أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - حلقات حوارية عن كيفية تشكل عمليات الإبداع الفني















المزيد.....

حلقات حوارية عن كيفية تشكل عمليات الإبداع الفني


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 10:10
المحور: الادب والفن
    


ضمن موسمها الثقافي الحالي اختطت اللجنة الثقافية في اتحاد أدباء وكتاب البصرة ، فعالية ثقافية تنحصر بالكيفية التي تتشكل بها عمليات الإبداع الفني وآلية ذلك. وكانت البداية بالقصة القصيرة إذ عقدت جلسة الجمعة الثقافية في قاعة القاص والروائي محمود عبد الوهاب بهذا المنحى. تنحصر هذه الحلقة وربما الحلقات القادمة في الكيفية والآليات والموجهات العلنية والخفية التي يتشكل بها وعبرها النص الابداعي بمختلف أنواعه، وهل هو فكرة؟ أم مشهد بَصَري؟ أم تجربة خاصة؟ وما المراحل التي تسبق العملية الإبداعية وما يرافقها من دوال ومؤثرات خاصة وعامة وهل العملية الإبداعية- الفنية هي تجربة تتجلى بالكلمات لتحليل أو لإظهار ما كان قد حدث ؟. ترى مَنْ يتحكم بالنص وطرائق سرده ومكوناته وأساليبه وما الرؤى التي تخضع لها تلك الطرائق والوسائل السردية المناسبة التي يستخدمها أو يبثها المبدع في عمله لتوصيل ما يريده وما يراه مناسبا من شكل لذلك ؟ كل ذلك جعل اللجنة الثقافية تسعى أولا لفتح ملف القصة القصيرة في هذه الجلسة التي يمكن وصفها بأنها حلقة نقاشية تأسيسية في هذا الاتجاه. وذكر القاص رمزي حسن مسؤول اللجنة الثقافية الذي أدار هذه الجلسة:- إن اللجنة الثقافية لن تتوقف في برنامجها هذا، بل ستسعى لفتح محاور أخَرى بهذا الاتجاه واستضافة الشعراء والنقاد والكتاب والفنانين التشكيلين والمسرحيين،وكل المشتغلين بالرؤى الإبداعية كلما كان ذلك ممكنا، لغرض فهم آلية عملهم وطرائق اشتغالهم وكيفية توصيل ذلك للمتلقي.
بعد ذلك قدم الأستاذ القاص والروائي محمود عبد الوهاب ورقته التي قال انه أطلق عليها تسمية "قص القص" وهو اصطلاح اجترحه الناقد الروسي "شكلوفسكي". ثم قرأ مدونة لسيرة قصته " عابر استثنائي " المنشورة ضمن مجموعته "رائحة الشتاء" إذ كشف فيها مرحلتي كتابتها ذاكرا انه ابتدأها بنسختها الأولى بالكهل الذي تصادفه المرأة الشابة في الطريق العام . وأكد الأستاذ عبد الوهاب انه وبعد انجاز القصة رأى شيئا خفيا فيها ليس على ما يرام،عندها أجرى عليها استبدالا جوهريا حيث بدأت- النسخة الثانية- بالمرأة الشابة التي كانت تحمل شجرة خضراء ، في طريقها لمسكنها هي التي تتفحص الكهل ،لا العكس، وقد أثارها منظر الكهل مما دعاها لبث أسئلتها عن الشيخوخة والفناء وما سيئول إليه المصير الإنساني،أمام زوجها. وذكر الأستاذ محمود إن القصة عمل مجرد لكنها لابد من أن تحمل معها صورة الذات وأسئلتها المزدحمة اليومية في الحياة الواقعية التي يرتقي بها القاص إلى ما هو ضروري وجوهري من الناحية الفنية، وأن التقنيات السردية التي يعمل عليها جزء من أسلوبية تقع في منطقة قصصه وإنها ليست (رقعا) خارجية عنها وان الوظيفة لهذه التقنيات السردية بالنسبة إليه هي وظيفة بلاغية كونها تعمل على تشديد وتركيز التأثير على المتلقي . ثم ختم بأنه يسعى في نصوصه إلى أن يكون السرد فيها مرئيا لا مقروءا حيث أن الكتابة بالنسبة إليه هي نقل للموجودات والأشياء الخارجية والتي توجد بالواقع المعطى بخصائصها المادية ولكنها عند القص تخضع لخصائص الكتابة واشتراطاتها الفنية أما تحويلها لنص قصصي فيرجع ذلك إلى وعي الكاتب بالطرق التي يسرد بها قصته ، ثم تنتقل بعد ذلك إلى وعي المتلقي وقراءته التي تعمل على تفكيك مستويات النص المكتوب وتأويلاته لبلوغ المديات التي تحمل بلاغة قصد المؤلف الذي يعمل على إخفائه .
وتحدث القاص عبد الحسين العامر الذي بدأ بما قاله ريلكه في" إياك أن تكرس حياتك لذلك، إن لم تكن الكتابة لحياتك ذاتها ضرورة قصوى" موضحا انه سيقتطع من ذاكرته بعضا من لقاءاته بالراحل الشاعر محمود البريكان عندما كان يزور العامر،أيام كانت له بسطة صغيرة يواجه بها محنة الحصار، وكانت حواراتهم في السوق ، تخضع لشرط ذلك المكان ،فهي مبتسرة قصيرة،متوجسة،دالة بغموض، وخجلة وغير واضحة ، خاصة لمن يشك انه يسترق السمع في ذلك الزمن الكابوسي ، وذكر انه بعد أن وصله نعي البريكان، حاول استعادة تلك اللحظات ، واخذ يجردها من زمنها الماضي ووضعيتها السابقة ، محولا إياها إلى نص قصصي وشخوص تنبض بالحياة رغم انطوائها على خوف مجهول يتأتى من قادم أكثر مجهولية، فبث فيها من عندياته شخوصا لم يرها البريكان ولم يرها هو أيضا واستعادها من نظرات البريكان التي تحوم معلقة و متوجسة بسقائف السوق المعدنية ، ثم تزوغ كعين النسر، تجاه سقف الكنيسة القريب من بسطته تلك ، و استحدث في قصته التي سماها "زائر الرصيف" والمنشورة في العدد الأخير لمجلة - فنارات- حوارات مبتكرة ، يعتقد- القاص العامر- أن الشاعر البريكان كان يحاول أن يهمس بها بشكل ملغز لكنه كعادته يحجم عن ذلك عند اقتراب المتسوقين والغرباء للبسطة، وتساءل العامر:- ترى هل وفقت في ذلك ؟. خاصة مع غياب ابدي لمحاور كان يتقدم نحوي وبسطتي الصغيرة، في زحام السوق، كالسائر في نومه، لأكثر من مرة في الأسبوع، وأضاف إن ذلك ليس من مهمتي الإجابة عنه واتركه لقارئي المجهول الذي لا اعرف ملامحه ولا زمنه ولا حتى مكانه. وقرأ الشاعر احمد جاسم محمد ورقة القاص محمد سهيل احمد بالنيابة التي ذهب فيها إلى إن القصة كما يذكر "بروب" تتشكل من نواة لحكاية وان تلك الحكاية هي بذرة النص وأضاف سهيل ان تلك الحكاية تتأسس على حدث صغير ، قد تتم معالجته فنيا على نحو قصصي ومن دون ترهل كما ان النص القصصي لديه مؤسس على شخصية تفرض حضورها على القاص وعلى مختبره القصصي عبر التماعة وجه في الزحام ، أو ذكرى أو حلم يقظة، و ربما حلم منام، ويعمل القاص على تنسيقها بنحو ديناميكي وذكر القاص محمد سهيل أن بعض القصص لديه تتعشق مع حكايات مسموعة من الآخرين أو شخصيات يصادفها في زحمة الواقع اليومي ، وتظل ملامحها تقبع في الذاكرة التي تحاول عند الشروع في الكتابة أن تقبض على أدق خصوصياتها. وأضاف :- ثمة بعض القصص تنبع من ثريا النص ذاته الذي يكون هو الموجه لكلية النص بأحكام الطوق عليه تماما، ويتجلى ذلك لديه في القصة القصيرة جدا حيث يتحول العنوان عنده إلى متن أو قرين للمتن ذاته ، وذكر منها قصصه القصيرة جدا التي نشرها مع بعض قصاصي البصرة في كتاب فنارت القصصي المعنون" ذاكرة المقهى".
وقدم القاص علي عباس خفيف تصوراته في الكتابة القصصية خاصة بالنسبة له حينما كان أسيرا خلال سنوات الحرب العراقية- الايرانية وذكر انه كان يغالب تلك السنوات بالأحلام التي استثمر بعضها في قصصه. وعقب عدد من الحاضرين على ما جاء في الحلقة النقاشية التي من المؤمل أن تتواصل بهذا المنحى.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استباقا لانتخابات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين(1 -2)
- ملف عن القاص والروائي الراحل - كاظم الاحمدي-
- شؤون العراقيين ووطنهم بعد انتخاباتهم المحلية
- المسرح آلآن أشبه بقارة (تثرم) أناسها و المسرحي يقف في طابور ...
- موقف بعض الأدباء والكتاب والمثقفين العرب من العراق والعراقيي ...
- نحو انتخابات لمجالس المحافظات العراقية.. نزيهة- شفافة
- قراءة في كتاب-المرأة والجنس..بين الأساطير والأديان-
- من اجل القاص والروائي -كاظم الأحمدي-..
- -عربة النهار-للشاعر هاشم تايه.. سردية الشعر وإنتاج المعنى
- زمني مع جريدة -الصباح-..!؟*
- عزف منفرد من اجل المربد الخامس
- عزف منفرد:-..على حكايتي في مجلس محافظة البصرة..!؟
- حكايتي في مجلس محافظة البصرة ومع رئيسه بالذات..!؟
- صور العراق في العام الخامس على سقوط النظام ألبعثي
- الشاعر( احمد جاسم محمد) في قراءات شعرية بمقر اتحاد ادباء وكت ...
- تلك المدينة..الفيصلية - 3- .. يوم الثيران
- الخبير النفطي ،مدير شركة نفط الجنوب، -جبار اللعيبي- -:-النفط ...
- ((طريدون)) ترسو على ضفاف جمعة أدباء وكتاب البصرة الثقافية
- الشاعر(محمد طالب محمد) الهروب من الموت الى الموت *
- أوهام النخبة وصمت العامة


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - حلقات حوارية عن كيفية تشكل عمليات الإبداع الفني