أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حسقيل قوجمان - حوار مع يعقوب ابراهامي (اخيرة)















المزيد.....


حوار مع يعقوب ابراهامي (اخيرة)


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 05:11
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


حوار مع يعقوب ابراهامي (اخيرة)
في المقال السابق اجبت يعقوب على تحديه الاول حول اسم الماركسية وقد وجدت جميع الاقتباسات في اربع مقالات للينين وليس في كل مؤلفات ماركس كما اراد. وثبت ان يعقوب لا يعرف من الماركسية حتى اسمها
في هذا المقال الاخير اواصل مناقشة تحد اخر: تطبيق الديالكتيك على المادة.
تعلم يعقوب عند ترجمته لكتاب بوليتزر عن الفرنسية في السجن ان المادة هي الطبيعة الجامدة. ولذلك تعجب من قول حسقيل ان الماء حركة. "اية حركة؟" ورغم ان حسقيل شرح حركة جزيئات الماء وتحول التغيرات الكمية الى تغير كيفي لم يفهم يعقوب من ذلك سوى ان حسقيل قوجمان يعتبر تبخر الماء في درجة حرارة معينة يعني قيادة الطبقة العاملة. وسأل حسقيل قوجمان ان كان قد فتح (وليس قرأ) كتاب فيزياء في حياته او حاول ان يحل معادلة رياضية. ولكن يعقوب الذي درس كتب الفيزياء وحل الكثير من المعادلات الرياضية لم يسمع بان الفيزياء هو علم حركة الجزيئات في المادة وان الكيمياء هو علم حركة الذرات في المادة وان العلم النووي هو علم حركة الالكترونات حول البروتونات والنيوترونات في داخل الذرة ولا اعرف الاسماء التي تطلق على العلوم التي تعالج حركة الاجزاء الاصغر من الاكترونات والبروتونات والنيوترونات.
استنادا الى معرفته بان المادة هي الطبيعة الجامدة توصل الى ان قوانين الحركة لا تسري على الطبيعة (المادة الجامدة). لذا توصل الى ان ماركس لا يمكن ان يتحدث عن تطبيق القوانين الديالكتيكية (التي يشك يعقوب في تسميتها قوانين)على المادة. وهنا يأتي التحدي. هل يستطيع "المفكر الماركسي" (بين قويسين) قوجمان ... ان يجيء لنا بمثل واحد فقط طبق فيه كارل ماركس "قوانين الديالكتيك" (بين قويسين) على المادة؟
وعلى اساس هذا التحدي وجدت حبيبة في هذه المقالات المعدودة بعض العبارات التي تجيب يعقوب على سؤاله وعلى تحديه. فحول حركة المادة جاء في هذه المقالات ما يلي:

"وعلى نحو تام الانسجام مع فلسفة ماركس المادية هذه، كتب فريدريك انجلس، عند شرحه لها في كتابه ضد دوهرنغ الذي قرأه ماركس، قبل الطبع، يوم كان مخطوطة: ",,, ان وحدة العالم ليست في كيانه ... بل في ماديته وهذه المادية اثبتها ... تطور طويل وشاق للفلسفة وعلوم الطبيعة ... الحركة طريقة وجود المادة. لم يوجد قط، ولا يمكن ان يوجد ابدا، في اي مكان، مادة بدون حركة ولا حركة بدون مادة ... ولكن اذا تساءلنا بعد هذا عن ماهية الفكر والادراك، وعن مصدرهما، نجد انهما انتاج الدماغ الانساني، وان الانسان نفسه هو نتاج الطبيعة الذي نما وتطور في محيطه، ومع محيطه" (ص ١٦)

اقتباس من انجلس "لا ريب في اننا كلينا، ماركس وانا، كنا وحدنا تقريبا اللذين عملا لانقاذ الديالكتيك الواعي" (من المثالية بما فيها الهيغلية تفسها) "وذلك بادخاله في مفهومنا المادي عن الطبيعة". "ان الطبيعة هي محط الاختبار للديالكتيك، ويجب القول بان العلوم الطبيعية الحديثة قد قدمت لهذا الاختبار مواد غنية الى اقصى حدود الغنى" (ص١٩)

"وهكذا اثبتت هذه العلوم ان الطبيعة تعمل، في نهاية المطاف، على نحو ديالكتيكي لا على نحو ميتافيزيكي." ( ص ٢٠)

"فالديالكتيك هو، اذن، في نظر ماركس، علم القوانين (التأكيد من اجل يعقوب) العامة للحركة، سواء في العالم الخارجي ام في الفكر البشري." (ص ٢٠)

"وفي جملة من المؤلفات التاريخية ... اعطى ماركس امثلة ساطعة وعميقة عن علم التاريخ المادي..." (ص٢٨)

"ولكن ماركس لم يتوقف عند مادية القرن الثامن عشر، بل دفع الفلسفة خطوات الى الامام. فاغناها بمكتسبات الفلسفة الكلاسيكية الالمانية، ولا سيما بمذهب هيغل، الذي قاد بدوره الى مادية فورباخ. واهم هذه المكتسبات ، الديالكتيك، اي نظرية التطور باكمل مظاهرها واشدها عمقا، واكثرها بعدا عن ضيق الافق، نظرية نسبية المعارف الانسانية التي تعكس المادة في تطورها الدائم. ان احدث اكتشافات العلوم الطبيعية – الراديوم والالكترونات (الكهارب) وتحول العناصر – قد اثبتت بشكل رائع صحة مادية ماركس الديالكتيكية، رغم انف مذاهب الفلاسفة البرجوازيين ورغم رداتهم "الجديدة" نحو المثالية القديمة المهترئة." (ص ٨٩)

عن مراسلات ماركس انجلس يقول لينين
"واذا حاولنا ان نعرف بكلمة واحدة، اذا جاز القول، مركز كل المراسلات، - النقطة المركزية التي تلتقي يها كل اشعة الافكار المطروحة والمدروسة، كانت هذه الكلمة كلمة الديالكتيك. فان تطبيق الديالكتيك المادي على الاقتصاد السياسي، قصد تعديله برمته، وعلى التأريخ، والعلوم الطبيعية والفلسفية وسياسة الطبقة العاملة وخطتها- هو ما يهتم له ماركس وانجلس اشد الاهتمام." (ص ٧٩)

ولا ادري ان كان يعقوب قد سمع شيئا عن نشاط انجلز بعد انتقاله من مانشيستر الى لندن. فرغم انهماكه في نشر الجزأين الثاني والثالث من الراسمال وعدم سماح الموت له بنشر الجزء الرابع عكف انجلز على كتابة كتاب اسمه ديالكتيك الطبيعة حلل فيه جميع علوم زمانه لاثبات ان حركة الطبيعة هي ديالكتيكية وليست ميتافيزكية.

هذه الاقتباسات عن تطبيق القوانين الديالكتيكية على المادة او في الحقيقة اقتباس القوانين الديالكتيكية من الطبيعة، مقتبسة ليس من كتابات ماركس كلها وانما من اربع مقالات قصيرة فهل تكفي هذه الاقتباسات للرد على تحدي يعقوب لحسقيل ام يريد المزيد؟
واخيرا تفضل يعقوب بكرمه الحاتمي فسمح لحسقيل قوجمان باعتبار الماركسية علما فقال:
حسقيل قوجمان اذن يعتقد الماركسية علما وهذا حقه، لست ملما باخر التطورات الفكرية بهذا الموضوع. ولكني استطيع ان اقدر ان نفرا من خيرة المفكرين يشاركونه رايه هذا. المشكلة هي ان قوجمان لا يكتفي بذلك. حسقيل قوجمان هو "المفكر الماركسي" الوحيد في العالم الذي يقول: "ان الماركسية هي علم دقيق لا يقل دقة عن العلوم الطبيعية الاخرى كالفيزياء وغيرها".
هذه الفقرة تحتوي على عدد من الملاحظات العبقرية (ولا اضعها بين قويسين) ليعقوب ابراهامي.
هو اولا يمنح حسقيل قوجمان الحق في الاعتقاد بان الماركسية علم ويشكر على ذلك.
ثانيا يعترف بانه ليس "ملما باخر التطورات الفكرية بهذا الموضوع". ويعني هذا اذا فهمته جيدا انه لا يعرف ان كانت اخر التطورات الفكرية بهذا الموضوع تؤدي الى ان الماركسية علم. وفي هذا يتجاهل اول التطورات الفكرية بهذا الموضوع. ورغم اعترافه بعدم المامه باخر التطورات الفكرية بهذا الموضوع فما زال ينتقد حسقيل على اعتباره الماركسية علما.
ثالثا يستطيع ان يقدر ان نفرا من خيرة المفكرين (بدون قويسات) يشاركون حسقيل رايه هذا. واشكر يعقوب لانه اعتبر ان نفرا من خيرة المفكرين يرتفعون الى مستوى حسقيل قوجمان في اعتبار ان الماركسية علم. فهو على الاقل اعتبر حسقيل قوجمان واحدا من هذا النفر من خيرة المفكرين سواء أكانوا هم المشاركين لحسقيل ام كان حسقيل هو المشارك لهم. فالطيور على اشكالها تقع.

واخيرا وهو الاهم اضفى على حسقيل قوجمان شرف كونه الوحيد في العالم الذي يعتبر الماركسية علما دقيقا لا يقل دقة عن العلوم الطبيعية الاخرى كالفيزياء وغيرها. في الحقيقة ان يعقوب يضفي على حسقيل قوجمان شرفا عظيما. ولكن مع الاسف ان حسقيل لا يستحق هذا الشرف العظيم لانه ليس الوحيد الذي يعتبر الماركسية علما لا يقل دقة عن العلوم الطبيعية وليس الاول تاريخيا. فهذا الشرف يعود الى معلمي الطبقة العاملة ماركس وانجلز ولينين وستالين. هذا الشرف يعود اولا واساسا الى كارل ماركس الذي رفع مستوى علوم الاقتصاد والتاريخ والمجتمع الى مستوى العلوم الطبيعية في دقتها. ويعود الى زميله وصديقه وشريكه في اكتشافاته انجلز الذي بقي مخلصا له حتى بعد وفاته. يعود هذا الشرف الى لينين الذي اكتشف القوانين الجديدة للامبريالية والثورة وبناء المجتمع الاشتراكي. يعود هذا الشرف الى ستالين زميل لينين طوال حياته السياسية ومواصل اعماله واكتشافاته لقوانين المجتمع الاشتراكي وطرق التقدم الى المجتمع الشيوعي. ويريد يعقوب ان يعزو هذا الشرف العظيم لتلميذ بسيط من تلاميذ هؤلاء المعلمين العظام !!!!
فيما يلي بعض الاقتباسات في هذا الموضوع:
"ان هذا الكتاب(البيان الشيوعي) يعرض بوضوح ودقة عبقريين المفهوم الجديد للعالم، يعرض المادية المتماسكة التي تشمل ايضا ميدان الحياة الاجتماعية، والديالكتيك، العلم الاوسع والاعمق للتطور، ونظرية نضال الطبقات، والدور الثوري الذي اضطلعت به في التاريخ طبقة البروليتاريا، خالقة المجتمع الجديد، المجتمع الشيوعي." (ص ١١)

"مكنت المادية التاريخية، لاول مرة، من دراسة الظروف الاجتماعية لحياة الجماهير، ومن دراسة تغيرات هذه الظروف بدقة العلوم الطبيعية." (ص ٢٤)

"وقد تعمق ماركس في دراسةالمادية الفلسفية وطورها ، فانتهى بها الى نهايتها المنطقية ووسع نطاقها من معرفة الطبيعة الى معرفة المجمع البشري. ان مادية ماركس التاريخية كانت اكبر انتصار احرزه الفكر العلمي." (ص٩٠ )

وفي موضوع الصراع الطبقي وتطور المجتمع وتطور الانتاج الاجتماعي وجدت حبيبة بعض العبارات المتفرقة بخصوصها:

"وقد اثبت مجرى الاحداث الثورية في ١٨٤٨- ١٨٤٩ كما اثبتت فيما بعد جميع الحركات البروليتارية والديمقراطية في جميع بلدان العالم صحة النظرية الجديدة على نحو ساطع. ص ١١)

"لقد اعطى ماركس صيغة كاملة عن الموضوعات الاساسية للمادية في تطبيقها على المجتمع البشري، وعلى تاريخه، وذلك في مقدمة كتابه : "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي" (ص٢٣)

"وما هي الشروط الموضوعية لانتاج الحياة المادية التي يقوم عليها اساس كل نشاط الناس التاريخي؟ ... ان ماركس قد اعار انتباهه لكل هذه المسائل، ورسم الطريق لدراسة علمية للتاريخ بوصفه حركة تطور واحدة تسير وفق قوانين معينة، رغم تنوعها العجيب ورغم جميع تناقضاتها." (ص٢٥)

"ان الماركسية قد رسمت النهج الواضح الذي يتيح اكتشاف وجود القوانين في هذا التعقيد، والتشوش الظاهر، ونعني بهذا النهج نظرية النضال الطبقي." (ص ٢٦)

"يقول ماركس في مقدمة كتابه "رأس المال" : "ان الهدف النهائي لهذا الكتاب هو ان يكشف عن القانون الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث" (ص٢٩)

"نرى مما تقدم، ان ماركس يخلص الى ان المجتمع الراسمالي سيتحول حتما الى مجتمع اشتراكي، وهو يستوحي في ذلك استيحاء تاما، وعلى وجه الحصر، القوانين الاقتصادية لحركة المجتمع الحديث." (ص ٤٧-٤٨)

يقتبس من رسالة من ماركس الى انجلس : "في كل درجة من التطور ، وفي كل لحظة، يجب على تاكتيك البروليتاريا ان يأخذ بعين الاعتبار هذا الديالكتيك الحتمي موضوعيا..." (ص٥٤ )

"ان مذهب ماركس لكلي الجبروت، لانه صحيح، وهو متناسق وكامل، ويعطي الناس مفهوما منسجما عن العالم، لا يتفق مع اي ضرب من الاوهام، ومع اية رجعية، ومع اي دفاع عن الطغيان البرجوازي." (ص ٨٨)

والموضوع الذي يثير غضب يعقوب ابراهامي هو اعتقاد حسقيل قوجمان بوجود قانون فناء الضدين. وكما في كل الحالات يركز يعقوب ابراهامي على الاسم وليس على المحتوى. فكل نقاشه هو اين وجد حسقيل قوجمان قانون فناء الضدين؟ ورغم ان حسقيل قوجمان اعترف له اعترافا صريحا بانه لم يترجم هذا الاسم عن لغة اجنبية وانما اختاره هو بنفسه للتعبير عما يحدث في المجتمع، الا ان يعقوب ابراهامي يتجاهل جواب حسقيل قوجمان ويتهمه بان من المحتمل ان "قانون فناء الضدين" هو من اختراع حسقيل قوجمان نفسه وتواضعه هو الذي دفعه الى ان ينسبه الى مؤسسي الفكر الماركسي.
في جوابي ليعقوب عن قانون فناء الضدين قلت له ان ما يهمني هو ما يحدث في المجتمع في الازمات الاقتصادية واقترحت عليه عدة اسماء اخرى وخيرته بان يختار اي اسم يريده لما يحدث اثناء الازمات الاقتصادية للنظام الراسمالي. ولكنه اصر على مناقشة الاسم وجاء بامكانية فناء الضد الواحد او فناء الضد الثالث والرابع الخ. ولكن النقاش ليس على عدد الاضداد وانما نتحدث عن ضدين يكونان المجتمع الراسمالي، الضد الراسمالي والضد البروليتاري وسائر الكادحين. لا اعلم ان كان يعقوب يؤمن بوجود مثل هذا التناقض في المجتمع الراسمالي. ولكن الذي يحدث دائما وحتما، حين يصبح من الضروري قلب النظام الراسمالي عن طريق الثورة ولا توجد الظروف اللازمة لتحقيق هذه الثورة تحدث الازمات وخلالها يتحتم فناء الضدين، الجانب الراسمالي، والجانب البروليتاري.
في حينه اخبرت يعقوب ابراهامي بان انجلز عند اتخاذه مثال البيضة لشرح القوانين الديالكيتية عبر عن ظاهرة فناء الضدين بقوله اذا لم ينجح الفرخ بتحطيم قشرة البيضة فلا تبقى البيضة بيضة ولا يبقى الفرخ فرخا. ولكن مع الاسف لم استطع اقتباس ذلك من مصدره لاني لم اتذكر الموضوع الذي قراته بهذا الصدد قبل اكثر من خمسين عاما.
ولكن حبيبة وجدت في هذه المقالات من الكتاب العبارة التالية:
" يقول ماركس في "البيان الشيوعي" : "ان تاريخ كل مجتمع حتى يومنا هذا (ثم يضيف انجلس: فيما عدا المشاعية الابتدائية) لم يكن سوى نضال بين الطبقات... وكانت بينهم حرب مستمرة، تارة ظاهرة وتارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع باسره، واما بانهيار الطبقتين المتتناضلتين معا..." (ص ٢٦ )

ان ماركس لم يطلق على هذا القانون اسم فناء الضدين ولكنه اسماه انهيار الطبقتين المتناضلتين معا. وليعقوب ان يقارن بين قول انجلز عن انتفاء البيضة والفرخ وبين الانهيار للطبقتين المتناقضتين وبين فناء الضدين.

احد الحجج التي تبين ان الماركسية ليست علما اقتبسه يعقوب من محمد الذي جلب انتباهه الى ان العلم موضوعي غير منحاز وان الماركسية منحازة طبقيا ولذلك لا يمكن ان تكون علما. وحول تحيز او موضوعية العلوم جاءت العبارة التالية:
"ليس بالامكان توقع موقف آخر (من معاداة الماركسية) اذ لا يمكن ان يكون ثمة علم اجتماعي "غير متحيز" في مجتمع قائم على النضال الطبقي. فكل العلم الرسمي والليبرالي يدافع، بصورة او باخرى، عن العبودية المأجورة، بينما الماركسية اعلنتها حربا لا هوادة فيها ضد هذه العبودية." (ص ٨٧)
نرى من هذا ان هذه العبارة تميز بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية من حيث موضوعيتها او تحيزها. فبينما تعتبر العلوم الطبيعية موضوعية وغير متحيزة فان العلوم الاجتماعية لن يمكن ان تكون غير متحيزة في مجتمع طبقي.

في ثلاث المقالات الاولى التي كتبها يعقوب ضد حسقيل اجزل في وعوده لقرائه بكرم حاتمي. وعد قراءه بان يثبت ان ماركسية حسقيل ماركسية بدون ماركس، وان ماركسية حسقيل ماركسية دينية ككل دين اخر، وماركسية حسقيل ماركسية جامدة، وعدهم بمقال حول التناقض بين الايمان والعلم، ومقال لاثبات ان ادعاء حسقيل بان الماركسية علم هو ستار علماني للغة دينية، ووعد قراءه بالكتابة عن تجربة سيرن.
ولكن يعقوب اعلن فجأة ان مقاله الرابع هو الاخير. واميل الى الاعتقاد بان يعقوب بكل ما يتمتع به من عبقرية لا يستطيع ان يفي بكل هذه الوعود في مقال واحد. لذلك يمكن القول ان يعقوب انهى مشروعه قبل ان يبدأه. لكي يبدأ مشروعه كان عليه ان يفي بوعده لقرائه على الاقل باثبات عنوان مشروعه ويثبت كيف استطاع هذا الشيطان حسقيل قوجمان ان يزيح كارل ماركس عن ماركسيته ولكنه لم يفعل. كذلك نسي كل الوعود التي قطعها على نفسه فانهى مشروعه. الوعد الوحيد الذي بحثه يعقوب في مقاله الثاني هو ان يثبت ان الماركسية ليست علما فكان اثباته انه لا يستطيع حتى مناقشة الموضوع لجهله في فلسفة العلوم وجهل حسقيل في تعريف العلوم وبذلك برهن انه لا يعلم اذا كانت الماركسية علما ام لا.
فهل حقق يعقوب شيئا مما دفعه الى الكتابة في الحوار المتمدن؟ حدد الاسباب التي دفعته الى الكتابة بثلاثة. اولا الا يترك لحسقيل الكلمة العليا او الاخيرة. ولكن يعقوب لم يرتق في مقالاته حتى الى مستوى يمكن اعتباره الكلمة السفلى.
والسببان الاخران هما ماذا يقول اصدقاؤنا المشتركون والانتقام لكبريائه المجروح لاني قلت له انه لا يعرف المادة. فهل نجح في ذلك؟ ان يعقوب لم يبدأ في اربع مقالاته حتى بالوفاء بواحد على الاقل من الوعود التي وعد قراءه باثباتها في مقالات قادمة.
ولكن هل كانت الاربع مقالات مجرد هراء لا طائل من ورائه؟ بالطبع لا. اعتقد ان يعقوب نجح في هذه المقالات نجاحا باهرا في ان يعرف قراءه على نفسه.
ان ما حققه يعقوب لقرائه هو (مع الاعتذار لكبريائه) انه برهن لهم برهانا ساطعا على جهله المطبق للماركسية وللمادية الديالكتيكية والمادية التاريخية والاشتراكية وللطبيعة والمادة والحركة والقوانين الطبيعية وللانسان والصراع الطبقي والاقتصاد والتاريخ والمجتمع وحتى التناقض بين الايمان والعلم.
هنيئا ليعقوب

ملاحظة: يبدو ان يعقوب يلاحقني حتى بعد ان قررت عدم قراءة ما يكتب. فقد كتب لي احد القراء "لماذا نسمي كارل ماركس وانجلز معلمين ولا نسمي اينشتاين معلما؟" يبدو ان يعقوب اعترض في مقاله على مصطلح معلمي الطبقة العاملة. هناك فرق لغوي بين كلمة عالم وكلمة معلم. العالم هو من يكتشف من قوانين الطبيعة ما لم يعرفه الانسان من قبل. والمعلم من يعلم شيئا لغيره. اينشتاين كان عالما في الرياضيات لانه اكتشف قوانين جديدة من الطبيعة. اما كارل ماركس فاضافة الى كونه عالما لاكتشافه قوانين الحركة كان معلما علم الطبقة العاملة الماركسية دليلها في النضال من اجل انقاذ نفسها من الاستغلال الراسمالي. لذلك نسمي اينشتاين عالما ونسمي ماركس معلما.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع يعقوب ابراهامي 3
- حوار مع يعقوب ابراهامي 2
- حوار مع يعقوب ابراهامي 1
- من ينسى ماضيه لن يعرف حاضره ولا يؤمن مستقبله
- تعددت الماركسيات والدرب واحد
- تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (ثانية)
- تأثير دور الطبقة العاملة على دور الحزب الماركسي (اولى)
- صفحات منسية من الانتصار
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اخيرة)
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (ثانية)
- مساهمة في الحوار مع الدكتور طارق حجي (اولى)
- خطاب لستالين ينشر لاول مرة
- اول ايار يوم الاعتراف بان عمال العالم طبقة واحدة
- دور الحزب الماركسي في الحركة العمالية
- موقع الطبيب في الاصطفاف الطبقي
- متى يجوز لحزب ماركسي الاشتراك في حكومة؟
- سذاجة طرح الماركسية على التصويت
- الحزب الماركسي حزب الطبقة العاملة فقط
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (اخيرة)
- نقاش مع عبد الحسن حسين يوسف (ثانية)


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حسقيل قوجمان - حوار مع يعقوب ابراهامي (اخيرة)