أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح الجوهري - التوراة ... كيف وصلت إلينا؟















المزيد.....

التوراة ... كيف وصلت إلينا؟


صلاح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 01:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هذا المقال كان تعليقا على مقال الأستاذ الفاضل جهاد علاونة على هذا الرابط.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=164480

وكان رد الأستاذ جهاد علاونة عليه لطيفا جدا وأوصاني أن أكتبه في مقال منفصل، وها أنذا أعيد نشرة مرة أخرى بعد أن قرر أن أكتب بإنتظام في الحوار المتمدن، لما وجدته في هذا الموقع من ذهن متفتح وإستنارة عقلية غير عادية من أغلب كتابه.
وإليكم نص التعليق كما جاء بالضبط مع بعض التنقيح اللغوي. وتحية شكر وتقدير إلى الأستاذ جهاد علاونة.

الكاتب العزيز الأستاذ جهاد.
أود أن أصحح بعض ما جاء في المقال من الناحية التاريخية، كما أود أن أعلق على تعليقك بأن التوراة كتبت بيد عزرا بعد 700 سنة.

أولا سأعلق على هذا التعليق:

لم يكن عزرا أيام السبي إلا جامعا للأسفار، مشابها بذلك لأبي بكر وعثمان بن عفان عند جمعهم للقرآن. وهو أمر مؤكد من خلال النصوص الكتابية ومن خلال التفكير المنطقي السليم. وسأورد الأدلة على أن اليهود كانت معهم التوراة عند السبي وكانت معهم بعد السبي.
فكيف وصلت التوراة إلينا؟

أول نص كتب في التوراة هي الوصايا العشر وقد كتب في لوحي سميا بلوحي الشريعة وكان موسى هو النبي المختار أن يستلم هذه الوصايا التي كتبت بإصبع الله، إن كنا نتفق على هذه المقولة أو نختلف فالمهم أن الوصايا العشر هي القوانين الأولى للأخلاق في تاريخ البشرية.

تلك القوانين كانت محل افتخار اليهود، فالشريعة أعطت لليهود وجودا حقيقيا بين الأمم، خاصة وهم يرون المصريين وحضارتهم وقوانينهم وطرق معيشتهم، فأخرجتهم تلك القوانين من دائرة الشعوب المهملة إلى كيان إنساني يستمد قوته وتشريعاته من الله.

قولك عزيزي الكاتب أن الأسفار كتبت بعد موت موسى ب 700 سنة فهذا لا دليل عليه بل الدليل الذي بين يدينا يبرهن أن الأسفار كان يعاد نسخها في كلمة مرة كان يتولى ملكك أمر إسرائيل وكانت تقرأ على الشعب وكان اللاويين هم من يعلموها للشعب. فنذكر وصية الله في سفر التثنية - و لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك* 7 و قصها على أولادك و تكلم بها حين تجلس في بيتك و حين تمشي في الطريق و حين تنام و حين تقوم* 8 و اربطها علامة على يدك و لتكن عصائب بين عينيك* 9 و اكتبها على قوائم ابواب بيتك و على أبوابك- (تثنية6: 6-9) فهذا دليل على أن الشريعة متداولة وأحكام الرب معروفة لدى الجميع حتى أن من اليهود المتشددين إلى الآن يضعون نسخة مصغرة من الشريعة أعلى جباههم ويربكونها بين أيديهم، وهذه أقوى دليل وأقدم دليل على أن الشريعة تداولت بين الشعب.
فكيف تقول أنها كتبت بعد موسى وأهملت ما كتبه داوود وسليمان وعزرا ونحميا وأشعيا، كلهم كتبوا وصايا الرب ووضعوها جنبا إلى جنب مع توراة موسى، وكل نبي يأتي أو ملك يصنع لنفسه نسخة من التوراة وموسى أوصي اليهود أن متى دخلوا أرض كنعان سيكون من بينهم ملوكا لهذه الأرض. ففي سفر التثنية يذك الأتي (وعندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب من عند الكهنة اللاويين. فتكون معه و يقرا فيها كل أيام حياته لكي يتعلم أن يتقي الرب إلهه و يحفظ جميع كلمات هذه الشريعة و هذه الفرائض ليعمل بها) (تثنية17: 18-19)

ويذكر لنا الكتاب المقدس حادثة هامة جدا حدث أيا الملك يوشيا قبل المسيح ب 400 عام تقريبا، حدث أن الملك يوشيا أخذ في ترميم الهيكل فعثروا على نسخة من توراة موسي كانت بين أنقاض الهيكل المتهدم، ويرجح أنها كانت توراة موسى، وهذا الحدث هو دليل على حفظ التوراة إلى زمن يوشا الملك قبل ميلاد المسيح وقبل السبي. وهذه الحادثة تعد تدبيرا إلهيا عجيبا فظهرت تلك النسخة قبل السبي مباشرة في إشارة لكل باحث أن قبل السبي كان لدى اليهود نسخ من التوراة ومنها النسخة الأصلية التي وجدت في الهيكل. وهو تمهيد لأخذها معهم في السبي.

إذا الاتجاه المنطقي في التفكير الذي يظهر منه التسليم بين الملوك وبعضهم وبن الأنبياء وبعضهم فكل نبي سلم للأخر الوديعة.

نأتي للسبي وهي نقطة الخلاف الكبري بيننا

ليس لدينا مراجع تؤكد عدم وجود التوراة بين اليهود في السبي. بل لدينا أدلة كثيرة تؤكد وجودها بين اليهود وبين اللاويين في السبي من الحفظ والتابوت والعصائب الملفوفة على أيدي كل اليهود التي كانت تحتوي على نسخ مصغرة من التوراة. هذا التفكير المنطقي يقودنا إلى استحالة فقدانها طيلة هذه الفترة ولو كان لدي متسع لذكر سلسلة طويلة من الملوك والأنبياء كل واحد كيف كان يسلم الشريعة للذي بعدة وكيف تسلمها من الذي قبله وكيف حفظها للشعب وكيف كان اللاويين يعلمونها للشعب. فكانت الشريعة هي العنصر المحفز للحضارة اليهودية ولها مكانة خاصة جدا.

أذن في السبي كان لديهم الشريعة والتوراة والدليل المنطقي الأخر الذي أسوقه هنا هو دانيال ومن المعروف أن دانيال ولد وتنبأ وهو في السبي ففي (سفر دانيال9: 2) - أنا دانيال فهمت من الكتب عدد السنين التي كانت عنها كلمة الرب إلى ارميا النبي لكماله سبعين سنة على خراب أورشليم- هذا دليل أخر أن كان لليهود كتب علموا منها تواريخ معينة في السبي.

وفي السبي جمع عزرا 120 شيخا (تذكر العدد مقارنة بزيد الذي جمع القرآن وحده) هذا العدد كان النواة لمجمع السنهدريم ومن ضمنه هؤلاء الأنبياء الصغار أو الأنبياء الأخيرين في العهد القديم، وهم حجي وزكريا وملاخي، وسمي بالأنبياء الصغار لأن أسفارهم كانت صغيرة في حجمها مقارنة بأشعياء والمزامير على سبيل المثال. وليسوا صغارا في السن أو في الشأن، لأن زكريا على سبيل المثال قد تنبأ بدخول المسيح أورشليم على حجش آتان.

وبالطبع هؤلاء كانوا أنبياء ويوحي إليهم ولابد أن يكونوا تحققوا من جمع الأسفار وحيا وعملا مع عزرا.

ولما عادوا من السبي معهم الأسفار المجمعة بالإضافة إلى مجمع السنهدريم، لم يعدوا جميعهم بل تشتتوا في الأرض وكل جماعة يهودية تشتت نظمت لنفسها مجمع وكان يقرأ فيه التوراة والأنبياء. وقد ذكر سفر أعمال الرسل بالعهد الجديد مجامع كثيرة منها مجمع دمشق وأنطاكية وأسيا الصغرى ومجمع سيلاميس أي قبرص تسالونيكي وأفسس باليونان ومجمع مدينة كورونثوس.

وعندنا شهادة قوية أن الملك يهوذا المكابي أهتم بعد الحرب الدائرة بين اليهود والسلوقيون أن يجمع التوراة مرة أخرى بسبب الاضطهاد الدائر أيام المكابيين لليهود. فأرسل رسالة ليهود مصر يخبرهم أنهم إذا كانوا في احتياج لنسخة من الشريعة فسوف ينسخها ويرسلها لهم. (راجع سفر المكابيين الثاني الإصحاح الثاني) هذه الرسالة قبل ميلاد السيد المسيح ب180 سنة.

إذن الأسفار لم تفقد لم يكن هناك زمن لم توجد بها التوراة. بل أن هذا العصر انتشرت التوراة انتشارا واسعا أولا بسبب الشتات وثانيا بسب الترجمة السبعينة التي أمر بها بطليموس أن تترجم وتضم ضمن نفائس مكتبة الإسكندرية القديمة فأرسل إلى أثنين سبعين شيخا بواقع ستة سيوخ من كل سبط يهودي أن يأتوا وكل أثنين يترجموا الأسفار إلى اللغة اليونانية التي يألفها يهود الإسكندرية بعد أن نسيوا لغتهم الأصلية.

وفي تدبير إلهي عجيب ترجمت التوراة والأسفار إلى اليونانية لغة العلم في ذلك الزمان تمهيدا لترجمتها إلى كافة اللغات وانتشارها بالعالم.

ولما أتي السيد المسيح لم ينكر الناموس بل قال أن السماء والأرض تزولان ولكن حرف واحد من الناموس، بل كان معتادا على المجمع ودفع إليه سفر أشعياء ليقرأه، فبذلك صدق المسيح على صحة السفر (راجع لوقا 2) بل وأستشهد تلاميذه ورسله بل وهو شخصيا بآيات من الناموس وهم كانوا في واقع الأمر مجرد صياديين وجباه وليسوا علماء دين، فنقلوا ما كان يقال آنذاك من النبوءات. بل أن فيلبس قال لآخاه نثنائيل في أنجيل يوحنا وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء.

أي شهادة أصدق من شهادة المسيح وتلاميذه بصحة وصول التوراة والناموس إليهم؟؟

كنت أود أن أسهب في الحديث، بل يكفي هذا الآن ولنكمل في مواضيع أخرى



#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصول الوثنية في عبادة الحجر الأسود
- ما بين منير حنا وسيد القمني ... يا وطن أحزن!
- الجنازة حارة والميت كلب (مجرد مثل!)


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح الجوهري - التوراة ... كيف وصلت إلينا؟