عماد الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 01:10
المحور:
كتابات ساخرة
بيان رقم واحد اعلنته الحكومه العراقيه يشير الى تقدم الجيش العراقى الساعه الثانيه عشر ليلا صوب الحدود الكويتيه وتمكنه من السيطره على كافة اراضيها عند الساعه السادسه فجرا وبدون اية مقاومه !
عائلة ( آل الصباح ) الحاكمه تنتقل بطائره خاصه الى احدى البلدان العربيه الصديقه ويحطون ضيوفا على ملوكها .. أما بقية الساسه الكويتيين فينتشرون فى شققهم الفارهه فى الدول الغربيه .
الجامعه العربيه باشرت فورا عقد جلسه لدراسة الوضع وطالبت بعقد اجتماع طارىء للرؤساء العرب ورفع توصيه الى اللجان المختصه للبدء بتحضير بيان استنكار لتكرار الغزو العراقى للكويت بتعديل بعض الفقرات الوارده فى بيانات الاستنكار الروتينيه الموجوده فى ارشيفها والمرميه بشكل مبعثر على ادراج مكاتبها .
الامين العام للامم المتحده يدين الغزو ويدعو الدول الاعضاء لاجتماع طارىء لدراسة الوضع وتحديد الخطوات اللاحقه لاخراج الجيش العراقى.
هلاهل واعراس يعيشها العراقيون بعودة الفرع الى الاصل وفرحين بالرد على التصرفات العدائيه المتكرره للحكومه الكويتيه وساستها تجاه العراق وقادته ويطالبون الجيش العراقى بسرعة الانسحاب بعد انجاز المهمه .
اما الشعب الكويتى فيندب حظه ويدين حكومته وساسته على جهلهم السياسى وعدم طى صفحات الماضى ونسيان ذكريات الغزو الاول والاستمرار بعدائهم للعراق وشعبه.
ودخلت الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونيه العربيه والعالميه هى الأخرى فى عرس كبير لانها عثرت على ماده اخباريه تغنيها لشهور او سنين .. وبدأ محللوها السياسيين يمارسون نشاطهم الفلسفى فى تحليل الاسباب وكل منهم يفسر تكرار الغزوعلى مزاجه واهوائه .. فمنهم يعزيه لاستمرار الكويت فى نهب الثروات العراقيه ومنها حفر آبار النفط المائله والتجاوز على الاراض الحدوديه والضم الغير شرعى للكثير منها يضاف لها استمرارهم المطالبه بالتعويضات الباطله التى ترتبت على الغزو الاول.. والاخر يقول انها رد على التحركات العدائيه المستمره لوزراء الخارجيه الكويتيين لدى الامم المتحده ورؤساء العالم والتى اكدت الاحقاد الكويتيه وروح الانتقام التى لاتنتهى ابدا .. واكثرهم يعزيها الى الاصرار الكويتى على بقاء العراق تحت طائلة البند السابع الذى يعنى نقص السياده العراقيه وضعف النشاط الاقتصادى واستمرار الفقر والتجويع لشعبه.
تفسيرات كثيره لايمكن حصرها فى مقال واحد وخلاصتها .. ان الغزو الثانى جاء ردا على استمرار الانتقام الكويتى من العراقيين حكومة وشعبا وتحميلهم مسؤولية الغزو الاول والى الابد !
وعذرا عزيزى القارىء .. لقد صحوت من نومى فجأة وتبين ان كل هذه الاحداث مرت كالبرق فى حلمى .. واتمنى ان تبدل الحكومه الكويتيه سياستها فى التعامل مع العراق حكومة وشعبا لكى لايصبح هذا الحلم حقيقه !!
#عماد_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟