أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - طقوس وطوائف














المزيد.....


طقوس وطوائف


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 01:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسبب المناسبات الدينية (الشيعية) لغطاً كثيراً في الأوساط الشعبية والثقافية، خاصة وأنها تتحول لمناسبات (دولة) لا مناسبات طائفة أو شريحة من شرائح الشعب. فأكثرها تعطل الحياة العامة لأيام.. بالتالي فمن الطبيعي أن يحتدم الجدل حولها. لكن من غير الطبيعي أن تصل بعض وجهات النظر في هذا الجدل إلى المطالبة بمنع هذه المناسبات، أو منع الشعائر والطقوس التي تؤدى خلالها، فهذا المطلب خرافي بامتياز، ولأسباب كثيرة منها: أن الدين، وبما فيه من طقوس، يساهم بشكل كبير في تشكيل هوية الشعب، ولا يعقل أن نطالب شعباً ما بنزع هويته.. ومنها أن كل شعوب العالم لديها مناسبات، تتخللها كرنفالات واحتفالات تدوم أياماً وتؤدي بشكل وبآخر للتأثير على الحياة العامة، ومع ذلك تبقى هذه المناسبات محترمة ومكفولة. لكن من الطبيعي جداً أن تطالب بعض وجهات النظر، بأن تقوم الدولة بواجبها في الموازنة بين منح طائفة ما، كامل حقوقها في أداء طقوسها بشكل حر وآمن، وبين منعها من الإضرار بمصالح طوائف وفئات المجتمع الأخرى.
إن عجز مؤسسات الدولة العراقية عن أداء واجب الموازنة هذا، يطرح من جديد وبشكل ملح، أهمية فصل الدين عن السياسية، لأن عجز مؤسسات الدولة ناشي من سيطرة أحزاب الإسلام السياسي عليها، وهذه الأحزاب ليست منصفة أبداً في تعاطيها مع القضاياً ذات العلاقة مع الدين؛ لأنها تقع في الصميم من مصالحها.. إذ لا يمكن لنا أن ننتظر من حزب شيعي ـ يعد نفسه لخوض الانتخابات النيابية ـ أن يضيق على جماهيره (الشيعية) ويجبرها على أن تكون منضبطة خلال أداءها لطقوسها. لا يمكن لنا أن ننتظر مثل هذه الممارسة من أي حزب سياسي ديني، وحتى لو انتظرناها فأنها لن تأتي أبداً. بل الذي سيحصل هو العكس، فهذه الأحزاب ستتخلى عن مواقعها الإدارية المسؤولة، وتنزل إلى الشارع لتشارك الناس في عملية انتهاك الضوابط خلال ممارسة الطقوس، في إطار عملية تملق مكشوفة، الهدف منها إرضاء الناخبين وكسب ودهم. وهذا ما حصل في زيارة الإمام الكاظم الأخيرة. وبذلك تكون أحزاب الإسلام السياسي قد ارتكبت ثلاث جرائم: الأولى بحق الدين، والثانية بحق الجماهير والثالثة بحق الدولة.
أما جريمتها بحق الدين فلأنها حولته لوسيلة تستعملها لتحقيق غاياتها السياسية حتى لو تقاطعت هذه الغايات مع أهداف الدين نفسه، ذلك أن هذه الأحزاب تعلم جيداً بأن الدين الإسلامي لا يجيز أداء الطقوس الواجبة ـ فضلاً عن المستحبة ـ بشكل يُخل بمصالح الناس، لكنها مع ذلك تخفي هذه الحقيقة عنهم خوفاً من سخطهم. وأما جريمتها بحق الجماهير فلأنها ضللتهم وسولت لهم أداء طقوسهم بشكل يتنافى ومبادئ دينهم. أما جريمتها بحق الدولة فتكمن بتعطيلها لضوابط التوازن التي تمنع فئة ما، من استيفاء حقوقها بشكل يصادر حقوق الفئات الأخرى.





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السابعة)
- احزان علي الوردي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السادسة)
- عكازنا مكسور
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الخامسة)
- موتنا الفاخر
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الرابعة)*
- انتحار سياسي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثالثة)*
- خطر الكويت
- علامة تعجب
- لعنة ابليس
- أدباء ومعاول
- اعترافات آخر متصوفة بغداد الحلقة الثانية*
- افتى بها سعد وسعد مشتمل
- اعترافات آخر متصوفة بغداد* (الحلقة الأولى)
- حارس مرمى
- الدين والانثروبولوجيا
- أدونيس يبحث عن العراق.. ثلاث لقطات من مشهد كبير وواسع
- لقد ذهبت بعيدا


المزيد.....




- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - طقوس وطوائف