الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:24
المحور:
القضية الفلسطينية
لم نثق يوما بتصريحات الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش، فيما يتعلق بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وخاصة بما ردده مرارا عن رؤيته بقيام دولة فلسطينية مستقلة بجانب اسرائيل، وان خارطة الطريق التي تقودها امريكا الى جانب روسيا والاتحاد الاوروبي جاءت لتجسيد هذه الرؤيا حتى العام الفين وخمسة. فغض نظر الادارة الامريكية عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة وتبريرها لمجازر المحتل واغتيالاته لقادة فلسطينيين وبنائه لجدار العزل العنصري ومواصلة محاصرته للرئيس الفلسطيني المنتخب، ياسر عرفات، في رام الله، ودعمها للعدوان الاسرائيلي في المحافل الدولية وهيئة الشرعية الدولية تعكس حقيقة ان ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية تدير ظهرها لثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية غير القابلة للتصرف وخاصة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب المحتل منذ العام السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وقد جاءت رسالة الضمانات التي قدمها بوش الى شارون في اثناء لقائهما الاخير في واشنطن والتي تنتقص من ارض السيادة الفلسطينية على مناطق من ارضهم المحتلة. وتنسف حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتجيز وتشرعن للمحتل الاسرائيلي ضم كتل الاستيطان الى اسرائيل، لتجسد التأييد الامريكي لخطة فك الارتباط الشارونية التي تختزل وتفرغ خطة خارطة الطريق من مضمونها ومن اهدافها السياسية.
وفي مقابلة اجراها رئيس تحرير صحيفة "الاهرام" المصرية، ابراهيم نافع مع الرئيس جورج بوش، امس الاول، اعلن بوش بصريح العبارة عن تراجعه عن الموعد المحدد لاقامة الدولة الفلسطينية في العام الفين وخمسة وفقا لخطة الطريق. فقد صرح بوش "ان موعد اقامة الدولة الفلسطينية المحدد في العام 2005 لم يعد واقعيا على الارجح كما كان سابقا"!! وتبرير بوش لهذا التراجع اشبه ما يكون بعذر اقبح من ذنب. فقد ادعى بأن الالتزام بتنفيذ ذلك لم يعد واقعيا لسببين، الاول، بسبب تصاعد العنف!! وهو لا يقصد طبعا تصعيد الجرائم والعنف الارهابي الدموي واعمال التدمير والتصفيات الهمجية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وقادته وممتلكاته، بل يقصد "الارهاب الفلسطيني" وعدم قيام السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات المكبل بقيود الاحتلال "بمحاربة الارهاب"! والسبب الثاني الذي يطرحه بوش في حملته التضليلية هو استبدال رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس (ابو مازن) "مما ادى الى تغيير الآلية"!!
ان تصريحات بوش هذه لا تعني سوى التهرب من تجسيد خطة خارطة الطريق على ارض الواقع وافراغ هذه الخطة من مضمونها، خاصة وانه يصادر منها الموعد المحدد لاقامة دولة فلسطينية مستقلة حتى العام 2005. تصريحات بوش لا تعني من حيث مدلولها السياسي سوى تشجيع المحتل الاسرائيلي، حكومة الكوارث والاحتلال والدماء اليمينية الشارونية على مواصلة تصعيد عدوانها البلطجي العربيد في المناطق المحتلة ومواصلة تدفق الدم النازف من شرايين الصراع.
(الاتحـــــاد)
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟