أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد ربه العنزى - أطفال :باتنة: أيا باب من الجنة














المزيد.....

أطفال :باتنة: أيا باب من الجنة


عبد ربه العنزى

الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 08:30
المحور: المجتمع المدني
    


كان حظي طيبا أن أكون برفقة أطفال فلسطين الذين يزورون الجزائر،من جيجل انطلقت رحلة الأطفال إلى ولاية قسنطينية حيث أخذت مشاهد الطبيعة بين الولايتين الساحرتين مجامع القلوب،كان البرنامج يتضمن استقبال والي قسنطينية لأطفال فلسطين، والذي عكس بدماثة وكرم عمق فلسطين في قلوب الجزائريين،وكان الموعد الثاني في التلفزة المحلية في قسنطينية،دخل أطفال فلسطين إلى الاستديو ليشاركوا مع أطفال أتوا من ولاية باتنة لتقديم أنشودة تضامنية مع أهل غزة،كان الأطفال قد قدموا من مدرسة حي العقيد سي الحواس في باتنة،تتقدمهم مديرة المدرسة التي تشع نشاطا وحماسا وتألقا السيدة عواشرية غريب زهرة،ومعها مؤلف الأنشودة وملحنها الأستاذ عمارة حمودي،راقبت بتمعن وجوه الأطفال الجزائريين وحركاتهم حينما بدأت المجموعة بالتدرب على الأنشودة قبل تسجيلها تلفزيونيا،رأيت أطفالا بعمر الزهور ،وجوها لملائكة، قلوبا بريئة، تنشد بصوت يأتي من أعماق القلب،كانوا مع كل كلمة يهزون الفؤاد وهم ينشدون "آيا باب من الجنة"،راقبت عيونهم وهي تغني ..تصرخ..تتوحد مع حزن غزة وعذابها،رأيت أمتي الواحدة في جمع أطفال باتنة،شاهدت سند فلسطين وظهرها الصلب،شعرت أن الأطفال يقفون على باب من أبواب القدس،أخبرتني السيدة الرائعة عواشريةغريب زهرة أنهم تدربوا شهورا على تقديم هذه الأغنية إحساسا منهم بمحنة غزة يوم دكها الموت الصهيوني،وأنهم بأنشودتهم يؤكدون قدسية الدم العربي المسلم،وأنهم بصوتهم وبأنشودتهم يعلنون عن شرف الأمة وكرامتها.
أطفال باتنة الذين انشدوا مع أطفال غزة "آيا باب من الجنة" جعلوني اكتشف المعنى الذي يتجاوز لحن الأنشودة وجماله،أو عمق الكلمات رغم بساطتها،انه درس كيف تربي الأمة أبنائها على أن تكون فلسطين حاضرة في أول مراحل تكوين الوعي العربي والإسلامي،معروفة في عقول صغارنا،موجودة في الوجدان الذي يتشكل،لأننا حين ننسى فلسطين كأمة ،فإننا ننسى جانبا حيويا من قوميتنا وديننا وأخلاقنا،إن حضور فلسطين في إحساس أجيال الأمة يعني أن فلسطين ستظل قادرة على المقاومة،انه درس يجب تكريسه في كل بقاع العرب وأصقاع البلاد الإسلامية،معناه أن تكون فلسطين جزء من التكوين والتنشئة لأجيال يسرقها النت والهاتف الخلوي ومسابقات كرة القدم وعضلات السينما الأمريكية.
أطفال باتنة الذين انشدوا لحنهم لفلسطين كانوا يرتلون ترانيمهم انتصارا لكرامتهم،تواصلا مع هوياتهم،كانت تعبيراتهم صادقة،عميقة،مؤثرة،متوهجة،لأنهم انشدوا لفلسطين بقلوبهم،بإحساسهم المرهف الغض،ترجموا فزعهم من لون الجريمة السوداء التي ترتكبها إسرائيل بفلسطين وأهلها،كانوا يبكون،يصرخون،يستغيثون،يتألقون بأصواتهم التي لم تفسدها مرارة الصمت والخنوع.
وقفت برهة أفكر،ألا يعطي أطفال باتنة درسا قاسيا للقمم العربية التي لم نسمع منها إلا نشازا،وهوانا،وقلة الحيلة،والريبة،وتثبيط الهمم،أطفال باتنة فعلوا ما ملكت أيديهم،وبما جادت بها قرائحهم،لكن القمم العربية عكست فشلا في العمل الجماعي الذي أتقنه أطفال باتنة في غنائهم،أخفقت القمم في الصراخ والبكاء على فلسطين وفعله الأطفال.،تراجعت وتيرة خطاب الإدانة في حين صعده أطفال باتنة،سمعنا من القمم العربية نشازا في حين طرب قلوبنا لنشيد أطفال باتنة،لم يجهزوا في القمم العربية او يتعاونوا او يتناغموا على لحن واحد،في حين اجتهد وتجهز وتعاون وتوحد أطفال باتنة من اجل فلسطين،صحيح أنها مجرد أنشودة لأطفال صغار لكنها درس في الحب والانتماء والتنظيم والحماسة،لو تقمصت أرواح الأطفال أجساد الزعماء العرب ،فما أظن حينها أن فلسطين ستهان على مراي من الأشقاء.



#عبد_ربه_العنزى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام فى خدمة العنصرية
- رحلة الى القدس


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد ربه العنزى - أطفال :باتنة: أيا باب من الجنة