أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - هذيَانُ ديكِ الجنِّ الحمصيِّ الأخيرُ














المزيد.....

هذيَانُ ديكِ الجنِّ الحمصيِّ الأخيرُ


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 11:08
المحور: الادب والفن
    




مُطفأٌ مثلَ قنديلِ عينيكِ في هدأةِ الفجرِ..
فوقَ غصونِ الشرايينِ
تعدو الوساوسُ خلفي كليلِ الشياطينِ
في خطوتِكْ
تحاصرني في زوايا الكلامِ
ويخنقني شبحي المتمثِّلُ في صورتكْ

مُشعلٌ بدمي.. مُطفأٌ.. مُرجأٌ
مثلَ زرقةِ صوتكِ... كالطفلِ في اليمِّ
يا نورسَ الروحِ... يا ندمَ الشعرِ
يا شغفي بالنصاعةِ في خنجرِ الحُبِّ
يا ماءَ ضلعي وجمرةَ دمعي الحبيسِ...
نداءَ دمي في النجومِ...

شفاهُكِ معصيتي...
حطبُ الشهوةِ البِكْرِ
سُلَّمُ روحي إلى النارِ
في وهدةِ الندمِ المُرِّ...
وجدي المُعلَّقُ مثلَ التمائمِ فوقَ الجبالِ
وفي معصمِكْ

شفاهُكِ هاويتي في أقاصي سدومَ
وعيناكِ نهرا هَوانْ
وطعمُ الرمادِ المُطيَّبِ سرِّي وسرُّكِ
أحشو بهِ رئتي وعظامي لتَجهشَ بالضوءِ
إذْ ينتهي العاشقانْ
ثُمَّ أطلو بهِ ريشَ زهوي وعُرفي
لكيْ تستقيمَ الخطيئةَ...
كَيْ يستقيمَ البيانْ
ها هنا تنتَهي رغبتي في بُكاءِ الكمانْ

مُقسَّمةٌ في جميعِ النساءِ... موحدَّةٌ فيَّ أنتِ
وضائعةٌ في خلايايَ ملءَ الفراغِ
ومرهونةٌ لزهورِ الغوايةِ في كاحلِ الأرضِ
يا وردُ يا لعنتي في الحياةِ العقيمةِ
يا ما عصى المُخمَلُ الرَخْصُ منِّي
ويا نقْصَ ما في ضلوعي من الطينِ
يا وشمَ أفعى مُطهَّرَةٍ في العُنُقْ
ويا فتنتي فوقَ أرضِ الصراطِ... وسرَّ الشفَقْ
تُسمِّيكِ أشجارُ حمصَ عروسَ السماءِ
يُضيئكِ حبرُ القلَقْ

مُوزَّعةٌ في الليالي التي انطفأتْ
مثلَ شمعِ الشرايينِ
مسكونةٌ بالبحارِ الأليفةِ
منثورةٌ كالغمامِ الزجاجيِّ فوقَ دموعِ الطُرُقْ

كنتُ أبحثُ عن وجهِ معنايَ فيكِ
فتحملني غُربتي مثلَ طيرٍ شريدٍ
إلى ما وراءَ الأفقْ

نداؤكِ ألفُ شتاءٍ يصيحُ بأقصى دمائي
ويطلعُ كالزنبقِ المتهدِّجِ من بحرِ رملي
ويبزغُ كالنهرِ من لمسةٍ لرمادِ بُكائي

ذراعايَ أُغرودتانِ تهزَّانِ ليلكِ
ذئبانِ يقتتلانِ بسهلكِ
عندَ المساءِ
هلالانِ يقتحمانِ حزيرانَ
أو خنجرانِ يلُفَّانِ خصركِ
فيما وراءَ الحياةِ
ذراعايَ أُغرودتانْ
وخصرُكِ عرسٌ لحمصَ التي
انبثقَتْ من منامي كحلمِ النبيِّ...
لحمصَ الفتاةِ التي فيكِ أحبَبتُ.. أو مهرجانْ

هَلْ كانَ عليَّ لكَيْ أُثبتَ برهانَ الحبِّ
الصارخِ فيَّ وفي لغةِ الأشياءِ
وفي أقصاكِ إلى أقصايْ
أن أصنعَ من جسدي منفايْ..؟
هل كانَ عليَّ مُراودةُ الجُرحِ الناغرِ
في جسدِ الليلِ بزهرٍ غامض؟
ودفعُ حياتي ثمناً للحُبّْ؟
هل كانَ عليّْ...
قتلُكِ يا توأمَ روحي
كيْ أُثبتَ لكِ برهانَ الحُبّْ..؟

تصحو دمائي على أطرافِ أُغنيةٍ
زرقاءَ يحملها نهرٌ إلى الأبدِ
وأنتِ ما أنتِ..؟ ما هذا التمنعُّ في
حريرِ قلبكِ إذ يبكي وراءَ يدي
أنحَلَّ مثلَ رفيفِ الضوءِ في جَسَدٍ
ناءٍ وأجمعُ طيفي منكِ في جسدِ
تصحو دمائي وأحلامي تراودها
عن ضجعةٍ في خيالِ الشاطئِ الغَرِدِ
خلَّفتُ ذاتي ورائي في سرابِ رؤىً
وجئتُ أبحثُ في عينيكِ عن أمدي
وأنتِ لا حمصُ لا قوسُ الحمامِ ولا
أشجارُ روحي ولا حزني ولا بلدي
أصبُّ عطرَكِ في كأسي وأشربهُ
ناراً تُعشِّشُّ في قلبي وفي كبِدي
أصبُّ عطرَكِ موَّاراً أربُّ بهِ
نبتَ الحشا الغضَّ بينَ النارِ والبَرَدِ

مُطفاٌ مثلَ قنديلِ عينيكِ
في هدأةِ الفجرِ
لا سرَّ لي في دمائكِ..
لا ظنَّ لي في الحياةِ سواكِ
ولا وجهَ لي... لا خُطىً
لا مرايا تُصادقني
ودمي فاغرٌ فاهُ يعوي
كشوقِ الغريبِ إلى اللا مكانِ ...

دمي.. ديكُ جنِّي الذي صاحَ
من نطفةِ الإثمِ في رحمِها
سوفَ يُوقظُ – لا بُدَّ – أنثى القصيدةِ
من نومِها.


تمَّوز 2009



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالات وحوارات في الأدب
- قُبلةٌ للبياتي في ذكرى رحيلهِ العاشرة
- يُخيَّلُ لي
- محمد علي شمس الدين..
- إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
- مُعضلةُ الصَداقةِ اللدودةْ
- وشمُ نوارسْ
- في حضرةِ الماء
- أمشي كيوحنَّا
- كائنُ الشمسْ
- لعلَّ أزهاراً ستُشرق
- في مرتقى شفةٍ
- نيسانُ أقسى الشهور
- حدائقُ من شهقاتْ
- مقالات وحوارات في الشعر والأدب
- ترانيم غجريَّة
- أشعار جليلية
- البحثُ عن الأوتوبيا
- وردةُ القلب
- الطيِّب صالح يهاجرُ جنوباً


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - هذيَانُ ديكِ الجنِّ الحمصيِّ الأخيرُ