أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - امرأة في البرلمان















المزيد.....

امرأة في البرلمان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 08:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من الإقتصاد المنزلي إلى إقتصاد السوق وإلى إقتصاد المعرفة , كل هذه الأمور من إختصاص النساء , وأتحدى كل الرجال إذا كانوا يعرفون أسعار المعلبات والحبوب والبقوليات والخُضروات , إن كل هذه الأمور من إختصاص النساء .

والرجال لا يربون الأولاد ولا يجلسون في المنازل لكي يستمعوا إلى متطلبات أبنائهم , لذلك الرجال يبقون بعيدين عن روح العصر وعن رياح التغيير , إنهم لا يجالسون الأطفال والمراهقين سياسياً واجتماعياً وثقافياً لذلك الرجال بعيدون عن روح مواكبة التطور والحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والشبيبة .
والمجلس النيابي الذي يتألف من الرجال وحدهم , نجده خالياً من روح الحرية ونجده لا يعرف شيئاً عن متطلبات الشباب أو الجيل الجديد من قادة الفكر والمجتمع.

منذ صغري وأنا أحترم النائبة الأردنية (توجان فيصل) كأول إمرأة تصعد البرلمان وتجلس تحت القبة كما جلس رجال العشائر الكبيرة, وأحترمها على جرأتها في طرح مواضيع عجزة عن طرحها أعتى المدافعات عن المرأة والمساواة وحقوق الإنسان , فتوجان فيصل في البرلمان الأردني فاجأت ليس مجلس النواب بل المجتمع الأردني الذكوري في بداية التسعينيات من القرن المنصرم , هذه المرأة نقلت توجهات الشباب الجديدة إلى مجلس النواب الأردني وكانت مطالبها عبارة عن مطالب الجيل الجديد وبغض النظر عن مطالبها غير أنها كانت دائماً تُلفت إنتباهي جداً بإسلوبها الموضوعي .
وكنتُ أقول بيني وبين نفسي أن توجان فيصل ك نوال السعداوي كلاهما يقولان ما أريد أن أقوله أو ما أفكر به , واكتشفت سبب ذلك وهو أن المرأة تجالس أبنا ءها وأصدقائهم وبناتها فتعرف منهن ما يدور في ذهن الناس في الشارع السياسي , ولأن المرأة حنونة وعطوفة , فإننا نجدها على طول الخط تحاول تلبية رغبات الأبناء , لذلك تتحول إلى ثورة سياسية وفكرية تجديدية تكسرُ قاعدة الرتابة والروتين السياسي والإجتماعي الممل .


وسُئلت ذات مرة الليدي_السيدة_ (سكويرز) وهي نائبة كانت في البرلمان الأسترالي في بداية الربع الثاني من القرن العشرين(1930-1933), هل تصلح المرأة بأن تكون عضواً في البرلمان وربة بيت في نفس الوقت؟
فقالت المرأة النائبة تنقل أمومتها إلى البرلمان.

وهذه دعوة لكل السياسيين ولكل المثقفين لكي يتعلموا من مجتمع النساء , مجتمع النساء الذي ينشر الحب والحرية والديموقراطية , إنه لا ينشرها هكذا عبثاً بل لذلك أسباب علمية منها :
أن المرأة خلال تربيتها للأولاد وملازمتها لهم , تتعرف على نوعية جديدة من الشباب , لهذه النوعية طروحات جديدة وطريقة لبس جديدة وطريقة أخرى جديدة في تناولها للأفكار.

والمرأة النائبة تمارس الأمومة في البيت وهذه المهنة لا يعرفها الرجال , وحين تصبح الأم نائبة في البرلمان فإنها تنقل أمومتها إلى البرلمان فتُثَور قلوب الرجال وتستفزهم وتعلمهم على التسامح, والمرأة تدير منزلها وهي خبيرة اقتصادية تعرف اسعار السوق وحتى العملات الأجنبية من خلال مراقبتها لأسعار الخضار والفواكه والخبز والحاجيات اليومية , وتعرف ما تحتاجه الأسرة في الصيف فتدخر لهم في الشتاء , وتدخر في الشتاء ما تحتاجه العائلة في الصيف, , وتراقب أحوال التضخم , وتقبل على شراء ما يلزم بيتها , لذلك هي في البرلمان تشجع على استيراد ما يلزم الدول, ويتعلم منها الرجال ما يلزمهم وما يلزم الدولة والناس والمجتمع , والمرأة في البيت تتصل ليل نهار بأولادهاأي أنها تتصل بالجيل الجديد وتتصل بالجيل الثاني أي بأحفادها, وتعرف همومهم ومشاكلهم وهذه الخبرة يفتقدُ إليها الرجال , فالرجال لا يتصلون بأبنائهم ولا يعرفون ما هي مشاكلهم العاطفية وغير العاطفية , وأي نوع من العاطفة التي يحتاجونها , أما المرأة فإنها تتصل بأبنائها من بنات وشباب وتعرف مشاكلهم وأذواقهم وما يحتاجونه , أي أن المرأة سريعة الإتصال بالتطور وبالتغيرات وبالجيل الجديد فالأجيال الجديدة لها تطلعاتها وهي تختلف عن تطلعات الجيل القديم من الآباء , والمرأة في المنزل لديها هذه الخبرة وحين تصل إلى البرلمان فإنها تنقل تصورات وتطلعات ومتطلبات الشباب والأجيال الجديدة إلى البرلمان فيتعرف الرجال النيابيون على المذاهب الجديدة والفلسفات الجديدة والأذواق الجديدة , وهم بدون امرأة في البرلمان لا يقدرون على التعرف على تطلعات الأجيال الجديدة , لذلك مجتمعاتنا وحكوماتنا العربية تحاول منع وصول المرأة إلى قبة البرلمان لمعرفتهم أن المرأة ستستلم بطبيعتها زمام التغيير , وترفع للحكومة تطلعات الجيل الجديد وفسفاته المتعددة المذاهب إلى قبة البرلمان وتحاول بعد ذلك المرأة ترجمة تطلعات الجيل الجديد من أبنائها إلى أرض الواقع , فتطالب ببناء المسارح وبدعم الفنون وبتغيير نهج الإعلام وبمحاربة الرث والقديم.
أليس من الملاحظ يا أصدقاء أننا كرجال لا نعرف شيئاً عن أسعار السوق وهذا يعني أننا نجهل العلم بإقتصادياتنا المحلية والعالمية , أما غالبية النساء فإنهن يعرفن سعر البندورة واللبن والرز والسكر والطحين والمعلبات والحبوب والبقوليات , وهذا يعني أنهن محيطات بأسعار إقتصاد السوق الحديثة وماهرات وفنيان بمعرفة متى يشترين حاجياتهن من الأسواق ومتى يقاطعن الخضروات والفواكه الغالية السعر,لذلك يستفيد الرجال البرلمانيون من خبرتهن في الإقتصاد المنزلي الذي يُترجم في البرلمان إلى إقتصاد وطني وقومي وعالمي.

والمرأة في المنزل تستطيع أن تجمع بين الأمومة وبين عملها في ألبرلمان , وغالبية الرجال يفشلون في هذه المهنة ,أما المرأة فإنها تنجح في هذه الناحية ,فالرجال يفشلون فشلاً كبيراً في ذلك وكل الرجال يخسرون أعمالهم إذا أصبحوا نواباً في البرلمان.

والمرأة تدرب أبناءها على الإستقلال بالرأي وبالشخصية إذا أصبح الأطفال بسن البلوغ , وبذلك تنقل المرأة هذه السياسة إلى البرلمان وتترجمها ضمن أجندتها السياسية والثقافية الخاصة , فإذا وصلت المرأة البرلمان فإن هذا يعني خلاصنا من التبعية الثقافية للماضي الذكوري بكل إطروحاته الكارهة للحرية وللمساواة, ويصبح لدينا في برلماناتنا خبراء اقتصاديون وفنيون اجتماعيون ,ينادون بضرورة احترام الشبيبة وحقوق الإنسان, وفي المجتمعات التي تحترم المرأة نجد بها تقدماً في حقوق الإنسان والشبيبة , فنجد البنات والشباب مستقلون في آرائهم الفكرية والسياسية والإجتماعية والمالية ,حتى في الأمور المالية يستقل الولد في عمله وتستقل البنت ويكون للبنت قدرة على فتح منزل وأن تجذب إليه شريك العمر فتحيا معه في منزلها , وكذلك الشاب , بعكس مجتمعاتنا التي تخلوا برلماناتها من النساء, فلكل ولد ولكل بنت في المجتمع الذي تصلُ به المرأة للبرلمان رأيهم في الحياة والزواج وشريك العمر , بينما مجتمعاتنا التقليدية المتخلفة نجدها تتدخل بزواج البنت والولد , وليس للبنت رأي وليس للولد رأي , وحين يتزوجون ينقلون إلى منازلهم هذه الآراء والتعقيدات .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعية النساء؟ أم شيوعية الرجال؟
- حب للأبد
- الازدواج في الزواج
- هل الحبْ ضعفٌ في الشخصية
- خاتم قُدسي على حفة كُرسي
- الاعجاز العلمي في القرآن
- المرأة وقسوة البداوة والقوانين
- ماذا لو كان شكسبير فعلاً عربيا؟!
- مشاكل الناشطات النسويات
- 90% من المسؤولين العرب جواسيس
- ماذا تعرف عن الشيوعية1
- نفاق إجتماعي 1
- زوج مطيع لزوجته
- رسالة حب ليست للنشر
- المرأة متميزة عن الرجل بالعاطفة والحب الكبيرين
- قاطعوا الدول الإسلامية
- حوار ممل يومي بين الناس
- أصل عقد الزواج
- مهنتي
- مساواة الذكر مع الأنثى؟ أم مساواة الأنثى مع الذكر؟


المزيد.....




- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - امرأة في البرلمان