أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد سيد رصاص - الاضطراب اليمني















المزيد.....

الاضطراب اليمني


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2722 - 2009 / 7 / 29 - 07:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لم يمر تنظيم في تاريخ اليمن الحديث كان يحوي في تركيبته الاجتماعية تمثيلاً للبنية المجتمعية اليمنية بتنويعاتها المناطقية المتراكبة مع الطائفية ،وهذا يشمل كل شطر على حدة،وبالطبع أيضاً اليمن الموحد الذي حصلت وحدته في يوم 22أيار1990،الشيء الذي رأينا مفاعيله في انتخابات برلمان1993لماحصل حاكم الشطر الجنوبي السابق،أي الحزب الاشتراكي،على ستة وخمسين من مقاعد مناطق "اليمن الجنوبي" البالغة تسعة وخمسين.
إذا أردنا تطبيق ماسبق على تاريخ اليمن منذ يوم26أيلول1962،تاريخ الثورة ضد الملكية،فإننا نجد أن الحرب الأهلية التي أعقبت ذلك اليوم قد تواجه فيها الملكيون،المتواجدة قواعدهم الاجتماعية بين شمال صنعاء حتى صعدة عند المنتمين إلى الشكل التقليدي للمذهب الزيدي،مع الجمهوريين الذين توزعوا بين زيديين(متأثرين باتجاه زيدي مقترب من السُنة،بدأ منذ ابن الوزير اليمني – ت 1436م-)كانوا من اتحاد قبائل حاشد المتواجدة في المناطق المحازية لصنعاء بزعامة آل الأحمر والمعارضة للإمامية،و بين بعثيين متمركزين في الوسط الزيدي،و ناصريين و"حركيي" حركة القوميين العرب الذين كانوا أساساً من المذهب الشافعي المتمركز جنوب مدينة صنعاء وفي الساحل،والذي كان يمثل معتنقوه نصف سكان الشطر الشمالي،فيماكان تنظيم "الحركيين"في الجنوب،أي (الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل)،متركزاً أساساً في لحج وحضرموت وأبين،بينما استندت (جبهة تحرير الجنوب المحتل)إلى قاعدة عمالية في مدينة عدن.
كان حسم(الجبهة القومية)للوضع على الأرض ضد غريمها الجنوبي الآخر،الموالي للقاهرة،مؤدياً بالبريطانيين إلى تسليم مقاليد الشطر الجنوبي(كل مسلميه من الشوافعة)لها في يوم30تشرين الثاني1967.سبق هذا الحدث الجنوبي بأسابيع حدث آخر في صنعاء لم يكن أيضاً لصالح الرئيس عبد الناصر،الخارج لتوه من هزيمة 5حزيران،لماأُبعد المشير السلال،والناصريون و"الحركيون" ،من الحكم لصالح"الجمهوريين المعتدلين" الذين ضموا تحالفاً من الاسلاميين التقليديين الزيديين(الشيخ حسين عبد الله الأحمر)مع اسلاميين سُنة من الإخوان المسلمين وغيرهم،كانوا جميعاً منحدرين من بقايا حركة17شباط1948 التي انقلبت وقتلت الإمام يحيى قبل أن تفشل،ليعودوا ويشاركوا في انقلاب1962،كما ضموا بعثيين .
كان حسم(حكم5نوفمبر1967)للأمور ضد غلاة الملكيين في حصار صنعاء(كانون أول67-شباط68)وضد التمرد العسكري الذي قام به"الحركيون"في 23آب1968- مؤدياً إلى تمهيد الطريق أمام مصالحة"الجمهوريين المعتدلين"مع "الملكيين المعتدلين"(بدون عائلة الإمام وأنصارها)في يوم26آذار1970 بجدة تحت رعاية الملك فيصل.قاد هذا لأن يعيش اليمن الشمالي استقراراً سياسياً ،ماعبرً عن قاعدة اجتماعية واسعة للحكم،حتى أتاحت خلافات البعثيين(الدكتور محسن العيني- المقدم مجاهد أبوشوارب)مع أركان الحكم الآخرين(الرئيس الإرياني- الشيخ الأحمر)مجالاً للمقدم ابراهيم الحمدي ذو الأصول"الحركية"لكي يقوم بانقلاب13حزيران1974،بالتعاون مع البعثيين والناصريين،ليدخل في صدام مع الرياض ،ويتقارب مع يساريي عدن،مادفع اليمن الشمالي لأن يعيش في فترة من اللااستقرار،حتى أدى مقتله الغامض يوم 11تشرين أول1977لعودة العسكر والمدنيين ،الموالين للعاصمة السعودية،للإمساك بمقاليد الأمور،حتى مقتل المقدم أحمد الغشمي بقنبلة كانت موضوعة بحقيبة مبعوث رئيس اليمن الجنوبي،ليستلم المقدم علي عبد الله صالح الأمور في تموز1978مستنداً للرياض ولتلك القوى التقليدية(القبلية والإخوانية)،وهو المنتمي لعائلة زيدية من منطقة صنعاء،بالترافق مع تشدده ضد ماركسيي اليمن الجنوبي(الذين أسسوا الحزب الاشتراكي عام1978) وضد امتداداتهم الشمالية وبالذات بين"الحركيين"المتحولين أيضاً للماركسية.
أعطى هذا الإستناد للسعودية وللقوى التقليدية،مع بعث بغداد المتقاربة بالثمانينيات من الرياض، حكم المقدم صالح استقراراً دام طوال ذلك العقد من الزمن ، حتى جاء الإنهيار السوفياتي مضعفاً يساريي الشمال ودافعاً زعيم الحزب الإشتراكي علي سالم البيض لكي يمارس دور شكري القوتلي مع عبد الناصر(في وحدة سوريا ومصر عام1958) لماوقع اتفاقية عدن للوحدة الإندماجية يوم 30تشرين الثاني1989.
قادت الوحدة اليمنية لإبتعاد الإسلاميين عن الرئيس صالح،مع تأسيسهم ل(التجمع اليمني للإصلاح)الذي جمع الشيخ الأحمر مع(الإخوان)،إلى أن قادت انتخابات نيسان1993إلى انفراز مناطقي جديد بين حزب الرئيس(= المؤتمر الشعبي العام) وبين الحزب الاشتراكي،مع قوة مرموقة للإسلاميين(62301مقعداً)،ماقاد لاحقاً خلال عام من الزمن لتحالف الرئيس مع الاسلاميين ضد حكام عدن السابقين،الذين أعلنوا الإنفصال يوم21أيار1994أثناء مجرى حرب أهلية انتهت يوم7تموز 1994بانتصار عسكري للشماليين.
عاش اليمن،في الخمسة عشر عاماً الماضية،تحت حكم سلطة كانت قاعدتها الإجتماعية الأساسية ممتدة بين صنعاء وتعز مع بقايا جناح الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد الذين أخذ صدامهم مع منافسيهم في الحزب الاشتراكي يوم13يناير1986طابعاً مناطقياً بين أبناء عدن- أبين- شبوة وبين أبناء لحج(علي عنتر- علي شايع هادي- صالح مصلح قاسم)وحضرموت(علي سالم البيض- حيدر أبوبكر العطاس).في الوقت نفسه فإن هزيمة جنوبيي الحزب الاشتراكي في حرب1994قد قادت إلى تهميش الحضارمة واللحجيين،بالترافق مع تعيين نائب رئيس الأركان السابق الموالي لعلي ناصر،أي عبد ربه منصور هادي،نائباً لرئيس الجمهورية بدلاً من علي سالم البيض،وهو من محافظة أبين،تماماً كماأدت مصالحة1970إلى تهميش ملكيي منطقة صعدة وزيديتها التقليدية.
انفجر تمرد(الحوثيين)في حزيران2004 بصعدة ، وهم من الزيدية التقليدية الأقرب للشيعة والذين لايعترفون بشرعية جمهورية26سبتمبر1962.بعد ثلاث سنوات،بدأ "الحراك الجنوبي"في نيسان2007،المتمركز أساساً في حضرموت ولحج،تحت يافطة شعارات مطلبية(= إعادة العسكريين والمدنيين المفصولين إثرحرب1994وتسوية أوضاعهم،وقف امتلاك المتنفذين الشماليين لأراضي كانت مصادرة من حكومة الشطر الجنوبي، مشاركة أهل الجنوب في الإدارة والمناصب)ليصل هذا"الحراك"إلى حدود مطالبة أحد قادته،وهو العميد السابق ناصر النوبة،بإستقلال الجنوب إسوة بإستقلال كوسوفو في شباط2008،بالترافق مع نزعة جنوبية مناطقية(ممزوجة بطائفية ضد الزيدية)لاتلوي على شيء،وصلت احدى مفاعيلها إلى حدود أن تنزع صورة الشمالي عبد الفتاح اسماعيل من يافطة (شهداء أحداث13يناير1986)في احتفال جنوبي بالذكرى الرابعة والأربعين لثورة 14أوكتوبر1963 التي أشعلتها(الجبهة القومية) بالجنوب اليمني ضد البريطانيين من ردفان بلحج ،مع أنه كان العمود الفقري لتلك الجبهة في كفاحها ضد البريطانيين،ثم في بناء ومسارالشطر الجنوبي خلال عقدين من بدء تاريخ قيام جمهوريته.
السؤال الرئيسي الآن:إلى أين سيسير اليمن؟..........هل إلى28أيلول1961يمني؟..........أم سيتفادى ماحدث في ذلك اليوم الذي انفصمت فيه عرى الوحدة المصرية السورية؟.......






#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية
- ايران:هل ستكون المآلات سوفياتية أم صينية؟
- إريتريا: تعويم دور دولة صغيرة ثم اغراقه
- واشنطن وتل أبيب: تاريخ الصدام
- الهند: اقتراع الديموقراطية الأكبر في العالم!
- دارفور:النزاع غير المنسي -
- مسار التحول اليميني الاسرائيلي
- وصول النزاع السريلانكي المنسي إلى مرحلة حاسمة
- إلى أين وصلت حروب ونزاعات منطقة البحيرات الإفريقية الكبرى؟.. ...
- الإمبراطورية والثقافة
- هل الرؤساء الأميركان وجوه متعددة لعملة واحدة ؟......
- مآزق المعتدلين العرب
- ماذا ترتبط الزعامة المصرية للشرق العربي مع تدهوره وسقوطه؟... ...
- العثمانية الجديدة
- هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-
- الهند وباكستان:تغير المواقع
- تبريد لبنان
- الرئيس المدني الذي حجّم العسكر
- بوتفليقة: الرئيس المدني الذي حجَم العسكر
- استخدام اليمين لكارل ماركس


المزيد.....




- قيل له إن جسمه -غير مناسب- لبعض الأدوار.. هذا ما يرويه تيموث ...
- أمريكا تعلن تفاصيل إحباط هجوم -حوثي- بالمسيرات والصواريخ على ...
- فوز ترامب يمنح -تيك توك- طوق النجاة في الولايات المتحدة
- حدث في دولة إفريقية.. ائتلاف الحكومة يحصد -صفر مقاعد- في الا ...
- جنازة جماعية في لبنان لتشييع 8 مسعفين ومدنيين بعد غارة جوية ...
- المزيد من القتلى في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله ...
- سيناتور أمريكي: جيشنا الآن لا يستطيع هزيمة أحد
- رسميا.. ترامب يعين النائب والتز مستشارا للأمن القومي
- محلفون أمريكيون يمنحون ثلاثة ناجين من سجن أبو غريب بالعراق ت ...
- ألمانيا.. توجه حكومي لحظر استخدام غاز الضحك بعد انتشاره الوا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد سيد رصاص - الاضطراب اليمني