الحَمير والإنتخابات الأفغانية !

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 10:31
المحور: كتابات ساخرة
    

أعلنتْ الحكومة الأفغانية ، إنها وبالتعاون والتنسيق مع الامم المتحدة ، جّهزَتْ ( 3000 ) حمار ، من أجل إنجاح الإنتخابات التي سوف تُجرى في الشهر القادم !
- حتى لا يحصل اي سوء فهم أو لبس في الموضوع ، فأن الحكومة أوضحت ، ان دور " الحمير " هو دور لوجستي فقط ، ويقتصر على نقل الناخبين من المناطق الوعرة النائية الى مراكز الاقتراع ، وكذلك نقل الصناديق بعد أنتهاء التصويت ، الى محطاتٍ تتوفر فيها وسائط النقل " الحديثة " مثل البايسكلات والماطورات !
- حرصت الجهات المَعنية ، ان تكون الحمير في صحةٍ جيدة ، وتتمتع بدرجةٍ عالية من اللياقة البدنية تؤهلها لقطع المسافات الطويلة في المناطق الجبلية بزمنٍ قصير ، وأَجْرتْ مقابلات ومسابقات عديدة من أجل إختيار الأفضل !
- بعد أن تم فوز ( 3000 ) حمار بالوظيفة ، اُدخِلوا الى دورات مُكّثفة ، من اجل تعويدهم على التحكم في " النهيق " ، وعدم النهق الا في حالات الضرورة القصوى ، بإعتبار ان ذلك الصوت هو من أنكر الاصوات !
- درءاً للمشاكل وحفاظاً على رصانة الإنتخابات ، أكدَتْ الحكومة الافغانية ، على ان تكون قوافل الحمير من الذكور في مناطق بعيدة عن قوافل الحمير الإناث ، حتى لا تحدث أمورٌ تؤثر على " سُمعة " الإنتخابات !
- هنالك مخاوف حقيقية ، ان تكون بعض الحمير المستوردة من باكستان ، عائدة الى تنظيمات " القاعدة " وربما هي مُدَّربة على القيام بأعمال تخريبية ، او من الممكن ان " تعنفص " وترفض القيام بما هو مطلوبٌ منها !
- جرى وضع الحمير المُخَصصين للإنتخابات ، في إسطبلات خاصة ، منذ اسبوعين ، وتوفير أحسن انواع التبن المستورد ، والرعاية البيطرية الجيدة ، والإستحمام بشامبوات عالية الجودة ، " كُل ذلك بتمويلٍ ودعمٍ من الأمم المتحدة " . لكي يكونوا جاهزين وعلى أتم الإستعداد في يوم الإنتخاب الموعود . مما أثار " غيرة وحسد " الحمير الآخرين الذين لم يُختاروا لهذهِ المُهِمة النبيلة ، مما حدا بهم الى إطلاق تُهمة " الحمير العملاء " و " الجحوش الخونة " على زملاءهم !
- في دورةٍ خاصة ، تم تدريب الحمير على " التعَّرُف " على المُراقبين الدوليين المُحايدين فقط ، بحيث ان اي أحد آخر يُحاول التقرب منهم " أثناء نقل الصناديق خاصةً " ، يتعرض الى ( الرفس ) المزدوج ! وبناءاً على ذلك ، فمن المُتَوقع ان تكون الإنتخابات نزيهة ونظيفة !
- يُقال انه بعد كل هذه الجهود المبذولة في سبيل تدريب الحمير ، والرعاية الصحية والبيطرية والتغذية المُحترمة ، فإنها تعودتْ على نَمَطٍ معين من العيش ، ومستوى عالٍ من الخبرة والمعرفة ، مُقارنةً مع بقية الحيوانات في أفغانستان ، بحيث انه من الصعب جداً ، ان تتأقلم مع محيطها القديم المُتخلف . وعليهِ فهنالك إحتمال كبير ، ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية بعد إنتهاء الإنتخابات الافغانية ، بترحيل هذه الحمير الى امريكا !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات