أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - السلفية ( مآذن خرساء 19/48)















المزيد.....

السلفية ( مآذن خرساء 19/48)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 03:33
المحور: الادب والفن
    



حين وقفت امام المصعد ادركت من فورى انه معطب، غالبا ما يظل معطبا لأكثر من يومين، في اثناء ذلك تضطرالعجائز بمن فيهمن النرويجيات، الى استعمال السلالم المرهقة .
" ماجد أمه قحبة "..." اخوات سالم كلهن قحاب "" سانكح اخت الحمار برويز"
كل جدران العمارة تغطيها بذاءات الصبيان الملاعين، كثيرا ما عزمت على تعنيفهم، وليكن السجن مصيري، على الأقل ساحضى هناك بنوم مريح لا يفسده ضجيجهم، قدرت ان ذلك سيزيد من عدوانهم هذا بالإضافة الى ان ذلك التعنيف لا يليق بامام مسجد، كما خشيت أيضا انتقامهم من عائلتي الصغيرة، مما دفعني الي الغاء الحل العسكري. حين وصلت بهو العمارة إعترضتني بقايا السقف المطاطي الذي لم يسلم من عدوانهم، فقد تناثرت أشلاؤه و توزعت بقايا أليافه الأصطناعية الصفراء على الأرضية القذرة. حتى صناديق البريد المعدنية لم تسلم من عبثهم، اكثرهاكان مهشما... حينما خرجت من المدخل القذر للعمارة خيل لي انني جرذ يغادر جحره .. غشيني كرب فوريّ من تلك الخاطرة. تضاعفت كآبتي حين تذكرت تجاهلي ليلة أمس من قبل موظفة الشرطة، لوأن نرويجيا استنجد بنفس الموظفة لأستجابت لندائه ان لم يكن على الفور، فبتأخير طفيف لن يزيد عن الموعد الإفتراضي لوصول بيتزا . أول أمس ما كدت أنام حتى ايقظني نباح كلب جارتي النرويجية التي تسكن فوقي" لو أن ساكنا أجنبيا اقتني كلبا لجاءت سيارة المطافي لتجره مع كلبه الى الحجز " هكذا قلت لزوجتي .
ـــ اخبرتني صديقتي الأفغانية باشتانا أن متشردا نرويجيا اعتاد الجلوس في قاعة مطالعة الصحف في المكتبة العمومية، كان يدخل حافي القدمين كانت تنبعث منه رائحة لا تطاق.. رغم ذلك لم يتخذ أي اجراء ضده .
ــ أعرف ذلك المتشرد جيدا... كنت اتأكد من وجوده في قاعة المطالعة بمجرد اجتيازي المدخل الرئيسي للمكتبة .
أرجعت لا مبالاة السلطات النرويجية بالمنكوبين من أمثالي، الي كوننا لا نساعد الغير على إحترامنا، فاذا اضفنا الى اذلك ادراك السلطات النرويجية اننا لا نساوي ربع كرونة لدى حكامنا ،أصبح حلول اللعنة بنا مؤكدا... " ادفع للحاكم و خذ الشعوب و ثروات ببلاش!" هاته المقولة اصبحت حقيقة .
ذات مرة أعلمني رشيد أن جزارا باكستانيا يشغّل مريضا بالإيدز لقطع اللحم في متجره، رغم اتصال رشيد بالجهات المسؤولة لم يقع اتخاذ أي اجراء ضده الباكستاني أو أجيره .
ـــ الإجراءات الصحية لا تشمل المسلمين.. منذ اسبوع اشتريت من دكان باكستاني زجاجة فلفل مملح، و حين قلبتها اكتشفت انقضاء خمس سنوات و ثلاثة أشهر على التاريخ النهائي لإستهلاكها!
حالما ابتعدت عن البيت، اكتشفت انني قد نسيت تسجيل برنامج الإتجاه المعاكس،هممت بالرجوع
لكنني تذكرت أن البرنامج سيتناول الملف النووي الإيراني فعدلت عن ذلك. المسالة لا تعدو ان تكون زوبعة في فنجان، فامريكا تحاول ايهام العالم ان ايران تشكل تهديدا للحضارة الغربية وأمن اسرائيل...و الحال ان اسرائيل هي اول حامية لدولة ايران .
عندما واجهته بهاته الحقيقة ثار موسى رجب للتهمة الكبيرة التي وجهتها " للإخوةالإيرانيين" واتهمني بالتخليط . و لأجل انني قد قررت منذ وقت طويل ان موسى رجب حالة ميؤوس منها، رايت من العبث اخباره ان اسرائيل قد سارعت الى تدمير المفاعل النووي العراقي خشية استخدامه من قبل صدام في حربه ضد إيران، و أن ايران مجرّد "محمية اسرائيلية لأجل ذلك كانت اسرائيل تزودها سرا بالسلاح في حربها ضد صدام، ورد كل ذلك في كتاب " الموساد أكثر أجهزة إسرائيل سرية لمؤلفه رونالد باين (1) لو عرضت الكتاب على موسى رجب لماصدق ذلك .
في مدخل محطة القطار قابلتني زوجتي سالتني بلهفة :
ـــ هل سجلت حلقة اليوم من المسلسل التونسي ؟
ـــ لقد استبدل ببرنامج عن المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة .
أخبرتها انها قد تلقت اربع مكالمات هاتفية و تابعت سيري ... بورقيبة الملحد لم يكن يستطيع حكم تونس بغير تاييد رجال الدين السلفيين . لو اكتفى الكهنوت السلفي بمصارحة الشعب التونسي بان بورقيبة اشد خطورة على الثقافة و الهوية الإسلامية من المستعمر الفرنسي و ان إطاعته تعني الكفر بالإسلام، لأشتعلت النار من تحت اقدامه و لم يثبت لحظة على كرسي الحكم .
في المركز الثقافي . عندما سالني بلال الفرنسي عن مفهوم السلفية , كان رشيد يجلس الي جانبي فبادره قائلا بالفرنسية :
ـــ السلفية و باختصار شديد ، من انجع موانع الحمل!
تساءل بلال بدهشة :
ــ كيف ؟
وهو يغادر قاعة الصلاة رد عليه بعجلة...( كنت اعلم ان رشيد كان ينتظر مكالمة هاتفية من الجزائر) :
ـــ أعني حمل افكار التنوير و التحرر.. و حمل السلاح.
كان بلال الفرنسي قد سالني قبل ذلك عن السر في توقف حركة الفتوحات الإسلامية الذي بداها الصحابة و استطاعوا في فترات قياسية تغيير الخريطة الثقافية و السياسية للعالم .
ـــ السبب ينحصر في كلمتين : معاوية و السلفية أو أهل السنة .
افدته بعد ذلك أن اعظم كارثة في التاريخ الإنساني قد حصلت حينما حول معاوية النظام الإسلام من جمهورية الى ملكية وراثية بعد اقل من خمسة عقود من وفاة الرسول فلم يعد حاكم المسلمين يختار على اساس كفاءته بل على اساس الوراثة حتى لو كان مدمن خمر أو حتى ملحدا ؟
ـــ تصور ان احد الملوك الأمويين قد مزق القرآن بسهامه بعدما جعله هدفا ثابتا، كما ان ملكا آخر رمى الكعبة بالمنجنيق حتى دمر بعضها، كما قرر ملك ثالث الذهاب للحج، ليس من اجل العبادة بل

من أجل السكر على سطح الكعبة !
صاح بلال الفرنسي و هو يضع يده على راسه :
ــ يا الهي !
واصلت :
ـــ كل هؤلاء الشواذ حكموا المسلمين بسبب النظام الوراثي الذي أرساه معاوية على اساس الحق الألهي في الحكم المبني بدوره على اساس عنصري يجعل لقريش دون سواها الأحقية في حكم المسلمين. واستمر الأمر على ذلك النسق بداء من الأسرة الأموية التي سقطت سنة755 مرورا بالأسرة العباسية التي سقطت سنة 1258 و انتهاء بالأسرة العثنانية بتركيا حيث سقط الحكم الإسلام هناكي عل يد كمال اتاتورك سنة 1924
ـــ اذا كان معاوية بهذا الخطورة على التاريخ الإسلامي،فكيف تجرأ الشيخ السعودي الذي حاضرأول امس في مسجد الرابطة اٌلإسلامية على أمرنا بضرورة احترامه لأنه كاتب الوحي و صحابي رسول الله .
ـــ حين نصحكم بذلك كان يدافع عن نظام وراثي يعتقد افراده في حقهم الألهي في الحكم ... فالتشكيك في شرعية معاوية هو تشكيك في شرعية حكام أل سعود الوراثيين.
ـــ و لكن كيف أوفق بين ما تقوله و ما قراته من كتب تقول بان معاوية صحابي و انه كان يكتب الوحي؟
ــ كل ذلك مجرد اكاذيبات سلفية.. فمعاوية لم يكن من الصحابة . فالصحابة هم المهاجرون و الأنصار. بل انه لم يلق سلاحه الا يوم فتح مكة قبيل سنتين من وفاة النبي، و كان من المنتظر ان يتم اعدامه لولا عفو نبوي شمله، فقد اسلم يوم فتح مكة وهو من الطلقاء أما كتابته الوحي فليس صحيحا اذا لم يثبت الا كتابته بعض رسائل لرسول الله .
فوجىء بلال الفرنسي حين اضفت :
ــ اذا كان يجب عليك تلقي دروس العفة عن بيل كلينتن، فيجب عليك أيضا تلقي تعاليم الإسلام عن كهنة السلفية. الفرق بين السلفية و الأسلام كالفرق بين الظلام و النور أو بين مايكل جاكسون و السيد المسيح.
ولأجل قطع أي شك عن بلال الفرنسي اضفت :
ـــ يمكنك تشبيه المؤسسة السلفية الداعمة للحكم الدكتاتوري في بلاد المسلمين برجال الدين المسيحي في القرون الوسطى، حيث كانوا عونا للملوك على ظلم الشعب و قمع حرياته كما كانوا رمزا للظلامية و بغض التنوير .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
Mossade israel`s most secret service Ronald Payne (1)




#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نونجة المغربية - جرح في الذاكرة- (مآذن خرساء 18/48)
- ذات مرّة، بورقيبة و ملك النرويج ( مآذن خرساء 17/48)
- الشرق شرق و الغرب غرب (مآذن خرساء 16/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)
- البهتان (مآذن خرساء 14/48)
- شريف، قصّة فتى ملوّث ( مآذن خرساء 13/48)
- ملامح شخصية الطفل رشيد ( مآذن خرساء 12/48)
- طفولة شقيّة ( مآذن خرساء 11/48)
- مواقف عنصرية (مآذن خرساء 10/48)
- مع الفرنسي بلال ( مآذن خرساء 9/48)
- العمارة اللعينة (مآذن خرساء 8/48)
- مع مبشرة حسناء(مآذن خرساء 7/48)
- دناءة ( مآذن خرساء 6/48)
- لقاء ( رواية مآذن خرساء5/48)
- جولة ليلية (فصل من رواية)
- هروب (فصل من رواية)
- مأساة حارث بتروفيتش فصل من رواية
- مائدة من السّماء !( فصل من رواية)
- إصرار (قصة قصيرة)


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - السلفية ( مآذن خرساء 19/48)