|
نعم أنا مسلم و لكن....؟!
باهي صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 05:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نعم أنا مسلم... و لكن إلى أيّ درجة ينطبق إسلامي على حقيقة الإسلام الّتي جاء بها خاتم الأنبياء و الرّسل...الحقيقة أنّ إسلامي هو من ذلك النّوع المعدّل أو المنقّح أو المحدّث updated ...إسلام تمّ تحديثه و تعديله و تنقيته و غربلته و لم يُترك منه إلاّ الشّعائر و العبادات مثل الصّلاة و الصّيام و ما يوافق مبادئ المحبّة و الرّفق و الإحسان و حسن الأخلاق....حصل كلّ ذلك في المناهج التّعليميّة الّتي درّسوها لنا خاصّة في مراحل الطّور الابتدائي...كشفوا لنا عن وجهه البشوش الملائكي و غطّوا وجهه البشع الشّيطاني...
فعلا كنّا في نعمة و لم نكن نشعر و أقصد نعمة الجهل بديننا...كان ذلك قبل ظهور الانترنت و المحطّات الفضائيّة الّتي جعلت المعلومات و الأخبار تنساب بين النّاس بسرعة و سهولة و غزارة غير مسبوقة، في الوقت نفسه قلّصت تلك الإنجازات العلميّة الباهرة الّتي أبدعها سكّان دار الكفر كوكبنا الأرض المترامي الأطراف بالنّسبة لحجمنا...قلّصته إلى قرية عالميّة صغيرة لا تختلف أقرب نقطة فيه عن أبعدها.... قبل هذه الثّورة العلميّة الّتي لا ناقة لدار الإسلام فيها و لا جمل، و لا حتّى تيس أو بغل...كنت فرحا مزهوّا بديني الإسلام، كان عندي اليقين من أنّه هو الدّين الصّحيح لا بل كنت أشارك باقي إخواني في الدّين فخرهم و مباهاتهم به باقي الشّعوب و الأمم...لماذا...؟!
لأنّه و قبل ذلك و إلى غاية بداية الثّمانينات على ما أظنّ تمّ تطعيم المناهج التّعليميّة (عندنا في الجزائر) بإسلام معدّل مغربل منقّح على المقاس...حتّى أئمّة المساجد كان التّكوين الّذي يتلقّونه و الدّروس و الخطب الّتي تأتيهم مطبوعة من الوزارة الوصيّة، كانت كلّها انتقائيّة مغربلة...كنّا فضلا عن ذلك شبه معزولين عن العالم و لم تكن لنا علاقات مباشرة بالمنيكة العربيّة السّعوديّة و إن كانت الشّرارات الأولى لفكر الإخوان وليد السّلفيّة الوهّابيّة قد بدأت تقدح هنا و هناك و تشعل نيران الصّحوة الإجراميّة أقصد الإسلاميّة المزعومة الّتي لم نكن نعلم أنّها صحوة للتّخريب و الفوضى...صحوة للكراهيّة و الرّعب و البشاعة...لم نكن ندري أنّها صحوة لإقامة مملكة الشَّعر(بالفتحة فوق حرف الشّين) و الملتحين و المقصّرين وذوي الوجوه العابسة المتجهّمة المرعبة..مملكة السّواد و أكياس القمامة المتحرّكة... و الأهمّ من ذلك كلّه أنّه لم يدر بخلدنا أنّها صحوة لإحياء فريضة الجهاد الغائبة بين المواطنين و أفراد البلد الواحد بعد تقسيمه إلى فرقتين الأولى موعودة بالنّجاة من النّار و الثّانية تشمل العصاة و الكفرة و الزّنادقة و أتباع الطّاغوت و المتخاذلين، و كتحصيل حاصل انتهى الأمر إلى انطلاق الحرب المقدّسة بادرت إليها مجموعات المسلّحين و فرق الموت و المفجّرين و الانتحاريين و قاطعي الرّؤوس في عدد من الدّول العربيّة و الإسلاميّة...في الوقت نفسه كانت البلاد تشهد مدّا جارفا لا مثيل له راح يجرف في طريقه كلّ ما عرفناه و ما انتقيناه و نقّحناه من ديننا..المدّ الّذي تمثّل أساسا في كمّ هائل غير منقطع من دوريّات و كتيّبات و شرائط سمعيّة بدأت تصل النّاس عبر البريد مجّانا لتعيد رسكلتهم و تعليمهم دينهم على نهج السّلف الصّالح...كانت تلك البعائث تأتي أساسا من السّعوديّة بدعم و تمويل من ثروة البترودولار الّتي هبطت على سّكانها الرّعاة الأجلاف من السّماء بلا تعب بفضل الشّركات الأمريكيّة و الأوروبيّة...و انتهى حالنا إلى إغراق الأمّة من أقصاها إلى أقصاها بقنوات فضائيّة تمارس التّجهيل و التّنويم و المتاجرة بالدّين عن طريق أرمادة من الجهّال و التّيوس و الدّجاّلين و المنافقين الّذين لا يعنيهم غير حساباتهم البنكيّة و بطونهم و ما تدلّى بين أفخاذهم...!
و الآن بعد أن أتاح لي قوقل و مكّنني من الإبحار بيسر و أمان كيفما شئت في التّراث الإسلامي...في مصادره المختلفة و المتنوّعة و عبر اجتهادات و تأويلات رجالاته و مشايخه و بين متاهات و دهاليز نِحله و طوائفه و مذاهبه...أدركت و يا لهول المفاجئة أنّي و الغالبيّة العظمى من المسلمين بعيدون كلّ البعد عن دين الإسلام الحقّ الّذي جاء به خاتم الأنبياء و الرّسل و أنّ ابن لادن و الزّرقاوي و الجماعات الإسلاميّة الدّمويّة و كلّ من كان على شاكلتهم و سار على منهاجهم هم الأقرب إلى إسلام السّلف و هو الإسلام الصّحيح و هم بذلك شاء من شاء و أبى من أبى خير من يتمثّله و يمثّله...رغم أنف فئة جديدة من رجال الكهنوت و أوصياءه ظهرت خلال أكثر من ثلاثة عقود يسمّون أنفسهم بدعاة الوسطيّة و على رأسهم البيدوفيلي يوسف الضّرطاوي... فبعد أن عجز المسلمون عن التّوفيق بين الحقائق الدّينيّة المعلّبة و مستجدّات العصر هبّ هؤلاء (دعاة الوسطيّة) إلى نجدتهم عبر أسلوب احترافي تمويهي تعموي يرتكز أساسا على الكذب و السّفسطائيّة و الانتقائيّة و المراوغة و ليّ معاني الكلمات و النّصوص المقدّسة للوصول إلى أيّ مخرج مشرّف أو الخروج بأيّ طريقة و بأيّ ثمن بنتائج توفيقيّة متجانسة بأكبر قدر ممكن مع كما قلنا حقائق العلم و مستحدثات العصر الحديث...و هذا شيء وجد لدى كثيرا من أتباع الدّيانة المحمّديّة قبولا و استحسانا خاصّة و أنّ هؤلاء يعتمدون بالدّرجة الأولى على شيوخهم عبرالمشافهة و الاستماع إليهم و يستثقلون أو بالأحرى يهربون من القراءة و البحث حتّى و هم في عصر الانترنت...!
لماذا ابن لادن و جماعته و السّائرون على دربهم أصدق و أقرب إلى دين الإسلام...؟! لنلخّص الموضوع في نقاط قليلة و من أراد التوسّع و البحث فقوقل بين يديه و رهن إشارته..!
- الإسلام يأمرنا بالاحتكام إلى القرآن و السّنة. - الإسلام يأمرنا بازدراء و احتقار المواطنين في نفس الوطن الّذين هم على غير دين الإسلام، لا بل يأمرنا بالإغلاظ عليهم و عدم إلقاء التّحيّة لهم و إرغامهم على دفع الجزية و مقاتلتهم و استحلال دمائهم و أموالهم و أعراضهم إن هم لم يُسلموا و اختاروا الثّبات على دينهم. - الإسلام يأمرنا بقطع رأس المرتدّ و تارك الصّلاة إن لم يعلنوا توبتهم و يعودون إلى أحضان الدّين. - الإسلام يفرض على المرأة الحجاب الشّرعي كما يأمرها بأن تلتزم بيتها و لا تخرج منه سوى إلى القبر أو بيت زوجها. - الإسلام شرّف المرأة و صان كرامتها بوصمها بالعورة (تلتصق بها من مهدها إلى لحدها) و بأنّ غالبيّة سكّان النّار من بني جنسها، كما رهنها و رهن حياتها و أوقف رضى اللّه و سخطه على مدى تفانيها في خدمة زوجها و إرضائه ثمّ حوّلها في عين المجتمع إلى مجرّد موضوع جنسي أو بالوعة يستفرغ فيها الرّجل سوائله المنويّة و قت ما يريد... - الإسلام يبيح الاسترقاق و استعباد النّاس و امتلاك الجواري و الغلمان و يفرّق بين الإماء و الحرائر و بين العبيد و الأحرار ثمّ لا يجد أيّ غضاضة في بيعهم و شرائهم و امتلاكهم مثل أيّ شيء أو أيّ سلعة في السّوق. - الإسلام يعتمد على عقيدة الولاء و البراء و يقسم العالم إلى دارين لا ثالث لهما دار الكفر و دار الإسلام...لذلك على المسلمين أن يوالون بعضهم البعض و يعادون غيرهم من أتباع الدّيانات الأخرى. - الإسلام يأمر برضاعة الكبير لتحليل الخلوة بين الرّجل و المرأة و يشجّع على نكاح الطّفلة و تفخيذ الرّضيعة. - الإسلام يأمرنا بقطع يد السّارق و رجم الزّاني و الزّانية. - الإسلام يقوم على مبدأ مقدّس يهدف إلى إثبات الولاء للّه و لرسوله و محاربة الكفّار و الضّالين و كلّ ذلك لن يتحقّق إلاّ عن طريق الغزو و الجهاد لأنّه (دين الإسلام) في جوهره و فلسفته العليا عقيدة جهاد بالدّرجة الأولى، يتمّ إعداد المسلم و تهيئته و هو طفل إلى أن يبلغ أشدّه و قد تشرّبت كلّ خليّة من عقله أهمّية القتال أو الجهاد في سبيل اللّه بغرض إثبات ولاءه للّه و رسوله و لإخوانه في الدّين و من ثمّة السّعي إلى الفوز بالجنّة عبر نشر الدّعوة و محاربة الكافرين إلى أن ينال إحدى الحسنيين إمّا الشّهادة أو النّصر.
و السّؤال المطروح "من نجد الأقرب لدين الإسلام..هل ابن لادن و كلّ من كان على شاكلته أم الغالبيّة العظمى المتهالكة المتهافتة كالقطعان الهائمة المخدّرة من عامّة المسلمين أمثالي....؟!
إسلام ابن لادن و المجاهدين في أفغانستان و الصّومال أقرب إلى جوهر الإسلام و حقيقته و عليه فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر....!
#باهي_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احتقان، شغب..و سخط عامّ! (1)
-
مقدّمة رواية كرة الثلج الصّادرة في سنة 2006
-
تُرى هل العين حقّ أم مجرّد خرافة و ظاهرة غباء و تخلّف...؟!
المزيد.....
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
-
قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى
...
-
المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو
...
-
استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|