رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 2722 - 2009 / 7 / 29 - 05:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أخرجوا من صمتكم أيها الكتاب، أخرجوا من خندق التخصص بالكتابة أيها الكتاب، فإن من الأشياء التي لا ينتبه إليها الكثير منكم أيها الكتاب وخاصة أنتم الذين تتركز كتاباتكم في الدين، وفي مختلف التيارات الفكرية والعقائدية، حيث من الممكن أن تذهب حياة بعضكم في شيء واحد، وهو الجدال في الدين أو الحديث عن الدين، دون النظر إلى أن هناك آلاف الأشياء ويجب على كل من له قدرة على الكتابة أن لا يتجاهلها، سواء كان يكتب في مجال الدين أو غيره، وإن أي مجتمع لم ينهض إلى الأفضل إلا بالتوازن حتى فيما يكتب أو يقال في وسائل الإعلام.
فماذا لو انتبه هؤلاء الكتاب والإعلام الذي يستنزف الكثير والكثير من الوقت عن أخبار أهل الفن وأهل الرياضة وما شابه ذلك، والأهم من كل ذلك لا يكتب عنه أو يذكر في وسائل الإعلام إلا القليل، مثل الفقراء المعدومين في بلد الحضارة مصر وكأن فقراء مصر ليس لهم نصيب إلا في الحزن والحسرة، فما فائدة الكتابة طالما أنها لن تعود بالنفع على المجتمع، وما الفائدة من كتابة أي كاتب لا ينتقد الجوانب السلبية في المجتمع، حتى يكون صادق فيما يكتب، ولا يتحجج هؤلاء الكتاب بما يعرف أو يسمى خندق التخصص في الكتابة، أي الهروب من قول الحق، ثم هل الدفاع عن الفقراء أو المظلومين في المجتمع تحتاج إلى تخصص؟!..
وليتخيل أي فرد منا أنه يركب سيارة مع أحد الأشخاص ثم يقوم هذا الشخص الذي يقود السيارة بالميل يمين وشمال على الطريق، ليهوي بك في وادي أو في بحر، هل ستنتظر وتقول أنا لست متخصص أم أنك وبدون سابق إنذار سوف تقول على الفور لهذا الشخص الذي يقود السيارة أنك مخطئ على هذه القيادة الغير مستقيمة؟!.. ومن الممكن أن نتضرر، هكذا المجتمع، حين ترى الفساد والذين يتناوبون على نهب مال الدولة ويتحجج أي كاتب أن ينتقد هؤلاء يعد مشارك في هذا العمل القذر، وما نشر مؤخراً في بعض الصحف المصرية وإحدى القنوات الخاصة فلهم الشكر على ذلك حيين كشفوا عن أحد الوزراء الذي يتقاضى في الشهر أكثر من مليون جنيه، ماذا يفعل هذا الوزير هو وغيره؟!.. غير أنهم يتناوبون على سرقة أموال الدولة كما قلت، جهاراً نهاراً، ويوجد ملايين من المصريين لا يمتلكون أي شيء، على مرأى ومسمع من هؤلاء في بلد الأزهر الشريف كما يقولون، أو بلد الإهرامات، ولهذا أقول أخرجوا من صمتكم أيها الكتاب، وانتقدوا هؤلاء لنعريهم أمام الناس والعالم، لربما يستحي هؤلاء الذين أفقروا مصر ومن عليها.
وأتمنى أن يخرج من مصر كاتب يأخذ جائزة نوبل في الدفاع عن الفقراء وأعتقد أفضل شيء أن يدافع الإنسان عن أخيه الإنسان.
رمضان عبد الرحمن علي
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟