام،"اذا نطق لم تدري من أي ثقب يتسرب منه الكلام".. هكذا الإخوان... هم وراء كل مصيبة ، تعللت مطلقة شيبوب بانها فتنت بصوته المخنث و هو يقرأ القرآن ... تبا لهما ..
منذ ذلك المصاب وخلال سنة و شهرين لا زمت شيبوب و لم افارقه حتى اسلم روحه بين يدي، بعد خروجه المؤقت من المستشفى، انتقل ليعيش وحده في مسكن بغرفتين،روعتني كآبة المسكن الذي اختاروه له. كان داكن اللون كئيبا اسرعت و صبغته بلوم وردي، دمرتني الوحدة التي كان يقاسيها كما ذبحني لإنقلاب الفظيع الذي طرأ على حياته ، فبينما كان في اسرة تزقزق فيها طفلتان جميلتان و تتثني امامه امراة فاتنة، اصبح يقاسي الآلام المبرحة والهجران الفظيع، رغم ذلك كان متماسكا، و كنت اشد منها انهيارا و يأسا !، حتى مواعيد تسليم اطفاله النصف شهري كانت مطلقته تتلكأ فيهما، كانت لا تسلمه البنتين الا بعد مشاكسات، حقا لقد كانت مولعة
بتعذيبه، كأن بينهما ثأرقديم ... أكثر من واحد اكّد لشيبوب ان المحنة التي يتعرض لها لا يحتملها الا نبي أو قديس، كما اعلموه ان أجره سيكون بقدر البلاء ، كان شيبوب مرحا و كانت تفرحه بشرى الرسول بان كل مسلم يصاب بمرض باطني يعد من الشهداء، و رغم ذلك كنت غاضبا من زوجته، لم يغضبني شخص في حياتي كما اغضبتني تلك المرأة .. و لم اتكلم في حياتي في ظهر احد كما تكلمت في تلك المرأة تنفيسا عن نداء ملح برفسها حتى التهلكة . لو لم انفس على نفسي بتلك الطريق لأستجبت لذلك النداء .

اثناء ترددي على شيبوب، روي لي كل اطوار حياته، اعترف لي انه قد ورث عن ابيه عنفه الشديد ضد المراة،اخبرني انه قد تعرف على زوجته بعد شهر واحد من قدومة الى اوسلو، التقطها من الطريق و اسكنها في غرفة سطح اكتراها من باكستاني، كانت هاربة من بيت أبويها.
ـــ صدقني اخي سامي انا لم اظلمها، في اول يوم كشفت لها عن حقيقيتي فضربتها ! عريت لها اوراقي كاملة، كنت اطردها في المساء لأجدها امام البيت في الصباح كقطة مقرورة، اردت ان اتخلص منها قلت له: اتركيني بحق الله و محمد و المسيح فالرجال كالهم على القلب، كنت اعلم انني سادمرها أو ستدمرني، أريد امراة تقول لا ، لا اريد واحدة مستسلمة مثل امي .. استسلام امي دمرنا، لو هربت والدتي من بيت أبي لأتخذت حياتي شكلا آخر، كنت اضربها كل يوم، كنت موقنا بانني ساقتلها ذات يوم. حين ادركت انني احبها، ولا استطيع الإستغناء عنها. اصبحت تدعو لي الشرطة كلما عنفتها. قبيل قدوم الشرطة كنت اجبرها على وضع رطلا من المساحيق لتغطية آثار الضرب. سألت شيبوب :
ـــ هل كان ضربك لها مستمرا، الم تكن تتخلل خلافاتكما أوقات صفو؟
قال لي:
ـــ المؤكد انني كنت أضربها بمعدل سبع مرات في الأسبوع.
ـــ يعني كل يوم ؟
ــ لا، ليس كل يوم، ربما ضربتها في يوم ثلاث مرات و في أربعة ايام مرة واحدة ... لكن الحصيلة الأسبوعية لا تقل عن سبع مرات!

فيما بعد حكى لي عماد، انه كان حاضرا حين عنف شيبوب زوجته ذات مرة في محطة حافلات. و حين وافق إغماؤها قدوم الحافلة المنتظرة، حملها على كتفه ككيس طحين وصعد بها الي الحافلة، حين ساله السائق عن أمرها، أخبره بأنها تمرّ باغماءة تعودت عليها!

حين بقي علي شيبوب أربعة اشهر على موته الإفتراضي، استجاب لإلحاح والديه بزيارته. في أول الأمر جاءت خالتي حياة ،إمراة طيبة و تشبه شيبوب الى حد بعيد. في اليوم الأول اخبرها عماد ، وهو نصف مخدّر، أن ولدها سيموت قريبا !
حاولت مواساتها قلت لها:

ــ ان موت أي انسان لا يعلمه الا الله وحده، سأحكي لك قصة حقيقية ، في احدى المرات قال الطبيب لوالدي احد المرضي :لا امل في شفاء ولدكم، ما زال لديه اقل من شهر كي يموت تجهزا للكارثة"، قال ذلك ثم انصرف بعد ان قبض اجرته، لم يكد يغادر الشقة حتى سمعا صرخة حادة، بعد قليل جاء الخادم كي يخبرهم ان الطبيب قد مات فور تلقيه صدمة كهربائية من احد اسلاك المصعد الكهربائي ... بعد مدة عوفي الولد !

بعد نصف شهر من قدوم والدة شيبوب، التحق بها زوجها، منذ ذلك الوقت اصبحت الحياة لا تطاق، كان والد شيبوب شرسا وعدوانيا، كنت اكرهه قبل أن أراه، وحين رايته زادت كراهيتي له، كان شيخا متصابيا في السبعين، سقطت أسنانه و لكن عقليته الإجرامية بقيت شابة... لم يكن يستحق أي عزاء أو مواساة، كانت زيارته للنرويج مجرّد رحلة سياحية انتهزها لإكتشاف خمور محلية و انواع سجائر جديدة لا غير، ما زال يدمن الخمر و لم تكن الصلاة على جدول اعماله اليومية و لا حتى السنوية. سرعان ما تعلق بكهل منحرف تربطه بأحد اصدقاء شيبوب رابطة قرابة ليتخذه نديما، كان يعود كل اليوم سكرانا ليعنف زوجته، و ليعيد لشيبوب ذكريات صباه الحالكة، كان ذلك يؤذي شيبوب، كان أكثر ما يؤلم شيبوب تفكيره في مصير والده حين يلقى الله بذلك السجل الأسود. في الأسبوع الأول من قدومه قذف في وجهي اتهامه الأول:
ــ أنت عدو تونس، و عدوّ الوطن .
ــ عدو الوطن هو الذي يروع الآمنين و يجوّع الشعب و يتنازل عن هوية تونس وأصالتها و يضحي بثقافتها لقاء بقاء ذليل في كرسي الحكم بامر من اسياده الأمريكان و الفرنسيين.
ـــ من تقصد بقولك هذا؟
ـــ أقصد سيدك : حاكم تونس العسكري الذي لا تكف عن تمجيده .
ـــ هو خير و اشرف منك ؟
ــ ماذا قدم لك ذلك المجرم، هل لديك مرتب شهري أو ضمان اجتماعي؟ هل كنت تقدر على دفع فواتيرك لولا المساعدات التي كانت تصلك من شيبوب؟
ـــ المجرم هو انت( ثم وهو يشير الى شيبوب) ثم هذا الكلب الذي استقبلك في بيته .
عجبت من نضوب الرحمة من قلبه والد، كان شيبوب حين وجه اليه تلك الإهانة قد هزل الى درجة تحوّل فيها الى ما يشبه الهيكل عظمي، كانت والدته تحمله بين يديها الى دورة المياه، وكان جلوسه على التواليت تعذيبا صرفا، لم يبق على فخذي شيوب و مؤخرته رطلا واحدا من اللحم .
تقبل شيبوب الإهانة لكنه قال لأبيه و هو يبكي :
ــ يا ابي أشرب الخمر كما تشاء،و ازن كما تشاء فذلك يبقيك مسلما. و ان كان سيدخلك جهنم لفترة قد تطول و لكنها محدودة. لكن حبك لحاكم تونس الذي يمنع الحجاب ويحارب الشريعة و يدخل العصي في ادبار المصلين، لا يجعلك تأمل في الخروج من النار الا مسبوقا بابليس و متبوعا بستالين .

على الرغم من أميته، استوعب شيبوب معنى الإسلام الحقيقي الذي يعني كراهية المستبدين و السعي لتصفيتهم، و في اضعف الحالات تمني زوالهم .و ليس الإسلام الموروث ...اسلام الفقمات السلفية البلهاء.
حينما حدثت شيبوبا عن جرائم دكتاتور تونس، .بلغ كراهيتهه له ان اوصاني بدفنه في النرويج .
صاح والده :
ــ نعم انا احب حاكم تونس لأنه عدو الإرهابيين.
ـــ يا ابي ان احببت ذلك الرجل فسترافقه حتما الى جهنم، لأن الرسول يقول المرء يحشر مع من يحب ... ثم ماذا فعل لك سامي حتى تسيء اليه بهذا الشكل، لولا سامي زوجته كيف سيكون حالي. ام لعلك تظن اني ادفع لهما اجرا لقاء الخدمات التي يسديانها إليّ؟
لم يتركه يكمل وخرج، منذ ذلك الحين تجاهلته، رغم اصراره على الإساءة لي . ذات مرة كان شيبوب يتفرج في برنامج ديني حول ضرورة تخفيف زيارة المريض عند نهاية البرنامج قال والده :
ـــ هناك كثير من الضيوف لا يعملون بما جاء في هذه التوجيهات .

في احدى المرات خرجنا في جولة قصيرة الى حديقة عامة، كنت ادفع بشيبوب كرسيّه المتحرك
ـــ انت أبرع سائق استخدمته حتى الآن، البقية يؤلمونني أثناء دفعهم الكرسي .
حين مررت بمنخفض لم استطع تجنبه قال لي و هو يتألم :
ـــ الآن سحبت منك رخصة السياقة !

اذا حدثك شيبوب كيف تمكن (و هو الأميّ)، عن كيفية اقتلاعه رخصة سياقة السيارات من المهندس النرويجي فانك لا تملك نفسك من الإستلقاء على ظهرك من شدة الضحك .

أثنا جولتنا مررنا بدكان أدوات منزلية و عدّة عمل، أراد شيبوب شراء مثقاب كهربائي قد اعجبه، كان يحقق آخر رغباته في الحياة، نهره والده بغلظة، وهو ينتزع منه المثقاب ليعيده الي مكانه في الرفّ .. تقدمت منه زوجتي ، افتكت منه المثقاب . ثم تقدمت به الي البائعة، عندما حاول الإقتراب منها صرخت فيه :
ـــ كفاك اضطهادا لشيبوب ،اليس في قلبك رحمة. ثم وهي تخفض صوتها كي لا يسمعها شيبوب
" . اطمئن على كل حال، لقد بقي في حساب شيبوب ما يكفي لكي تموت سكرا "

بعد خمسة ايام من تلك الحادثة، و في ليلة مقمرة من شهر اغسطس، و بعد أن حلقت له شعره و حففت له لحيته و شاربه و ساعدته على الأكل . تبادل شيبوب بعد الكلمات الودية مع امه ثم تطلع الى الى النافذة اشرق وجهه و قال:
ـــ ما اجمل القمر.
كانت السماء صافية و كان القمر بدرا ... بعد ذلك مباشرة دخل شيبوب في غيبوبة خرج منها بعد ربع ساعة ... اقتربت من سريره و امسكته من يده و قلت ـــ اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله
ردد الشهادتين بوضوح و كانت آخر كلماته، كانت ليلة لم يدرك شيبوب صباحها .في الساعة الحادية عشر و النصف دخل في غيبوبة نهائية، ادركت زوجتي قبل ان تدرك امه انه الموت، توضات و اخذت اقرا يس بصوت مسموع، سورة يس تخفف سكرات الموت، أمرت والدة شيبوب بالتحجب، و اقنعت والده باغلاق التلفزيون ،قلت له ستأتي ملائكة يؤذيها رؤية وسماع ما يؤذي الأتقياء من الناس. قلت لأمه أن اسعد ايام المرء هي يوم وفاته، لن يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة ستأتي ملائكة تسر الناظرين تسلم عليه ثم تقبض روحه أما المجرمون فتأتي ملائكة سيئة المنظر تقتتلع ارواحهم بعنف ، في الساعة الواحدة بدأ صدر شيبوب يرتفع و ينخفض ثم صدر منه شخير بدأ خافتا ثم ارتفع ثم اخذ يخفت تدريجيا الى ان هدأ تماما لم يضطرب من شيبوب أي عضو، حين جسسنا نبضه علمنا انه توفي. وددت لو كنت مكانه .
ما ان رفعت امه صوتها بصرخة حتى نهرها الوالد المجرم و همّ بضربها !
عجبت مرة اخرى لتجرده من الرحمة .
في الصباح ... اتصل والد شيبوب بالسفارة التونسية بأوسلو لإتمام نقل الجثة... أخبرت والدة شيبوب برغبة الفقيد في دفنه في النرويج ... وفرت عن نفسها ضربا مجانيا حينما لم تـنقل رغبتي الى والده .
شيبوب اللطيف، هو الذي عرفني بالمزعج عماد، زوج نونجة .



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفية ( مآذن خرساء 19/48)
- نونجة المغربية - جرح في الذاكرة- (مآذن خرساء 18/48)
- ذات مرّة، بورقيبة و ملك النرويج ( مآذن خرساء 17/48)
- الشرق شرق و الغرب غرب (مآذن خرساء 16/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- البهتان (مآذن خرساء 14/48)
- شريف، قصّة فتى ملوّث ( مآذن خرساء 13/48)
- ملامح شخصية الطفل رشيد ( مآذن خرساء 12/48)
- طفولة شقيّة ( مآذن خرساء 11/48)
- مواقف عنصرية (مآذن خرساء 10/48)
- مع الفرنسي بلال ( مآذن خرساء 9/48)
- العمارة اللعينة (مآذن خرساء 8/48)
- مع مبشرة حسناء(مآذن خرساء 7/48)
- دناءة ( مآذن خرساء 6/48)
- لقاء ( رواية مآذن خرساء5/48)
- جولة ليلية (فصل من رواية)
- هروب (فصل من رواية)
- مأساة حارث بتروفيتش فصل من رواية
- مائدة من السّماء !( فصل من رواية)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - شيبوب قصّة حياة شابّ مهاجر (مآذن خرساء.20/48)